سياسة

هيئة الأركان وضعت حدا لانحرافات “الدياراس”

أستاذ علم الاجتماع بمعهد الدراسات السياسية بجامعة ليون، البروفيسور هواري عدي:

هيئة الأركان وضعت حدا لانحرافات “الدياراس”
في حوار له مع موقع “ألجيريا ووتش”، قال الباحث في العلاقات المدنية العسكرية وأستاذ علم الاجتماع بمعهد الدراسات السياسية بجامعة ليون البروفيسور هواري عدي، إن السلطات الواسعة التي كان يتمتع بها جهاز المخابرات في عهد رئيسه السابق الفريق المتقاعد محمد مدين توفيق، جاءت كنتيجة طبيعية للأزمة الخانقة التي مرت بها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي، مبررا ذلك بقوله إن قيادة أركان الجيش منحت كامل الصلاحيات لجهاز “الدياراس” بهدف القضاء على الجماعات المسلحة ووضع حد للإرهاب الدموي الذي ضرب الجزائر.

• محمد دخوش

بناءً على هذا التفويض المدعوم عملياتيا بوحدات أمنية نخبوية، يقول الخبير في العلاقات المدنية- العسكرية، فإن الدياراس استغلت هذه الظروف لتزداد نفوذا و”تطغى سياسيا”، لدرجة أن سلطاتها بلغت إلى درجات عليا نتجت عنها انحرافات سياسية أضرت كثيرا بمصداقية النظام السياسي، مضيفا أن بروز جهاز المخابرات وحده في الساحة أثار قلق الجيش الذي لاحظ ضباطه كيف أن ضباط “الدياراس” قد جمعوا ثروات طائلة باستغلال نفوذهم ومن خلال الرشاوي التي كانوا يتلقونها، وذلك في غياب العدالة والرقابة، كما أن مناوراتهم السياسية قد دفعت قوى غربية مهمة إلى المطالبة بإعادة ضبط الأمور في جهاز المخابرات.

وعن موقع دائرة الاستعلام والأمن داخل المنظومة الأمنية- العسكرية في البلاد، قال عدي إن “الدياراس ليس هو الجيش، وإنما هو مصلحة عسكرية كباقي المصالح في وزارة الدفاع الوطني، وبخصوص محاكمة الجنرال حسان القائد السابق لوحدات مكافحة الإرهاب قال عدي أن الرأي العام لو علم التهم التي تم توقيف الجنرال حسان من أجلها سوف يرى أن الحكم الذي صدر بسجنه لمدة خمس سنوات هو حكم رحيم، مضيفا أنه يتوقع أن يصدر عفوا عن الجنرال حسان خلال ستة (06) أشهر.

وعن قراءته لرسالة الجنرال توفيق التي دافع فيها عن الجنرال حسان، أبدى البروفيسور عدي تعجبه من دفاع الجنرال توفيق عن مرؤوسه السابق الجنرال حسان، وعدم دفاعه عن حصيلة الدياراس هو “أمر مثير للشفقة”، معتبرا أن التاريخ سيكون قاسيا مع الجنرال توفيق الذي “يتحمل مسؤولية أزمة دفع ثمنها 200 ألف جزائري، وعليه بالكتابة في مذكراته عن الحقيقة حتى لا تكرر الأجيال القادمة من الضباط نفس الأخطاء التراجيدية”.

وفي معرض رده عن سؤال حول الكتابات التي تمجد دور الدياراس في محاربة الإرهاب، قال عدي إنها مقالات صحفية “كتبها مدنيون وظفهم الدياراس، صبت في هذا الاتجاه، والواقع هو غير كذلك، لأن الدياراس مصلحة تابعة للدولة ومهمتها حماية البلد والجزائريين، وحصيلة 200 ألف جزائري ميت تعني أنه فشل..”، مشيرا إلى أنه لو وجد ضبط تمتعوا بالكفاءة في جهاز المخابرات لتم “القضاء على الأزمة في عام أو عامين، وبحصيلة ضحايا لا تتجاوز 2000 أو 3000، وهذا الرقم في حد ذاته ثقيل، وقاصدي مرباح أحد المائتي ألف جزائري الذين سقطوا، والدياراس هو الذي أجهض قمة سانت ايجديو”.

وعن مكانة المؤسسة العسكرية في منظومة الحكم الجزائرية، قال البروفيسور هواري عدي “إن الجيش العمود الفقري للدولة الجزائرية لأسباب تاريخية..”، معتبرا أن تدخل الجيش في السياسة هو خطر، داعيا إلى فتح الفرصة أمام المجتمع ليمارس السياسة، لأنه “إذا منعت السياسة على المجتمع، فإن الجيش هو الذي يقوم بالسياسة حتما، وهذا خطر في حد ذاته…”

http://elhiwardz.com/national/36971.html

كلمات مفتاحية

شارك بالتعليق

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق