سياسة

معايير اختيار الجوائز الأدبية الفرنسية للكتاب من شمال إفريقيا

الدكتور عثمان سعدي: الكاتب الجزائري كمال داود والتكريك الفرنسي.. كيف تختار الجوائزُ الأدبية بفرنسا الكتابَ الجزائريين والمغاربة عموما!!

بقلم الدكتور عثمان سعدي
عُرف كمال داود بأنه عدو مناهض للغة العربية، وعدو لكل ما هو عربي، يمقت كلمة عربي ويضعها دائما في كتاباته بين مزدوجتين، ينشر كمال داود في الصحيفة الجزائرية الفرنكفونية (كوتيديان دورون) يوم 17/12/2009 مقالا بعنوان (المحو الحتمي للاستعمار الأفقي) يعلن فيه: “أننا نحن الجزائريين لسنا عربا وأن اللغة العربية المقدسة جدا لغة ميتة جدا… إن الاستعمار الأفقي العربي خلق منا مستعمَرين للعروبة… إنني جزائري ولغتي هي اللغة الجزائرية وليست العربية” . ويكتب في الصحيفة الفرنسية (الفيغارو ليتيرير عدد 16/10/2014 ) فيقول: “أنا أكتب بالفرنسية ولا أكتب بالعربية لأن هذه لغة مفخّخة بالمقدس″
في أكتوبر 2013 نشر روايته مرت بدون اهتمام، رواية (ميرسو .. تحقيق مضاد)، هذه الرواية ليست سوى محاكمة ضد الجزائريين وثقافتهم، وضد الإسلام، التي تعتبر عنده عناصر حصرية، وهكذا يكتب عن القرآن فيقول: “أحيانا أتصفح كتابهم، الكتاب الذي أجد فيه لغوا غريبا، ونحيبا، وتهديدات، وهذيانا، تجعلني أشعر بأنني أستمع إلى حارس ليلي عجوز وهو يهذي …” (صفحة 8). ” وعن جيرانه الجزائريين يقول: “أطفالهم تعجّ كالدود على جسدي” (صفحة 79). ويتكلم عن مدينة الجزائر فيقول عنها “إنها عاصمة بشعة”. ويقول في الرواية أيضا “أسوأ يوم عندي هو يوم الجمة”.. وهذا هو الذي جعل فرنسا تمنحه عن الرواية جائزة غونكور…
في 25 يونيو ــ حزيران 2014 نشر كمال داود في موقع Algerie focus مقالا عنوانه (جبهة التحرير الوطني أكرهك) قال فيه: ” قتْل جبهة التحرير الوطني كقتْل فرنسا المستعمِرة، هذا كما كانت تتمناه فرنسا. أمنيتي أن أرى جبهة التحرير تُعدم على حائط وأن أبصق على جثتها، أن أراها مدمرة تدميرا لم تتمكن فرنسا من تحقيقه”. المقصود هنا ليست جبهة تحرير الآن وإنما جبهة التحرير 1954ــ 1962 التي حققت استقلال الجزائر.
في 19 نوفمبر ـــ تشرين الثاني 2012 ، أثناء القَنْبلة الأولى على غزة، نشر كمال داود مقالا في موقع Algerie Focus قال فيه “إسرائيل تقنبل غزة هذا تقريبا تفاصيل في حوادث الشعبين المزمنة… إن فلسطين هي البلد الذي يُستعمل في القول بأن الإسرائيليين هم سيؤون بطبعهم بحيث يُنسى بأن العرب أكثر سوءا”. هذا المقال لم يلفت الانتباه في ذلك الوقت بالرغم من أن (جمعية أوروبا ـــ إسرائيل ) نشرته.
ولكن هذه المرة مقاله عن جبهة التحرير يلفت الانتباه في هذه الأوساط ، وهكذا بعد أيام من صدوره أي في 6 يوليوـــ تموز 2014 يكتب بيير أسولين P.Assouline عضو مجلس التحكيم لجائزة غونكور Goncourt الفرنسية مقالا طويلا في موقع (جمهورية الكتب) بعنوان (الغريب الآخر) يشيد فيه في حماس برواية كمال داود بحيث سيصبح من أكبر المتحمسين لكمال داود.
إن بيير أسولين مناضل صهيوني، ينشط بقوة في نشاط ( مجلس تمثيل المؤسسات اليهودية بفرنسا CRIF ). إنه مشارك في تحرير أسبوعية (الوقائع اليهودية Actualité Juive ) . زوجته أنجيلا يغداروف Angela Yagdaroff عضو نشط في (المنظمة العالمية للنساء الصهيونياتWomen’s International Zionist Organisation (Wizo . بيير أسولين كان قد فاز بالجائزة الأوروبية لهذه المنظمة.
في يونيو ـ حزيران 2012 هاجم بيير أسولين بعنف سفير فلسطين في منظمة اليونيسكو السيد إلياس صنبر بسبب انتقاده لزيارة الكاتب الجزائري بوعلام صنصال لإسرائيل . هل كمال داود على خط سير صنصال؟.
وغداة انعقاد مجالس الجوائز الأدبية الفرنسية ، عاد كمال داود هكذا في صميم أيام قَنْبلة غزة، فكتب في صحيفة يومية وهران Le Quotidien d’Oran”, مقالا يوم 12/7/2014 بعنوان (لماذا أنا غير نصير لفلسطين؟) قال فيه : “إن العالم الذي يقال عنه عربي يعتبر وزنا معطلا في بقية الإنسانية.. ويقارن الوضع في غزة بالوضع في وادي ميزاب بجنوب الجزائر” . ومنذ الآن صارت الصحافة الفرنسية ــ الصهيونية تصف كمال داود (بالمتمرد المقاوم). وفي 25/07/2014 يعيد موقع (عش في تل أبيب Vivre à Tel Avive ) نشر مقال محمد قاسيمي (هل لا بد من حرق كمال داود؟) الذي يدافع فيه عن كمال داود .
أسبوعية لوبوان Le Point التي تعتبر المجال الذي يمرح فيه الصهيوني برنار هنري ليفيBernard Henry Levy تدلي بدلوها وتنشر لكمال داود مقالا يوم 24/7/2014 يستنكر فيه المسيرات التي ساندت فلسطين في حي (باربيس) في باريس المشهور بإقامة الجزائيين فيه، علما بأن هذه الأسبوعية تؤيد باستمرار إسرائيل.
وهكذا تصاعد بفرنسا الاهتمام برواية كمال داود (ميرسو.. تحقيق مضاد) ففي 21/7/2014 أياما قليلة بعد مقاله الجديد عن غزة تنشر في (باري ماتش) إشادة كبيرة برواية كمال داود رفيقةُ فرونسوا هولاند السابقة فاليري ترييرويير Valérie Trierweiler . وتلحق صحف أخرى بالإشادة، فتوضع الرواية في قائمة الجوائز الأدبية : غونكور، جائزة رونودو . وتحصل الرواية على جائزة فرونسوا مورياك ، ثم على جائزة القارات الخمس للفرنكفونية .
وفي 5 نوفمبر 2014 وهو يعبر عن غمّه بعدم حصوله على جائزة غونكور يصرح كمال داود لوكالة الأنباء الفرنسية بما يلي: “إن مجلس التحكيم لغونكور ضيع فرصة تاريخية في الانفتاح على بقية العالم ، لأنه في المغرب هذه الجائزة كانت منتظرة جدا وعبر عن ذلك كرسالة ثقيلة في معناها”. ومعنى ذلك أن الجائزة غير موجهة لنوعية الرواية كعمل أدبي لكن (توجيه رسالة للمغرب) أين الفن الأدبي في كل هذا؟.( هذه المعلومات نشرتها في الصحافة الجزائرية وفي القدس العربي سنة 2014 )
الغريب أن رئيس الحكومة الفرنسي مانويل فالس Manuel Valls المعروف بكرهه للمهاجرين، يكتب في صفحته (بالفاس بوك) وتورد ذلك جريدة (لوموند) الفرنسية يوم 2 مارس آذار الجاري 2016، مدافعا عن كمال داود الذي اتهمته مجموعة من الأكاديمين الفرنسيين بأن كتاباته تغذي (الإسلاموفوبيا) بفرنسا ، بقول رئيس الحكومة الفرنسية: “يجب أن لا نترك هذا الكاتب وحده لأن في ضياعه ضياع لنا”
الخلاصة:
أولا: ليس كل الكتاب الفرنكفونيين الجزائريين كهذا… فمالك حداد يقول: “أنا المنفي في اللغة الفرنسية.. أنا لا أغني بل أرطن لو كنت أعرف الغناء لغنيت بالعربية” وهذا ينطبق على الكتّاب في عهد الاستعمار الذين اضطروا للكتابة بالفرنسية لانعدام تعليم اللغة العربية.
ثانيا: بعد الاستقلال عمل الفرنسيون على الإبقاء على اللغة الفرنسية مهيمنة على دول المغرب العربي على حساب لغة البلاد والعباد، وشجعوا أشباه كتاب بالفرنسية ومنحوا لهم الجوائز، كما مولوا العديد من الصحف المفرنسة بالمغرب العربي.
ثالثا: صدر حكم في محكمة جزائرية لصالح كمال داود ضد شيخ سلفي طالب بتنفيد حكم الشرع ضد هذا الكاتب الذي سب دين الإسلام، والغريب أن نقيب الصحفيين الجزائريين كامل عمراني يشيد بالحكم معتبرا أن ما كتبه الكاتب بأتي في إطار حرية اتعبير…
رابعا : أنا قومي عربي ولست سلفيا، لا أدافع عن شيخ سلفي وإنما أضع هذه المعلومات أمام قراء (رأي اليوم) الذين قرأوا في عددها الأخير عن هذا الكاتب الجزائري
http://www.raialyoum.com/?p=403467

كلمات مفتاحية

شارك بالتعليق

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق