مقالات

وزير ملمّع ودبلوماسية خاملة :أحميدة العياشي

السيد لعمامرة هو من الوزراء المحظوظين والمدللين من قبل الصحافة والدوائر الإعلامية النافذة في الجزائر، لقد رسمت له صورة من البداية على أنه شخصية محترمة في الأوساط الدبلوماسية ويجيد اللغات الأجنبية، وقيل أنه كان مقربا من الاستخبارات ويحظى في الوقت نفسه بثقة الرئيس، ولم ينتقده ولا مرة معارضو بوتفليقة بل سربت إشاعات تفيد أنه من الشخصيات التي يمكن أن تلعب دورا هاما في المواعيد الانتخابية المقبلة، وأشار البعض إلى أن الرجل أصبح يشكل تهديدا ضمنيا لجماعة الرئيس، ولذلك حاولوا التضييق عليه بوزير خارجية مثيل هو مساحل، لكن على الأرض لم نكتشف هذه المزايا المتغنى بها من طرف بعض السياسيين والإعلاميين، وهذا ما جعل البعض يرد ذلك إلى أسباب فئوية وجهوّية. لقد بدا رجل الدبلوماسية الجزائرية الأول في موقع بائس وضعيف عندما استدعى سفير فرنسا بعدما نشرته لوموند من أخبار خاطئة عن الرئيس بوتفليقة، وأنا أتصور الارتباك الذي أعترى لعمامرة وهو يستدعي السفير الفرنسي، والوضعية العبثية التي وجد نفسه فيها وهو الحريص على تلميع صورته لدى وسائل الإعلام الداخلية والخارجية، ولم يحدث لعمامرة أي تغيير يستحق الذكر في منظومة الوزارة ولم يرتق بمستوى السياسة الخارجية ولم يحدث أي تغيير في سلوكات الدبلوماسيين ولا في ثقافتهم المتخلفة التي ورثوها من عهد قديم، ولا في التوجهات والدلالات، بل راح يؤكد على دوره الثانوي في إدارة الدبلوماسية الجزائرية، مشددا على أن القرارات الأساسية هي من صلاحية الرئيس، لقد وقف موقفا سلبيا أمام التحرك المغربي تجاه الجزائر، ولم يحرك ساكنا أمام وقوف البلدان الخليجية إلى جانب المغرب فيما يتعلق بمسألة الصحراء الغربية، ولم يتحرك للدفاع وحماية كرامة الجزائريين بمختلف مشاربهم في الخارج، ومع ذلك ورغم الفشل الذي سجله، يقدم لعمامرة كاستثناء إلى جانب بن غبريط التي لم تتمكن من فعل أي شيء إيجابي برغم بقائها طويلا في الجامعة ومركز البحث بوهران وعلى رأس الوزارة، فهل يعود ذلك إلى التواطؤ الإيديولوجي، أم القبلي والجهوي، أم إلى أشياء نجهل بواطنها، وعلى كل هناك حقيقة واحدة ووحيدة أن لعمامرة هو جزء من هذا الانسداد والفشل السياسيين، ويجب أن يحاسب مثل كل المسؤولين على ما وصلنا إليه من تقهقر وانسداد..
http://www.elhayatonline.net/article54447.html