مقالات

إصلاحات الباشغوات؟!سعد بوعقبة

هل باستطاعة الوزيرة بن غبريت أن تكذّب ما قالته وزيرة التربية الفرنسية، نجاة فالو بلقاسم، بخصوص مرافقة فرنسا لإصلاحات التربية في الجزائر على مستوى التكوين والبيداغوجيا وحتى البرامج؟
عندما طالبت في هذا العمود بأن تعلن الوزيرة بن غبريت عن الإصلاحات التي تجريها مع الفرنسيين ليعرف الشعب الجزائري رأسه من رجليه.. اتهمت من طرف الوزارة والوزيرة بأنني ضحية لتضليل من طرف معتوهين في الوزارة زوّدوني بمعلومات خاطئة!
الحقيقة أنني لم أنشر ما نشرت بناء على معلومات من إطارات في الوزارة فقط.. فقد تُفاجأ الوزيرة إذا قلت لها إن هذه المعلومات صادرة عن أحد الذين يشرفون على هذه الإصلاحات من الفرنسيين.. فقد كتب إليّ مواطن جزائري من مرسيليا على علاقة بأحد هؤلاء الذين ينجزون الإصلاحات في الجزائر.. وقد يُصدم الرأي العام إذا قلت له إن هذا المواطن قام «بتخمير» أحد هؤلاء «الخبراء» الذين ينجزون الإصلاحات في الجزائر، إلى حد أن الخمر جعلته يقول ما لم يقله للجزائريين هنا بخصوص رأيه في الجزائر والجزائريين، وهو رأي لا أستطيع كتابته هنا، لأنه يمس بالكرامة الإنسانية وليس كرامة الجزائريين فقط؟!
عندما يفتخر بوشوارب بكونه من عائلة «ڤياد»، وتفتخر بن غبريت بكونها من عائلة خدمت فرنسا في العشرينيات والثلاثينيات، واستحقت هذه العائلة أن تمنحها فرنسا أرضية لبناء مسجد باريس… عندما يحدث ذلك اليوم فإنني أقول للمرحوم بومدين: قم يا ابن الفلاح الثائر الذي حرر الجزائر، فأبناء الباشغوات قد وصلوا إلى مفاصل السلطة وأصبحوا يقررون باسم الباشغوات الجدد ما كنت ترفضه في إصلاحات 1971، من إصلاحات اقترحتها لجنة الإصلاح، وشممت فيها رائحة الباشغوات الجدد، فقمت برمي أوراق التقرير الإصلاحي الذي أعدته اللجنة في وجه أعضائها، وكان من بينهم الميلي وطالب وشريط والأشرف وغيرهم.
اليوم لا يقوم أبناء الباشغوات بإصلاح التعليم فحسب، بل ينجزونه بالتنسيق مع الكولون من وراء البحر!
المبادئ الثلاثة التي وضعها بومدين للمدرسة الجزائرية وهي: «الديمقراطية والاختيار العلمي والتقني والتعريب»، هذه المبادئ اليوم أصبحت كلها في خبر كان!
نحن اليوم في مرحلة متقدمة جدا من الاعتذار لفرنسا على الثورة ضدها.. الاقتصاد الجزائري تم إلحاقه بالكامل بفرنسا، والتعليم والثقافة هما كذلك أصبحا فرنسيين بالكامل، والحكم في يد أبناء الباشغوات الجدد… والحركى في جميع المجالات علا كعبهم على المجاهدين والثوار، فأصبحوا مثل الطلقاء في صدر الإسلام.
وأصبح الجميع يقول: خياركم في الاستعمار خياركم في الاستقلال… وتحولت الثورة إلى هوشة مع الفرنسيين عبر بعض الجزائريين الفرنسيين ليس إلا.. هذا هو حالنا اليوم؟!

كلمات مفتاحية