سياسة

لخضر بورقعة : العطف على النسور جريمة في حق الطيور

لخضر بورقعة يدعو مجموعة “الـ19” للابتعاد عن صراع العصب

“بوتفليقة بدأ كبيرا وأخشى أن ينتهي صغيرا”
دعا المجاهد لخضر بورقعة، عضو مجموعة الـ19، زملاءه في هذه الأخيرة، إلى الابتعاد عن صراع الأجنحة داخل السلطة، والإبقاء على مسعى مقابلة رئيس الجمهورية، الذي بدأ يوم 6 نوفمبر الماضي، في مساره من أجل تحقيق الأهداف التي تأسس لأجلها.

في مقابلة مع “الخبر”، انتقد “سي لخضر” إقحام مسعى المجموعة في ما يعتبره “صراع العصب في السلطة تكون نتائجه سلبية حتما”، خاصة أن الأمر يتعلق بقضية موجودة بين يدي العدالة، في إشارة إلى قضية الجنرال حسان، المتهم بمخالفة الأوامر العسكرية وإتلاف وثائق، ورسالة الفريق محمد مدين المدعو توفيق المدافعة عنه.

وردا على سؤال حول الأسباب التي جعلته يخرج عن صمته الآن، وليس في بداية الجدل حول رسالة توفيق ومحاكمة حسان، أوضح سي لخضر أن “أعضاء مجموعة الـ19 اجتمعوا على غاية معروفة وواضحة، وهي تقاسم انشغالات الجزائريين مع رئيس الجمهورية وإطلاعه على القرارات التي نشك في أنها صادرة عنه”.

وتابع: “اجتمعنا واتفقنا على التحذير من الخطر الذي يداهمنا، بسبب الإجراءات الاقتصادية المتضمنة في قانون المالية 2016 وأيضا الوضع السياسي المتردي الذي يتميز بتناحر الشركاء السياسيين، موالاة ومعارضة، وحتى داخل هذين القطبين، بسبب صراع المصالح حتى صاروا يجتمعون على خلافات ويفترقون على خلافات!
وسألت “الخبر” سي لخضر: لماذا يزعجكم دفاع لويزة حنون وغيرها عن الجنرالين توفيق وحسان؟ فكان جوابه: “كنا نبحث عن أجوبة عن أسئلة محددة، وردت في رسالة 6 نوفمبر الماضي، وعندما تعيد قراءة الرسالة لن تقرأوا فيها عن توفيق أو حسان، هذا الأمر لا يعنيني، بعبارة أخرى، العطف على النسور هي جريمة في حق الطيور، أي إهانة للضحية، هؤلاء كانوا نسورا (يقصد توفيق وحسان)، عندما أدافع عن هؤلاء فأنا بذلك أهين ضحاياهم”. وأعلنت حنون أنها تؤيد الجنرال توفيق، بينما لم يتضح إن كانت تتحدث باسم المجموعة أم باسم حزب العمال. ويسترسل ذات المتحدث بالقول: “أوجه هذا الكلام لمن يهمه الأمر داخل المجموعة، مسعانا لا يهدف إلى التخندق مع جناح في السلطة ضد آخر”. وبشأن عدم رد الرئيس على مجموعة الـ19، فإن سي لخضر يحمل المجتمع المدني المسؤولية لأنه “لم يتفاعل مع هذا الطرح، بل تعرضنا للانتقاد من طرف شخصيات وأحزاب، رغم أنهم يعلمون بأننا لا نحمل مشروعا سياسيا أو حزبيا”.

لكن من الذي دفع لخضر بورقعة إلى تغيير لهجته واتجاه بوصلته من المجموعة؟ هل تعرض لضغوط؟ يؤكد سي لخضر أنه لم يتعرض لأي ضغوط، مؤكدا بقوله: “لما رأيت سفراء الغرب يتهافتون على مقرات الأحزاب التي تتسابق من أجل مقابلتهم، بهذا السلوك، نادينا على القطط لعقد الصلح بين الفئران المتناوشة، هؤلاء هم الذين خلقوا الربيع العربي، وداعش ويمولونها، يحدث ذلك بسبب الفراغ الموجود في المؤسسات، لو كان الوضع على ما يرام، لن تجرؤ أي سفارة على القيام بهكذا تصرفات، وإن أرادت الاستفسار عن أي موضوع فإن القنوات الرسمية موجودة وأبواب وزارة الخارجية مفتوحة”.

وبرأي ذات المتحدث، فإن سفراء الغرب يريدون معرفة ما إذا كانت للبلاد “قابلية للاحتراق وتحريك الشارع”، خاصة بعد أن شاهدوا “اقتتال سعداني وأويحيى على أعمدة الصحافة وبالتصريحات الملغومة”.

وإن كان متفائلا بقرب لقاء بوتفليقة، استبعد بورقعة حدوث ذلك، داعيا إياه إلى أن “الجدال الدائر في الساحة الوطنية هو ترويج لقادم إلينا، وهذا القادم قابل الحدوث في أي لحظة، لذا وجب على رئيس الجمهورية التدخل للفصل في هذا السجال الذي انتقل إلى المؤسسات، وبين أقرب المقربين من الرئيس، وهذا يؤشر على أن الوضع، معنويا على الأقل إن لم أقل أمنيا، غير مستقر”.

وبخصوص الإصرار على تدخل بوتفليقة، برر بورقعة دعوته بالقول: “هذا الرجل بدأ نضاله من القمة، مع زعماء هذا العالم من أمثال أنديرا غاندي وتيتو وكاسترو وماو تسي تونغ وبريجنيف، وجمال عبد الناصر، وغيرهم، أخشى أن ينتهي مع الصغار!”.
http://www.elkhabar.com/press/article/96422/

كلمات مفتاحية

تعليق واحد

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق