سياسة

سليمة تلمساني :لم أكن عميلة لجنرالات الدياراس

الإعلامية سليمة تلمساني لــ ” الحوار”:

لم أكن عميلة لجنرالات الدياراس
اتحدى أي صحفي يملك مصادر المعلومات التي أملكها

بدل أن تتهموني… كلموني عن مصداقية معلوماتي

ليس لدي مشكل مع اللغة العربية لأني أجيدها

قانون المصالحة أغلق الباب في وجه التائبين والسلطة هي السبب في تغول مزراق

نفت صحفية “الوطن” زينب أبوشو و المعروفة باسم سليمة تلمساني في حديثها مع “الحوار” الاتهامات الموجهة أليها بخصوص عملها لصالح جهاز المخابرات، مؤكدة أن 25 سنة من العمل والاجتهاد في الميدان منحها مصادر موثوقة تجعلها سباقة للمعلومة، كاشفة الضغوطات و التلاعبات التي تمت عليها، ونقاط أخرى حول مسارها المهني.

حاورتها : هجيرة بن سالم

لو تحدثينا، كيف كانت بداياتك الأولى؟
بدايتي كانت مع جريدة ليفاي ،بعدها توجهت الى صحيفة لوكوتيديان دالجيغي و منذ سنة 1992 و انا اعمل بجريدة الوطن الى غاية اليوم ،كنت أعمل بالقسم الوطني حيث قمت بانجاز تحقيقات و ريبورتاجات حول المواضيع المتعلقة بالبيئة و أخرى اقتصادية كما قمت بتغطية عدة أحداث الى غاية بداية سنوات الإرهاب أين اقتصرت الصحافة على الأخبار الأمنية.

كيف انتقلت من زينب أبوشو الى سليمة تلمساني و من الكتابة في المواضيع المتعلقة بالبيئة الى مواضيع الدم و الدمار؟
في البداية كنت أوقع مقالاتي باسمي الحقيقي لكن بعد تدهور الأوضاع الأمنية و مقتل الطاهر جاووت وإقرار قائمة الصحفيين المستهدفين وجدت نفسي أمام ضرورة التفكير بعائلتي لان الاسم هو اسم العائلة كلها و لا يخصني لوحدي خاصة و أنني من عائلة كبيرة تتكون من 7 بنات و 3 ذكور و كلهم إطارات هذا ما حتم علي التوقيع بأسماء مستعارة الى غاية سنة 1993 حيث استقر توقيعي على اسم سليمة تلمساني، و بعد ان كنت اكتب في مواضيع تتعلق بالبيئة و الاقتصاد وجدت نفسي اكتب عن القتل و الدمار ففي تلك الفترة اقتصرت الصحافة على الأخبار الأمنية فقط و كانت كل صفحاتها مليئة بهذا النوع من الأخبار، و بالنسبة لي ما أوصلني الى كوني صحفية بهذا الاسم هو معايشة تلك الظروف القاسية و العمل في أجواء خطيرة.

في ظل تلك الظروف القاسية هل فكرت في التوقف عن الكتابة؟
بالعكس زدت إصرارا على مواصلة مسيرتي لأنها لم تكن مسألة قتل الصحفيين فقط و إنما قتل كل من يعارض معتقداتهم .

مع تعدد القنوات التلفزيونية و تهافت الكثير من صحفيي الصحافة المكتوبة الى التلفزيون هل تفكرين بخوض هذه التجربة؟
أريد الخوض في تجربة السمعي البصري و القيام بريبورتاجات و تحقيقات في مستوى الاحترافية خاصة في المجال الاجتماعي، ربما لم أجد الفرصة المناسبة بعد وطبعا إذا كان ما سأضيفه الى هذا القطاع يشبه ما نشاهده على القنوات التلفزيونية الجديدة التي لا علاقة لها مع الاحترافية فأفضل ان لا أخوضها.

في محاكمة الخليفة بلغنا أنك سليمة تلمساني استاءت من أحد المحامين حين تحدث باللغة العربية ،هل هذا صحيح؟
ليس لدي مشكل مع اللغة العربية أجيد اللغتين و لا أجد أي إشكال في متابعة محاكمة باللغة العربية أو الفرنسية،لا يطرح الإشكال عند الصحفيين الفرانكفونيون في متابعتهم لمحاكمة سواء كانت باللغة العربية او الفرنسية بل الصحفي المعرب فقط من يواجه صعوبة في فهم بعض العبارات التقنية و المالية الغامضة كمصطلحات بنكية و غيرها من المفاهيم التي تحملها مثل هذه المحاكمات، و المشكل الذي يطرح أيضا هو ان الصحافة المعربة تستاء حين تفوت فهم هذه العبارات.

في نظرك هل يوجد فرق بين الصحافة الناطقة باللغة العربية و نظيرتها الفرانكفونية؟
المنافسة قوية جدا عند الجرائد الناطقة بالعربية بحكم أنها أكثر من الفرانكفونية و لهذا تعتمد على السبق الصحفي ما يجعلها أحيانا تنشر معلومات خاطئة ،ناهيك عما نلاحظه في كثير من الصحف التي تعتمد على ما تنشره نظيراتها بعد ان تقوم بترقيعها خاصة و ان المجتمع الجزائري يصدق كل ما يقرؤه.

يتساءل البعض لماذا اختار بعض الجنرالات سليمة تلمساني بالذات لتسريب الأخبار دون غيرها من صحفيي جيلها ؟
تغضب .. أنا لم أكن اعمل لصالح المخابرات و بالنسبة لي بعض الجنرالات مصدر معلومات لا أكثر، كيف أكون تابعة لهم و قد انتقدتهم في عدة مقالات و اتحدى أي صحفي كتب مقالات ضد جنرالات الدياراس أكثر مني، أوكسجين الصحفي هو مصادر المعلومات التي يملكها و قائمة مصادري لا يملكها أي صحفي، سواء على مستوى العاصمة أو داخل الوطن ككل، ما يحدث في المحاكم أو على مستوى سلك الشرطة و الدرك الوطني و حتى جهاز المخابرات دائما أكون على علم به، ليس لأنني تابعة للدياراس و إنما يوميا أتواصل مع مصادري لهذا من يطلع على فاتورة هاتفي يصاب بالدهشة، و كل القضايا التي كتبت عنها صحيحة و بعيدة عن محاولات تحطيم أشخاص معينين و كلها أبانت على حقيقتها مع الوقت.

البعض يقول انه تم استعمالك لضرب جهات او رجال اعمال او مسؤولين كبار ؟
لا يعني أنني مع الدياراس أو ضدهم لكنني صحفية أقوم بعملي و اكتب أي معلومة أتحصل عليها ،و لا يهمني ضد من كانت ولا أتحمل مسؤولية أفعاله كل ما انا مجبرة عليه هو إعطاء الحق للمعني بالأمر أو المؤسسة التي يعمل بها للتعليق على المعلومة.

كيف كنت السباقة لتفجير فضائح سوناطراك و القطاع السيار دون غيرك من الصحفيين؟
كل ما أقوم به هو عملي كصحفية و خبرتي لفترة 25 سنة منحتني قائمة مصادر في شتى القطاعات و بالنسبة لي الفرق بين الصحفي المتمكن و غير المتمكن الذي يعتمد يوميا في كتاباته على الفايسبوك و على “الكوبي كولي” هو أجندة الصحفي و حجم المصادر الموثوقة التي يملكها ،و بخصوص أسباب امتلاكي للسبق الأجدر توجيه الاتهام للصحفيين الذين لا يجتهدوا في الحصول على المعلومة و ليس المتمكن في الحصول عليها ، شكيب خليل كذب الأمر في ندوة صحفية في اليوم الموالي الذي كتبت فيه على قضية سوناطراك إلا ان الوقت أعطاني الحق ،و في الوقت الذي كنت ابحث عن الحقائق حول قضية الخليفة كان بعض الصحفيين يسافرون في طائراته و “يخلصهم” حتى لا يكتبوا عنه ، وردي على من يراني أني كنت عميلة لبعض الجنرالات هو “كلموني عن مصداقية المعلومات التي أتحصل عليها”.

ما حقيقة دورك في قضية الجنرال عبد الرحمن و اتهامه بالمخدرات ؟
القضية برزت بوادرها جراء قيامي بعملي الصحفي حين كنت بصدد انجاز تحقيق حول المخدرات في غرب الوطن و البداية كانت بسجن احد المسؤولين في قضية المخدرات التي نسبها الى الجنرال عبد الرحمن و بعد التحقيق الذي قمت به تبين ان المشكلة كانت في الناس الذين كانت لهم يد في شبكات المخدرات و ورد اسم الجنرال ،و واجبي يلزمني بنشر الحقائق التي وصلتني.

اتهمت أيضا بشن حملة ضد الوالي الأسبق لولاية وهران بشير فريك، ما السبب وراء ذلك؟
بشير فريك هو صديق مقرب و لم أشن أي حملة ضده ،فقط جاء مقالي لتوضيح اللبس الذي ارتأيته خلال تصريحه بخصوص أملاكه و التي ذكر جزءا منها فقط، و بما أنني اعرفه و اعرف ممتلكاته اندهشت من تصريحه فقمت بالبحث، و تساءلت إذا كانت هذه التصريحات تخضع للرقابة أو لا، لان تصريحه يقول شيئ و الحقيقة شيء آخر.

هل عرضت عليك الرشوة في مسارك المهني ؟ و كيف تعاملت معها؟
تضحك.. كثيرا ،لكنني من الشخصيات التي لا يغريها الجانب المادي ،ترعرعت في وسط بسيط و في صغري كنت ارافق والدتي الى تنظيف بيوت الناس للحصول على لقمة العيش و لهذا من يعرض علي المال كمن وجه الي السب و الشتم و لهذا مستحيل ان أتقبلها.

من عرض الرشوة عليك؟
لن اذكر الأسماء و كلهم يعرفون أسماءهم..

أعلن مدني مزراق مؤخرا عن تأسيسه لحزب سياسي كما أكد لدى نزوله ضيفا على برنامج تلفزيوني فتح الدفاتر القديمة إذا لم يتم اعتماد حزبه ،ما رأيك في هذه التصريحات؟
مزراق يتحدى الدولة الجزائرية و السلطة هي من فتحت له الأبواب التي أوصدها ميثاق السلم و المصالحة الوطنية في وجه من فتح المجال إمام القتل و الدمار في وقت سابق ،لهذا فهي الوحيدة التي تتحمل مسؤولية تصريحاته و مطالبه كما أنهم بحاجة إليه لتخويف الشعب و استخدامه كطعم لترسيخ فكرة عودة الإرهاب بزوال السلطة الحالية.

لو عاد الزمن الى الوراء هل ستسلك زينب نفس الطريق الذي سلكته؟
صحيح أن هذا المجال يجعلك تمرين بعدة صعاب خاصة في الحياة الخاصة أتحدث عن الصحفيين الذين يعملون جاهدين للحصول على المعلومة ،لكن من جانب آخر يمنحك جملة من العلاقات الطيبة كما انه يساعدك على اكتشاف الأشخاص و العالم ككل، و من يبحث عن المال و تحسين الظروف الاجتماعية فلن يختار هذا المجال أبدا، كان خياري لأنني أحبه كثيرا و سأختاره في كل الظروف.

كلمات مفتاحية

2 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق