سياسة

عودة المنفي :أحميدة العياشي

ارتبط اسم عبد الحميد الإبراهيمي بقنبلة 26مليار التي فجرها في ذلك الوقت من نهاية الثمانينيات ، و كانت الزميلة حدة حزام هي من نشرت التصريح على أعمدة جريدة المساء و كانت وقتها تداعياته الكبرى على الساحة السياسية ، و برغم انه في ذلك الوقت شكلت لجنة تحقيق حول قضية الفساد التي فجر فضيحتها الوزير الأول الأسبق في حكومة الشاذلي إلا أن الأحزاب المتتالية غطت عليها و مع ذلك ، فإنها بقيت نقطة سوداء في السجل السياسي في تلك المرحلة ، و لقد أضحى عبد الحميد الإبراهيمي في نظر زملائه السابقين في الحكم بمثابة الخائن ، خاصة و انه راح يغير خطابه بصورة جذرية بحيث اقترب كثيرا من الجبهة الإسلامية للإنقاذ ، و ظل على هذا الحال طيلة تواجده بلندن
و هذا ما جعله رجلا منبوذا وغير مرغوب فيه من طرف الاستخبارات التي أقفلت في وجهه أبواب الإعلام في الجزائر ، و من غريب المفارقات أن الرجل الذي طاردته أجهزة الجنرال توفيق قد أمضى مدة خمسة و عشرين سنة في المنفى و هي ذات المدة التي قضاها الجنرال توفيق على رأس جهاز المخابرات ، و جاءت عودة الرجل لتكشف بوضوح من كان يقف وراء حرمانه من الحصول على جواز السفر الجزائري ، كما أن الإبراهيمي الذي كان يدعى من قبل زملائه في الحكومة بعبد الحميد لاسيونس عرف بنقده اللاذع للجنرالات و خاصة منن كان يسميهم بضباط فرنسا والذي ظل يشكك في وطنيتهم و نواياهم و حملهم مسؤولية المسار الانتخابي و تداعيات الأزمة الأمنية و السياسية التي عاشها الجزائريون طيلة عشرية التسعينيات ، و برغم المصالحة التي باشرها بوتفليقة و استفاد من تدابرها العديد من المعارضين الإسلاميين المتواجدين بالخارج إلا أن الإبراهيمي. ظل يعيش حصارا و ذلك الى أن غادر توفيق رأس جهاز المخابرات ، و هذا بدوره ما يؤشر على أن ثمة شخصيات أخرى قد ظلت لفترة طويلة غي المنفى منها الإسلامي أنور هدام ، و هو في نفس الوقت ناشط في حزب رشاد المعارض ، فهل سنسير على نفس سكة الإبراهيمي؟
http://www.elhayat.net/article46851.html

كلمات مفتاحية