هل تريد فرنسا شراء أسهم بسوناطراك وسونلغاز؟

المادة 66 من قانون المالية تسيل لعاب الشركات الأجنبية
•سراي: الشركات الفرنسية تدخل السوق الجزائرية عبر الحكومة وأرباب العمل
حط وفد من الشركات البترولية الفرنسية الرحال أمس، بالمنطقة الصناعية أرزيو بوهران، في زيارة لمدة ثلاثة أيام، قيل أنها جاءت في إطار مهمة اقتصادية خاصة، وهذا في ظل الحديث عن خصخصة المؤسسات العمومية الكبرى التي قننّت من خلال المادة 66 من قانون المالية للسنة القادمة، والذي ينتظر المصادقة عليه بعد يومين بالغرفة العليا للبرلمان.

هذه المادة من قانون المالية وبعد الجدل المثار حولها من قبل نواب الشعب والأحزاب السياسية المعارضة إلا أن وزير المالية عبد الرحمان بن خالفة أصر على تمريرها، حيث استطاعت بعدها افتكاك أصوات نواب الأغلبية البرلمانية، الذين أيدوا طرح الوزير القائل في المادة 66 أنه “على المؤسسات الاقتصادية التي تنجز عمليات لفتح الرأسمال الاجتماعي إزاء المساهمة الوطنية المقيمة، الاحتفاظ بنسبة 34 % من مجموع الأسهم والحصص الاجتماعية”. ووسط التحذيرات من فتح المؤسسات والفروع المستثمرة في القطاعات الإستراتيجية أمام القطاع الخاص على غرار سوناطراك وسونالغاز والفروع التابعة لهما، إلا أن التحركات الأخيرة للحكومة وللشركات العالمية تشير كلها إلى دخول الاقتصاد الجزائري في خصخصة كبيرة، خاصة بعدما أكد الرئيس التنفيذي للشركة النفطية العملاقة الأندونيسية “بيرتامينا” أمس الأول، أن هناك مساعٍ حثيثة تبذلها حكومة جاكرتا من أجل شراء حصة في مجموعة نفطية في الجزائر في إشارة منه إلى شركة سوناطراك، مشيرا إلى أن رئيس بلاده جوكو ويدودو سيعقد مباحثات مع الحكومة الجزائرية لشراء حصة في مجموعة منتجة للنفط، مطلع العام المقبل، عند زيارة الرئيس الأندونيسي للجزائر.

وحسب ما أشار إليه بيان للسفارة الفرنسية بالجزائر، فإن الشركات الفرنسية، ستشارك خلال الزيارة في ملتقى خاص مع المقررين الرئيسيين بفرع “آفال” لمجمع سوناطراك الحكومى البترولي، كما ستزور عددا من المواقع بحضور مسؤولي شركات “فيرتيال” و”سورفيرت” بأرزيو، حيث يتكون الوفد من 9 شركات، وهي “أرتيسيس أنترناسيونال”، وتعد أحد أبرز المتعاملين المختصين في مجال الحلول والإدارة ومراقبة التعاون، وشركة “أكسن” وهي متعامل دولي في مجال التكنولوجيات والمنتجات والخدمات الموجهة لسوق التكرير، وشركة “باريتي” المتخصصة في مجال البيتروكيماويات، و”بارجير” المتخصصة في مجال النفط والغاز، و”أونتروبوز كونتاكتينج” متعامل في مجال الخدمات البترولية والغازية، و”فولوسيرف سيهي” المتخصصة في مجال حلول الضخ والسوائل والغاز ذي النوعية العالية، و”هيرتي بيتروشيم”، وهو مجمع دولي لهندسة التكرير، و”نيكسان” الرائد العالمي في مجال الكوابل الكهربائية، و”كيري إيشونج ثيراميك”، متخصصة في مجال تحويل الحرارة والحلول الخاصة في مجال البيتروكيمياء.

وفي نفس السياق، لم يستبعد الخبير الاقتصادي، عبد المالك سراي، في حديث مع “الحوار”، أن يكون الهدف من زيارة الشركات البترولية الفرنسية إلى الجزائر بغرض التفاوض على شراء أسهم بالشركات الجزائرية الخاصة بالمواد الأولية على غرار سوناطراك وسونلغاز، قائلا بأن الجزائر تخضع لضغط كبير من طرف الشركات الفرنسية التي تريد بقوة الدخول إلى السوق الجزائرية من خلال أعضاء من الحكومة ومن أرباب العمل.

ورجح سراي، أن تكون الزيارة في إطار إستراتيجية ربح السوق التي تعمل عليها الشركات الفرنسية من خلال مراقبة المشاريع الكبرى، خاصة منها المتعلقة بالمواد الأولية كالبترول، الغاز، الهيليوم وغيرها، مؤكدا أنهم يغتنمون فرصة انهيار أسعار البترول للضغط على الجزائر من خلال تقديم مشاريع واقتراحات، مشيرا إلى أنهم كخبراء لا يعلمون بالضبط من وراء بيع هذه المشاريع وتسهيل إجراءاتها للطرف الفرنسي.

ليلى عمران