قناة ᐩ

مسلمات بريطانيات وفرنسيات استقررن في الجزائر: كان إيماننا أقوى قبل أن نأتي إلى الجزائر

أنتم العرب ابتعدتم عن الإسلام وغربيون يعتنقونه عن قناعة
في خضم الحملة الشرسة التي يشنها الغرب ضد الإسلام والمسلمين، وانتشار التفجيرات الإرهابية التي أساءت إلى ديننا الحنيف، دخلت الكثير من البريطانيات في دين الله أفواجا بقناعة وإيمان قوي.. لورين، شارمين، مارينا كايسي،كلير، وغيرهن من البريطانيات وجدن في الإسلام راحتهن النفسية فتركن المسيحية وعائلاتهن وتزوجن بجزائريين.. ارتدين الجلباب وغطين وجوههن بالبرقع.

وفي نشوة الإيمان، قدمن إلى الجزائر ليقمن فيها، فاصطدمن بواقع مؤسف.. “لقد نقص إيماننا واهتزت مشاعرنا وأصبن بإحباط نفسي، إن التناقضات صارخة بين ما يحث عليه الإسلام ووجدناه مع الجزائريين”.. كلمات أجمعت عليها هؤلاء البريطانيات اللواتي التقت بهن “الشروق” في معرض بمنطقة شراربة بالكالتوس العاصمة.

لورين، بريطانية أصولها من منطقة اسكتلندا، يتعدى عمرها 55 سنة، تعيش حاليا رفقة زوجها الجزائري في منطقة شراربة شرق العاصمة، ولديها أبناء، عندما تتحدث عن الدين الإسلامي تدرك أن لديها اطلاعا واسعا وأنها مقتنعة به تماما.

سردت وهي تبتسم ابتسامة رضا، ظروف لقائها مع زوجها محمد بن نوي في لندن، وكان ذلك سنة 1998، حيث قالت إنها كانت تتردد على محل “البتزا” الذي يبيع فيه، فشدتها معاملته الحسنة للزبائن، وبدأت فيما بعد تلاحظ تصرفاته الأخلاقية فمال قلبه إليها.

“لقد أعجبت بمحمد كثيرا وربطتني معه علاقة صداقة انتهت بالزواج، ولم أكن حينها معنية بالدين الإسلامي، لكن قلدت زوجي في الصلاة، فكانت بداية للهداية” قالت لورين المبتسمة دائما.

وأكدت أن ارتداءها الجلباب في البداية، كان أمرا غير مستحب لكن معرفتها لتفاصيل عن الإسلام جعلتها تتحدى به المجتمع البريطاني وقبله عائلتها.

“إني غير نادمة على اعتناقي الإسلام، وإن التناقض الكبير الذي أعيشه اليوم في المجتمع الجزائري، وإن هز إيماني قليلا فلن يغير من موقفي وقناعتي بهذا الاختيار”.

بعت حياة الملاهي من أجل الإسلام.. وأصبت بصدمة في الجزائر

لورين، إنجليزية أخرى تحمل نفس اسم الأولى، وهي زوجة شقيق محمد، اعتنقت الإسلام في 23 سنة، والآن تعيش في الدار البيضاء بالجزائر العاصمة منذ 3 سنوات، لديها 4 أولاد.

استهلت حديثها عندما سألناها عن شعورها وهي مسلمة قائلة: “الحمد الله الذي كنت أومن بوجوده قبل أن أدخل في دين رسوله محمد- صلى الله عليه وسلم-“. وأردفت: “صليت أول مرة بالإنجليزية في لندن وتركت بعدها حياة الملاهي وتعمقت في البحث عن الإسلام.. عرفت تعاليمه والتزمت فارتديت الجلباب ووضعت البرقع”.

وأكدت أن كل بيت في بريطانيا يعرف اليوم جيدا الإسلام، وسيأتي وقت يصبح هذا البلد حسبها يضم الغالبية المسلمة، وتضيف: “إني أعترف بأن حبي لزوجي في البداية كان وراء اعتناقي الإسلام.. لكني اليوم أعرف الكثير عن هذا الدين”.

أطلقت لورين، وهي تتحدث إلى “الشروق”، زفرة ألم وحسرة وقالت: “أتأسف اليوم لما وجدته من تناقض بين ما تعلمت عن الإسلام وما وجدته على أرض الواقع في المجتمع الجزائري.. رأسي في دوامة لم يستوعب الأمر.. كيف أتجول وأدخل مسجد لندن دون أن ينظر إلي بدهشة وأجد نفسي في بلد مثل الجزائر ينظر إلي بغرابة وأنا أرتدي الجلباب وأتردد على المساجد”.

شارمين.. تحرشت بعبد الرحيم قبل أن يتزوجني لأنه مسلم

شارمين، إنجليزية في الـ 50 سنة تعيش شرق الجزائر العاصمة، لديها 3 أطفال تزوجت بالجزائري عبد الرحيم وهي في الـ34 سنة، عندما تعرفت به في لندن كانت تعمل كنادلة في مطعم.

قالت: “تحرشت بعبد الرحيم وهو يشتري الحليب من أحد المحلات وعندما عرفت أنه عربي عرضت عليه أن نلتقي ليلا في الملهى، بعد أن قبل صداقتي أعجبت بأخلاقه وطيبة قلبه.. طلب مني أن أصلي فصليت لأني كنت أحبه.. لكن اليوم أؤكد أن حبي للإسلام لن يغير إيمانه بتعاليمه حتى لو كرهت زوجي”.

وتضيف: “قراءتي القرآن الكريم والسنة غيرت حياتي، لقد كنت أعيش وضعا مختلفا لا أرغب في العودة مرة ثانية إليه.. حياتي اليوم بسيطة ومتواضعة لكنها تحمل حلاوة الإيمان”.

وكشفت شارمين عن نظرتها إلى المجتمع الجزائري، حيث تأسفت عن أمور لا تمت للدين الإسلامي بصلة، تقول إن إيمانها كان قويا في بريطانيا.. هناك مساجد، حلقات للذكر، لقاءات لدعاة، و”في الجزائر الأمر مختلف حتى في شهر رمضان لم نجد هذه الأمور.. كل ما وجدناه تنوع الأطباق”.

مارينا كايسي: لديكم الإنترنت.. اطلعوا على دينكم

تعجبت مارينا كايسي، التي اعتنقت الإسلام وهي في الـ22 سنة، بعد أن تزوجت بجزائري من ولاية بسكرة، كان يعمل بناء في لندن، من غياب الثقافة الدينية عند الكثير من الجزائريين، حيث قالت: “وجدت في الجزائر تصرفات وقوانين لا صلة لها بالتعاليم الإسلامية.. إن الكثير من أبناء هذا البلد والعرب بصفة عامة ينفرون الغربيين من الدين الإسلامي”. وأردفت مواصلة كلامها: “ابحثوا عن أدق التفاصيل عن دينكم وافهموا بعض التعاليم.. هناك الإنترنت يوجد فيها كل شيء”. مارينا ذات الأصول الإيرلندية، التي عاشت في لندن، تحسرت قائلة: “كان إيماني قويا في بريطانيا وفي الجزائر أحسست بأنه بدأ يضعف”..

كلير.. هناك تطبيق سيئ للقوانين في الجزائر

ومن جهتها، احتجت الإنجليزية كلير ذات الـ42 سنة، وهي أم لـ10 أولاد من جزائري، تعيش في الجزائر منذ 3 سنوات، على سوء فهم القوانين وتطبيقها في الجزائر. وقالت إن الكثير من التصرفات لا تعكس حقيقة الدين الإسلامي، وقالت: “كانت جزائريةٌ السببَ في دخول الإسلام في لندن.. كنت أرافقها عندما تصلي في المسجد واقتنعت بعدها فصليت بالإنجليزية.. ارتديت الجلباب بعد أن قرأت سورة قرآنية تتحدث عن الكون وكيف خلقه الله فلم أنم ليلتها”. وتضيف: “رأسي تؤلمني يوميا في الجزائر هناك تضارب بين ما جاء في الإسلام وما أراه من تعاملات في المجتمع الجزائري”.

إديليا فولنداس.. أهانتني جزائرية لأني أضع البرقع في باريس.. ففاجأتها بأني فرنسية!

إديليا فولنداس ذات الـ47 سنة، فرنسية من أصول برتغالية، تزوجت بمدرب جزائري في إحدى الرياضات، وتعيش الآن شرق الجزائر العاصمة رفقة أبنائها، أبدت تعجبها للتناقض الموجود في الدول العربية بين الإسلام والمسلمين. وقصت على “الشروق” موقفا حدث لها في باريس حيث قالت: “كنت أشتري من أحد المتاجر وأنا أرتدي الجلباب والبرقع، فأهانتني بائعة أعرف جيدا أنها جزائرية.. قالت: اذهبوا إلى بلادكم. فرددت عليها بعد أن كشفت وجهي لها.. أنا فرنسية.. إنكم ابتعدتم عن الإسلام ونحن احتضناه”.

وهيبة سليماني2016/10/27
jawahir.echoroukonline.com/articles/4524.html

شارك بالتعليق

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق