مقالات

من كان وراء إفشال التوافق بين الفيس وزروال؟! أحميدة عياشي

يظهر من شهادة عباسي مدني الأخيرة حول عملية إفشال التفاوض بين الفيس والسلطة، أن الملف لم يغلق مثلما كان يصرح من قبل السيد أويحي، وما النقاش الذي أثار سجالا كبيرا بين بتشين ونزار إلا دليلا على ان القضايا التي تم إسكاتها بالقوة والحيلة لازالت تحتفظ بحيويتها التاريخية والراهنة، لأن من قاموا بغلق ملف الحوار لم يكن في نيتهم العود الى الحوار الوطني الذي كان يدعمه كل من مهري و آيت احمد ومدعمي جماعة العقد الوطني، فالصقور في المؤسسة العسكرية آنذاك مثل نزار و العماري وتوفيق عملوا بكل ما كان لديهم من قوة ونفوذ على المكاسب العصبوية التي حققوها بالإبعاد غير المباشر للشاذلي من السلطة متهمين إياه في الكواليس انه كان يريد اقتسام السلطة مع الإسلاميين، لأن ذلك كان يعني بالنسبة إليهم إبعادهم من دائرة صناعة القرار، وحتى بعد فشل الحوار الذي كان مدبرا من قبل الصقور والقوى الاعلامية والسياسية الموالية لهم، و مجيء بوتفليقة الذي وعد بإضفاء الشرعية على الاتفاق بين صقور العسكر ومدني مزراق الذي انقلب على قيادته التاريخية، توالت الجهود للوصول الى اتفاق بين السلطة الجديدة و الفيس في نسخته الجديدة وذلك بعد مؤتمر الفيس في بلجيكا الذي زكاه عباسي وظهر الى السطح المرحوم حشاني عبد القادر الذي كان من المفروض ان يكون الممثل الجديد للفيس في ظل المسار السياسي الجديد في ظل المصالحة في فصلها الأول الان الصقور لعبوا في الخفاء لإجهاض المبادرة التي أعطت أمالا واسعة لتحقيق المصالحة التي رفع رايتها بوتفليقة، إلا ان الاغتيال المفاجئ لعبد القادر حشاني قضى على حلم المصالحة مع الاسلاميين، وأفقد الاسلاميين الأمل في ان تكون مرحلة بوتفليقة في تلك الفترة نقطة النهاية للعبة لي الذراع التي ظل الصقور يمارسونها رافضين أي تقارب بين الإسلاميين والسلطة مفضلين استعمال بلونيس الفيس ممثلا في مزراق الذي وظف كورقة للقضاء على كل أمل في العودة الجديدة للفيس، معتمدين في ذلك على عامل الزمن، للتخلص من بوتفليقة ومن كل إمكانية لعودة الإنقاذ، لكن في نهاية الأمر لم يخسروا رهانهم وحسب بل جعلوا الجزائر تخسر فرصتها التاريخية من الخروج من أزمتها السياسية.
http://www.elhayat.net/article45722.html

كلمات مفتاحية