مقالات

نصائح للرئيس المقبل: فخامة عبد الغني الهامل!

ابو طالب شيبوب
الوضع الجزائري بسيط، تلخصه الرواية الشهيرة “وقائع موت معلن”!

نعم، ففي الرئاسة رئيس لا يستطيع أن يمارس الحياة العامة بشكل طبيعي، وفي المعارضة بقايا جهاز أمني يرفض أن يمارس الموت بشكل طبيعي، وبينهما معركة محتدمة حول الرئيس المقبل.

رغم كَمِّ البهرجة الحكومية الظاهرة فالجميع يعرف أن مرحلة بوتفليقة قد انتهت، والنزاع حاليا حول الخلافة لا غير، من جهة يريد الجيش مرشحا يضمن مصالحه، ومن جهة ثانية يريد المعسكر البوتفليقي، وبقايا المعسكر الأمني، مرشحا يضمن استمرار حكمهم.
وإذا كان مرشح الجيش مختلَفاً بشأنه؛ بحكم أن الجيش لم يقرّر بعد، فقد لا يكون صعبا الوصول إلى مرشح معسكر بوتفليقة إذا نجحنا في تحديد العوامل الحاكمة لاختياره.

تلك العوامل لا تزيد عن ثلاث، استمرار المصالح القائمة، استمرار التحالفات الخارجية القائمة مع فرنسا حصريا، وثالثا القدرة على الحكم.
وفق هذا التحليل، يصبح خيار ترشيح رجل من الحياة السياسية ومن حلفاء الرئيس السياسيّين مستحيلا، فقد تم تدمير الطبقة السياسية تماما من جهة المعارضة، أما من جهة الموالاة التي يمثلها الحزب الحاكم أي جبهة التحرير والحزب المؤيد أي التجمع الوطني الديمقراطي، فالوضع فيها صعب أيضا، جبهة التحرير بأمينها العام لا توافق الرئيس في كل ما يذهب إليه، وإن تظاهرت بالعكس، والتجمع الوطني الديمقراطي يقوده رجل بلا مواقف ثابتة ما يجعله غير مناسب ليثق فيه نظام حكم قائم أساسا على الثقة والقرابة والعلاقات المناطقية المصلحية.

ماذا بقي بعد تدمير الساحة السياسية، يبقى للرئيس أن يختار رجلا من رجالات العسكر أو من رجالات الأمن أو التكنوقراط، وبالنظر لكون العسكر معارضين له حاليا، فليس أمامه إلا رجالات الأمن والتكنوقراط.

بالنسبة للأخيرين فإن رجلهم سابقا عبد المالك سلال قد أحرَق ورقته بأدائه الإشكالي على رأس الحكومة، ويبقى رجال الأمن الذين تمثلهم مؤسستان، إما إدارة الأمن الجديدة المسماة اختصارا بــ DSS أو إدارة الشرطة العمومية بقيادة الجنرال عبد الغني الهامل.
إشكالية إدارة الأمن الجديدة أن رئيسها لا يصلح للقيادة من جهة المآخذ الموجودة عليه منذ عهد العشرية السوداء، إضافة لسنه المتقدم وصحته العليلة، ويبقى أمامنا إدارة الأمن الشُرَطِي بقيادة الجنرال الهامل والذي يبدو رجلا متوفرا على كل الشروط، قريب من الرئيس، ابن منطقته، ذو خبرة في الإدارة العسكرية والأمنية ورجل ثقة.

ربما ساور كثيرين هذا الاعتقاد قبل فترة، بل بدا أن الرئاسة فكّرت فيه فعليا، فكانت احتجاجات أعوان الأمن العمومي وتظاهرهم أمام القصر الرئاسي ضد مسئولهم الأول بمثابة وسيلة مثالية لإخبار الرئاسة أن كثيرين في إدارة الاستعلامات العسكرية سابقا يرفضونه، فكان القرار بالتريث قليلا.

والآن بعد إزاحة جنرالات الاستعلامات فإن الوقت قد أضحى مناسبا لطبخ المرشح الرئاسي المقبل، بل إن روائح الاستعجال قد تبدو أكثر عبقا الآن، فتعامل الأمن المفرط العنف مع المناصرين الرياضيين والتشديد على المعارضين والتعامل القاسي مع رجل شعبوي، مثل: علي بلحاج قد يمكن قراءتها كلها في سياقة تهيئة الأرضية، وإسكات المشاغبين، وتخويف المعارضين قبل اللحظة الحاسمة لظهور الرئيس المنتظر!

مشكلة هذا السيناريو الرئاسي أنه قد حسب حساب الجميع إلا نقطة واحدة، أي الشعب!
قد تُسكت السياسيين وتُخيف العسكريين، ولكن مالذي تفعله بشعب هو في الأصل طويل اللسان. لم يدع الراكب ولا الحصان ولا أتقن الصمت ولا ألف الامتهان. شعب تم إدخاله في عشرية فظيعة؛ لترويعه واستئصال جينات الحرية في داخله، لكنه لم يخنع وظل موجودا، وحين أتيح له أن يزيح السلطة في عصر الثورات العربية فضّل أن يفوّت الفرصة ويذهب لتغيير هادئ دستوري تفاديا لأي سيناريو سيئ قد تدخله البلاد.

لكن هذا الشعب الآن في مواجهة أزمة اقتصادية وقبضة أمنية مشدّدة، ودستور مخيّب لآمال كثيرة على صعيد فصل السلطات وتكريس الديمقراطية.

الواقع أن الأمر خطير للغاية، وفكرة أن الأمن قد يضبط الأوضاع بشكل أبدي خاطئة وخطيرة أيضا؛ لأنها قد تغري قائدا أمنيا بالفعل السيئ، لكنها لن تحبس شعبا عن فعل الحرية، ولا جائعا عن فعل الصراخ، ولا معارضا عن قول: “لا”!

وعليه يمكننا التوجه إلى فخامة الرئيس المقبل بمجموعة من نصائح تتلخص في أن التنفيس عن الناس، وإشاعة الحريات وضمان العدالة الاجتماعية والنزاهة المالية للمسئولين قد تكون أفضل دعاية له، وأن منطق العصا لن يفيد، لأن شباب فريق “مولودية الجزائر” الذي حاصروا الشرطة في منطقة “بولوغين” وجعلوها في وضع الدفاع، بعد أن استأسدت عليهم سابقا. هؤلاء طليعة جيل تربى في الملاعب على الكفر بالسلطة، وتعلم في الشوارع النزال مع ممثليها، وأيقن بعد جولات كثيرة أنه قادر على تحطيم طوق الأمن الرسمي متى شاء.

إن هؤلاء أخطر كثيرا على الحكم من سياسة يجري إفسادها. وحينما يتم إفساد السياسة وقتل القنوات العلنية العقلانية للمعارضة فإن السلطة ستجد نفسها في الشارع أمام شبان الشوارع.. هؤلاء الذين أذلوا فرنسا سابقا لن يعجزوا عن إطاحة نظام نخره الفساد وإن امتلك أعتى آلة أمنية، ولنا في جهاز “السافاك” الإيراني عبرة!

فخامة الرئيس الهامل: قليل من الحرية لن يضر وبعض من الحكمة لن يؤذي، وفي النهاية فتلك سبيلك العقلانية للرئاسة، فآلة التزوير لن تكفي هذه المرة والجيش لم يعد على قلب الرئاسة. واستكثار الأعداء ليس من صفات الرجل الطموح لدور سياسي قيادي!

كلمات مفتاحية

7 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • يبدو أن هناك شيئ يحضر في السياسة الجزائرية إذ الحرب الدائرة بين مؤسسة الرئاسة ومن يدور في فلكها من أحزاب وشخصيات من جهة ومن جهة ثانية الجناح المغضوب عليه من المخابرات والجيش حيث الهجومات والهجومات المضادة والضرب تحت الحزام واللكمات المباشرة والمشفرة لم تصبح خفية بل أصبح المواطن الجزائري في تخمة من تلقي المعلومات على ماضي الجنرالات والشهدات على تورطهم في الفساد والقتل حتى من وزراء آخرهم الدكتور الإبراهيمي الوزير الأول في عهد الشادلي الذي قال أن نزار وجماعته إلتحقو بجيش جبهة التحرير بأمر من فرنسا . الأسئلة المطروحة هي لمذا تسعى الرئاسة تشويه سمعة هؤلاء الجنرالات مثل توفيق ونزار , ترى لأنهم رافضين للرئيس القادم الذي يجهز لكرسي المرادية ومن هو يا ترى, ما سر الإنفتاح على المعارضة تكتيك أو إقتناع أن عصر التحكم ولإملاءات قد ولى دون رجعة. الواضح أن الشعب الجزائري رافض لكلا الفريقين فريق نزار وتوفيق الذين أدخلوا الجزائر في ظلمات الإقتتال وراهنوا على الحل الأمني لمشكلة سياسية بالأساس وقتلو وعذبو ورملو ويتموا وخطفو وسجنوا أحرار الجزائر وأولاد الجزائر وشباب الجزائر وطلبة الجزائر وعلماء الجزائر إنتصار لأديوليجيتهم العلمانية الشيوعية وخدمة لمصالح فرنسا والطبقة البرجوازية والنخبة المتفرنسة على حساب دين الشعب ولغة الشعب وصوت الشعب. أما جناح الرئاسة لم يتورط في القتل ولكن سلم البلد الى الفسدة والفاسدين والجهلة والجاهلين فعم الفساد وكأن البلد أصبح مزرعة لمنطقة دون أخرى وفي غفلة من الشعب الذي خدروه بكرة القدم حينا وخوفوه من مصير ليبيا وسوريا حينا آخر فما إن صحى حتى وجد علية القوم يختمون والإقتصاد منهك والبترول في خبر كان والصحة مريضة والعلم يشكو الأمية ولشباب فاقد للبوصلة والنتيجة أن كلتا الطريقين يصبون في بحر المتجمد والحل الوحيد لمستقبل البلد والشعب هو إحترام الشعب وبسط الحريات وتحرير الإقتصاد وإعطاء فرصة للشباب لخدمة بلدهم وتفريغ السجون ومحاربة الفساد والرشوة والمحسوبية . هذه الحلول لا يستطيع أن ينفذها من هو غارق فيها بل يجب أيد نظيفة وفكر جديد وطبقة مثقفة وعارفة بتكنولوجيات العصر تسير بالجزائر الى عالم الغد وتلتحق بالركب الحضاري

  • صراحة كاتب هذا المقال مطلع كثيرا علئ الاوراق الحالية المطروحة لخلافة الرئيس الحالي و اطروحة خلافة الرئيس بوتفليقة بالجنرال عبد الغاني هامل ليست جديدة لان نفس الاطروحة كانت موجودة لدئ المعسكر البوتفليقي المتحالف في ذالك الوقت مع الجيش حيث قررو في اجتماع مغلق جمع كبار الدولة انه في حالة عدم ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة سيرشحون الجنرال الهامل و حتئ التوفيق الذي حاول فرض اويحيي وافق علئ مضض (خاصة بعدما عارضه القايد صالح ان اويحيي لن يكون رئيسا ) بعدها قرر المعسكر البوتفليقة انهم يلزمهم مزيدا من الوقت لابعاد التوفيق و دائرته نهائيا فقام البوتفليقيون مع جماعة الطاقارا بترشيح الرئيس لعهدة رابعة (في نفس المدة يحلون الدياراس و يبعدون التوفيق و رجاله ) و هذا ما حصل يعني الابواب اليوم راهي مفتوحة امام مرشحهم الهامل —- و لهذا اعتبر صاحب المقال ان نضرته واقعية جدا ( الجزائريين سيتفاجئون بنفس السيناريو الذي حصل بعد وفاة بومدين كانو ينتضرون بوتفليقة او يحياوي لكن صناع القرار فاجئوهم بالعقيد شاذلي بن جديد (الذي فاجئ الكل ) نفس السيناريو سيعيشه الجزائريون الكل يضن ان الرئيس المثبل (اما سلال او اويحيي او سعداني او حتئ السعيد ) لكن سيتفاجئون بالهامل —— هناك نقطة اختلف فيها مع صاحب المقال (الجيش اليوم ليس مثل الجيش في التسعينات ) فالجيش حاليا تم عزله نهائيا من المشهد السياسي كما ان قيادة الاركان الحالية متوازنة ( الجنرالات التلمسانيون يحتلون اهم المناصب و كلهم في المعسكر البوتفليقي ) اما القايد صالح لا يستطيع توحيد كل (قادة النواحي و المدراء المركزيين ) كما فعل العربي بلخير و قاصدي مرباح اثناء فرضهم للشاذلي لهذا الامر اليوم مختلف جدا كما ان المؤسسة التي تتحكم في نتائج الفرز اصبحت تابعة للمعسكر الرئاسي (و هي المصالح الامنية )

  • أقول لكم صراحة أن الذي يصلح لقيادة البلاد طبعا إذا رشح نفسه و إذا زكاه الشعب هو سي السعيد بوتفليقة. نعم السعيد قاهر الشواكرة انتع DRS. السعيد رجل متمرس عارف بكل دواليب الحكم. السعيد بوتفليقة هو الرجل الأمثل و الأنسب. أما عن الإشاعات بشأنه فهي من مكائد الكبران المجرم التوفيق و عصابته.

  • ما تقوله يا المدعو (رضا ) امر مستبعد تماما لان ترشيح السعيد بوتفليقة يعني للجزائريين (التوريث ) و انت تعلم الجزائريين خلال اشتباكهم (الافتراضي ) و الاعلامي مع المصريين حين شتمناهم (بالتوريث ) و ان الرئيس مبارك سيورث الحكم لابنه (جمال مبارك ) يعني انت تطرح في نفس السيناريو لهذا اي ترشيح للسعيد بوتفليقة سيدخل الجزائر في انتفاضة و ثورة قد تكون اكبر من (انتفاضة اكتوبر ) و لن يجد السعيد و جماعتو حتئ الفرصة للهرب من الجزائر (كما حصل لجمال مبارك و صديقه احمد عز تماما ) الامر الثاني السعيد بوتفليقة مجرد شقيق للرئيس و مستشار فقط يعني لا هو رئيس حزب و لا حتئ رئيس هيئة وطنية هؤلاء لهم شرعية في الترشح لكن السعيد ماذا يمثل (الجزائريين لا يعرفون فيه سوئ الاسم و بعض الصور فقط ) يعني هو نسخة طبق الاصل للتوفيق — صحيح التوفيق سقط لكن ظهر توفيق جديد و هو السعيد (الذي يتحكم في مقاليد الحكم بطريقة غير قانونية باسم اخيه الرئيس و الختم الرئاسي ) لكن بمجرد ان يتوفئ الرئيس بوتفليقة (خلاص اللعبة ستنتهي ) لهذا السبب السعيد شخصيا صرح في موقع النهار و موقع (تي اس ا ) ان مدام اخيه عبد العزيز رئيسا فهو سيبقئ بجانبه لكن بمجرد ان تنتهي عهدته سيذهب معه (يعني هو يعلم ان الجزائريين لن يقبلوا به ابدا كرئيس ) اولهم (القبائل و الشاوية ) الذين سيكونوا اول من سينتفض و ايضا (الصحراويين ) لهذا السعيد قام بتعديل الدستور ليحضر بطريقته (خليفة الرئيس بوتفليقة ) الذي سيضمن لهم (عدم الملاحقات القضائية ) و بالتالي قد يكون الرئيس المقبل من نفس ( المجموعة التلمسانية ) يعني (الجنرال الهامل ) حتئ رئيس الحكومة المقبل لا هو سعداني و لا اويحيي بل سيكون سلال — اما الشواكرة تاع الدياراس التي راك تتحدث عنهم فهم لازالو موجودون تحت اسم DSS يعني لم يتغير منهم سوئ الاسم بالعكس من يديرهم اليوم اصعب من التوفيق و هو طرطاق و حسب المعلومات المسربة (التوفيق شخصيا هو من فرض طرطاق كمستشار رئاسي ثم كخليفة له علئ راس المخابرات ) و ليس العكس كما يظن اغلب وسائل الاعلام لان التوفيق كان يرتب في رحيله منذ 2012 اما مدير المخابرات الخارجية (اللواء يوسف ) و اللواء عبد القادر (الامن الداخلي ) كلهم من الشرق الجزائري و فرضهم (القايد صالح ) في هذه المناصب ليبقئ الجيش مسيطر علئ المخابرات يعني الرئاسة راهي في موقف ضعيف امام الجيش

  • يا المدعو (صهيب ) اعلم انك انت مسير الصفحة و اقول لك شيئ للجزائر رب واحد و هو رب كل الكون و كل البشر و هو الله عز وجل ثانيا التوفيق رحل لان اي اطار سامي له بداية و نهاية و الرجل تجاوز سن الخمسة و السبعون سنة فمن المنطقي يرحل حتئ القايد صالح سيرحل و اي مسؤول مهما كانت درجته له بداية و نهاية (اين زروال و اين الشاذلي و اين بومدين و اين بن بلة و كل جنرالاتهم و رجالهم الاقوياء ) كلهم رحلو و الجزائر هي الباقية حتئ بوتفليقة سيرحل عاجلا ام اجلا لكن الجزائر باقية هي و مؤسساتها هههه التوفيق رحل لكن الدياراس مازالت باقية و اكثر قوة مما كانت عليه و من يعرف احوال الدولة يعرف ماذا اقول و الله المخابرات لم تكن في قوتها مثل اليوم لانها اصبحت تتبع مباشرة لرئاسة الجمهورية و صلاحياتها توسعت اكثر و كل مكاتب الدياراس (الدياساس مجرد اسم ) لازالت مفتوحة بالولايات (مكاتب البحث و التحري ) و ايضا علئ المستوئ الجهوري و الوطني و حتئ في الخارج علئ مستوئ القنصليات — نعم التوفيق رحل لكن استبدل بطرطاق الذي كنت تسميه انت (مجرم و قاتل ) هههه طرطاق هو مدير المخابرات اليوم