سياسة

حكومة “قش بختة” وحكومة “الذر”..!نصر الدين قاسم

كم بدا القوم صغارا خاشعين أمام ضيوفهم من الذر القادمين من فرنسا..
ظل فالز يلهو كالصبي في الندوة الصحفية ينظر إلى سلال نظرات غريبة لم يفهم إن كانت نظرات استهزاء أم نظرات استغراب غير مكترث بما يقول، يتمايل كالبهلوان مقتربا من سلال تارة ومبتعدا عنه تارة أخرى.. يتمتم مخاطبا ذات اليمين وذات الشمال، ويشير بيديه باتجاه رفقائه..
وظل سلال كالطفل العاقل منضبطا وديعا كالرضيع، يتفاعل معه بإذعان غريب، فلولا أن نهره بنظرات أو إشارات أن كف عن هذا.. سلال خانه الذكاء والبداهة وتأكد أنه محاط بالبلداء، لقد كان منتظرا أن يطرح الفرنسيون موضوع حرمان بعض زملائهم من تأشيرة الدخول إلى الجزائر وهذه النقطة الوحيدة التي كان بمقدور سلال ان يتقعر عليهم ويعطيهم درسا في المهنية والأخلاق لكنه لم يفعل وفوت على نفسه الفرصة وارتضى ان تظل يده هي السفلى عندما أطنب في الحديث عن عظمة الرئيس وخصاله ونضاله ولغة الخشب المعروفة التي لا تهم الفرنسيين في شيء ولعلهم سعدوا كثيرا أنهم سجلوا على مضيفهم إدانة أمام الملأ عجز على ردها أو تبريرها.. كان متاحا لسلال أن يقول لهم أن جريدة لوموند ارتكبت خطأ مهنيا فادحا، وعبثت بأخلاقيات المهنة باقترافها للقذف الموصوف والتلميح لاتهامات لا أساس لها من الصحة وقد اعترفت بخطئها..
سلال أدان نفسه وأدان الجزائر أكثر عندما وصف في تبريره قرار الجزائر برفض التأشيرة لصحفيي جريدة لوموند، الجريدة الفرنسية بأنها جريدة محترمة وجديرة بالاحترام، فما دامت كذلك وبالاستنتاج المنطقي فهي جديرة بأن تمنح لها التأشيرة، وأن السلطات الجزائرية هي التي لم تكن محترمة ولا جديرة بالاحترام عندما رفضت منح التأشيرة لموفد جريدة تعترف لها أنها محترمة وجديرة بالاحترام رغم ما يقول إنها مست رئيس الجمهورية.. ويفعل سلال بنفسه ما لم يفعله فالز بمضيِّفه.

كلمات مفتاحية

شارك بالتعليق

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق