سياسة

لجنة إصلاح قطاع التربية في الجزائر 2016

المدير الفرعي السابق المكلف بالتعاون والعلاقات الدولية بوزارة التربية الوطنية لـ “الشروق”:
نشرت قائمة الخبراء لفضح ما يحدث وراء الأبواب المغلقة
إصلاحات بن غبريط تهدف إلى محاصرة العربية وتمكين الفرنسية لغة وقيما
برنامج التعاون مع فرنسا له خلفية إيديولوجية
نادية سليماني

شكّلت القائمة الاسمية للخبراء الفرنسيين الـ 11، الذين قدّموا تكوينا لمفتشي ومديري التربية بالجزائر، التي كشف عنها المدير الفرعي السابق المكلف بالتعاون والعلاقات الدولية بوزارة التربية الوطنية، حمزة بلحاج، “صدمة” للشركاء الاجتماعيين، الذين أكّدوا جهلهم بها، وللمتابعين لشؤون التربية، الذين استنتجوا أن إصلاحات الجيل الثاني للوزيرة نورية بن غبريط ستكون بـ”نكهة” فرنسية، وهي امتداد لإصلاحات بن زاغو.
الشروق” اتصلت بالمدير الفرعي حمزة بلحاج، فأكد لنا أن الخبراء الفرنسيين الذين كشف عن أسمائهم في صفحته على الفايسبوك حضروا في إطار برنامج عمل مع الطرف الفرنسي أو ما يعرف بـ “دي سي بي” D C P لفترة 2013 -2017، أُمضي في فترة الوزير بابا أحمد، وهو برنامج تعاون مع فرنسا في قطاعات عديدة. وحسبه “البرنامج يضم فقرة صغيرة فقط متعلقة بقطاع التربية، ضخمتها الوزيرة وجعلتها برنامجا وطنيا بمساعدة بعض إطاراتها في الوزارة الذين لا علاقة لهم بالتكوين”. وبرنامج التعاون مع فرنسا في قطاع التربية، يكون عن طريق تكوين بيداغوجي، فيه محاور عديدة، يصب في تحضير الكوادر التربوية، حتى ينسجموا مع الإصلاحات المقبلة، والمنهاج الجديد، و”مع طريقة تدريس اللغة الفرنسية” يقول المتحدث. فالفرنسيون أشرفوا على تكوين المفتشين وبعض الأساتذة ومديري التربية، بثانوية حسيبة بن بوعلي بالقبة، الذين بدورهم ينقلون ما تلقوه إلى القاعدة، وهو ما يسمى التكوين بالمضاعفة. وأكد مُحدّثنا أن عملية التكوين كانت محاطة بـ”السرية والتّكتم”.

وأكد المتحدث أن آخر دفعة من المؤطرين الفرنسيين حطت بالجزائر في 2016، “كنت في استقبالهم في المطار، وحظوا بترحيب مميز من إطارات الوزارة”. وما يستغرب له حمزة بلحاج، أنه طلب حضور ورشة تكوين لمديري التربية لغرض الاطلاع والتعلم، وبعد الموافقة على طلبه من طرف الأمين العام للوزارة، تفاجأت بمكالمة هاتفية يوم التكوين من الأمين العام، يطلب حضوري اجتماع اللجنة العليا الجزائرية الإيرانية، وكأنهم أرادوا استبعادي عمدا”. وحسب بلحاج غالبية المكونين الفرنسيين من مرسيليا يتقدمهم المدعو “شابو جون كلود” وهو موظف سابق بالسفارة الفرنسية.

وعن وجود اتفاقيات أخرى مع دول أجنبية، رد محدثنا: “بالطبع، توجد اتفاقية تكوين مع أمريكا، مضمونها استفادة جزائريين من تكوين لـ 6 أيام هناك، لكن تم تجاهل الموضوع كلية من الوزراة”.

وخلص حمزة بلحاج، إلى أن إصلاحات الوزيرة بن غبريط، هدفها الرئيس “التدرج في إعطاء مكانة مركزية للغة الفرنسية والتدريس باللغة الفرنسية مع محاصرة العربية”. وحسبه في أحد الاجتماعات بوزارة التربية في 25 أكتوبر 2015، صرحت الإطار بالوزارة، ليلى مجاهد، بأن الوزارة ستعتمد طريقة تدريس اللغة الفرنسية، المسماة تعليمية اللغة- الثقافة. ومعنى ذلك، “تعلم اللغة الفرنسية بالثقافة الفرنسية عن طريق قيم الحضارة الفرنسية، أي نجعل قيم المتعلم نسبية، عن طريق طرح المتعلم أسئلة حائرة عندما يقرأ نصوصا تمثل له حالات غرابة عن الثقافة الأم… الغرض هو طرح التساؤلات ومن ثم التخلي عن قيم راسخة”. وإصلاحات الجيل الثاني حسبه تهدف إلى جعل قيم التلميذ هشة وعرضة للتبديل، تحت غطاء الكونية والعالمية.

وأضاف: “الإطار العام للإصلاحات أنها ذات بعد لساني لغوي تنسجم مع تخصص مستشاري وزارة التربية، فريد بن رمضان وليلى مجاهد”.

والخطير في الموضوع، أن برنامج التعاون مع فرنسا، عندما أمضي لم يكن بهذا الحجم والكثافة، ولم يكن بخلفية إيديولوجية.

http://www.echoroukonline.com/ara/articles/277278.html
هذا الخبر مضر بالصحة؟!

اليوم اكتفي بنشر خبرين فقط.. وأترك للقرّاء حرية الاستنتاج:
1- الخبر الأول هو نشر القائمة الاسمية التي استجلبتها الوزيرة بن غبريت من فرنسا لإجراء الإصلاحات، مع نموذج للإصلاحات التي أجريت من طرف بن غبريت وبن زاغو في الكتب المدرسية.
2- الثاني هو نصائح خبير صندوق النقد الدولي للجزائر بالاستدانة:
1- القائمة الاسمية للخبراء:
1-Chapu / Jean Claud… 2 – Marquier / Christophe – 3 – Truant Dominique – 4 – Blua / Véronique – 5 Rigat / Pièrre – 6 – Fourmont / Catrine – 7 – Grenet / Jean Jack – 8 – Delgado / Antoine – 9 – Escande / Laurent —- arrivée le 12/12/2015 à 16H45 Vol AH 1021 (Marseille) – Départ le 17/12/2015 à 17h50 Vol AH 1024 (Marseille) – plus couple d’artiste avec leur bébé.. 10 – Charton / Ariane et Quaranta / Célestin (bébé) – 11- Quaranta / Jean Marc (Le Mari).. Arrivée le 11/12/2015 à 15h20 Vol AF 1654 (Paris) – Départ le 18/12/2015 à 17h50 vol af 1855 (Paris) – Chauffeur du bus loué MR Kebaili de l’ETUVA… ces experts (en supposant qu’ils le sont tous… sont les onze derniers entre d’autres listes existantes durant l’année 2016)..

2- نتائج إصلاحات بن غبريت بن زاغو الماضية أدت إلى الاستعانة بهؤلاء في إصلاح المنظومة التربوية بالخبرة الفرنسية.. واليوم الخبرة الفرنسية نفسها دعيت لإصلاح الإصلاح من طرف الجهة نفسها.. والخبراء أنفسهم والمسؤولين أنفسهم!
وكدلالة على جدية وفعالية الإصلاحات بالخبراء الفرنسيين، أذكر لكم أن كتاب السنة الثانية متوسط للتربية الإسلامية أورد تعريفا للزكاة بما يلي: “الزكاة حق وواجب مخصوص في مال خاص إذ بلغ قدرا مخصوصا لطائفة مخصوصة في وقت مخصوص”!
هذا التعريف (صفحة 52) الأكاديمي للزكاة يصعب فهمه بهذه الصيغة، حتى على طلاب التخصص لما بعد التدرج.. فكيف يفهمه تلميذ طفل في السن 13 من عمره؟! هذه هي نتائج الإصلاحات المستوردة!
هل فهمتم الآن لماذا يكره أطفالنا العربية والدين في المدارس؟! هذه هي الإصلاحات التي يبشر بها هؤلاء في سرية تامة؟!
أما الخبر الثاني المقلق؛ فهو المتعلق بزيارة خبير صندوق النقد الدولي للجزائر واقتراحه على الجزائريين اللجوء إلى الاستدانة لتمويل المشاريع وتجاوز الأزمة.. وهذا الصندوق هو الذي “دبّر” على الجزائر قبل 5 سنوات وفي عهد البحبوحة، بأن تقرض صندوق النقد الدولي 5 مليارات وتمحي مبلغا مماثلا للدول الإفريقية من طرف الدائن الجزائري.. وقد فعلت كما فعلت بن غبريت.
ومعلوم أن 5 مليارات دولار التي أقرضتها الجزائر لصندوق النقد الدولي ليست قرضا يمكن أن يعاد.. بل هي رفع لنسبة مشاركة الجزائر في رأس مال هذه المؤسسة، وبالتالي لا يمكن إعادته.. وكل ما تستفيد منه الجزائر من هذا القرض الذي لا يعود؛ هو تسهيل مهمة الجزائر للقرض من هذه المؤسسة أكثر من غيرها.. هل فهمتم الآن بؤس هذا البلد والمسؤولين الذين يسيّرونه بعيدا عن حق الشعب في رقابتهم؟!

bouakba2009@yahoo.fr
عدد قراءات اليوم: 8756
5.0☆

كلمات مفتاحية

3 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق