الشرطي الأوّل يريد أن يكون رئيسا؟

محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة والحفاظ على الأمن والنظام العام، تحول عند الجنرال عبد الغني هامل إلى مادة إعلامية ودعائية منذ وصوله إلى رأس المديرية العامة للأمن الوطني، لتصبح الواجهة العامة ليس وحسب لاستراتيجية الجهاز الأمني بل للرجل الذي أصبح في وقت قصير نجم وسائل الإعلام، باعتباره أنه حرص من أول لحظة اعتلى فيها الجهاز الأمني أن يقترب بشكل واضح ولافت من وسائل الإعلام الخاصة بشكل خاص، وعقد جهازه علاقات خاصة مع الإعلاميين ومسؤولي المؤسسات الإعلامية، بحيث أصبح في كل يوم على الصفحات الأولى للصحف ونشرات الأخبار في القنوات العامة والخاصة وراح يقتنص أي فرصة للظهور بصورة مستمرة وتكاد تكون ثابتة، حتى أن حضوره كان ينافس الوزراء السياديين بل يتجاوزهم وذلك ما أثار في فترة سابقة حفيظة وزير الداخلية السابق الطيب بلعز الذي لم يكن بالمسؤول الضبف الذي يقبل بسهولة أن يتنازل عن حضوره وسلطته، وهذا ما ترك ما دفع بالبعض يؤولون اكتساحه واجهة الميديا بأنه رجل يتم تحضيره من قبل العصبة الغالبة لأن يكون خليفة لبوتفليقة، وحتى زيارته إلى المناطق الداخلية وفي كبريات المدن الجزائرية، كانت تغطى من معظم وسائل الإعلام وتتحوّل إلى حدث وطني، وهذا مالم يكن يحدث من قبل وغالبا ما تكون الزيارة تشبه بروتوكوليا زيارة رئيس الحكومة وأهم من زيارة وزير، وكل هذه الإشارات وطدت من سلطة الإشاعة التي راحت تتحدّث كمشروع رئيس مقبل للجزائر، خاصة وأنّ بوتفليقة منذ مجيئه إلى الحكم كان متضايقا من النفوذ المتعاظم للعسكر، وكان يسعى إلى الحد منه بتقوية سلطة وموقع الأجهزة الأمنية التي تنشط تحت سلطة وزارة الداخلية، ولذا كان بوتفليقة غالبا ما يثني على تونس بن علي قبل الثورة وهروبه إلى السعودية.. ويذكر أحد المسؤولين لي في لقاء غير إعلامي أن كل الكوادر المهمين في الدولة وعدد من رجال الأعمال الذين تربطه بهم علاقات وطيدة وبعض الشخصيات السياسية والإعلاميين كلهم حضروا منذ فترة مناسبة عرس زواج نجله، ومثل هذا الحضور المكثف يدل على الأهمية السياسية المبطنة التي أصبح يحظى بها هامل، فهل الرجل سيكون الورقة التي قد تلجأ إليها العصبة الغالبة إذا ما أصبحت لحظة خلافة بوتفليقة مصدر نزاع بين النواة الصغيرة المحسوبة على الرئيس من جهة، ومن جهة ثانية الطامعين في الرئاسة مثل أويحيى وسلال؟.

أحميدة عياشي
http://www.elhayat.net/article40695.html