مقالات

الجنرال توفيق .. من رب الجزائر إلى مستنجد برب العباد

” التوفيق “الربّ” المحال قسرا على التقاعد يقسم بالله -حسب احدى الجرائد- انه لم يلتق بعبد الحميد الابراهيمي خلال الثورة لا يهمني إن صدق أو كذب ولا أن صدقت الصحيفة في النقل عنه أو كذبت … ما لفتني هو ضعف و هوان من كان ربّا ، ” فالربّ السابق” صار بحاجة إلى ربّ يقسم به ليثبت صحة أقواله بعدما كان في غنى عنه طيلة أيام سطوته ونفوذه “

بهذا الكلمات علق أحد النشطاء على الفايسبوك على الخرجة الأخيرة لمدير الاستعلامات الجنرال محمد مدين عبر إحدى الجرائد الوطنية ينفي فيها أن يكون قد التقى بعبد الحميد الإبراهيمي خلال الثورة التحريرية، ومثلما قال هذا المدون لا أهمية إن صدق أو كذب ، ولا يهم أيضا إن قشر البطاطا والجزر أم لا ؟ ، المهم الآن ، أن رب الجزائر طيلة 25 سنة ، والذي لم يسمع صرخات استنجاد المظلومين والمقهورين طيلة عقود ، أصبح الآن يستنجد برب العالمين حتى ينفي أنه لم يقشر البطاطا ولا الجزر ! ، في حين كان يمكنه أن يخوض في عشرات الملفات التي تهم العباد ومصلحة البلاد ، بدل ” تقشار ” البطاطا والجزر ، والتي لم تكن يوما عيبا ولا تهمة ترد .

أصدق الجنرال توفيق في أنه لم يلتق بعد الحميد الابراهيمي ، وأكذب هذا الأخير في أنه شاهد الجنرال توفيق يقشر البطاطا والجزر للمجاهدين خلال ثورة التحرير ، فلا شهود على أقواله هذه ، لكن ما لا يمكنه نفيه، هو أن الجنرال توفيق قشر الجزائر طيلة 25 سنة والجزائريين شهود على ذلك ، الجنرال قشر مئات الموظفين والإطارات النزيهة بالتقارير الأمنية المغلوطة وتم رميهم في السجن ظلما ( 4 ألاف موظف حسب عمار سعداني ) وحرم أيضا الآلاف من حقهم في الترقية بسبب ما يسمى التحقيقات الأمنية والتي حرمت الجزائر من إطارات أكفاء ونزهاء، الكثير منهم ترك الوطن كرها لا طوعا ولم يعد لحد الساعة . التوفيق قشر أيضا جهاز الأمن والاستعلامات بتهميشه وإبعاده للضباط المثقفين والإطارات النزيهة من حملة الشهادات العليا ، تكونوا في أعرق المدارس العالمية والوطنية ، لكن الكثير منهم زج بهم في الزنزانات بتهم مفبركة وتقارير مغلوطة ، كل هذا من أجل إخضاعهم أو تحييدهم أو إبعادهم في أحسن الأحوال ، في حين منح المناصب العليا في الجهاز للمقربين وأبناء منطقته ، لا يحملون من الشهادات سوى شهادة الميلاد ، تورطوا في الكثير من قضايا الفساد ، لكنهم كانوا مستفدين من حماية مدير الاستعلامات توفيق ، فالجنرال كان دائما يقدم الولاء على الكفاءة حسب شهادات ضباط عرفوا الرجل عن قرب ، وهذا حتى يسهل عليه التحكم فيهم والتلاعب بهم ، وخير مثال على ذلك مدلـله الجنرال حسان !

إن صدق ما نقل عن الجنرال توفيق في جريدة الحياة منذ يومين ، تكون الصورة المصطنعة حول رب الجزائر قد بدأت تتآكل ، فهذا الجنرال لم يكن خارقا ولا استثنائيا ، بل العكس من ذلك، فهذا الرب لا يحسن حتى اختيار قضايا ، أفضل من الدفاع عن سائق سيارة ونفي تقشير البطاطا والجزر ، لينير بها الرأي العام ، وهو الذي كان بإمكانه أن يرمي يديه داخل سلة التاريخ القريب ، فلربما علقت في كفيه حقائق كثيرة ، بالتأكيد أهم من البطاطا والجزر .
إلهام عروة

كلمات مفتاحية