مقالات

لمصلحة من يتم تشويه صورة الأحزاب الإسلامية ؟أ.أحمد بوداود

“”لمصلحة من يتم تشويه صورة الأحزاب الإسلامية و تقديم الإسلام السياسي على أنه مقبرة الدولة””
أ.أحمد بوداود
أولا و الله و بالله لست أنتمي لأي حزب سياسي حتى لا يؤخذ مقالي على أنه حملة مسبقة لحزب بعينه لكنه مجرد رأي يحتمل الخطأ مثل ما يحتمل الصواب و ما دفعني لكتابته شدة و حدة الحملة المسعورة التي تشنها بعض الأنظمة العربية على تيارات الإسلام السياسي و التي امتدت آثارها إلى كل بلاد المغرب العربي ، و سأقتصر في حديثي عن الجزائر ،و التي خلف فيها تراخي الأحزاب الإسلامية فراغا ملأته تيارات أخرى كانت إلى نهاية الثمنينيات شاذة و منبوذة من قبل المجتمع ما نجم عنه اختلالا في ثبات قواعد الدولة و تذبذبا في قيم المجتمع الجزائري المسلم ، فما الذي أصاب حركة حمس مثلا التي يعلم قيادييها أن قاعدتها إلى وقت غير بعيد كانت الأوسع و الأكثر في بلادنا حتى و إن أنكر عليها ذلك بل إن الشيخ محفوظ نحناح وحده رحمة الله عليه كان جدارا صد مشاريع فكرية و محاولات كثيرة لعلمنة الدولة لا تتناسب و قيم مجتمعنا ،فما بال الحركة من بعده فترت و تراخ قياديوها لدرجة أنها أصبحت سهلة الإستهداف فانقسمت و اخترقت و لم يحركوا ساكنا للذود عن هوية الإسلام السياسي في وقت نجح فيه أعداء الهوية الإسلامية في تشويه صورة السياسي الإسلامي و إلصاق صفة المتطرف الرجعي عدو الحضارة به.
شخصيا أختلف كثيرا مع منهج العمل السياسي لجماعة الإخوان المسلمين لكنني أحترم فكرهم و إصرارهم على المشاركة السياسية من خلال التغلغل في أعماق المجتمع ،و نعلم جميعا أن الجماعة هي أصل تواجد التيارات الإسلامية في الكثير من البلاد العربية ،نعم استطاعت أن تصل إلى هرم السلطة في مصر لكن قلة خبرة الممارسة “” الخبثوية”” للسياسة جعلها لقمة سهلة لمن ولدوا على كراسي السلطة ، و لست أرضى أبدا و لا مقتنع كمثقف مسلم ما تحاول بعض الأنظمة العربية و التيارات اليسارية إلصاقه بهم من تهم على أنهم جماعة إرهابية يحركها فكر متطرف ،أقول هذا رغم اختلافي مع منهجية عملهم السياسية فلماذا ركنت التيارات السياسية الإسلامية في الجزائر إلى زاوية الصمت و لم تتصدى لادعاءات المتحاملين فالأمر يتعلق بكم أيضا آ ولا تحملون الفكر ذاته ، آ و ليس من المروءة التنصل منه و اختلاق الأعذار .
أعتقد و الله أعلم أن أحزاب الإسلام السياسي في الجزائر و فضلا عن الإنشقاقات المتكررة بين قياداتها بحاجة إلى تفعيل الشق الفكري مثل ما كان الشيخ محفوظ يعمل لأنه وبكل وضوح لا يمكننا أن نخوض معركة الصعود الحضارى بشقها العملى أو الحركى دون شقها الفكرى ، وإلا سنظل نحرث فى الماء ، ونتقلب من تغلب إلى تغلب دون صعود حضارى حقيقى ..
الخلاصة ..
أن المجتمع اليوم بأمس الحاجة إلى تواجد تيارات إسلامية قوية و مؤثرة للمحافظة على توازن القيم الإجتماعية ،و الحركة الإسلامية اليوم فى مجملها أمام تحدى حقيقى على المستويين الأداتى والغاياتى ، على المستوى الأداتى فى بناء طلائعها التى تمتلك مقومى الثورة :
الأول – الفكرة الحضارية والثانى – بناء القوة الشرعية الشاملة ؛ سياسية ، واقتصادية ، ومعرفية ، وإعلامية ، وهذا يتطلب حركة عملية دؤوبة .
وعلى المستوى الغاياتى فى تحديد وجهتها بوضوح حيال أهدافها تجاه الهوية ، والمجتمع ، والسلطة ، عبر مساراتها الثلاث : الدعوي – الذي غيبته غداة العشرية السوداء مخافة أن تصنف في خانة الإرهاب -، التربوى ، والاجتماعى ، والسياسى ، دون خلط أو تشويش لكل مسار منها على الآخر ..
أعود لأقول لست لا حمس و لا نهضة ولا تاج و لاغيرها ،فقط جزائري مسلم أخذته الغيرة على دينه الذي يسعى البعض لترسيخ فكرة أنه عقيدة عبادة فحسب و لا يصلح لأن يكون مشروعا سياسيا لدولة.
أ.أحمد بوداود

كلمات مفتاحية