مقالات

المخابرات عذّبت السعيد بوتفليقة مطلع التسعينات

السعيد بوتفليقة … الجزأرة والمخابرات | السعيد بن سديرة

في بداية التسعينات ومع التعددية السياسية والاعلامية ظهرت للعلن حركة إسلامية وسط النخبة الجامعية ومقرها جامعة باب الزوار بعد أن كانت ولسنوات تنشط في السر … سميت بفكر الجماعة أو البناء الحضاري أو ما بات يعرف بالجزأرة من بين زعمائها حسب ما علمت في ذلك الوقت الدكتور محمد بوجلخة الذي كان يلقب بمهندس تيار الجزأرة وكان حريصا على العمل السري دائما وعدم الظهور أو النشاط العلني خاصة بين الطلبة … كان للحركة فروع على المستوى الوطني ينشط من خلالها عدد من الاساتذة منهم الأستاذ الطيب برغوث و الراحل محمد السعيد الناطق الرسمي بإسم الجماعة و الأساتذة الشيخ البشير و سعيد مولاي و لعريبي وتخنوني و عيسات و الشيخ رجّام يوسف و يوسف بن حليمة و بلّحرش و لمجداني و العفري و شرفاوي و صلاح الدين سيدهم و حمّي والسعيد بوتفليقة وعدد أخر من الاساتذة كلهم متهمين بتكوين جماعة سرية تحضر للعمل المسلح والتحضير لعمليات إغتيال في حق عدد من الشخصيات السياسية العلمية والثقافية من بينهم عميد الجامعة صالح جبايلي ودكتورين من معهد الرياضيات متهمين أنهما شيوعيين وهما إدريس بولعراس و عمار خوجة.
بعد إغتيال عميد الجامعة صالح جبايلي تم إعتقال عدد كبير من الاستاذة أو لنقل إختطافهم نتيجة وشاية أو شهادة قدمها طالب أتحفظ على ذكر إسمه في الوقت الراهن وكان مكلف بمراقبة ومتابعة تحرك الاساتذة والطلبة من قبل ضابط أتحفظ كذلك على ذكر إسمه حاليا طبعا رفقة عدد أخر من العملاء وليس وحده … قلت تم إعتقال مجموعة من الاساتذة من بينهم السعيد بوتفليقة الذي تعرض الى شتى أنواع التعذيب التنكيل والاستنطاق ووو ………حتى الاغتصاب كما علمت لاحقا وهو الامر الذي حز في نفسه وجعله يكن حقدا دفينا على ضباط المخابرات الذين وللامانة مارسوا معه كما مارسوا مع عدد أخر من الاساتذة كل أنواع الاستنطاق خارج الاطر القانونية وحتى الانسانية لكنها في إعتقادي هي أفعال معزولة وعقد نفسية خاصة وأن الممارسين لهذه الاعمال الغير قانونية والغير أخلاقية أصلا هم في الحقيقة بدون مستوى علمي ولا ثقافي ولا يحملون أي شهادة جامعية وهو الامر الذي يجعلهم يحقدون على أستاذ جامعي شاب يحمل من الشهادات ما يعجز اللسان عن وصفها كالاستاذ سعيد مولاي أو بوجلخة أو السعيد بوتفليقة أو برغوث وكثير من الاساتذة .
بعد تدخل عبدالعزيز بوتفليقة لدى الكاردينال العربي بلخير تم الافراج عن الاستاذ السعيد دون محاكمة عكس ما حدث مع باقي المعتقلين الذين قضوا سنوات في السجن وبعد الافراج عنه رحل رفقة أخيه الى خارج الوطن كما رحل العديد من الاساتذة في ذلك الوقت نتيجة الوضع المزري والتجاوزات الخطيرة التي مارسها بعض المحسوبين على السلطة والنظام مدنيين وعسكريين نتيجة الفوضى الخلاقة .
..
إذن وفي إعتقادي عقدة المخابرات التي لزمت عبدالعزيز بوتفليقة طوال حياته خاصة بعد إقصاءه من طرف المرحوم مرباح بعد وفاة المرحوم بومدين من تولي الحكم هي نفسها عقدة المخابرات التي لزمت شقيقه السعيد بوتفليقة الذي تعرض للتعذيب والاغتصاب على يد الضابط x من رجال المخابرات في وقت ما وهو ما دفعهما للانتقام وبقوة من الجهاز ككل وليس من بعض أفراده ولو بالتحالف مع برنار باجولي ومن معه وإستعمال سعداني ومن معه … المهم الثأر والانتقام .
..
خلاصة القول : نعم هناك تجاوزات وهناك تعسف في إستعمال السلطة ليس فقط منذ توقيف المسار الانتخابي بل حتى قبل ذلك خاصة في حق الاسلاميين المتعاطفين مع مشروع الاسلام السياسي لكن هذا لا يجعلنا نحقد على مؤسسات الدولة ونعمل على تفكيكها وتقزيمها بحجة مدنية الدولة لان جهاز المخابرات ليس المرحوم عبدالحفيظ بوصوف ولا المرحوم قاصدي مرباح ولا الحاج بتشين ولا الفريق توفيق ولا حتى طرطاق ووو……….بل هو مؤسسة تحمي البلاد من المخاطر المتعددة في الداخل والخارج بالرغم من عيوبها الكثيرة حقا نتيجة سوء وفساد بعض عناصرها ومصيرهم الزوال بكل تأكيد .

(السعيد بن سديرة: إعلامي جزائري يُعلن صراحة وقوفه في صف المخابرات و الإنقلابيين ويدافع عنهم بشكل طبيعي باعتباره واحد منهم وليس من بقية الشعب الذي يصفه بـ: الغاشي الراشي)

إقرأ من المصدر

كلمات مفتاحية

3 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • لمذا يفتخر مسؤولينيا بالعفن ؟ المقاضاة كانت هي الأساس لكل شيء أما اللجوء لللأساليب الحيوانية فلا مبرر لها و تحت أي غطاء .

  • هذا أسلوب مراهقين في تناول مواضيع بهذه الحساسية. في الحقيقة هذا البوتفليقة الذي يتكلم عنه وينعته بهذه النعوت المخلة بالحياء لايهم بقدر مايجعلني أتحفظ على ميولاته المرضية هو نفسه و التي طبعت أخلاقه من مخالطة المعاتيه والمرضى من ضباط المخابرات. خروجه للعلن أو مايعبر عنه بالإنجليزية (his coming out) جعله يتعدى حدود اللياقة وهذا ليس غريبا على من يجهر باحتقاره لأهله.