مقالات

المهرجة حدة حزام :باناما بايبرز مؤامرة تستهدف الجزائر, سوريا و روسيا

باناما بايبرز على خطى ويكيليكس!
هكذا بدأ الزلزال الذي هز الشرق الأوسط منذ أزيد من خمس سنوات، بتسريبات ويكيليكس الشهيرة. تلك التسريبات التي هيأت الأرضية للغضب الشعبي، من تونس إلى مصر مرورا بليبيا وسوريا، وحيثما حل الخراب.
وقتها كتبت في هذا الموقع في ديسمبر السابق ”للثورة” التونسية، أن الثورات المستقبلية ستدار عبر الأنترنيت، والحروب المستقبلية ستكون افتراضية أولا قبل أن يحل دمارها على الأرض. وها هي السنوات تؤكد ”نبوءتي”!
أمس جاءت تسريبات جديدة ولكن بتوقيع جديد أيضا، ”باناما بايبرز” الذي فجر مساء الأحد قنابل أخرى عبر صفحات ”109” صحيفة وموقع عبر العالم بما فيها صحيفة ”لوموند” الفرنسية. وكشف عن وجه آخر للفساد، الشركات ”أوف شور”. وتساءلت صحيفة ”لوموند” على صدر صفحتها الأولى (في ماذا تستغل الشركات ”أوف شور”؟!) وهي شركات لتهريب وتبييض الأموال إلى بلدان تسمى بالجنات المالية، وتعطي تسهيلات لدخول الأموال، ولا تمارس الشركات ”أوف شور” أي نشاط اقتصادي في هذه البلدان! بل فقط غسيل أموال وتهرب من الضرائب.
وذكرت الصحيفة أو بالأحرى الترسيبات التي نشرتها ”لوموند” وتوصلت إلى أزيد من 11 مليون وثيقة سرية حول حسابات عديد الشركات، الجزائر والمغرب إلى جانب سوريا وروسيا، إلى جانب أسماء مثل الأسد ومبارك وبوتين والقذافي، شملتهم كلهم هذه التسريبات، حول أسرار هذه البنوك التي تتخذ من بنما مقرا لها!
فهل يحق لنا التساؤل هنا لماذا لم تذكر التسريبات أسماء مسؤولين غربيين؟ وهل هذه التسريبات نزيهة، ولا غاية من ورائها سوى كشف الفساد لمسؤولين من البلدان المذكورة؟
فالإعلام الغربي سار دائما جنبا إلى جنب مع الدبابات والطائرات التي دمرت سوريا والعراق وليبيا، وكان دائما في خدمة المخطط الذي دعم الثورات المزعومة، فمن السذاجة أن تصدق أن الغاية من وراء هذه التسريبات شريفة، ولا تحركها سوى أخلاقيات المهنة.
فعندما يركز على أسماء مثل الأسد وبوتين نفهم أن هذه التسريبات ما هي إلا سلاح وبروباغندا للنيل من النظام السوري وحليفه بوتين، ولهذا ركزت التسريبات عليهما بالأسماء، مثلما ركزت على زعماء أسقطتهم تسريبات ويكيليكس السابقة، القذافي ومبارك. فلا يجب أن يغيب عن أذهاننا الفضائح المنسوبة إلى عائلة بن علي والطرابلسي في تسريبات ويكيليكس والتي غذت الغضب الشعبي وأدت إلى هروب بن علي وسقوط نظامه؟
فما الغرض اليوم من تسريبات تخص الجزائر مثلا؟ ونفس التساؤل بالنسبة للتسريبات حول الأسد، والتي جاءت بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري في تدمر، واسترجاع النظام السوري مناطق واسعة كانت تحت سيطرة داعش؟!
نعم للفضول الصحفي، والمهنية الإعلامية، ومن حق أي وسيلة إعلامية تتوصل إلى مثل هذه المعلومات تفجيرها، فهذا دور الإعلام. لكن لماذا لا تمس هذه التسريبات متهربين غربيين من الضرائب وهم كثر أيضا، ولا تطرح سوى أسماء من البلدان المستهدفة من الفوضى والخراب؟!
حدة حزام
http://www.al-fadjr.com/ar/assatir/330875.html

كلمات مفتاحية

تعليق واحد

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • من خلال رد فعل الحكومات على أوراق بنما تستطيع أن تفرق بين حكومات تحترم شعوبها وحكومات تستغبي شعوبها, الصنف الأول منهم من إسقال ومنهم من إعتذر لشعبه والصنف الثاني لجؤوا الى فكرة المؤامرة ومنطق الهروب الى الأمام وتكذيب ما جاء في هذه الأوراق. نعم وزراءنا ورؤساؤنا ملائكة لا يسرقون ولا يرتشون ويحسدهم العالم على نزاهتهم وتفانيهم في خدمة شعوبهم التي تكاد تهوي الى الجحيم لولا هم .
    الغريب في الأمر أن تجد من بين الشعب والطبقة المثقفة من تدافع عليهم وتلتمس لهمالأعذار بل حتى الزويا دخلت على الخط لتوزع صكوك الغفران . إنها الكارثة التي حلت بأمة مات ضميرها بموت اليقضة وغياب الرؤية وتأمر الفسدة وإني أدعوكم الى جنازة موت الضمير ولكن لدي أمل أن يخرج من أصلاب جيل رعاة الفساد والإفساد جيل البناء والعمل لأن هذه الأمة ولود وتمرض ولا تموت وللباطل جولة وللحق صولة.