مقالات

يعلم أم لا يعلم؟! المسألة أخطر من ذلك : أحميدة عياشي

في رسالة موجهة إلى الرئيس بوتفليقة، أتبعتها ندوة صحافية في فندق “السفير” كشفت 19 شخصية سياسية.. تاريخية وثقافية من بينها زعيمة حزب العمال لويزة حنون ووزيرة بوتفليقة السابقة خليدة تومي وأحد الوجوه البارزة للولاية الرابعة لخضر بورقعة والروائي بوجدرة وإحدى المشاركات في معركة الجزائر زهرة ظريف وزوجة التاريخي رابح بيطاط، وتمثل جوهر الرسالة في طلب مقابلة الرئيس وذلك للتأكد إذا ما كان هو وراء القرارات المتخذة في الآونة الأخيرة والتي اعتبرت في نظر هؤلاء خطرا على مستقبل البلاد يستهدف سيادتها وحريتها ووحدتها أو اتخذت باسمه، وبالتالي قد لا يكون على علم بها، لكن هذه المجموعة لم تشر صراحة إلى من يستعمل اسم الرئيس، وضمنا نفهم من ذلك الحلقة الأضيق المقربة منه، ويلاحظ لأوّل وهلة أنّ هذه المجموعة تعد في غالبها من المقربين لبوتفليقة الذين تم التخلي عنهم وإبعادهم من المحيط الرئاسي، وتكشف رسالتهم في الوقت نفسه عن قلقهم الشخصي أيضا لأنهم لم يجنوا من دعمهم الشديد لبوتفليقة لعهدة رابعة أي مكسب بل بالعكس، فهم يعتقدون أنه تم التنكر لهم وإقصائهم من دوائر أصحاب القرار وحل آخرين مكانهم، ومن هنا سيجدون صعوبة في استقطاب قوى سياسية وشخصيات من المجتمع المدني لأن تصدّقهم.. فهذه الشخصيات التي أمضت الرسالة تتحمّل هي نفسها ما آلت إليه الأمور باعتبارها مشاركة في دفع الرئيس بوتفليقة للترشح إلى العهدة الرابعة وقد كانت على علم بأن حالته الصحية لم تكن تسمح بذلك، هذا على الأقل رأي المتشككين من المعارضة الذين وجدوا أنفسهم في السابق مستهدفين من قبل الموالين لعهدة رابعة، بحيث اتهموا في وطنيتهم وطعنوا في شرفهم، وفي نظر آخرين جاءت مثل هذه المبادرة في الزمن الضائع وهي من جانب آخر تكشف عن هروب تيار من هؤلاء الموالين من السفينة التي استشعروا أنها على وشك الغرق حتى يبرّئوا ذمتهم في ربع الساعة الأخير، ومع ذاك، فإننا نعتقد أنّ ما قامت به هذه المجموعة وذلك بعيدا عن التأويلات المتسرعة، يعبر عن بداية انبثاق حالة التفسخ الداخلي لمعسكر الموالاة وانتقال الصراع على حقبة ما بعد بوتفليقة إلى درجة التداعي الأخذ في التوسع والتسارع، وهذا ما من شأنه أن يخرج الصراع إلى الشارع وعندئذ قد تجد العصب نفسها متجاوزة من قبل الدينامية الجهنمية التي قد يفرضها المنطق الجديد، والمؤدية إلى استحداث أوضاع غير منتظرة.
http://www.elhayat.net/article39363.html

كلمات مفتاحية