مقالات

ما هو دور الزوايا في المجال السياسي؟ د.رشيد شريف زياني

ما هو دور الزوايا في المجال السياسي؟
أولا أوضح لرفع كل التباس، هذه الكلمة لا تصبو إلى الإجابة عن السؤالـ الوارد في العنوان، وهي أصلا نقلا لسؤال مشروع وجد مهم طرحه احد الاصدقاء على الفاسبوك، يتساءل عن الدور الذي تقوم به الزوايا في المجال السياسي او لنقل نفوذها لدعم اصحاب السلطة، وهو بالمناسبة سؤال يذكرنا بالدور غير المشرف للكثير من الزوايا إبان الاستعمار الفرنسي وتوظيفها من قبله، من خلال نشر الجهل والاباطيل وتنويم الشعب الجزائري ومحاولة اقناعه أن الله هو من يريد له أن يرضى بالاستعمار وأن كل رفض لذلك هو رفض لمشيئة الله ، وما نجم عن تلك السياسة لبعض الزوايا في عدائها للثورة على الاستعمار ومحاربتها للمدرسة الاصلاحية، لكن ليس كلها ولله الحمد، إذ قامت الكثير منها بتنوير وحشد همم الموطنين لمحاربة الاستعمار الغاشم. وفي هذا السياق أنقل ما جاء في تعليق الصديق بعد ترجمته إلى العربية.
هناك مقولة قديمة في السياسة الأمريكية تقول: “إذا رأيتم ساسة الحزب الديمقراطي يقومون في نفس الوقت بزيارة النقابات العمالية والكنائس الأفريقية الأمريكية (الخاصة بالسود الأمريكيين)، ومجمعات قدامى المشاركين في الحروب الخارجية كحرب فيتنام، اعلموا حينئذ أنهم يقومون بحملة انتخابية حتى لو ادعوا خلاف ذلك”.
يبدو أن عندنا في الجزائر، الزوايا أخذت مكان النقابات العمالية والكنيسة الافريقية الأمريكية وقدامى المحاربين، ولذا من المشروع أن نسأل ما هو الدور الذي تلعبه الزوايا في السياسة الانتخابية في الجزائر؟ نعلم بحكم التجربة أن الكنيسة الإفريقية الأمريكية ، والاتحادات النقابية وتجمعات قدامى المحاربين على سبيل المثال يقومون بدور رائع وثمين في حشد مشاركة الناخبين لصالح ائتلاف الحزب الديمقراطي، وجمع الأموال، وتوفير المتطوعين ، وما إلى ذلك، ولكن ماذا تفعل الزوايا عندنا، ما هو الدور الذي تضطلع به فعلا في مجال الحشد السياسي أثناء الانتخابات في الجزائر؟
ما تفسير زيارة شكيب خليل إلى زوايا غرب البلاد؟ وقبله زيارات بوتفليقة إلى الزوايا في عام 2008 و 2009؟ فباستثناء انتاج “الحروز” وممارسة “الرقية” ، أصدقكم القول لا أرى أي دور يمكنهم القيام به، وارجو من كل من هو ملم بالموضوع أن يشرح لي هذا السر الغامض، وهذا النفوذ الواسع، ولكم جزيل الشكر
د.رشيد شريف زياني

كلمات مفتاحية

2 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • رغم أن الشعب الجزائري إختصر الطريق على النظام الجزائري ولم يمض مع موجة الثورات التى أطاحت برؤساء حكمو دهرا , وفوت على البلاد التناحر والخراب وكان محقا في ذلك وأبرز ذكاءا وسلوكا حضاريا وأعطى فرصة للنظام بمداواة نفسه وتصحيح مساره لكن أركان النظام فهموا ذلك ضعفا من الشعب وقوة منهم في التحكم وراحو يستغبون الأمة بالسير بها الى المجهول دون رؤية واضحة سوى تعميق الأزمة بين الحاكم والمحكوم وكأنهم يدفعون الشعب الى الثورة عليهم والتغطية على نظام فاشل ورئيس مريض بأبواق لم تعد تقنع طفل في العاشرة أو شيخ في التسعين. الواضح أن هذه الطبقة السياسية آن أجلها وقرب حتفها فأولى بها أن تنسحب بحكمة وأدب قبل أن يفيض الماء وترسى السفينة ولا عاصم الى الله.

  • المرحوم الرئيس هواري بومدين (1932 م 1978)والذي يعرف جيدا دور الزوايا في المجتمع، لكونه درس في الزاوية الرحمانية الحملاوية(بواد سقين- تلاغمة) تدخل وقال في إحدى خطبه الشهيرة ” أتركوا الزوايا لي، أنا أعرف كيف سأتعامل معها ” فكانت أول خطوة منه رحمة الله عليه مواصلة غلق مقرات الزوايا التعليمية (المعهد القاسمي بالهامل 1973م )نفي وسجن وتهديد بعض مشايخ الطرق الصوفية العلمية الفاعلة ( الشيخ المهدي بن تونس العلوي 1928 م 1975 )–(الشيخ محمد بلقايد الهبري1911م1998) وتحويل البعض إلى العمل بالمعاهد الإسلامية والإدارة المركزية لوزارة التعليم الأصلي والشؤون الدينية (الشيخ خليل بن مصطفى القاسمي الرحماني 1927 م 1994) وبذلك انحصر نشاط الزوايا والطرق الصوفية الرئيسية ( العلوية – الرحمانية – القادرية – الهبرية – العيساوية) في إحياء الشعائر الدينية كالأعياد والمواسم وإصلاح ذات البين للبعض من المريدين والأتباع طيلة السنوات (1962 م 1979) ذلك الاقصاء السياسي الذي أبعد مشايخ الزوايا والطرق الصوفية من المشاركة او المساهمة بالراي في قرارات دوائر السلطة ومؤسسات الدولة