سياسة

سيد أحمد غزالي: حمروش متورّط.. والفرنسيون تكرّموا عليه بـ”رجل الإصلاحات”

رئيس الحكومة الأسبق سيد أحمد غزالي لـ”الشروق”:
حمروش متورّط.. والفرنسيون تكرّموا عليه بـ”رجل الإصلاحات”
حمروش دفع ثمن مناوراته مع “الفيس”
الانفتاح السياسي المنبثق عن دستور 89 كان خدعة
وصف رئيس الحكومة الأسبق سيد أحمد غزالي التعددية التي باشرتها الجزائر نهاية الثمانينات بـ”الانفتاح السياسي المزعوم”، وأضاف في تصريح لـ”الشروق”، أن الفرنسيين هم من أطلقوا لقب “رجل الإصلاحات” على مولود حمروش، في حين يعتبر غزالي أنّ الأخير وقع ضحية سياسة النظام من جهة، ومناوراته مع الفيس من جهة أخرى.

وفي سياق الجدل الذي أثارته تصريحات عقيلة الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد رحمه الله، حيث اعتبرت السيدة حليمة في مقابلة سابقة مع “الشروق”، أنّ منجزات زوجها قد تعرّضت للسطو، يرى رئيس الحكومة الأسبق سيد أحمد غزالي، أنّ نفس الشعور كان ينتاب الرئيس خلال فترة حكمه، لذا كان يشدّد أمام الأجانب على سبقه لغورباتشوف في تدشين الإصلاحات عام 1980، في محاولة لتقديم نفسه كزعيم جديد للجزائر بعد مرحلة هواري بومدين.

وقال سيد أحمد غزالي في تصريح لـ”الشروق”، أن الحديث عن الإصلاحات في الجزائر يعود بالذاكرة إلى التاريخ، وتحديدا إلى المؤتمر الرابع لحزب جبهة التحرير الوطني، حيث حمل شعاره صورة الراحل بومدين وحولها عبارة “الاستمرارية والوفاء”، لكن ما وقع بعد ذلك خالف الخيار المعلن، فقد أوعز فريق الرئيس الجديد بضرورة هدم المنجزات السابقة وتجاوزها، حتى يبرز اسم الشاذلي بن جديد خارج عباءة هواري بومدين، مثلما يؤكد المتحدث.

ويوحي كلام غزالي أنّ الشاذلي لم يكن متحمّسا على الأقل في بداية عهده للانقلاب على سياسة بومدين، غير أنّ من حوله أقنعوه بضرب آثار سلفه حتى يبرز هو كرئيس إصلاحات، ويكتسب كاريزما جديدة تعوّض الصورة النمطية للزعيم “محمد بوخروبة” في أذهان الجزائريين، وبهذا الصدد، لا يعترض غزالي على تفكير الشاذلي في الظهور، بل يعتبره حتمية منطقية لرئيس دولة، لكن ليس على جماجم الآخرين وتضييع مكتسبات وطنية ثورية، وكشف رئيس الحكومة الأسبق أنه قد أبلغ مثل هذا الكلام للشاذلي حينما كان وزيرا في عهده، وطالبه أن يسدّ النقائص والثغرات، دون التفريط في ما تحقّق للشعب منذ الاستقلال على يد بومدين وسياسته الوطنية.

وعن مزايا الإصلاحات التي تنسب في صورة المفخرة إلى المرحوم بن جديد، فإنّ غزالي يقلّل من شأنها أصلا، ويعتبرها في شقّها الاقتصادي مجرّد انقلاب على العهد البومديني، دون تحقيق بديل فعّال، مرجعا السبب إلى الانخداع بارتفاع أسعار النفط في أعقاب ثورة الخيمني 79، حيث قفزت من 12 إلى 40 دولارا (ما يعادل 100 دولار حاليا) قبل أن تنهار منتصف الثمانينات من القرن الفائت، كما أنّ عرّابها عبد الحميد ابراهيمي كان فاقدا بالمطلق للرؤية السياسية، وهو المعروف وقتها بـ”لاسيونس”، في إشارة إلى أنه لم يكن سوى “تكنوقراطي” في أحسن الأحوال.

أمّا في الجانب السياسي، فإنّ غزالي يعتبر ضمنيا كلام الشاذلي عن حكم الأفلان مغالطة، فالرئيس الأسبق كان يسوّق للانتقال من سلطة الفرد (بومدين) إلى حكم الحزب، وهذا التقييم برأي المتحدث “أمر شكلي” فقط، بل إن الجبهة كانت مظلومة، وقد دعاها غزالي حينما ترأّس الحكومة للتبرؤ من كل الحكومات!

وبالتالي، فإّن سيد أحمد غزالي يصف الانفتاح السياسي المنبثق عن دستور 89 بـ”المزعوم”، معتبرا أنّ مهندسه الحقيقي هو مولود حمروش، لأنّ “الشاذلي استقال معنويا منذ أحداث 5 أكتوبر”، فتولّى حمروش الإشراف على كلّ المشاريع الإصلاحية، لكن غزالي ينزع عنها صفة الجديّة والصدق، مهما كانت نوايا صاحبها المباشر، بل العبرة بتوجهات الفريق كاملا، إذ يدرجها ضمن سياسة “الإرضاء لبعض الأطراف، ومحاولة التخلّص من تداعيات أحداث أكتوبر التي هي مبادرة من صنع النظام”، بدليل أنّه لم يحترمها وخرقها بالجملة، مثلما يضيف غزالي، ما جعل حمروش في ورطة من أمره، حتّى وإن حمّله نتائج مناوراته مع جماعة الفيس المحلّ، ويؤكد غزالي أن الفرنسيين هم من لقّبوا الأخير بـ”رجل الإصلاحات”.

كلمات مفتاحية

تعليق واحد

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • يطل ابو فراشة اليوم واعظا كمافعلها الثعلب وسط الدجاج يطعن الاحياء والاموات وينذر يانهيار الجزاير. عجيب امر هذا الرجل الذي عاش في دوابيب الدولة من62الى/99 وكان احد صناع الماساة الجزايريةالرءيسيين واليوم يلبس مسوح الوطتية. بعد لفظه النظام مشكورا. سقطت ورقة التوت غنك يا ابي فراشة ولوكانت لديك مرو ءة للبثت في بيتك يا غراب البين

    .