سياسة

الشيتة في الوقت الضائع: سبق براس وعقدة “محمد الوالي”

“محمد الوالي” عنوان “حرب” تستهدف “الأمن القومي”

رافقت التغييرات التي عرفها جهاز المخابرات خلال السنتين الأخيرتين في الجزائر حملة إعلامية كبيرة، غذّاها تسريب أخبار أمنية حسّاسة تخص تعيين ضبّاط سامين وإحالة آخرين على التقاعد، حيث أصبحت معلومات من قبيل تعيين جنرال في مصلحة تابعة للمخابرات تنشر على صفحات الفايسبوك، يلوكها الناشطون وراء أسماء مستعارة من صفحة إلى أخرى.

ويعمل على تقديم هذه الخدمة المجانية لصالح أجهزة الأمن الأجنبية التي تتابع بدقة تطورات الأحداث في الجزائر، صفحات بعينها اختصت بتسريب مثل هذه الأخبار، ولعل بطل هذه المهمة هو صاحب صفحة يحمل إسما مستعارا وهو “محمد الوالي” الذي أصبح يشعل الفايسبوك بانفراده بنشر معلومات حصرية عن المؤسسة العسكرية، أهمها حادثة اعتقال الجنرال المتقاعد عبد القادر آت أوعرابي المدعو حسان وحل جهاز مكافحة الإرهاب وإلحاقه بقيادة الأركان، هذه الصفحة أصبحت مرجعا للعديد من الصحفيين ومسؤولي بعض الجرائد في الجزائر.

ورغم خطورة تداول مثل هذه المعلومات خارج الأطر الرسمية، وفي صفحات على شبكة الفايسبوك بأسماء مستعارة، إلا أن استمرارها لفترة طويلة دون تحرك الجهات الأمنية لكشف هوية هذه الأطراف ووضع حد لها، بعد أن صارت منابر إعلامية تمرر بها أهم التغييرات الأخيرة وتوجيهها في اتجاه معين، يغذي تساؤلات عديدة حول التراخي في معالجة هذه المسألة .

صور الجنرال توفيق التي نشرتها صفحة “محمد الوالي” قبل فترة من إحالته على التقاعد والتي تداولتها وسائل الإعلام في وقت لاحق، تُؤكد وجود رابط مباشر بين جهات تحتل مناصب حساسة داخل الدولة، وهاته الأسماء المجهولة التي تبدي موقفا منحازا لصالح جهة معينة وتقوم بتسويق خطاب تحريضي أحيان.

هذه الطريقة في التعامل مع جهاز حساس يستند في عمله على السرية بات يطرح عدة تساؤلات عن الخلفيات التي جعلت الاخبار الداخلية لجهاز المخابرات تنتقل من السرية إلى الواجهة مع التعليق عليها ، إلى درجة أصبحت أخبار الجنرالات حديث المقاهي وصالونات الحلاقة.

فلم يعد عصيا معرفة مسار ضابط سامي من مولده ومكان إقامته وصولا إلى المنصب الذي يحتله والاسم المستعار الذي يحمله في إطار مهامه السرية.

ورغم ان إستراتيجية إتصال بعض المؤسسات في الدولة تتسم بالإنغلاق في أحيان كثيرة وتشكل عائقا امام حرية الصحافة، إلا أن تسريب الأخبار خارج الأطر الرسمية أصبح يهدد سمعة تلك الأجهزة في حد ذاتها، ويطرح عدة تساؤلات عن تفضيل أصحاب القرار تسريب الأخبار دون رسم إستراتيجية شفافة للتواصل مع وسائل الإعلام تتيح لهم من خلالها تداول المعلومة بعيدا عن الشائعات.

وفي ظل إستمرار حالة غلق منافذ المعلومة في معظم القطاعات وفتح الباب على مصراعيه على الأخبار الأمنية، تصبح الخطورة أكبر والتوجس من الدوافع أكثر.

صالحي يكشف عن هوية شابة عاصمية تنشر الأخبار الأمنية من أسكتلندا
كشف الإعلامي سليم صالحي، أن المدعو “الوالي محمد” صاحب الصفحة المثيرة للجدل على موقع فيسبوك، ليس سوى امرأة تدعى “نادية ب” وتقيم مع زوجها باسكتلندا، وهما يبحثان عن اللجوء السياسي منذ مدة في هذا البلد دون جدوى.

وأوضح صالحي الذي أقام لسنوات طويلة ببريطانيا، أن “الصفحة المسماة ” الوالى محمد” هي في الحقيقة لجامعية جزائرية من العاصمة تُسمى “نادية .ب” وتسكن باسكتلاندا مع زوجها وطفليها منذ سنوات، وهم من ضحايا المأساة الوطنية، وأن لهم مشاكل مع إدارة الهجرة هناك بسبب رفض منحهم اللجوء السياسي”.

وأضاف صالحي الذي كان مديرا عاما لقناة المغاربية التي تبث من لندن، على صفحته على الفيسبوك أن هذه الصفحة “قد تمّ استغلالها من طرف بعض الجزائريين خارج البلاد وداخلها ومعظمهُم من معارف زوجها، من أجل زرع المعلومات المغلوطة لأغراض مشبوهة، ولتصفية حسابات شخصية لنفوسهم المريضة، ويبدو أنها تستمتع بهذا الدور البائس لشيء في نفسها، وخاصة أن بعض المعلومات المشبوهة أصبحت تُمرر عبر الصفحة من طرف أشخاص معروفين”.

ودعا صالحي الذي لم يسلم كغيره من السياسيين والإعلاميين من هجوم صفحة محمد والي، إلى ” تجنب الدخول في معارك جانبية مع أناس مشبوهين وجبناء يختفون وراء أسماء مُستعارة وصورة مستعارة مثل “الحريم”، وإن بعض الحريم لأشجع من هؤلاء اللّقطاء الذين في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا، ثم إن وقتي أثمن بكثير من محاججة السّفهاء”.

وقد اشتهرت صفحة محمد والي بشن حرب “عنصرية” على المكون القبائلي في جسد الشعب الجزائري ونعت كل الأمازيغ بلفظ “الزواف” نسبة إلى عملاء استعملهم الجيش الفرنسي لدى احتلاله للجزائر.

وانطلاقا من هذه النظرة المريضة صار يرد كل الأزمات والمشاكل التي تخبطت فيها الجزائر إلى ما يعتبره العنصر الزوافي في مؤسسات الدولة، رغم التناقضات الصارخة التي تحملها هذه التحاليل المشبوهة التي تكتب بلغة عربية ركيكة مليئة بالأخطاء اللغوية.

حرب بين موقع “سبق برس” والناشط الفايس بوكي “محمد الوالي”
اندلعت حرب إعلامية من نوع خاص بين موقع “سبق برس الإخباري”، حديث النشأة، والناشط الفايس بوكي الشهير “محمد الوالي” المعروف بنشره لأسرار مهمة وتفوّقه على المواقع الإخبارية في نقل الحصري منها.
وبدأ موقع “سبق برس” الجزائري بانتقاد الناشط في الفايس بوك محمد الوالي بشدّة واتهامه بما سمّاه “تقديم خدمة مجّانية لأجهزة الأمن الأجنبية التي تتابع بدقة تطورات الأحداث في الجزائر”، ليردّ بعدها محمد الوالي قائلا “بأن الموقع يمثل تحالف الخيانة والدمار الشامل للجزائر.
وذكرت أنّ صاحب صفحة يحمل اسما مستعارا وهو “محمد الوالي” قد أثار ضجة بنشره معلومات حصرية عن المؤسسة العسكرية، أهمها حادثة اعتقال الجنرال المتقاعد عبد القادر أوعرابي المدعو “حسان”. هذه الصفحة أصبحت مرجعا للعديد من الصحفيين ومسؤولي بعض الجرائد في الجزائر، كما دعا الموقع القائميين على الشأن الأمني في البلاد بالتحرّك لكشف هوية الأطراف التي تسرّب المعلومات الحسّاسة ووضع حد لها.
http://www.elhayat.net/article35036.html

كلمات مفتاحية

2 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • لا أدري لماذا تعتبرون نشر صورة رئيس المخابرات شنيعة؟
    كل رؤساء المخابرات في العالم وحتى الكبرى لايعتبرون نشر صورهم أو المرور على التلفاز جنحة او جناية ماعدا أنظمة المافيا
    فقط المافيا ورؤساء العصابات هم من يخافون الظهور إلى العلن.

  • حرب بين موقع “سبق برس” والناشط الفايس بوكي “محمد الوالي”
    اندلعت حرب إعلامية من نوع خاص بين موقع “سبق برس الإخباري”، حديث النشأة، والناشط الفايس بوكي الشهير “محمد الوالي” المعروف بنشره لأسرار مهمة وتفوّقه على المواقع الإخبارية في نقل الحصري منها.
    وبدأ موقع “سبق برس” الجزائري بانتقاد الناشط في الفايس بوك محمد الوالي بشدّة واتهامه بما سمّاه “تقديم خدمة مجّانية لأجهزة الأمن الأجنبية التي تتابع بدقة تطورات الأحداث في الجزائر”، ليردّ بعدها محمد الوالي قائلا “بأن الموقع يمثل تحالف الخيانة والدمار الشامل للجزائر.
    وذكرت أنّ صاحب صفحة يحمل اسما مستعارا وهو “محمد الوالي” قد أثار ضجة بنشره معلومات حصرية عن المؤسسة العسكرية، أهمها حادثة اعتقال الجنرال المتقاعد عبد القادر أوعرابي المدعو “حسان”. هذه الصفحة أصبحت مرجعا للعديد من الصحفيين ومسؤولي بعض الجرائد في الجزائر، كما دعا الموقع القائميين على الشأن الأمني في البلاد بالتحرّك لكشف هوية الأطراف التي تسرّب المعلومات الحسّاسة ووضع حد لها.
    http://www.elhayat.net/article35036.html