سياسة

الجنرال توفيق كان وراء “الربيع الامازيغي” 1980 وأحداث “العروش” سنة 2001

المحامي محسن عمارة لـ”الحوار”:

“من حق شكيب خليل مقاضاة الجنرال توفيق”
“الدياراس” وراء تحريك قضايا الخليفة والطريق السيار لضرب الرئيس
شرفي وزغماتي وسليني .. كانوا يأتمرون بأوامر “الدياراس” المحلة
شكيب خليل اُستهدف عندما مس بمصالح الجنرالات في القواعد النفطية
جنرالات كانوا يفتعلون مشاكل في القواعد النفطية من أجل الحصول على مشاريع لشركات حراستهم
الشركات الفرنسية هي من بدأت الحملة على شكيب خليل لأنها لم تتحصل على مشاريع
“الديراس” المحلة كانت تسعى لإقحام اسم سعيد بوتفليقة من أجل تنفيذ خطتها

فجر المحامي محسن عمارة عدة قنابل في لقائه مع “الحوار” حيث أكد الرجل أحقية وزير الطاقة الاسبق شكيب خليل في مقاضاة من شوه سمعته ووضعه في خانة الفسدة والخونة طيلة السنوات الماضية، وعلى رأسهم بطبيعة الحال -بحسب المحامي رئيس جهاز دائرة الامن والاستعلام الجنرال المعزول محمد مدين المدعو توفيق- كما شدد الرجل على ضرورة قيام خليل بهذه الخطوة لأن جهاز المخابرات المحل مؤخرا تعود على تلفيق القضايا لكل من يقف في طريقه على غرار شكيب خليل وبعض مقربي الرئيس بوتفليقة الذي كان مستهدفا من طرف الجهاز، على حد قول المتحدث.

ما تعليقكم على عودة شكيب خليل إلى الجزائر؟
عودة شكيب خليل معناه أن رئيس الجمهورية او السلطة والحكومة الجزائرية تركت العدالة تتخذ مجراها ولم تتدخل في عمل العدالة في قضية سونطراك، بعد ان تم افراغ كل هذه الملفات، لأن ما يوجد ضد شكيب خليل هو اتهامه فقط عبر الصحافة، ولا يوجد هناك ملف، فشكيب خليل ابدا لم يكن متهما في اي ملف، هذه الملفات التي افرغت من محتواها، فالرئيس لم يتدخل في اجراءات العدالة، منذ 3 سنوات والعدالة تقوم بعملها، وانتهت من الملفات، اي افرغت، اي بعدم وجود اي شيء ضد شكيب خليل، فالآن رئيس الجمهورية سيعمل بصلاحياته.

هل تعتقدون أن شكيب خليل مثلا سيقوم أو يستطيع رفع شكوى ضد من وصفوا بفبركة الملف ضده، أو ضد الجنرال توفيق أو “الدياراس” مثلا؟
أكيد، شكيب خليل سيستعمل كل حقوقه الدستورية ويطالب بحقه وإعادة الاعتبار.

هل سيحاكم الجنرال توفيق؟
نعم اكيد، اكيد، فمن غير المعقول أن يتم اخراج قضية ضد انسان.. فأين الاثباث. طبعا سيرفع دعوى قضائية ضد الجنرال توفيق، ضد كل من مس حقوقه الدستورية، ويرفع دعوى قضائية ضد الصحافة لتشويهها للجزائر في الحقل العالمي.

أين تقع مسؤولية وزير العدل السابق محمد شرفي، والنائب العام بلقاسم زغماتي، ومن أين كانوا يتحصلون على اوامر اصدار المذكرات؟
طبعا كذلك، فلو تكن الدولة منصفة، فأول من سيحاسب هو النائب العام، يحاسب على الاجراءات، وعلى تحريك دعوى عمومية على اسس تافهة، كيف يحكم على اناس لأكثر من 6 سنوات، وبعدها يظهر أن القضية بدون معنى او فارغة “فياسكو” فالمسألة كبيرة، فتابع المسؤولين لكن من غير سجنهم، وهنا يتحمل المسؤولية زغماتي والنائب العام لسيدي محمد.

كيف يحملون المسؤولية.. على سوء تسيير القضية أم كيف؟
طبعا، فغرفة الاتهام في قضية سونطراك كانت مشكلة على المقاس، يقومون بإعادة التكييف، وعندما يريدون أن يخرج الملف الى العلنية، اعادوه حسب خطة زغماتي وموهوبي.

لكن ما تم تداوله أن العدالة الإيطالية أدانت شكيب خليل على حسب الوثائق التي أرسلتها “الدياراس” من الجزائر؟
“الدياراس” لم يبعث شيئا، فالعدالة الايطالية لا تتحرك مثل “عدالة البراوطية تاعنا”، فالعدالة الايطالية لا تدخل اي شخص الى السجن، او على اساس تافه، مثلما حدث في هذه القضية، فيزعمون أنهم عثروا في غرفة بجاوي على عمولة او رشوة بمقدار 600 ألف اورو تقدم الى شكيب. فالصحافة الايطالية ابدا لم تكتب عن شكيب خليل، وشكيب خليل أبدا لم يتهم او يذكر في العدالة الايطالية، تم اتهامه هنا في الجزائر، مثلما قامت الصحافة هنا في الجزائر وجعلوه متهما.

فمن المفروض أن يبحثوا عن من أقحم شكيب خليل في مثل هذه الملفات اصلا، فلا بد أن نبحث ونثبت ونتحرى بطريقة علمية وقضائية محضة، لنصل من قام بتركيب هذا الملف ومن اقحم شكيب خليل، ثم لماذا تم اقحامه وما الغرض من ذلك، وما هي النية من وراء ذلك؟

انت تقصد الدياراس، بعد أن تم الحديث عن فبركتها لملف شكيب خليل؟
طبعا “الدياراس” وجماعة توفيق كانت وراء قضية سونطراك وشكيب خليل، وذلك عندما رؤوا أن مصالحهم مست، فقاموا باختلاق هذه العملية من اجل الحفاظ على مصالحهم. مثل الكثير من الجنرالات الذين وراءهم الدياراس كانوا في السابق يسرقون، وعندما جاء شكيب خليل نزع لهم بعض الصلاحيات مثل مؤسسات الحراسة التي كان يسيرها الجنرالات.

فكانوا يختلقون المشاكل على اساس أن جماعات ارهابية تستهدف المنطقة المعنية في الجنوب، من اجل تسليحهم وإعطاء مشاريع الحراسة لهؤلاء الجنرالات، هؤلاء الجنرالات الذين كانوا يملكون شركات امنية للحراسة.

نعود إلى وزير العدل السابق محمد شرفي.. هل يتحمل المسؤولية هو الآخر، وهل هو معني بالأمر؟
كيف غير معني، فهو من يتصل به كي يطبق الخطة، هو من اتصل بزغماتي من اجل ان يعلن عن مذكرة التوقيف، وهم كان هدفهم أن يتدخل رئيس الجمهورية شخصيا في مثل هذه العمليات، فكانوا يطلقون دعايات على أن شقيق الرئيس سعيد بوتفليقة هو من وراء كل هذا، ومن أجل فقط ان يحصلوا على دليل بأن الرئيس تدخل ويشعلوا النار فيه، لكن الرئيس كان ذكيا وحافظ على اصدقائه، ونفس الشيء وقع في قضية الخليفة والطريق السيار.

كيف؟
“الدياراس” كانوا وراء تحريك قضية الخليفة والطريق السيار، فشرفي كانت تسيره “الدياراس”، وكذلك زغماتي، وسيليني، كلهم كانوا يعملون بأوامر المخابرات.

هل من الممكن أن يصبح شكيب خليل وزيرا مثلا أو يتحصل على مناصب سامية؟
طبعا، لو يقرر الرئيس، لو يعيدوه وزيرا، فذلك هو رد الاعتبار، ومن أجل أن يصل الرئيس الى ذلك لا بد من آلة جيدة تعمل لذلك، لا سيما على مستوى الرأي العام، من أجل خلق حوار قانوني وإقناع الرأي العام بالحقيقة بعدما تم الكذب عليه وتشويه الصورة لديه، فلا بد من آلة جيدة كي يقتنع الناس بأن القضية مفبركة من طرف الدياراس من أجل المساس برجال الرئيس. وهناك عندما يعود شكيب خليل وزيرا للطاقة فانظر كيف ستصبح سونطراك، وكيف تسير، وكيف ستكون العلاقة مع الأوبيبي. فيجب أن نعرف أن من تدخل ايضا في الحملة ضد شكيب خليل هي الشركات المنافسة، فلماذا لم تظهر اي شركة فرنسية في قضايا الرشوة، لأنهم هم الراشون الكبار. فالشركات الفرنسية التي لم تربح مشاريع المناقصات ولم تتحصل على المشاريع الكبرى بدأت تستهدف شكيب خليل، فعندما توجه اتهاما وتقول هناك الراشي، فأين هو المرتشي اصلا، فاللعب كله هنا.

حاوره: عصام بوربيع

المحامي محسن عمارة يفجر قنابل عبر “الحوار”:

سجن الجنرال توفيق مسألة وقت

زياري صنيعة “الدياراس” استعملته لاختراق محيط الرئيس
“الدياراس” أطاحت بزرهوني وحاولت تشويه شقيق الرئيس
القصة الكاملة للغنوشي مع المخابرات الجزائرية

فجر المحامي محسن عمارة في حوار جريىء مطول مع “الحوار” العديد من القنابل والحقائق السياسية الخطيرة في الجزائر، بداية من خلفيات قضية سونطراك وشكيب خليل، والأبعاد التي تعود اليها هذه القضية التي كانت “الدياراس” المحلة والجنرال توفيق رقم 1 في فبركتها، معتبرا أن قضية شكيب خليل لا تتوقف عند ما يعرف بصراع الأجنحة، الذي -حسبه- ليس موجودا، وإنما في الاصل هو صراع قائم بين جماعة فرنسا وجماعة المجاهدين، والذي -حسبه- يعد صراعا قديما.

محسن عمارة، في هذا الحوار الذي سينشر على حلقات متسلسلة عبر صفحات “الحوار” يتهم “جهاز الاستعلامات والأمن” المحل، وعلى رأسه محمد مدين المعروف بـ” توفيق” بفبركة العديد من الملفات، من بينها قضية الخليفة، قضية عدل، قضية احداث القبائل، كما يتهم صراحة الدياراس بوقوفها وراء تحريك احتجاجات الشرطة.

العديد من الملفات سيطرحها محسن عمارة في قضية الخليفة التي يميط اللثام عنها وسبب خلق القضية اصلا، كما يتطرق الى قضية تنحية وزير الداخلية السابق القوي يزيد زرهوني من طرف جهاز الاستخبارات “الدياراس” “المحلة”، بعد الأثر الذي تركه في الشرطة، وكيف تم خلق فتنة بينه وبين علي تونسي.

كما يرد محسن عمارة، في الحوار الذي سينشر الايام المقبلة عبر “إذاعة الحوار” في تسجيل صوتي على رئيس المجلس الشعبي الوطني الاسبق عبد العزيز زياري والقيادي في الأفلان، عندما قال إنه يندهش عندما يسمع عن حديث البعض عن فبركة “الدياراس” لملفات عدة، حيث يؤكد محسن عمارة الذي كان هو الآخر ضابطا متقاعدا في جهاز الأمن العسكري أن عبد العزيز زياري صنيعة للمخابرات، أو “الدياراس”، والمخابرات استعملته لاختراق محيط رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، كون زياري يعرف جل اصدقاء الرئيس.

عمارة الذي يصر على وصول الجنرال توفيق الى المحكمة، يتطرق الى حقيقة عائلة الرئيس بوتفليقة التي قال إنه لحسن الحظ كان ممن قاموا في السابق بالتحقيق في عائلة بوتفليقة عندما كان يشتغل في الأمن، ويقول إن عائلة بوتفليقة طيبة، وأن السعيد بوتفليقة مخالف تماما لما يتم الترويج عنه من طرف الدياراس، على أساس أن كل شيء له من فيلات كذا وكذا… إلخ، وهو حسبه ما يدخل في خطة الدياراس.

ويقول محسن عمارة إن كل ما قيل من صفات موجودة في السعيد بوتفليقة هي غير موجودة، بل العكس، وعائلة بوتفليقة أرقى مما يتصور الجميع، وحتى -حسبه- اتهامات الجهوية التي وجهت الى بوتفليقة تدخل في اطار اللعبة “الدياراسية”، على حد تعبيره.

ملفات ثقيلة يفتحها المتحدث مع “الحوار”، بداية من الحركة البربرية في منطقة القبائل، وكيف تم ارسال عناصر من جهاز الأمن العسكري سابقا لاختراقها والتحكم فيها، لينتقل الى كيفية ظهور او خلق الاخوان في الجزائر سنوات السبعينات ومن وراءها، الى ازمة التسعينات، وحقيقة الصراع بين جماعة فرنسا والمجاهدين الوطنيين، وكيف استطاع الشاذلي بن جديد كبح جماح مجموعة فرنسا لمدة، لكن سرعان ما تغلبوا عليه، وبقوا يعملون في الخفاء.

يتطرق محسن عمارة الى كيف كانت المخابرات الجزائرية تستعمل راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية، من أجل احداث انقلاب للرئيس التونسي بورقيبة انذاك، حيث كان يقيم راشد الغنوشي هنا في الجزائر برعاية نواة من الأمن السعكري او المخابرات الجزائرية آنذاك ودون علم القيادة، وحيث كان يعمل لصالح جناح في المخابرات الجزائرية تابع لجناح توفيق دون علم قيادة الأمن العسكري آنذاك.

وكثيرة هي الملفات الساخنة التي فتحها المحامي محسن عمارة الضابط السابق في المخابرات عندما يقول إن التغييرات التي احدثها الرئيس بوتفليقة في جهاز المخابرات جاءت في مكانها، وفي صلب القضية بعد تغير الكثير من الاساليب، حيث -حسبه- أن المدير الحالي لجهاز الاستخبارات بشير طرطاق يعرفه رجل ميدان، ومن عناصر الأمن العسكري القدامي الذين يمتلكون خبرة كبيرة في الميدان.

وتحدث محسن عمارة عن الرئيس السابق اليمين زروال، الذي قال إنه من المستحيل أن يلبي دعوة المعارضة، لأن وجوه المعارضة -حسبه- في واد، واليمن زروال في علبة أخرى، لذا يؤكد محسن عمارة أن زروال لن يشارك مع المعارضة.

وعن مولود حمروش، يقول محسن عمارة إن حمروش فعلا يعرف العسكر، مثلما قال عنه خالد نزار.

وفي كلمتين، يختتم محسن عمارة الصراع الاخير بين الجنرالين بتشين وخالد نزار، ليقول إنه صراع بين المجاهدين وجماعة فرنسا.

عصام بوربيع

يتبع ..

المحامي عمارة محسن يواصل شهادته لـ”الحوار”:

الجنرال توفيق كان وراء “الربيع الامازيغي” 1980 وأحداث “العروش” سنة 2001
الصراع مع جماعة توفيق صراع مع حزب فرنسا
الديراس منعت تعيين زرهوني وزيرا للدفاع ومن هنا بدأ الصراع
ما حدث لـ”شكيب خليل” تكرار لسيناريو “مساعدية” لما صوروه مجرما
يواصل المحامي عمارة محسن تقديم شهادته عبر “الحوار” والتي يعود فيها الى خلفيات قضية سونطراك، وأسباب استهداف وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل، الذي قال عنه إنه تم استهدافه وتشويه صورته من طرف مجموعة في النظام، مثلما تعرض رئيس مجلس الأمة السابق مساعدية عندما صورته جماعة فرنسا على أنه أكبر مجرم على وجه الأرض. ويعود بنا عمارة محسن الى خلفيات انطلاق ما يعرف بصراع الأجنحة، وكيف رفضت “الدياراس” تعيين بوتفليقة ليزيد زرهوني كوزير للدفاع، ليسلط الضوء على احداث العروش، وتطابقها مع احداث الربيع الأمازيغي وغيرها من الملفات..

بداية مع عودة شكيب خليل وزير الطاقة الأسبق إلى الجزائر، ما تعليقكم؟
■ عودة الوزير الأسبق شكيب خليل ستطرح من جديد القضية التي سال فيها الكثير من الحبر وحدث فيها الكثير من التحريك، عودة شكيب خليل ستطرح القضية من جديد على الساحة السياسية حول أنها كانت محركة.

هل تقصد رؤية جديدة للقضية؟
■ ليس رؤية جديدة فقط، وإنما دراسة جديدة، خاصة أن شكيب خليل الذي يحاولون عنوة أن يلصقوا التهمة به، بينما هو لا يوجد في الملف أصلا، فشكيب خليل لا يوجد اسمه لا كمتهم، ولا كضحية ولا كشاهد.

أنت تلوم من يتهم شكيب خليل، هل من تفصيل أكثر؟
■ طبعا هذا هو التحريك الذي أشير إليه.

تقصد تغليط الرأي العام في قضية سونطراك؟
■ ليس تغليطا، اقصد هذا التحريك الذي أوصل هذه القضية إلى الرأي العام بهذا الشكل، فما أعيبه على هذا الملف أولا، كيف لملف قضائي قبل أن يصل إلى القضاء هناك أشخاص هيئوا له وعملوا كي يصل بهذه الطريقة إلى الرأي العام التي كانوا يعدونها في خطتهم التي هي إخراج اسم شكيب في الملف. ولسوء الحظ لم يخرج، لسوء الحظ المتهمون كلهم لم تكن لهم أي علاقة بشكيب خليل، وشكيب لما كان وزيرا لهذا القطاع كان يسيره بطريقة تقنية محضة وعلمية ذات مستوى عالي، لأنه عندما تنظر إلى ملف سونطراك فستجد أن شكيب خليل يتكلم مع مرؤوسيه ويعطيهم الأوامر كتابيا.

قبل أن نغوص في قضية سونطراك، هلا أعطيتنا لمحة كيف بدأت وانطلقت الاتهامات في هذه القضية؟
■ أنا أعطيك تحليلي الخاص كمحام وكشخص عارف لخلفيات هذه القضية.

خاصة أنكم صرحتم سابقا أن اتهامات سونطراك مفبركة من طرف المخابرات؟
■ هذا ليس فيه ادنى شك، ملف سونطراك تم نسجه في مخابر “الدياراس” ومخابر الدعاية المعروفة عنها هذه السلوكيات، في عدة ملفات. وهنا أشير إلى عهد الأمين العام لجبهة التحرير في العاصمة السيد هشماوي، وكيف كان يتعرض إلى الضغط من مصالح الاستخبارات كلما أرادوا تعيين شخص ما على رأس شركة، فيقومون بإضرابات، مثلا في السونيتاكس، أو الأسانالبي ثم يذهبون إلى هشماوي الأمين العام للأفلام، كون الحزب هو من كان يسير، ويقولون له إذا أردت أن يتوقف الإضراب فعين الشخص الفلاني على رأس الشركة مثلا، هذه التلاعبات كانت لمصالح، ثم الآن تطورت فأصبحت تستعمل لمصالح أعلى، كانت في السابق على مدير وحدة، أو أمين عام قسمة أو مسؤول نقابي في شركة، والآن تطورت الأمور، والتحريك أصبح من اجل تعيين مديرين عامين لشركات أو وزراء أو حتى رؤساء.

الخلاصة هو أنك تريد القول إن شكيب خليل وزير الطاقة الأسبق الذي أصدرت ضده مذكرة توقيف دولية هو بريئ؟
■ طبعا بريئ، هناك مبدأ قانوني هو أن “كل متهم بريئ حتى تثبت إدانته”، هذا الإنسان لم يثبتوا إدانته ولا يملك ملفا، وهم يتكلمون عن براءته، فأنا جد حائر من هذه اللغة، وكيف تساير الأحداث. كيف لشخص لا يوجد له أي ملف، ولم يمر إلى العدالة، ولا سألته العدالة، فقط في الصحافة، يلقى كل هذا التحريك الإعلامي، يقولون شكيب خليل قام بكذا وكذا، لكن في الحقيقة لا يوجد شيء، نحن هنا يجب الكلام عن رد الاعتبار لهذا الإنسان، تم نتكلم عن انه بريئ، لما نطلق اسم البراءة فلا بد أن يكون هناك حكم ومحكمة نظرت في قضية ما وأصدرت براءة أو أدانت، ومن هناك نستطيع أن نتكلم عن هذا الشخص هل هو بريئ أو مدان، إن كان بريئا فبراءته يترتب عليها التعويض، أما إذا كان مدانا يقضي إدانته، ثم بعدها إذا أراد رد الاعتبار، فالقانون حدد كيف ذلك، ويعاد له الاعتبار ويصبح مثل المواطنين الآخرين، لكن ما يحز هنا كيف لمواطن جزائري تكالب عليه كل هؤلاء الناس من أجل جعله متهما عنوة.

وما السبب في استهداف شكيب خليل شخصيا وبهذا الشكل في رأيك؟
■ السبب.. هنا وصلنا الى بيت القصيد، لما نتكلم عن السبب نخرج من الملف القضائي، ونخرج الى الحقل السياسي.

السبب هو أن الصراعات التي يسمونه صراعات الأجنحة، فلا وجود لصراعات الأجنحة، خاصة بالنسبة للعارفين بالشأن الجزائري، وخاصة المخابرات كيف تعمل، والجيش كيف يسير، والحكومة بصفة عامة كيف يتصرف فسيعرفون انه لا يوجد هناك صراع أجنحة، هناك صراع طائفتين، صراع مجموعة حزب فرنسا، وصراع مجموعة المجاهدين، وهذا هو الصراع الأبدي، الذي يمشي في هذا الإطار، فنحن في 1962 لم نصفي الأمور،

دخلنا الجزائر الجديدة وما زالت ثلاث طوائف، الطائفة الأولى الجزائر جزائرية، والطائفة الثانية للجزائر فرنسية، والطائفة الثالثة طائفة بيني ووي ووي الذين كانوا يقولون إذا كان هؤلاء في السلطة فنحن معهم، وإن لم يكونوا فنحن لسنا معهم. وبقي هذا الصراع سائرا حتى ظهر إلى العامة في 1988، وبدأ يظهر في أحداث أكتوبر، من هناك بدأ الصراع بين الطائفتين، أي المواجهة اصبحت مباشرة.

كيف وما علاقة أحداث أكتوبر بهذا الصراع؟
■ أصبح الصراع مباشرة بين الطائفتين، بين حزب فرنسا وبين المجاهدين القدماء، أصبحت المواجهة مباشرة، بعدها تلك المواجهة خلقت تأثيرا على الانفتاح السياسي، وأجبروا الشاذلي على فتح التعددية السياسية بدستور 1989، هذه التعددية، فتركوا التعددية تأخذ مجراها، وعندما لم تكن في صالحهم، بدؤوا في تعطيل النظام، ثم وصلنا إلى أحداث العشرية السوداء، وهي التي لهم ضلع كبيرة فيها، هؤلاء مجموعة حزب فرنسا هم من خلقوا هذه القضية.

تقصد أن الأمور مترابطة مع بعضها؟
■ نعم، ثم بعدها نصل الى فترة احضار بوضياف المسكين، ثم الوصول الى المجلس الأعلى للدولة.

ومن تقصد بهده المجموعة؟
■ المجموعة معروفون، نقصد ضباط فرنسا، فلما نقول حزب فرنسا نقصد الضباط الذين كانوا في فرنسا، وقد كتب عليهم العديد من المؤرخين، الضباط الذين جاؤوا في عهدة معنية والتحقوا في 1956، وهذه القضية معروفة في التاريخ الجزائري.

إذن تريد أن تقول إن قضية سونطراك لها بعد تاريخي عالمي؟
■ الصراع الذي وقع كان بين قطبين، فهم في الأول كانوا عندهم من يضعونهم في الواجهة، فالأمر يشبه ما يقوم به الغرب عندما يبحث عن عدو، بعد ذهاب العدو السابق الذي كان الاتحاد السوفياتي. فنفس الشيء وقع لمساعدية، حيث أن هذه المجموعة سنة 1988 حاولت أن تصور مساعدية وكأنه أكبر مجرم فوق كوكب الأرض، والتاريخ يعيد نفسه. ثم بعدها مساعدية أصبح رئيس مجلس الأمة، ولما توفي ذهب بشرف الرئيس ودفن على أساس الرئيس. إذن المجموعة التي كانت “تخيط” التاريخ دائما يخرجها من الباب الضيق. وبعدها اصبحوا يبحثون عن مخرج، فأتوا ببوضياف الى غاية الوصول لاقتراح بوتفليقة، ففي الأول بوتفليقة لم يقبل وذهب لأن بوتفليقة ينتمي إلى المجموعة الثانية، ينتمي إلى مجموعة المجاهدين، وبوتفليقة في تلك الفترة كان دائما عند مساعدية، اذ يوم رفض العرض الذي قدموه له جماعة توفيق ونزار من أجل تولي مجلس الدولة رفض، وقال لهم أنا أمر بالانتخابات، ذهب إلى عند مساعدية، ومن عند مساعدية ذهب إلى المطار. لما عاود المجيء مرة أخرى بعد مجيء زروال قبل أخذ السلطة، لكن بشروط، قال لهم أنا لن أكون ربع رئيس.

وبعدها بدأت الأمور تسير، فبوتفليقة كان يعرف أن هذه المجموعة ليست متوغلة وعلى اسس صلبة في الجيش أو ليست متجدرة، حيث كان قد وجه لها الشاذلي ضربة سنة 1984 و1985 لما أعاد هيكلة الأمن العسكري.

فهناك هم عادوا إلى الخفاء، ورجعوا إلى العمق، ثم عاودوا الخروج و”كسلوا” الشاذلي، نزعوا الشاذلي، وبعدها ادخلوا الجزائر في دوامة العشرية السوداء، وبعدها كانوا يبحثون عن شخص كي يخلصهم، لأن وقتها المحكمة الدولية كانت تحوم فوق رؤوسهم، ثم بعدها قبلوا ببوتفليقة. فلما جاء بوتفليقة ما وعد به طبقه في الميدان، فقال لهم أعيد السلم وأعاده، قال أعيد موقع الجزائر في المستوى الدولي وأعادها، وقال أطبق المصالحة وقام بها، ثم بعدها رؤوا أن مصالحهم بدأت تمس، كان أول شيء وقع هو أن رفضوا لبوتفليقة قيامه بتعيين يزيد زرهوني وزيرا للدفاع، لأنه لو قبلوا بهذا لم تكن كل هذه الأمور لتحدث.

لماذا؟
■ لأن زرهوني كان واحدا من قدماء الأمن العسكري، من اكبر العارفين بهذه العلبة التي قال إنها تخرج الرؤساء، وأتذكر آنذاك ان تشكيل الحكومة تأخر لمدة 7 أشهر، ثم بعدها تم تعيين زرهوني وزيرا للداخلية، وهنا تكمن عبقرية بوتفليقة، فبوتفليقة من الوطنيين الذين يحبون الخير للبلاد لم يأت “كي يخليها أو ينهبها مثلما يسوقون هم”.

إذن هم من كانوا يسوقون؟
■ طبعا، مثلما يقال “يرى السفيه ما فيه” هؤلاء بدأت مناوراتهم عندما رؤوا أن بوتفليقة حقق وعوده، وهنا نقطة مهمة، يزيد زرهوني على مستوى الداخلية خلق قوة توازن بين قوى الشرطة والدياراس، أعطى الكثير من الإمكانات للشرطة، بمعنى أصبحت الشرطة تعمل، ففي الماضي كانت تعمل تحت قبعة المخابرات، فأخرجها وأعطاها بنية جيدة للشرطة، ولهذا بدأ الصراع، وهنا بدأ صراع الأجنحة مثلما يقولون. على وسائل المراقبة، على الكاميرات، دخلوا في صراع، حتى بدأ الضغط، فخلقوا له قضية العروش في 2001، ومن اجل مواجهة زرهوني خلقوا له قضية العروش، فقضية “العروش” هي نفس السيناريو الذي قاموا به في وقت الشاذلي أو ما يعرف بـ”الربيع الامازيغي”، نفس السيناريو ونفس التقنيات، نفس البهارات ونفس الأشخاص… في الربيع البربري يعينون محمد بورزام الذي كان عضوا في الاتحاد الوطني الشبيبة الجزائرية، عينوه أمينا عاما للأفلان في تيزي وزو، حيث كان يعرف الصراع صراع “البربيريست” هناك و”الباكسيست”، فعاش هذا الصراع العديد، وكان قبله جلولي الذي كان باكسيسيت، وبعدها خلقوا مشكلة الربيع الامازيغي، أين كان مولود معمري، كان على وشك إلقاء ندوة هناك.

وكان العديد ممن يعملون تحت جناح الأمن العسكري، وكان قبل ذلك ومنذ عهد بومدين مشكلة التعريب مطروحة، حيث تم انشاء جامعة تيزي وزو، وبعثوا لها الإطارات كلها من مجموعة المعربين، كانوا نخبة من الطلبة المعربين ارسلوهم في الأول وكان من بينهم بوشاشي، بوقادوم، ريموش الذين عادوا من انجلترا بعد أن ارسلهم بن يحيى هم من كانوا يسيرون الجامعة من مجموعة المعربين، وكان صراع جهوية. وبهذا تم نقل الصراع “المعربين -البربرية” نقل من جامعة الجزائر إلى جامعة تيزي وزو.

لماذا؟
■ هذه هي مناورة الأمن العسكري، هذه هي خططهم في السابق.

ومن كان وراء الأمن العسكري آنذاك؟
■ الجنرال توفيق، آنذاك كان مسؤولا عن الأمن الداخلي ببوزريعة بثكنة شقرون فريد. هذه الخلية تنشط منذ 75 حتى 80، وهذه الخلية هي من حركت كل هذه الفترة.

• حاوره /عصام بوربيع

يتبع…

المحامي محسن عمارة يواصل شهادته عبر “الحوار”:

كل التفاصيل عن سيليني وزغماتي و”سوناطراك2″ والعقيد فوزي
يواصل المحامي محسن عمارة، محامي المتهم الرئيسي في قضية سونطراك محمد مزيان ونجليه، تقديم شهاداته عبر “الحوار”، حيث يتعرض هذه المرة الى كيفية قيام جهاز الدياراس المحل باختلاق سونطراك 2 من اجل التغطية على سونطراك 1 بعد أن لم يتحصلوا على أدلة ويبثوها، كما يظهر كيف لجأت الدياراس الى الصحافة لخلق الإثارة في قضية سونطراك بعدم حصولها على ادلة واضحة.

ويروي محسن عمارة كيف كان يسيطر هذا الجهاز المحل على جميع مسؤولي مجلس قضاء العاصمة، بداية من النائب العام الى النقيب سيلني، الى آخر عنصر هناك، الذي قال إنهم كلهم يأتمرون بـ”الدياراس”، وكيف كان يعطي عناصر المخبارات التعليمات لموهوبي.

الأستاذ محسن عمارة، كنت صرحت سابقا أنك ستتطرق الى عدة ملفات تمت فبركتها من طرف “الدياراس”، قبل هذا لو نعود الى قضية سونطراك وشكيب خليل، ما قصة العدالة الايطالية؟
طبعا قضية العدالة الايطالية وشكيب خليل هي مناورة من طرف “الدياراس”، فما يعرف بملف سونطراك هو مناورة حقيقية لهذا الجهاز، حيث أن “الدياراس” ومن أجل التغطية على ما عرف بقضية سونطراك 1، خلقت قضية سونطراك 2 بعد عجزهم عن الحصول على أدلة او إثباث ادلة، فخلقوا سونطراك 2 من أجل الضغط، مثلما وقع مع المتهم الرئيسي محمد مزيان عندما مارسوا عليه الضغط كي يذكر شكيب خليل في التحقيق، ونفس الشيء وقع مع المتهمين الآخرين من أجل ذكر اسم شكيب خليل في التحقيق. ولما لم يجدوا في الملف أي شيء يدين، اتجهوا الى الصحافة وحاولوا استعمالها، وذلك عن طريق التحريك الاعلامي في الصحافة، والكل يعرف ذلك.

كيف؟
الصحافة، وبالضبط في جريدة “الوطن” تكتب في احدى صفحاتها الأولى بالبنط العريض، عنوان: كيف اغرقت سايبام اطارات سونطراك بـ 300 مليون دولار “تشيبا” أو رشوة. والغريب في الأمر أنه عندما تفتح الجريدة ترى أن المشروع الذين يتحدثون عنه والمتعلق بنظام المراقبة عن بعد.. تجد أن المشروع ذاته تم تقييمه بحوالي 680 مليون دولار، فكنت أفهم بهذا المنطق أن الكل يعمل بالرشوة، بما أن مبلغ الرشوة المدفوع هو نصف المشروع، وهذا غير منطقي، فالجميع سيعمل بالرشوة اذن، فهؤلاء الذين كانوا يحركون مثل هذه القضايا، يحالون فقط توريط شكيب خليل، من خلال استعمال الاثارة فقط، وعندما لم يجدوا ادلة راحوا يسعون الى ذلك من خلال الصحافة، فقضية سونطراك 2 اتت بها الصحافة، وبدؤوا يطلقون حكايات شكيب خليل وبجاوي، فلو تطلب منهم أن يأتوا بتلك الوثائق المنسوبة للصحافة الايطالية لترجمتها لعجزوا، لأن الصحافة هي من طرقت القضية على أساس انهم امسكوا شكيب خليل…

تقصد أن الصحافة أيضا كانت محركة من طرف الدياراس في قضية سونطراك؟
طبعا، فكانت هناك مصلحة خاصة تسير من طرف العقيد فوزي، وهنا سأوضح كيف قام بوتفليقة بتنحية العقيد فوزي.

كيف ذلك؟
سنعود الى هذه القضية فيما بعد، عندما لم يجدوا دلائل، وخاصة عندما دخلت انا في القضية، حيث كان في البداية متهمان، من بينهما رضا ابن مزيان، الذي تمرد على كل المحامين، حيث طلب من عائلته نزع المحامين وتكليف المحامي محسن عمارة، ثم بعدها امسكت أنا بالقضية واشترطت نزع كل المحامين، وتركت محاميا واحدا هو حسين شياظ، لأنه كان وسيطا لأبناء مزيان مع العائلة..

فعندما امسكت بالملف، سيليني وزغماتي امرا بضرورة ابعادي من الملف، ومباشرة اصدر سيليني قرار توقيف ضدي، وقمت بإلغائه في المحكمة العليا، وعندما كنت مريدا الدخول الى المحكمة، يأتي بلحاج بالشرطة ويقول لهم اخرجوا محسن عمارة حيث كنت ألبس جبة المحاماة..

ما سر استهدافك بالضبط من طرف سيليني، وكيف تم استغلال علاقاتك، وما علاقة الدياراس بهذا؟
علاقة الدياراس بهذا أن الدياراس كان يحرك الجميع، هو يحرك سيلني ويحرك مجلسه، يحرك البروكيرور، يحرك “البروكيرور العام”، فيكذب من يدعي أنه لم يكن يذهب الى عند “الدياراس”.

تقصد الدياراس المحلة التي كان على رأسها الجنرال توفيق؟
نعم اقصد الدياراس السابقة، تلك التي كان على رأسها الجنرال توفيق، الآن لم تعد بذلك الاسم، “الدياراس” كانت لها القدرة على تحريك الجميع، وعلى كل المستويات، ففي البلدية لديها عنصر، وفي الدوائر، في الوزارات، في المديريات العامة، فما بالك بالآخرين الذين يدخلونهم في الحلقة.

كما في المجلس القضائي من النقيب الى آخر عنصر هم تابعون لهم، حيث كان غالبا ما يأتي ضابطان من المخابرات يستقلبهما موهوبي، او يستقبلهما بولحية بلقاسم مسؤول الأمن هناك، ليصعدهما الى عند موهوبي، وهناك يقدمان له كل التعليمات، فهذه هي الحقيقة، فهم كانوا يعملون بهذه البساطة، وعندما امسكت بالقضية اصبحت ازعجهم.

لماذا؟
طبعا ازعجهم، فلما بدأنا في التحقيق، كان قاضي التحقيق قد اتصل بزوجتي ابني مزيان وطلب منهما احضار السيارتين واحدة بيام، وكذلك الوثائق بهدف تطبيق الحجز عليهما، وكنت ارافع هناك في احدى القضايا، اتصلت بي زوجة ابن مزيان، وأخبرتني بالأمر، فصعدت الى عند قاضي التحقيق وسألته: لماذا ارسلت لهم، فقال لي: لم أرد أن ارسل اليهم “الدياراس”، قلت له: لماذا “الدياراس”، ثم لماذا ليس الشرطة، فقال لي: لم ارد احراجهم “ما حبيتش نبهدلهم”. فقلت له: هل خفت عليهم، ولم تكفكم “البهدلة” التي جرت من خلال تداول عائلة مزيان يوميا في الجرائد. فقلت له: ليس لكم الحق في استدعائهم، وها هم ازواجهم في السجن اتصلوا بهم وارسلوا لهم أوامر الحجز، وقلت لهم ان السيارات عاطلة.. فقال لي قاضي التحقيق: هل تريدنا ان نطبق القانون، فخافوا بعدها، فلما دخلت أنا في القضية، اعطيت الملف اتجاها آخر، وكنت دائما اقول لموكلي: تكلموا أمام القاضي ولا تخافوا، حيث عندما كان يكلمهم عن الأموال، أقول لهم قولوا له أين الأموال، لا تسكتوا ودافعوا عن انفسكم، وقولوا له اين هي الاموال، فقد تركوهم ست سنوات في السجن.

الأموال؟ تقصد أنهم كانوا متهمين بالرشوة، وكذلك المتهمون الآخرين في سوناطراك؟
التهمة هنا عندي تكوين مجموعة اشرار، وقاضي التحقيق عندما جنحها ارسلها عند موهوبي الذي جعلها جناية، وكل ذلك من اجل ان يتركوا الملف في قبضتهم، لأنهم كانوا يدركون أنهم لو تركوا الملف يأخذ مساره الطبيعي فلن يكون ذلك في صالحهم، وأبقوا على المتهمين ست سنوات سجنا، وذلك من اجل ترك الملف “راقدين عليه”.

فالملف عندما ارسل الى غرفة الاتهام، تم تحويله الى جناية، ومن ثم تم تحويله الى المحكمة العليا.

• حاوره: عصام بوربيع

يتبع..

المحامي عمارة محسن لـ “الحوار”:

لو كان توفيق شخصا عظيما لخرج للدفاع عن نفسه
وجوه “مازافران” وأغلب الأحزاب الإسلامية صنيعة “الدياراس” أكل عليها الدهر وشرب
جماعة توفيق استنفدت كل “خراطيشها” وأوراقها

يواصل المحامي عمارة محسن في تسليط الضوء على كثير من الحقائق في الحقل السياسي الجزائري، ويكشف علاقة جهاز المخابرات السابق المحل “الدياراس” بالأحزاب ودوره في بعث اهم الوجوه السياسية في الساحة على غرار لويزة حنون، سعيد سعدي، مقري، موسى تواتي، رباعين وغزالي وغيرهم. كما يسلط الضوء على ما يعرف بوجوه المعارضة الآن او مزفران 2 الذي قال عنهم إن كل الوجوه هناك هي من صنيعة الجنرال توفيق مدير “الدياراس” السابق.

ويسرد محسن عمارة في هذه الحلقة اسرار استهداف رجل الأعمال علي حداد من طرف ذات الجهاز، كما يتطرق الى علاقة “الدياراس” المحلة بأغلب الأحزاب الاسلامية في الجزائر، معتبرا أن أغلب هذه الأحزاب هي من صنيعة “الدياراس” المحلة.

نبقى فيما يخص الصحافة والدياراس؟
“الدياراس” في عهد الجنرال توفيق استعملت الصحافة للإطاحة بكل المسؤولين وكل الأشخاص الذين كانوا يرون أنهم يهددون خطتهم أو تحركاهم، ومن خلال ايضا خلق ملفات لهم في تقاريرهم يقدمونها للرئيس. وهنا اتحدث عن الاشاعات التي كانت “الدياراس” وراء تحركيها، لاسيما فيما يتعلق بالاشاعات التي كانت تولد في كل مرة على أساس أن الرئيس مات، لا بد أن نفهم لماذا هاته الدعايات المغرضة التي كانت تروج بالضبط في اوقات حرجة وما هو هدفها، فكانوا يطلقون الدعايات بأن بوتفليقة مات، من أجل صد اطارات الرئيس.

كيف؟
يقومون بصد الاطارات ، فمثلا عندما يتصل بوتفليقة بإطار معين من أجل تعيينه كمدير شركة كبرى، وفي منصب سام عندما يسمع أن بوتفليقة مات، فإنه يتراجع. وبالتالي تهدده “الدياراس” بأنه لو قبل بالمهمة فسيتم معاقبته غدا بعد وفاة بوتفليقة. وإذا لاحظتم أن هذه الدعايات كانت تصدر فقط عندما يكون هناك تغيير حكومي مثلا، أو تغييرات في مناصب الدولة، وبالتالي يعملون على خلق تردد او خوف عند الاطارات التي استدعاها بوتفليقة أو ينوي استدعاءها، وبالتالي يترددون في الالتزام مع بوتفليقة. أما على الأقل فإنه يصبح يعمل تحت امرأة الداياراس، ولهذا بوتفليقة وجد فقط الاطارات الأوفياء للعمل معه. وطبعا هذه الدعايات كانت من اختصاص العقيد فوزي الذي كان يسير مصلحة من مهامها نشر الدعايات، فالخلاصة أن اشاعات الرئيس مات كانت تصدر فقط في أوقات معينة، في اوقات تكون البلاد “مهلهلة” وتصدر في اوقات معينة… هذه الاشاعات تصدر فقط عندما تكون هناك أزمة او هناك أزمة سياسية في الأفق من أجل مس أفراد معينين أو يسموا بالجيش.

لكن من يسمعك تتكلم عن “الدياراس” يفهم أنك تسعى إلى تشويهها؟
الجيش نحن من يعرفه، ومن يعرف الصحراء والعمل على الحدود وما هي حماية الحدود، لكن هؤلاء لا يعرفون الجيش الا في الصالونات والمقاهي والاتهامات الجاهزة وطول اللسان، وهذا الكلام قلته لهذه الجماعة عندما مات بومدين وفي 45 يوما التي امسك فيها بيطاط بزمام الأمور. فلو كان هذا “توفيق” يملك من ملامح العظماء والمجاهدين المخلصين والاطار النزيه العسكري الفذ مثلما يروجون له، لما قبل أو تحمل كل هذه الاهانات التي وجهت له، وظهر ليدافع عن نفسه، فكيف ضابط بهذه الشراسة يقزم ويوضع في هذا الموقف، هذا يدل على أن توفيق كان فقط ذلك “الفزاعة” مثل المجسم الوهمي الذي يستعمل لإخافة الفراخ في الحقول.

فهاته الخلية من المخابرات كانت دائما تستعمل أذنابها ، وخاصة ممن تملك عنهم ملفات، مثل بحبوح، أو تواتي، أو رباعين ، أو السعيد سعدي ولويزة حنون ، فكل هؤلاء يصبون عند الدياراس ، والدياراس لديها ملفات عليهم، لهذا فهم لا يخرجون عن الاطار المحدد لهم ، ويبقوا دائما في نفس الموقع ونفس الاتجاه.

ويبقى دائما في اذهانهم أن توفيق سوف يعود، وبأنه عبقري. وعلى اي حال جماعة توفيق استنفدت كل “خراطيشها” واستنفدت كل اوراقها.

اذن فكل هذه الأحزاب انشأتها “الدياراس” وكلها كانت تسيرها “الدياراس” والصحافة ايضا اغلبها كانت تخضع لأوامر وتقارير العقيد فوزي عبر الدياراس أيضا. وكذلك المنظمات الجماهيرية، والنقابية العمالية “ليجيتيا”، ومعروف في الساحة هناك رئيس حزب، معروف أنه موظف عند “الدياراس”، وشقيقه كان ضابطا هو الآخر في هذا الجهاز.

وما رأيك فيما يسمى بأحزاب المعارضة، أو ما يعرف بمجموعة “مزفران 2” الذين يعقدون غدا اجتماعا للتغيير في زرالدة؟
كل هؤلاء الذين هم موجودون في المعارضة وأذنابهم هم من صنيعة “الدياراس” بمن فيهم مقري، وأتحداه أن يواجهني، لأنني سأكشف كيف كان الأمن يسير الحركات الاسلامية، وأكشف كيف كانت تسير المخابرات في كل حركة حمس.

فالأحزاب الاسلامية كلها هي الأخرى من صنيعة المخابرات، والحركة الاسلامية في حد ذاتها هي من صنع “الدياراس”، وقبل ذلك الحركة الاسلامية في السنوات السابقة او منذ السبعينات كان خلفها الأمن العسكري. وآنذاك كان من أجل خلق التوازن في الحراك السياسي على مستوى المنظمات الجماهيرية، والجامعات الجزائرية، وكذلك الشركات الكبرى التي كان لها وزن اقتصادي.

وكيف تقصد كل الأحزاب الإسلامية؟
نعم، ابتداء من حركة حمس، والنهضة، والفيس، وذلك من اجل مراقبتهم واحتوائهم ايضا. فمن كان يمارس التزوير في الانتخابات، احيانا يقدمون نسبة للأفلان ونسبة اخرى للاسلاميين. فمن غير المعقول أن تحصد الأفلان الاغلبية، فهناك ستكشف الأمور، لذلك يعمدون الى احداث توازن في التزوير، فكيف تتخيل أن يفوز الأرسيدي في بريان أو في خنشلة مثلا.

اذن فمن أجل خلق التوازن يقومون بتقسيم الكوطات بين الأفلان والاسلاميين.

لكن هناك من يقول إن “الدياراس” وفي قضية شكيب خليل كانت انطلق تحقيقها من شيء ما، أي وفق لا دخان بلا نار، لهذا لم يتمكنوا من أن يمسوا مهري مثلا أو آيت أحمد اللذين لم يكونوا يملكون عنهما ملفات؟
هذا كلام خاطىء، ألم تروا كيف قامت “الدياراس” بإخراج مهري من الأفلان، وكيف استهدفوه بتلك الضربة بجماعة حمروش، وما عرف بالمؤامرة العلمية التي طبقتها “الدياراس”. أما آيت احمد فقد كان في المعارضة ولا يعترف بهم أصلا، وهو أول من كان طرح اشكالية حل الدياراس، ووجه طلباته الملحة بحل الشرطة السياسية، وهو يعيش في الخارج. لذلك الآن وعند حل الدياراس بدأت الأفافاس تقترب من السلطة أو من الرئاسة، ثم بعدها ارادوا تدوير الأفافاس وتوجيهه الى القضية البربرية، واللعب على الوتر البربري من خلال الترويج لاستهداف اطارات محسوبة على فئة معينة.

نحن مقبلون على اجتماع المعارضة، أو ما يعرف بمزفران 2، كيف تنظر إلى هذه المعارضة، وأهم وجوهها؟
لن يخرج شيء من مزفران، لأن الأشخاص الذين فيها هم غير مقبولين في الساحة السياسية، فهم يسعون من أجل احداث ولادة قيصرية من أجل الخروج بنتيجة يستعملونها كذريعة كي يدخلوا في الحراك السياسي لأنهم غير مقبولين.

لكن هناك وجوه معروفة؟ والمعارضة تراهن عليهم؟
عن أي وجوه؟ هل عن بن فليس، أو رحابي أو حمروش.. فكل هؤلاء أكل الدهر عليهم وشرب.

أيضا غزالي توجهه معروف، وكان دائما عضوا يعمل لصالح المخابرات ،ومعروفة انتماءاته، لذلك فالدياراس تستعمل كل من لها ملفات عنهم يهددونهم بها.

فهو كان يعمل مع لخديري المعروف الانتماء أيضا هو والعربي بلخير من جماعة فرنسا. وهكذا تعمل “الدياراس” مثلما تعمل مع بعض المحامين عندما تسعى إلى أن تجعل من المحامي مثلا بورايو كخبير كبير، فيما هو كان يعمل مع الأمن العسكري تابع لخلية هوفمان.

ونفس الشيء بالمقابل، فالجرائد التي كانت تعيش في عهد العقيد فوزي مسؤول الاعلام السابق في الدياراس رجل الأعمال ربراب بصدد شرائهم، وهو بصدد اعطائهم “السيروم”، وسترون ما الذي سيحدث لربراب.

وهنا اطرح السؤال عن الحراك كله الذي تم توجيهه ضد الأفسيو، لماذا هذا الاستهداف الممنهج للأفسيو، الذي يرأسه رجل الأعمال علي حداد، لأن الأفسيو أو منتدى رؤساء المؤسسات اصبح يجمع كل الاطارات التي تم تهميشها في السابق وأدخلوها السجن، ثم اصبحوا اليوم يشكلون قوة طرح اقتصادية، فلذلك اصبحت “جماعة الدياراس” تستهدف حداد بالدعايات المغرضة على أساس أنه صديق سعيد بوتفليقة واتهامات له بالسرقة، لذلك فنصف الاطارات التي هي الآن في الأفسيو همشتها “الدياراس” وأدخلتها في داومة المشاكل سابقا.

فهذا الفضاء الجديد في الأفسيو، والذين اغلب اطاراته كانت في المؤسسات الوطنية ودخلوا الى القطاع الخاص من خلال الأفسيو، فأصبحوا يشكلون خطرا على مصالح مجموعة فرنسا. فلماذا يهاجم حداد، ولماذا يهاجم الآن، فحداد كان منذ السابق في الحقل الاقتصادي، والآن بموقعه اصبح يهدد مصالحهم، وبدؤوا في تحريك راداراتهم، فهم يعرفون أن حداد يهدد مصالحهم، بعد أن اصبح يستثمر في افريقيا ومع الأمريكان. ومن هذا نستنتج المسارعة الفرنسية التي جاءت لتركيب مصنع رونو هنا في الجزائر، فلو لم يحضروه لكان الزمن سبقهم “لفاتهم القطار”، لذلك فقد اصبح يهدد مصالح مجموعة فرنسا، هؤلاء الصناعيين في الاقتصاد الفرنسي.

• حاوره: عصام بوربيع

كلمات مفتاحية

5 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • المحامي عمارة محسن لـ “الحوار”:

    لو كان توفيق شخصا عظيما لخرج للدفاع عن نفسه

    وجوه “مازافران” وأغلب الأحزاب الإسلامية صنيعة “الدياراس” أكل عليها الدهر وشرب
    جماعة توفيق استنفدت كل “خراطيشها” وأوراقها

    يواصل المحامي عمارة محسن في تسليط الضوء على كثير من الحقائق في الحقل السياسي الجزائري، ويكشف علاقة جهاز المخابرات السابق المحل “الدياراس” بالأحزاب ودوره في بعث اهم الوجوه السياسية في الساحة على غرار لويزة حنون، سعيد سعدي، مقري، موسى تواتي، رباعين وغزالي وغيرهم. كما يسلط الضوء على ما يعرف بوجوه المعارضة الآن او مزفران 2 الذي قال عنهم إن كل الوجوه هناك هي من صنيعة الجنرال توفيق مدير “الدياراس” السابق.

    ويسرد محسن عمارة في هذه الحلقة اسرار استهداف رجل الأعمال علي حداد من طرف ذات الجهاز، كما يتطرق الى علاقة “الدياراس” المحلة بأغلب الأحزاب الاسلامية في الجزائر، معتبرا أن أغلب هذه الأحزاب هي من صنيعة “الدياراس” المحلة.

    نبقى فيما يخص الصحافة والدياراس؟
    “الدياراس” في عهد الجنرال توفيق استعملت الصحافة للإطاحة بكل المسؤولين وكل الأشخاص الذين كانوا يرون أنهم يهددون خطتهم أو تحركاهم، ومن خلال ايضا خلق ملفات لهم في تقاريرهم يقدمونها للرئيس. وهنا اتحدث عن الاشاعات التي كانت “الدياراس” وراء تحركيها، لاسيما فيما يتعلق بالاشاعات التي كانت تولد في كل مرة على أساس أن الرئيس مات، لا بد أن نفهم لماذا هاته الدعايات المغرضة التي كانت تروج بالضبط في اوقات حرجة وما هو هدفها، فكانوا يطلقون الدعايات بأن بوتفليقة مات، من أجل صد اطارات الرئيس.

    كيف؟
    يقومون بصد الاطارات ، فمثلا عندما يتصل بوتفليقة بإطار معين من أجل تعيينه كمدير شركة كبرى، وفي منصب سام عندما يسمع أن بوتفليقة مات، فإنه يتراجع. وبالتالي تهدده “الدياراس” بأنه لو قبل بالمهمة فسيتم معاقبته غدا بعد وفاة بوتفليقة. وإذا لاحظتم أن هذه الدعايات كانت تصدر فقط عندما يكون هناك تغيير حكومي مثلا، أو تغييرات في مناصب الدولة، وبالتالي يعملون على خلق تردد او خوف عند الاطارات التي استدعاها بوتفليقة أو ينوي استدعاءها، وبالتالي يترددون في الالتزام مع بوتفليقة. أما على الأقل فإنه يصبح يعمل تحت امرأة الداياراس، ولهذا بوتفليقة وجد فقط الاطارات الأوفياء للعمل معه. وطبعا هذه الدعايات كانت من اختصاص العقيد فوزي الذي كان يسير مصلحة من مهامها نشر الدعايات، فالخلاصة أن اشاعات الرئيس مات كانت تصدر فقط في أوقات معينة، في اوقات تكون البلاد “مهلهلة” وتصدر في اوقات معينة… هذه الاشاعات تصدر فقط عندما تكون هناك أزمة او هناك أزمة سياسية في الأفق من أجل مس أفراد معينين أو يسموا بالجيش.

    لكن من يسمعك تتكلم عن “الدياراس” يفهم أنك تسعى إلى تشويهها؟
    الجيش نحن من يعرفه، ومن يعرف الصحراء والعمل على الحدود وما هي حماية الحدود، لكن هؤلاء لا يعرفون الجيش الا في الصالونات والمقاهي والاتهامات الجاهزة وطول اللسان، وهذا الكلام قلته لهذه الجماعة عندما مات بومدين وفي 45 يوما التي امسك فيها بيطاط بزمام الأمور. فلو كان هذا “توفيق” يملك من ملامح العظماء والمجاهدين المخلصين والاطار النزيه العسكري الفذ مثلما يروجون له، لما قبل أو تحمل كل هذه الاهانات التي وجهت له، وظهر ليدافع عن نفسه، فكيف ضابط بهذه الشراسة يقزم ويوضع في هذا الموقف، هذا يدل على أن توفيق كان فقط ذلك “الفزاعة” مثل المجسم الوهمي الذي يستعمل لإخافة الفراخ في الحقول.

    فهاته الخلية من المخابرات كانت دائما تستعمل أذنابها ، وخاصة ممن تملك عنهم ملفات، مثل بحبوح، أو تواتي، أو رباعين ، أو السعيد سعدي ولويزة حنون ، فكل هؤلاء يصبون عند الدياراس ، والدياراس لديها ملفات عليهم، لهذا فهم لا يخرجون عن الاطار المحدد لهم ، ويبقوا دائما في نفس الموقع ونفس الاتجاه.

    ويبقى دائما في اذهانهم أن توفيق سوف يعود، وبأنه عبقري. وعلى اي حال جماعة توفيق استنفدت كل “خراطيشها” واستنفدت كل اوراقها.

    اذن فكل هذه الأحزاب انشأتها “الدياراس” وكلها كانت تسيرها “الدياراس” والصحافة ايضا اغلبها كانت تخضع لأوامر وتقارير العقيد فوزي عبر الدياراس أيضا. وكذلك المنظمات الجماهيرية، والنقابية العمالية “ليجيتيا”، ومعروف في الساحة هناك رئيس حزب، معروف أنه موظف عند “الدياراس”، وشقيقه كان ضابطا هو الآخر في هذا الجهاز.

    وما رأيك فيما يسمى بأحزاب المعارضة، أو ما يعرف بمجموعة “مزفران 2” الذين يعقدون غدا اجتماعا للتغيير في زرالدة؟
    كل هؤلاء الذين هم موجودون في المعارضة وأذنابهم هم من صنيعة “الدياراس” بمن فيهم مقري، وأتحداه أن يواجهني، لأنني سأكشف كيف كان الأمن يسير الحركات الاسلامية، وأكشف كيف كانت تسير المخابرات في كل حركة حمس.

    فالأحزاب الاسلامية كلها هي الأخرى من صنيعة المخابرات، والحركة الاسلامية في حد ذاتها هي من صنع “الدياراس”، وقبل ذلك الحركة الاسلامية في السنوات السابقة او منذ السبعينات كان خلفها الأمن العسكري. وآنذاك كان من أجل خلق التوازن في الحراك السياسي على مستوى المنظمات الجماهيرية، والجامعات الجزائرية، وكذلك الشركات الكبرى التي كان لها وزن اقتصادي.

    وكيف تقصد كل الأحزاب الإسلامية؟
    نعم، ابتداء من حركة حمس، والنهضة، والفيس، وذلك من اجل مراقبتهم واحتوائهم ايضا. فمن كان يمارس التزوير في الانتخابات، احيانا يقدمون نسبة للأفلان ونسبة اخرى للاسلاميين. فمن غير المعقول أن تحصد الأفلان الاغلبية، فهناك ستكشف الأمور، لذلك يعمدون الى احداث توازن في التزوير، فكيف تتخيل أن يفوز الأرسيدي في بريان أو في خنشلة مثلا.

    اذن فمن أجل خلق التوازن يقومون بتقسيم الكوطات بين الأفلان والاسلاميين.

    لكن هناك من يقول إن “الدياراس” وفي قضية شكيب خليل كانت انطلق تحقيقها من شيء ما، أي وفق لا دخان بلا نار، لهذا لم يتمكنوا من أن يمسوا مهري مثلا أو آيت أحمد اللذين لم يكونوا يملكون عنهما ملفات؟
    هذا كلام خاطىء، ألم تروا كيف قامت “الدياراس” بإخراج مهري من الأفلان، وكيف استهدفوه بتلك الضربة بجماعة حمروش، وما عرف بالمؤامرة العلمية التي طبقتها “الدياراس”. أما آيت احمد فقد كان في المعارضة ولا يعترف بهم أصلا، وهو أول من كان طرح اشكالية حل الدياراس، ووجه طلباته الملحة بحل الشرطة السياسية، وهو يعيش في الخارج. لذلك الآن وعند حل الدياراس بدأت الأفافاس تقترب من السلطة أو من الرئاسة، ثم بعدها ارادوا تدوير الأفافاس وتوجيهه الى القضية البربرية، واللعب على الوتر البربري من خلال الترويج لاستهداف اطارات محسوبة على فئة معينة.

    نحن مقبلون على اجتماع المعارضة، أو ما يعرف بمزفران 2، كيف تنظر إلى هذه المعارضة، وأهم وجوهها؟
    لن يخرج شيء من مزفران، لأن الأشخاص الذين فيها هم غير مقبولين في الساحة السياسية، فهم يسعون من أجل احداث ولادة قيصرية من أجل الخروج بنتيجة يستعملونها كذريعة كي يدخلوا في الحراك السياسي لأنهم غير مقبولين.

    لكن هناك وجوه معروفة؟ والمعارضة تراهن عليهم؟
    عن أي وجوه؟ هل عن بن فليس، أو رحابي أو حمروش.. فكل هؤلاء أكل الدهر عليهم وشرب.

    أيضا غزالي توجهه معروف، وكان دائما عضوا يعمل لصالح المخابرات ،ومعروفة انتماءاته، لذلك فالدياراس تستعمل كل من لها ملفات عنهم يهددونهم بها.

    فهو كان يعمل مع لخديري المعروف الانتماء أيضا هو والعربي بلخير من جماعة فرنسا. وهكذا تعمل “الدياراس” مثلما تعمل مع بعض المحامين عندما تسعى إلى أن تجعل من المحامي مثلا بورايو كخبير كبير، فيما هو كان يعمل مع الأمن العسكري تابع لخلية هوفمان.

    ونفس الشيء بالمقابل، فالجرائد التي كانت تعيش في عهد العقيد فوزي مسؤول الاعلام السابق في الدياراس رجل الأعمال ربراب بصدد شرائهم، وهو بصدد اعطائهم “السيروم”، وسترون ما الذي سيحدث لربراب.

    وهنا اطرح السؤال عن الحراك كله الذي تم توجيهه ضد الأفسيو، لماذا هذا الاستهداف الممنهج للأفسيو، الذي يرأسه رجل الأعمال علي حداد، لأن الأفسيو أو منتدى رؤساء المؤسسات اصبح يجمع كل الاطارات التي تم تهميشها في السابق وأدخلوها السجن، ثم اصبحوا اليوم يشكلون قوة طرح اقتصادية، فلذلك اصبحت “جماعة الدياراس” تستهدف حداد بالدعايات المغرضة على أساس أنه صديق سعيد بوتفليقة واتهامات له بالسرقة، لذلك فنصف الاطارات التي هي الآن في الأفسيو همشتها “الدياراس” وأدخلتها في داومة المشاكل سابقا.

    فهذا الفضاء الجديد في الأفسيو، والذين اغلب اطاراته كانت في المؤسسات الوطنية ودخلوا الى القطاع الخاص من خلال الأفسيو، فأصبحوا يشكلون خطرا على مصالح مجموعة فرنسا. فلماذا يهاجم حداد، ولماذا يهاجم الآن، فحداد كان منذ السابق في الحقل الاقتصادي، والآن بموقعه اصبح يهدد مصالحهم، وبدؤوا في تحريك راداراتهم، فهم يعرفون أن حداد يهدد مصالحهم، بعد أن اصبح يستثمر في افريقيا ومع الأمريكان. ومن هذا نستنتج المسارعة الفرنسية التي جاءت لتركيب مصنع رونو هنا في الجزائر، فلو لم يحضروه لكان الزمن سبقهم “لفاتهم القطار”، لذلك فقد اصبح يهدد مصالح مجموعة فرنسا، هؤلاء الصناعيين في الاقتصاد الفرنسي.

    • حاوره: عصام بوربيع

    http://elhiwardz.com/?p=45007

  • من جهة الرئيس لم يتحرك بل ترك العدالة تعمل عملها ولكن من جهة العدالة الإيطالية لاتعمل مثل العدالة عندنا فالعدالة الايطالية لا تتحرك مثل “عدالة البراوطية تاعنا”،

    • كما يقال على التوفيق قيلا من قبل على العربى بلخير واذا استمر حكم توتفلقة سيقال على السعيد نفس الكلام اذن ايها المحامى كلمك غير منطقى و هو عبارة عن قصة الغول و الحسناء حفظتها جيذا لان هذه المعلومات التى هي بحوزتك هل من الاهمية ما تترك الشك كونك بعيد كل البعد عن كواليس السياسة انت وامثلك لاتستطعنا حتى المرفعة في بهو المحكمة لتبرئة موكلكم فكبف تملك مثل هذه المعلومات من جهة ومن جهة اخرى ليكن في علمك لا انتمى لاي جهة وانا جزائري واحب الجزائر و لا يهمنا التفيق لا من بعيد ولا من قريب ولكن كفكم التلاعب بالشعب و استغبائه سيدي تعلمت بان كل مسؤول يجب ان يعمل على حماية و تطوير قطاعه ويتقاضى اجور وحوافز في هذا الشان اذن ما هو دور خليل في سوناطراك حتى ولو لم يكن هو وراء كل الاتهامات الموجهة اليه اذن هو مسؤول فاشل وغير كفىء وعليه الرحيل مثله كمثل غول والقائمة طويلة ضف الى ذلك انت محامى وتعرف جيد بان هناك اطارات تم ادانتها ورميها في السجون من طرف النظام وعلى راسهم سي اويحى و تم تبرئتها بعد اعوام و لكن لم تتكمن من اعادة ادماجها و لا رد الاعتبار ومسؤولين التابعين للنظام الحالي لا يحكامون و لا يرحلون ولا ولا و لا و لا و لا انهم فوق القانون ادعك ان ترجع للطريق المستقيم لانك سوف تحسب حسب عسير علي عذه الشهادة شعادة الزور اتقي الله وادعوا الله ان يهدي حكمنا و يصلح حلهم هكذا نسعيد من نحب لا لانسعيده علي فعل الشر لاحول ولا قوة الا بالله صدق الحكيم الصيني لما قال في هذا المعنى عندما ترى السارق يمشي بامان في الطرقات اعرف بان هذا النظام سارق كبير او شعب غبي جدا وانا مع الشطر الثاني من هذه المقولة.

  • قبل تنحية الفريق توفيق بحوالي نصف عام كل المؤسرات كانت تبين انه سيقال من منصبه و يتقاعد و هو سخصيا صرح للمقربين منه انه يحضر للتقاعد و كان من المقرر ان يخرج هو و بوتفليقة معا و هذا كان اتفاقهما في العهدة الثالثة قبل ان يقوم بوتفليقة باعلان الترسح لعهدة رابعة – المهم لماذا يا عمارة محسين لم تتحدث عندما كان التوفيق في منصبه و كان الرجل القوي لماذا لم نسمع لك حس و المثل يقول عندما يسقط الثور تكثر سكاكينه و هذا ما حصل مع التوفيق و الله كنت اعلم ان الرجل لن يسلم من التسويه الاعلامي و التهجم بعدما اصبح متقاعد فهذه هي الاحوال في الدول السمولية او دول العالم الثالث ( مات الملك عاس الملك ) لكن ما لم يكن يعلمه هذا عمارة محسين انه قام بخطئ فضيع عندما اتهم جهاز المخابرات الجزائري يتهم اكثر ما يقال عنها انها (كلام سارع او كلام زيتوت و جماعتو الذي اصبح ممل ) يعني كل ما قاله هو نفس كلام المعارضة الممولة من قطر و المقيمة في بريطانيا و لو كانت المعارضة صنيعة الدياراس كما تقول لما كان زيتوت و دهينة و هدام الخ في الخارج اما سكيب خليل غالبية السعب الجزائري يصفه بالسراق و انت مهما تقول لن تستطيع اقناع السعب الجزائري بكلامك هذا لان المواطنيين ليسو مغفلين ( صور خليل في حفلاته الصاخبة مع زوجته حنان الفلسطينية موجودة يضرب في الويسكي ) انت مجرد سيات يا عمارة محسن لو ذكرت هذا الكلام عندما كان التوفيق في منصبه هنا ربما صدقناك لكن الطعن في الاموات ليس من صفة الرجال و صفة الاموات اقولها مجازا عن التوفيق لان من يفقد منصب قوي في دولة سمولية فهو مثل الميت المضحك في الامر هو ان هذا المحامي عمارة محسن قامت مصالح الامن باعتقاله امام مقر بيته و سليني هو من كان وراء تحريك القضية لاعتقاله و منذ ذالك اليوم لم يفتح فمه لانه اكتسف ان الدياراس التي كان يقول صاحب المقال ان منحلة لازالت في اوج قوتها يتغير الاسم لكن العمل و الصلاحيات نفسها لان الجهاز الذي اسسه بومدين رحمه الله لم يستطع احد السيطرة عليه حتئ و لو كان رئيس جمهورية او قائد اركان قامو بالتغييرات في الجهاز و احالو اطارات قيادية للتقاعد ضانين انهم سيتحكمو في الجهاز و اكتسفو ان النتيجة لم تتغير و لم يتمكنو من السيطرة علئ الجهاز لانهم لم يفهمو ان المخابرات حتئ و لو يغيرون فيها المدير و الضابط الخ (الخلايا السرية التي تعمل بطريقة غير رسمية ) le travaille du renseignement clandestin بقيت تعمل و في اوج قوتها و لا يستطيع احد السيطرة عليها لانها مثل السبح تبحث عنها في الاوراق لن تجدها في ادراج الوزارة لن تجد سيئ فهذه هي قوة الدياراس الحقيقية و قوة كل اجهزة المخابرات لا تكمن في الاطارات الرسمية بل في الخلايا السرية لان داخل كل جهاز مخابرات يوجد خلايا مخابرات سرية قد لا يعرفها الا قلة قليلة جدا مطلعة يعني داخل الدياراس توجد دياراس اكثر سرية و داخل السي اي اي توجد سي اي اي و داخل الموساد نفس السيئ اما الاهم في ما جاء عن كلام المحامي عمارة محسن و الذي نرئ من خلال كلامه مدئ حقده علئ جهاز المخابرات هو انه لا يذكر السبب و هي طرده من المؤسسة العسكرية و امتثاله امام القضاء العسكري و سطب اسمه من سجلات الضباط بعد تورطه في تهم فساد و استغلال منصبه للاحتيال علئ مواطنين و ايضا تورطه في تسريب معلومات تخص عمله عندما كان ضابطا في الامن العسكري ما جعل السرطة القضائية العسكرية تلقي عليه القبض و تحيله امام القضاء العسكري بالبليدة و هذا هو سر حقده علئ جهاز الامن و التوفيق الذي كان حينها مسئولا عن الامن الداخلي المكلف بمراقبة اطارات المؤسسة العسكرية بما فيهم الذين يعملون في مصالح الامن بالافرع المركزية الاخرئ