مقالات

بصمة الجنرال توفيق واضحة في جماعة الـ 19 :عبد اللطيف بلكايم

بصمة الجنرال توفيق واضحة في جماعة الـ 19
يتوهم البعض، أن جماعة الـ 19 التي تسأل بوتفليقة ما إذا كان مدركا لما يدور في البلاد، بأنها مسرحية ألفها الرئيس نفسه وأن المجموعة مجرد دمى في يد بوتفليقة..اعتقد أن الأمر على النقيض من ذلك تماما..أولا تتصف المبادرة بالفجائية وانتقاء فائق للوجوه، كما تبدو أن ليست مبادرة جماعية بل من صناعة جهة واحدة فكرت وخططت لها..أو شخص واحد..لقد جاء في تلميح سعيداني اليوم أن الجنرال توفيق يقف من وراء المبادرة عندما قال “حنون تتحرك لأن الذي كان يدعمها لم يعد في الحكم”..وأنا أشاطر كثيرا سعداني هذه الرؤية إن كان يقصد الجنرال توفيق..المتأمل في طبيعة توجهات شخصيات جماعة الـ 19 يجدها متناقضات سياسية..فعلى سبيل المثال خليدة تومي مثلا كانت “تعبد” بوتفليقة قبل عام نصف..وزهرة ظريف بيطاط كانت تفتخر انها الجزائرية الوحيدة التي يجلس اليها بوتفليقة بعد رحيل والدته، وكان بوتفليقة لا يُجلس على يمينه أحدا ماعدا هي في المناسبات الوطنية النسوية والبرلمانية..بوتفليقة منزعج ايما انزعاج من المبادرة بدليل تحرك آلتي الأرندي والأفلان للرد الفوري..جماعة الـ 19 جاءت في توقيت شعر بوتفليقة أنه “رب الدزاير” حقيقة بعد تغييراته الهيكلية في الإدارة والجيش والأمن، فإذا به يصطدم مباشرة بعد إعلان عزمه تعديل الدستور بمجموعة كأنها سقطت من السماء..تجمع مجاهدين وسياسيين ومثقفين وحقوقيين..الأكيد أن هؤلاء جمعتهم جهة أو شخص ولا يمكن ان تكون مبادرتهم جماعية، وان الجهة التي جمعتهم يشتركون جميعا في احترامها والسماع اليها..هذه الميزة لا تتوفر في حمروش ولا في بن فليس ولا في القايد صالح بل في الجنرال توفيق وحده..
لقد رد أويحي ورد سعيداني ويُنتظر أن يرد عبد المالك سلال الذي برمج خرجة ميدانية فجائية الى البليدة يوم الاثنين و من المؤكد أنها ستكون مناسبة للرد، فهذه المقاومات توحي بأن بوتفليقة قلق ومنزعج، وليس بصدد تأليف مسرحية كما يعتقد البعض..
أيا كان صاحب المبادرة، فإن رسالته إلى بوتفليقة تكون قد وصلت خمسة على خمسة..وتبدو أن الضربة القاضية التي يعتقد بوتفليقة أنه وجهها للساحة السياسية، إنما لم تصب هدفها كما ينبغي، وأن عدد الجولات لا يزال يخبئ المزيد من الحراك..صحيح أن المعارضة لا تسمن ولا تغني من جوع، لكن خروج مجموعة من المجاهدين التي ينتمي اليها الجنرال توفيق لها ما بعدها ..وعلى بوتفليقة مراجعة حساباته رأسا على عقب قبل ان يفصح عن مضمون الدستور..فجماعة الـ 19 تريد ان تقول له “إنك غير واعي بما يجري من حولك ونريد ان نتحقق بأنفسنا من أنك عاقل”..مجموعة كهذه جديرة بأن توقف مضمون الدستور الجديد..وقد تفعل ما لم تفعله المعارضة منذ 99 وقد تحرك الشارع أيضا..لكن ما يهم اليوم كيف سيكون رد فعل بوتفليقة ..ربما سيحمله لنا سلال في خرجته الى البليدة يوم الاثنين او سنقرؤه في رسالة عبر نشرة الثامنة…

كلمات مفتاحية