سياسة

حداد يسير حكومة موازية

ينصب “سفراء” ويطلق مشاريع ويوزع قروضا :

هل يسعى حداد إلى حكومة موزاية ؟
ظهرت مؤخرا عدة مؤشرات تبين بوضح حالة التضخم التي يشهدها منتدى رؤساء المؤسسات باعتباره يشكل أكبر تجمع اقتصادي خارج إطار مؤسسات الدولة، وهي حالة نقف أمامها متسائلين هل نشهد تغولا للآفسيو على حساب الحكومة، وهل لدينا حكومة موازية في الجزائر ؟ وهل سينفلت هؤلاء من مدى الضبط الحكومي ؟

فقد خرج علينا مؤخرا رجل الأعمال البارز ورئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد، حاملا معه قراراه الجديد المثقل بنشوة الانتصار على غريمه الهارب يسعد ربراب، أنه تم منح رخصة لثلاثة رجال أعمال لاستيراد السكر واقتسام تركة ربراب بعد رفض الحظر ولو جزئيا عن استيراد هذه المادة الحيوية.

تؤكد تجارب الحكم في الجزائر أن الحكومة هي الواجهة السياسية للدولة وهي التي تحتكر القرار ولو رسميا وحتى وإن كانت مجرد واجهة لنخب نافذة في مختلف مؤسسات الدولة، لكنها تبقى نخب تتمتع بالصفة الرسمية، لكن الوضع هذه المرة قد يبدوا مختلفا نوعا ما فنحن أمام تغول واضح لمنتدى رجال رؤسات المؤسسات، وإلا كيف نفسر الزيارات الماراطونية التي قام بها حداد في مختلف ولايات الوطن وكذا فتحه لكاتب تمثيل (سفارات) في الخارج تنافس البعثات الدبلوماسية الجزائرية الرسمية فضلا عن استقباله المتكرر للسفراء المعتمدين في الجزائر وخاصة منهم سفراء الدولة ذات الثقل في المجموعة الدولية، رغم أن هذا المنتدى بكل ما فيه لا يعدوا أن يكون منظمة من منظمات المجتمع المدني تخضع لمديرية العمل الجمعوي في وزارة الداخلية مثلها مثل جمعية حماية الشباب الريفي !

لا يختلف اثنان أن القصور والخلل في أداء المؤسسات الحكومي أبرز من أن تغطيه مقالة مادح باع نفسه وضميره، كما لا ننكر تلك الحالة المتقدمة من الترهل التي أصابت الإدارة الجزائرية، لكن كل هذا لا يبرر الاتجاه نحو بناء حكومة ثانية موازية تخلف الأولى الرسمية أو على الأقل تزاحمها في عملها.

مؤشر آخر يبرز وبوضح مدى تغول هؤلاء، ألا وهو إعلان رئس الأفسيو عن إنشاء صندوق مالي لدعم المستثمرين الشباب، إلا أن ما لم يعلنه حداد أن آلية العمل في توزيع تلك المساعدات مرتبطة بنسبة فائدة تتجاوز 2 %، أي أنها قروض بفائدة تصدر بنك موازي للبنوك الرسمية، وهو ما يجب أن يخضع لرقابة هيئة لكصاسي ودون المرور على البنك المركزي يعتبر هذا القرار مخالفا لقوانين الدولة الجزائرية.

ليس دفاعا عن أطروحة زعيمة حزب العمال حول تغول الأوليغارشية، ولكن تمدد نفوذ هؤلاء صار أمرا لا يمكن السكوت عنه.

محمد دخوش

كلمات مفتاحية

شارك بالتعليق

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق