سياسة

الوضع العامّ لا يبشّر بخير! ابو اسلام منير

الوضع العامّ لا يبشّر بخير.
تبدو سبُل الإصلاح والتغيير نحو الافضل كلها مسدودة.
اليأس أصبح خبز المواطن المقهور وإدامه.
تم تجفيف الساحة من القادة والقدوات والرموز الذين يمكنهم أن يفعلوا شيئا للوطن والشعب .
الذين كانوا يحكموننا وما يزالون بدأت عوراتهم تتكشّف يوما بعد يوم، ولم يُغنِ عنهم شيئا أن الإعلام والأتباع والخدم يخصفون عليهم من ورق النفاق والتملّق والكذب الصراح بعد أن فاحت روائح الفضائح النّتنة .
المعارضة التي راهن كثير من الطيّبين على صدق ونزاهة وشجاعة ووعي وذكاء رجالاتها خيّبت الآمال واكتشفنا أنها لفظ بلا معنى وأجسام بلا روح وعقول بلا أحلام وذمم أكثرها قابل للبيع والشراء والمناقصة والمزايدة .
النُّخب الفكرية والثقافيّة والدعويّة أصابها (الوهَن) : حبّ الدنيا وكراهية الموت.
رجال المال والأعمال أكياس من المال وحسابات في المصارف وبيادق في أيادٍ مشبوهة لا يعمرون أرضا ولا يدفعون عن عِرض .
والجمعيات أيتام على مأدبة لئام ..يشار إليها بسوط المعزّ أو يُلوّح لها بذهبه فتخنس وتصمت وتدخل بيت الطاعة فلا تخرج منه .
طلبة الجامعات سُلِّطت عليهم الشهوات والشبهات حتى صار لا يُرجى منهم أن يفعلوا شيئا بعد أن كانوا منذ زمن ليس بالبعيد ملء السمع والبصر .
المنابر أضحت مقابر .
المدارس كأنها رمس دارس .
الأسرة أسيرة الدَّيْن والفقر والإعلام الفاسد .
وبرغم ذلك كلّه ..فإن الخير باق ..والأمل حيّ ..والرجال في خنادقهم كامنون ينتظرون فرصة تُنتهز ..وسينتفض الحقّ في وجه الباطل ليدمغه فإذا هو زاهق .
لا بدّ من اختراق هذا المشهد القاتم وتجاوزه .
كلنا ننتظر …فمن المنتَظَر ؟
واثق ومتأكد أن معنا وبيننا رجالا أفذاذا قادرين على قيادة شعبهم وإنقاذ بلدهم .
واثق ومتأكد أن في كل مدينة وقرية ودشرة ومشتى عُصبة يمكنها أن تُحدث الفارق .
واثق ومتأكد أن حبّات السّبحة لا ينقصها إلا ذلك الخيط الناظم .
واثق ومتأكد أن الشباب يستطيع فعل شيء ما ..ولكنّه يحتاج من ينصحه ويسدّده ويرشده ويأخذ بيده .
واثق ومتأكد أن في تجارب الشيوخ والكهول من العظات والعبر ما لو اطّلع عليه الشباب ووَعَوْه ودرسوه لكان طاقة دافعة تحطَم كل ما يقف في طريقها ولكان حكمة تجد حلّا لكل مشكلة .
ممّا يخاف هؤلاء وأولائك ؟
ماذا ينتظرون ؟
أدرك جيّدا أن جراحات سنوات الجمر لم تندمل بعد .
وأدرك أن ما يحدث في سورية والعراق ومصر وليبيا واليمن يضغط بشدّة على أعصاب كلّ مخلص صادق .
وأحرص مثلما يحرص آلاف مثلي ألّا تراق قطرة دم معصومة بغير حقّ ..وألّا يُنتهك عِرض ..ولا يُسلب مال .. ولا يُروّع بريء ..ولا يُهدم بيت فوق رؤوس ساكنيه ..ولا يُحرم رجل أو امرأة من حرّيّته لأنه أراد الإصلاح والخير لبلده وشعبه .
هناك بدائل أخرى غير الاستسلام أو الدمار والخراب ..
هناك بدائل أخرى غير العزلة والانسحاب أو مشاركة الطغاة والمفسدين فيما يفعلون .
هناك بدائل أخرى غير السرقة أو الموت جوعا .
هناك بدائل أخرى غير الذلّ والهوان أو الانتحار .
أنعجز أن نجد بين ذلك سبيلا ؟
بلى ..قادرون على ذلك ..
نحتاج أن نكسر حاجز الخوف وقد كسره كثير من الرجال ومهّدوا الطريق لمن يسير فيه بعدهم.
نحتاج أن نتواصل ونتواصى .
نحتاج أن نبنيَ جسور الثقة بيننا حتى لا يخوّن بعضنا بعضا في أوّل الطريق ولا في آخره أو وسطه .
نحتاج أن نستفيد من التجارب وما أكثرها وأثراها وأقساها !!
نحتاج أن نبقي الباب مفتوحا لمن غُرّر به ليتوب ويثوب ويؤوب .
نحتاج أن نتصارح ونتصالح .
نحتاج أن نطرح الاسئلة الصعبة والقاسية والمؤلمة .
نحتاج أن نعيد ترميم القيم والذمم والضمائر والأخلاق .
نحتاج أن نبدأ ..من اي نقطة ولو كانت صغيرة ..المهمّ أن نبدأ بوعي وفهم وعلم .
سنجد ثغرة نتسلّل منها إلى داخل الحصن ..وسنفتحه ..ونرفع عليه الراية ..
سنفعل ذلك قريبا …
فهلمّوا يا شباب الجزائر ..

كلمات مفتاحية

تعليق واحد

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • إحذروا أيها الدعاة‏
    لقد حان لتقديم النصيحة للقيادات الدعوية والأإمة حتى لا تصبح المواعظ تأتي من فوق الى أسفل ويتناسى القوم أنهم الأولى بالموعظة والحفاظ على سمعة وهيبة الدعاة في نظر العامة لأن إذا إختلت الصورة وفقد النموذج فستتأثر مسيرة الإسلام والمشروع الإسلامي المهيأ شرعا وعقلا لقيادة البشرية وإخراج الإنسانية من وحل المادة والشهوات الى رفعة الروح وسمو الأخلاق . إذن لا بد لمن يتصدر العمل الإسلامي أن يكون على دراية بما يدور حوله وأنه الناس تتبع حركاته عبر الفيس بوك , ترى مثلا مشايخ وأإمة يخطبون في الناس عن مداخل الشيطان وقد دخلهم وهم لا يعلمون منهم من يدعو الناس بالعفاف والكفاف في المأكل والملبس وهو عرضه أكبر من طوله من كثرة الأكل ناهيك عن الملبس والسيارة الفاخرة, وقد تجد آخرا يدرس الناس عن تربية الولاد في الإسلام وأولاده غارقون في المخدرات وثالث دخله الشيطان من باب حب المال بعد فتحه لدكاكين عدة حتى ألهته عن ذكر ربه بعد ما كان يعظ الناس عن معصية التأخر على الصلاة ومنهم من دخله الشيطان من باب حب الشهوات فلم يكتف بزوجة واحدة وراح يثني ويثلث ولا يبالي بما يقوله الناس من حوله وإن كان حلالا ورصنف يسترزقون بخدمة الفقراء والأيتام ويحثون الأمة على العطاء والبذل في حين هم لا يتصدقون حتى على فقراء القربي والجار ذي الجنب وصنف يخطب في الناس بأبغض الحلال الطلاق وقد طلق الأولى وفي طريقه لتطليق أم الأولاد التي قضى معها دهرا وأكلا ملحا وعسلا ولكن بعد ما أصبح داعية صاحب المليون محب على الفيس بوك نسي المحب الأول وضحى به . إن النموذج في الإسلام قيمة أخلاقية فإن سقط الداعية في أنظار الناس إستهان القوم بالرسالة وتساهلوا في العبادات ولجؤو الى التبرير ولقد حذر القرآن الكريم نساء النبي لأنهن نموذج ويتبادل الناس أخابرهم بالمدح والذم لذالك أعمالهم مضاعفة بالأجر والعقاب
    ( يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما ) .