سياسة

“الجانفيين” أوفدوا نزار في مهمة سرية إلى فرنسا!

حسب الموقع الإلكتروني الفرنسي “موندافريك”:
“جنرالات جانفي” أوفدوا نزار في مهمة سرية إلى فرنسا!
الجنرال المتقاعد حمل وسطاء “رسائل” إلى هولاند

محمد مسلم
رئيس تحرير القسم السياسي بجريدة الشروق اليومي
كشف الموقع الإلكتروني الفرنسي “موندافريك”، أن وزير الدفاع الأسبق، الجنرال المتقاعد، خالد نزار، قام بزيارة سرية إلى فرنسا الأسبوع المنصرم، ظاهرها بغرض العلاج، لكن باطنها أمور أخرى لها علاقة بالتجاذبات التي تشهدها الساحة الوطنية خلال الأشهر القليلة الأخيرة
الموقع الذي يديره الصحفي السابق بيومية “لوموند” نيكولا بو، أوضح أن “الزيارة تندرج في سياق حرب اللوبيات المندلعة في قمة الهرم، حول خليفة الرئيس بوتفليقة في الاستحقاق الرئاسي المقبل”، لافتا إلى أن الجنرال المتقاعد أنجز هذه الزيارة باسم مجموعة الجنرالات المحالين على التقاعد، وبالضبط أولئك الذين حكموا البلاد بقوة الحديد والنار خلال العشرية السوداء، وهم من يعرفون بـ “الجانفيين”، نسبة إلى أولئك الجنرالات الذين أوقفوا المسار الانتخابي بداية التسعينيات ودفعوا الرئيس الأسبق، الشاذلي بن جديد، إلى الاستقالة .

ويعتبر الجنرال نزار عرّاب هذه الفئة من الجنرالات والمتحدث باسمهم، ومن بين أبرزهم قائد الأركان السابق الفريق محمد العماري (متوفى)، ونائبه الجنرال فضيل الشريف (متوفى)، والجنرال إسماعيل العماري (متوفى)، الجنرال المتقاعد محمد تواتي (المستشار السياسي السابق لنزار).. أما آخر من أحيل منهم على التقاعد فهو الجنرال توفيق، وكان ذلك في سبتمبر 2015.

وبحسب المصدر الفرنسي، فإن الجنرال المتقاعد أوهم المقربين منه بأن زيارته السرية إلى باريس، كانت بهدف العلاج، غير أن الحقيقة غير ذلك تماما، وتحدث “موندافريك” عن لقاءات جمعت بين وزير الدفاع الأسبق وعدد من الوسطاء والملاحظين المقربين من الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، شرح من خلالها بعض الرؤى والمواقف التي يتمترس خلفها القادة العسكريون السابقون، بشأن الوضع الذي تعيشه البلاد ومواصفات المرحلة المقبلة من وجهة نظرهم.

الرسالة التي حملها الرجل القوي في النظام الجزائري خلال عشرية التسعينيات إلى الأوساط الفرنسية التي قابلها في باريس، كانت واضحة المعالم ومحددة بدقة، مفادها: “نحن المسؤولين السامين السابقين في الجيش الجزائري، لا نزال على مسرح اللعبة السياسية، وما على فرنسا سوى مباشرة حوار معنا”(..) !- تنقل “موندافريك”- التي ألمحت إلى أن “جنرالات جانفي” الذين أحالهم بوتفليقة على التقاعد، يسعون إلى الاستثمار في الأزمة المندلعة بين قصري المرادية والإيليزي مؤخرا، وتوظيفها لصالحهم، لعل هذا المعطى يحدث تغييرا في موازين القوى التي مالت بشكل غير مسبوق لصالح الرئاسة، خاصة منذ إزاحة مدير دائرة الاستعلامات والأمن السابق، الفريق محمد مدين المدعو “توفيق” من منصبه.

صاحب المقال تحدث عن عودة وزير الطاقة الأسبق، شكيب خليل والزيارات المتكررة له إلى عدد من الزوايا، وقدر أن هذا المعطى مؤشر على اندلاع حرب نفوذ بين فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، التي يعتبر شكيب خليل من المحسوبين عليها، ومن هنا جاءت زيارة الجنرال نزار- حسبه- كي تسوّق “خدمة” البديل الضامن للمصالح الفرنسية بالجزائر، التي باتت مهددة من قبل الوافد الأنجلوساكسوني القوي..

وكانت أوساط إعلامية محلية قد تحدثت قبل نحو شهر عن زيارة أخرى لوزير الدفاع الأسبق إلى فرنسا، وهي الزيارة التي شابها اشتباك بين الجنرال المتقاعد وشرطة الحدود على مستوى مطار أورلي بباريس، بسبب إجراءات تتعلق بالبروتوكول، وهي الحادثة التي اضطرت نزار إلى تقديم توضيحات عبر الموقع الإلكتروني “الجزائر الوطنية” الناطق بالفرنسية، الذي يملكه نجله لطفي، أكد من خلالها أن ما وقع له مع الشرطة الفرنسية كان حدثا عابرا وقد تمت تسويته بصفة ودية، غير أن هذه المرة لم تكن كسابقتها، بحسب “موندافريك”، فقد حظي الجنرال بمعاملة خاصة على مستوى المطار، وفق الإجراءات البروتوكولية التي حرم من امتيازاتها في الزيارة السالفة.

وجاء تسريب زيارة الجنرال إلى فرنسا، في وقت تشهد فيه العلاقة بين الجزائر وفرنسا، حالة من الانسداد غير المسبوق منذ وصول الرئيس الحالي، فرانسوا هولاند، إلى سدة قصر الإيليزي في عام 2012، وذلك في أعقاب زيارة فالس الأخيرة، ما يعني أن الهدف من زيارة نزار واضح، برأي مراقبين، وهو التموقع انطلاقا من الواقع المأزوم للعلاقات بين البلدين، أو بالأحرى بين قصري المرادية والإيليزي.

ولعل ما يعزز صدقية هذه القراءة، حسب تحليلات متابعين، هو اشتعال الحرب مجددا بين “محيط الرئيس ومعارضيه” إن كانت قد توقفت فعلا، بدليل ما صدر على لسان الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، أول أمس بتبسة، الذي تحدث عن وجود ما سماه “أخطبوطا” بخمس أرجل، يقوده أحد “الجنرالات الجانفيين” ممثلا في الفريق توفيق، يخطط لصناعة رئيس الجزائر ما بعد بوتفليقة.. فهل تسعى “جماعة نزار” إلى تدويل تجاذبات داخلية؟

http://www.echoroukonline.com/ara/articles/285189.html

كلمات مفتاحية

3 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • أنا معك أسامة في تحليلك غير أنك تفترض أن الإنتخابات في الجزائر نزيهة والثلثين حقيقة من إنتخاب الشعب وذلك سبب إختلافي لأني أرى أن تزوير إرادة الشعب ملازمة للنظام الجزائري منذ عصر الحزب الواحد وزمن بومدين, تغير التكتيك فقد وبقيت النتيجة دائما لصالح الحاكم الفعلي بإستثناء إنتخابات 92 والتي إعترف بها النظام الحاكم ولكن تآمر وإنقلب عليها الجناح العلماني الشيوعي بمساندة غربية وفرنسية مفضوحة وأجهضوا التجربة الديمقراطية الوليدة وأدخلوا الجزائر سنين الجمر. لقد طرحت سؤال جريئ أين أصحاب المبادئ والفكر والدكاترة والعلماء ولمذا لا يشكلون البرلمان والجواب هو لو لم تكن إنتخابات مزورة وعراقيل على هذه النخبة هل يعقل أن يمتلأ البرلمان بالحلقات والطبالين والرقصات ويخلو من الدكاترة والعلماء. إذن الطبخة معروفة إذا لا تمشي معهم فمصيرك التهميش, بأي حق يهمش الدكتور عبد الحميد الإبراهيمي ويمنع أحمد طالب الإبراهيمي من تكوين حزب, حتى مهري رحمه الله رغم أنه رئيس الأفلان حينما إنتصر للحق وقال كلمة الحق همش وتآمروا عليه وطردوه, والدا الحسين رحمه الله لم يمش في صفهم فضايقوه ونفوه الى سويسرا. كل من لا يمشي معهم مصيره التهميش, أنا أرى أن الشعب هو آخر حساباتهم ,أولا رضا أمريكا وفرنسا ومن بعد ذلك مجرد كيفية الإخراج
    وأنت ترى الآن جناح أمريكا وجناح فرنسا كل يسعى لأن يضع رجاله في ما بعد بوتفليقة ولكن إذا تحرك الشارع خصوص الحركة الإسلامية فسترى هؤلاء المتنازعين اليوم يتحالفون غدا للحول دون بلوغ المشروع الإسلامي الى الواجهة والمحافظة على علمنة النظام وتغريب المجتمع وفرض اللغة الفرنسية ولو تطلب إستدعاء العسكر لحسم الصراع مثل ما فعل في مصر.

    • ما قلته صحيح يا NOOR و لكن فرق بين التوجه الاسلامي و العاطفة الاسلامية لدى الشعوب العربية و الاسلاميين الذين سيسوا الدين مع قناعتي ان السياسة ان كانت شرعية فهي من الدين الاسلامي، و قد أجبت نفسك عندما قلت أن الكفاءات لا تُوكل لها مهمة الاستشارة و تقرير المصير بل تُركت لسفهاء الناس إلا من رحم ربي، حاصل كلامي كيف يُترك المجال للاسلاميين كما هو مُشاهد للحصول على مناصب سياسية ؟ إما ان الاسلاميين ليسوا من المخلصين الذين تهابهم قوى الشر أي أنهم متقلبون و متلونون بتغير المجريات كحال محمد مرسي و سياتي بيان هذا أو أن هذه الفئة ( الاسلاميون ) هم أصلا متآمرون على الاسلام و المسلمين كحال تاسيس أكبر حركة إسلامية سياسية و الموسومة بالاخوان المسلمين و التي بارك نشأتها الانجليز والروس كما صرح بهذا ابن وكيل الازهر في تلك الفترة و العالم الاديب المحدث الاستاذ احمد شاكر و كلا الفرضيتين صحيحتين لماذا؟ محمد مرسي إخواني جلد وعد هو و زبانيته بتحكيم الشريعة و ما هي الا ايام بعد توليه حكم مصر اذا به يُسال من صحفية عن تطبيق الحدود فكان جوابه بانها امر اجتهادي اضافة الى فتحه ابواب مصر على مصرعيها للشيعة الذين هم حمير اليهود يعني اذا اراد اليهود و حتى النصارى من الامريكان و الانجليز دخول بلاد استعملوهم و العراق و سوريا خير دليل على ما اقول و الامثلة كثيرة ما اردت قوله ان العلمانيين و الاسلاميين وجهان لعملة واحدة و الموفق من عافاه الله من السياسة.

  • أخي أبو بكر جزاك الله خيرا على التعقيب, أولا يجب أن نعترف أن الإسلامين ليسو ملائكة ويخطئون ويصيبون كباقي البشر ولكن الفرق بينهم وبين العلمانين والشيوعين أنهم من طينة الشعب ويدافعون عن هوية ومعتقد الأغلبية في الأوطان العربية وأجندتهم ضد الفساد والرشوة وبيع البلاد والعباد الى الأجنبي في حين الصنف الآخر لا يحكمه ضمير ديني ومستعدون بيع العرض والأرض . هناك فرق بين حركة تمشي في الإتجاه الصحيح لنشر تعاليم الإسلام وبناء العمران وخدمة الإنسان, وحركة أخرى منسلخة تمشي في الإتجاه الخطأ هدفها تعبيد الإنسان العربي وسلخه من هويته وتغريبه . ولقد لا حظت أن الدكتور مرسي على الأقل بدل الوجهة من قبلة الفساد والتبعية الى قبلة البناء والإستقلال وهذا يعد مكسب عظيم لأن ما بعده يأتي في مراحل متقدمة لكن بعض مشايخ الوهابية الذين حاسبوا مرسي على فتح السياحة للإرانين وعدم تطبيق الشريعة على جناح السرعة هاهم يرتمون في بيع مصر للإسرائلين وإعطاء سفاح لهدر دم شعبه وتسليم مصر المسلمة لأعداء الملة والشعب والدين, فشتان بين خطأ إجتهادي للرئيس مرسي نحو القبلة وخطيئة مقصودة لعلماء سلفين وحزب الزور وشيخ الأزهر للتمكين للزمرة الطاغية الظالمة للسير بمصر الى قبلة الظلم والفساد والفساد. ياخي الإسلامين يصلون ويصومون ولهم أخلاق حميدة ويعملون الخير ويأمرون بالمعروف والعلمانين والشيوعين يسبون الله جهرة ويخمرون ويحاربون دين الله ولك أن ترى قنوات العهر والفسق والرداءة فكيف بك تقول هم عملة واحدة ,لا أن أنك مصيب هنا .قال تعالى – أفنجعل المسلمين كالمجرمين- أم من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب – أخي هناك فئة تريد تيئيس الناس في المستقبل وغلق باب السعي الى التغيير لتثبيط النخبة والمجتمع عن البحث والدفع تجاه حكم راشد ومجتمع واعي وشعب مثقف ونخبة مدركة, ويقولون ليس بالإمكان مما كان وإستبداد خير من إنسداد, ويخيرون الشعوب بين سقر أو جهنم وأن كل الحركات متعفنة ولا خير فيها ولها مصالح ولكن قد يكون حق أريد به باطل حتى تخلو الساحة لهم فيفسدون وينشرون الرذيلة ويستبدلون المناهج التربوية ويبنون إقتصاد الربا فيستحيل التغيير ويصبح من المستحيلات السبع. لا يجب أن نستسلم لهذا الفكر الهدام والذي يكبل المجتمع بل لابد من إستنهاض الأمة وتقديم الصالح القوي التقي الكفؤ في المناصب وتسفيه الفاسد والمرتشي والجاهل حتى يأتي الله بقوم يحبه ويحبونه- من قال هلك الناس فهو أهلكهم- هناك من يريدنا أن نرى أخطاء الإسلامين بالمجهر ومكبر الصورة وخطايا الآخرين عن بعد أميال. هذه حرب نفسية كونية على الإسلام وأهله فلا تكونوا من وقودها وتموقعوا مع الحق وأهله وحاربوا الباطل حيث ما حل وأنظروا بعين البصيرة . من كان يؤمن بالله واليوم ألآخر فليقل خيرا أو ليصمت.
    كل سيرافع عن نفسه يوم القيامة وسيتبرء الذين أتبعو من الذين أتبعوا – كل نفس بما كسبت رهينة- لا عذر اليوم. نصيحة لكل من أراد الحق وسعى لمعرفة أهله. رفعت الأقلام وجفت الصحف.