مقالات

أنتم أيها الجنرالات المتقاعدون.. دعوا الجزائريين وشأنهم :فيصل زقاد

يبدو أن الجنرالات المتقاعدين أصبحوا لا يستغنون عن وسائل الإعلام، فهم يتحينون الفرص للظهور أمام عدسات الكاميرات وقبول استجوابات الصحفيين، بل تكون اللقاءات بطلب من البعض منهم وفي بيوتهم، مثلما فعل الجنرال “حسين بن حديد” بعد خروجه من السجن، حيث أدلى بتصريحات لبعض الجرائد المستقلة، روى من خلالها ظروف وأسباب دخوله السجن، الذي مكث فيه 286 يوم.

والملفت للانتباه في مثل هكذا حوارات، أن هؤلاء الجنرالات يحاولون، على مضض، الظهور في صورة الأبطال، لإقناع الرأي العام أنهم راحوا ضحية تصريحاتهم النارية التي لم تعجب السلطة، مثلما حصل مع الجنرال “بن حديد”، الذي انتقد فترة التسعينيات وما شابها من تعسفات النظام الحاكم آنذاك، بعد توقيف المسار الانتخابي.

وقد أحدثت قبلها الرسالة المفتوحة للجنرال توفيق، التي بعث بها إلى رئيس الجمهورية هالة إعلامية ضخمة، فكانت مادة دسمة لكل الصحف والقنوات الوطنية وحتى الأجنبية منها، إلا أننا وفي قراءة متأنية لهذه الرسالة، التي كتبها الجنرال تحت الماء، أعطتنا انطباعا أنها لم تأت بجديد يذكر، ماعدا تذكيرنا بأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة.

“”أما الآن وقد جاءت رسائلهم في الوقت بدل الضائع، فلن تجد لها مكانا لتكتب في سجل التاريخ وسيكون مآلها لا محالة سلة المهملات، أما أنتم أيها الجنرالات المتقاعدون، فليس لنا سوى أن نقولك لكم، تمتعوا بتقاعدكم ودعوا الشعب الجزائري، الذي خذلتموه لأكثر من نصف قرن، دعوه يقرر مصيره بيده.. وداعا أيها الجنرالات””

لقد جاءت تلك التصريحات والرسائل متأخرة جدا، فالجنرالات الذين كانوا في وقت ليس ببعيد يعينون الرؤساء (كل الرؤساء في عهدهم) ويقيلونهم (مثلما فعلوا مع زروال) بل كان منهم من يحيي ويميت، كالجنرال توفيق الذي أصبح يطلق عليه تسمية “رب الدزاير (أليس هو الذي بعث بوضياف من مرقده ثم تم اغتياله بعد أن أنهى مهمته”.

أما من حيث مضمونها (الرسائل والتصريحات)، فلا نكاد نقرأ فيها شيئا يذكر، اللهم شعورهم بأن دورهم في المساءلة قد حان، فجاءوا ليدافعوا عن الجنرالات الذين كانوا يترأسونهم، لكن، وعلى ما يبدو، فهؤلاء علموا علم اليقين أنهم “أُكلوا يوم أكل الثور الأبيض”، وأن مكانهم مع أصدقاء الدرب يحضّر على نار ليست بالهادئة، وسيموت هذا “الرب” وسيلحق به كل “الأرباب” إن آجلا أم عاجلا، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام!!!

هذا الجنرال “القوي” (بن حديد ) وغيره من الجنرالات الذين خُيّل لنا أنهم أساطير القرن الواحد والعشرين، كنا ننتظر منهم أن يخرجوا من صمتهم الرهيب وقد فعلوا، إلا أنهم “سكتوا دهرا ونطقوا كفرا”، فهؤلاء لم يأبهوا بالأوضاع المتأزمة التي آلت إليها البلاد، وحالة التسيب التي عمت كل المؤسسات الدستورية بداية من البرلمان الذي أفرغ من صلاحياته، مرورا بالمؤسسات الاقتصادية التي هي على وشك البيع في سوق النخاسة، وصولا إلى مؤسسة الرئاسة التي أصبحت خاوية على عروشها، ليأتي بعد ذلك “رب الدزاير المهزوم” ومن معه ليحذر الرئيس والجيش من مغبة المحاكمة الظالمة للجنرالات، على حسب زعمهم، ناسين أو متناسين المحاكم الخاصة التي أنشئوها في عهدهم، والتي راح ضحيتها الآلاف المؤلفة بتهم جائرة لا أساس لها من الصحة ولا وجود لها في قانون العقوبات الجزائري.

أما الآن وقد جاءت رسائلهم في الوقت بدل الضائع، فلن تجد لها مكانا لتكتب في سجل التاريخ وسيكون مآلها لا محالة سلة المهملات، أما أنتم أيها الجنرالات المتقاعدون، فليس لنا سوى أن نقولك لكم، تمتعوا بتقاعدكم ودعوا الشعب الجزائري، الذي خذلتموه لأكثر من نصف قرن، دعوه يقرر مصيره بيده.. وداعا أيها الجنرالات.

أنتم أيها الجنرالات المتقاعدون.. دعوا الجزائريين وشأنهم

كلمات مفتاحية

2 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • انت تخطئ ايها الكاتب او ايها الصحفي فهم لم ينطقو كفرا بل نطقو حقا هل تستطيع ان تنكر ان الجنرال توفيق هو ركية بلادنا والان بعده هل تظن الجزائر بخير انت ايها الصحفيون اتركو رجال الحق كالجنرال بن حديد وتوفيق وغيرهم وشانهم هل تحدثت لي عن سجن الجنرال حسان هل يستحق رجل كهذا السجن لما تستخدمون المؤامرات القانونية لسحق رجال الحق دائما