إصدارات

كتاب “قصبة الجزائر.. تراث في خطر” مخصص للمدينة العتيقة

يبرز المؤرخ والمختص في تراث القصب، محمد بن مدور في كتابه “قصبة الجزائر، تراث في خطر” التناقض بين تاريخ وجمال مدينة ألفية وتشخيص وتقييم “مؤسف” لعملية ترميم “بطيئة” لهذا المعلم التاريخي المصنف ضمن التراث العالمي لليونسكو، ويؤكّد في تقاريره أّن 600 بناية من مجموع 15 ألفا أثناء العهد العثماني، لا زالت قابلة للترميم والاسترجاع.

استشهد المؤلف بصور مأخوذة من شوارع القصبة لتوضيح مدى تدهور أزقة وبنايات المدينة العتيقة، كما شمل الكتاب حوالي ستين نقشا وصورة مرقمنة من الوثائق الشخصية للكاتب تخص القصبة في العهد العثماني.

وفي هذا الكتاب الذي يزاوج بين التاريخ والجمال في 158 صفحة، من إصدار دور “الحومة” المعروض بالصالون الدولي للكتاب (سيلا 21)، يروي المؤلف تاريخ القصبة منذ إيالة الجزائر إلى يومنا هذا، مرورا بمختلف التحولات التي شهدتها الفترة الاستعمارية. خصّص الجزء الأوّل من هذا العمل لتاريخ القصبة وبعض بناياتها الرمزية، مثل أبواب المدينة وقصورها ومساجدها وحصونها وسيدي عبد الرحمان الثعالبي الولي الحارس للجزائر، وتوقّف الكاتب مطوّلا عند الدمار الذي طال مختلف البنايات والتغييرات التي شهدتها المدينة العتيقة خلال الحكم العثماني، ثم خلال الفترة الاستعمارية، مثل تدمير مجموعة من المنازل لبناء قصور وبيوت الأعيان (الفترة التركية).

كما تطرق لتقرير الجيش الاستعماري، يعود تاريخه إلى سنة 1830، يتحدّث عن تخريب وحتى تدمير “900 منزل ريفي ومعظم الوثائق الإدارية” للمدينة، مما جعل “أكثر من 20 ألف نسمة من سكان القصبة” يهاجرون إلى الشرق الأوسط، وفي نفس الفترة تم تدمير العديد من التجمعات السكنية لبناء عمارات ذات طابع أوروبي وإنجاز طرق تسير عليها العربات.

كما خصّص المؤلّف في هذا الكتاب فصلا لقلعة الجزائر من خلال العودة إلى تاريخ هذا القصر الذي بني سنة 1592 من طرف المعلم موسى الأندلسي، الذي احتضن ثكنات قبل أن يصبح مركزا للسلطة السياسية والإدارية والعسكرية للدايين الأخيرين للجزائر.

ويشير محمد بن مدور في كتابه، إلى أنّه عند الاستقلال تعرّضت “دار السلطان” لاقتحام من طرف 60 عائلة أقامت بها وأدخلت عليها تعديلات، قبل أن تسند عملية ترميمها -التي لم تنته بعد- سنة 1985 إلى مكتب دراسات بولوني، ثم إلى ديوان تسيير والأملاك الثقافية واستغلالها”.

كما تطرّق الكاتب وهو إطار سابق بالديوان، إلى ترميم القصبة الذي لم يعرف إلى حد اليوم تقدما ملحوظا بسبب “التأخر في الأشغال الاستعجالية” التي لم تنته “منذ أكثر من عشر سنوات”، كما قال، مشيرا إلى أن المشروع خصص له ظرف مالي “كاف”.

للإشارة، محمد بن مدور المولود في قصبة الجزائر والمتحصّل على شهادة في الهندسة المعمارية والفنون الجميلة، باحث في التراث المادي وغير المادي، وسبق له نشر 43 مؤلفا وإنتاج عدة حصص تلفزيونية وإذاعية مخصصة للتراث الثقافي الجزائري.

www.el-massa.com/dz/الحدث/الثقافة/بن-مدور-يصدر-قصبة-الجزائر-تراث-في-خطر.html

—————

دار الألفية الجزائر بني مزغنة
نصب بني من بقايا قصور القصبة السفلى
28 مارس 2016
زارتها: زهور غربي / تصوير: رانيا بوخنوفة

آه يا زرقة لعيون مزغنة… آه يا مدينة لفنون مزغنة… آه يا لالة لمدون مزغنة… أنا نهواك أنا نهــــــــواك

عدت بذاكرتي لأجد هذه الأبيات وأنا أقابل تمثال “بولوغين بن زيري بن مناد الصنهاجي” الذي ينتصب قبالة “دار الألفية الجزائر بني مزغنة”، بولوغين بن زيري الذي أعاد تأسيس مدينة الجزائر مزغنة في سنة 950 ميلادي، وسميت كذلك -“جزائر بني مزغنة”- لأن قبيلة “مزغنة” اختارت أن تستقر بها خلال القرن الثامن الميلادي، وهي المتفرعة من قبائل “صنهاجة” التي كانت تحتل المناطق البحرية الممتدة من القبائل الكبرى، إلى مصب نهر الشلف.

نحن هنا على ارتفاع 128م عن سطح البحر، بالقصبة العليا. فرنسا قامت بتقسيم القصبة إلى عليا وسفلى، وسمت الشوارع التابعة للقصبة العليا بأسماء حيوانات مثل شارع الجمل، شارع الدب، شارع عقيبة الشيطان، شارع الجمال.. وهذا من نظرتها الدونية للجزائريين الذين استقروا هناك، واستقر الفرنسيون في الشوارع السفلى القريبة من حياة المدينة الجديدة التي بنتها فرنسا.

إخترنا بعد التحية الصباحية لـ”بولوغين بن زيري” أن نبدأ جولتنا مع “الحاج قرشي” عن Fondation Casbah الذي اختار أن يكون مرشدنا بين أزقة القصبة وحواريها، وكانت البداية ذات صباح عاصمي ربيعي مشرق، تعطيك فيه أشعة الشمس المنسدلة بدفء رونقا جميلا ورغبة كبيرة في التجوال. في مدخل القصبة عبر محافظة الشرطة وعلى اليمين نجد بابا صغيرا لفت مرشدنا انتباهنا بقوله “اخفضي رأسك الباب صغير”، الباب لدار “الألفية الجزائر بني مزغنة” التي بناها “ليون كلارو” سنة 1930 وهو أستاذ بمدرسة الفنون الجميلة بالجزائر قسم الهندسة المعمارية احتفالا بالذكرى المئوية للاحتلال الفرنسي للجزائر. البيت يميزه الطابع التركي الإسلامي ويحتوي على طابق أرضي فيه 03 غرف ونصف طابق فيه غرفتين، وطابق فيه ثلاث غرف بالإضافة إلى السطح الذي يطل على الواجهة البحرية. ولعل أهم ما يزيد من جمالية المكان وحميميته تلك الفسيفساء التي تجملّه، فلا هذا العمود يشبه ذاك ولا قطع الزليج هذه تتطابق مع تلك وكأني به بيت أعيدت لملمته بطريقة اعتباطية عبثية، لكن هذا التوصيف له ما يثبته تاريخيا، فالبيت مبني من بقايا حطام القصور والمنازل التي قضت عليها فرنسا، خاصة في القصبة السفلى وب،”ساحة الشهداء، ومبنى الصكوك البريدية، وصندوق الضمان الإجتماعي”، كلها بنيات فرنسية لم تكن موجودة من قبل، تحتها كانت هناك حياة قصور وبيوت فخمة محتها فرنسا عن آخرها لتنصب بدلها عمارات شاهقة حجبت بها منظر القصبة البيضاء الذي يبدو للعيان في الأسفل، كما خنقت بها نسمة البحر الجميلة التي تلف المكان وتزيد من سحره، يتوسط البيت فناء هو الآخر يستقبل بزليج وأعمدة خشب ونافورة بالجهة الخلفية كلها جلبت من هنا وهناك. فلقد هدّمت فرنسا مثلا الحي القديم (حي البحرية) بزنقة الحواتين الممتد من الجامع الكبير حتى قصر الرياس. وبنيت قلعة الجزائر على إقامات جزائرية، ولا تزال وثائق المحكمة موجودة إلى اليوم بالأرشيف. كما تواصل الهدم أكثر مع مجيء الفرنسيين، الذين حولوا جزءا من هذه المدينة إلى معالم عمرانية أوروبية ليحيطوا بها القصبة ويخنقوها ويسدوا عنها الواجهة البحرية والبرية. فهدموا زاوية “سيدي بلكحل” ليقيموا عليها فندق السفير، وهدموا زاوية “سيدي عيسى” ليقيموا سينما “دنيا زاد” والفندق المركزي، وحولوا زاوية “سيدي بتقة” إلى “السكوار”. وقد أعيد تسمية دار الألفية بعد أن كانت تحمل اسم “دار المئوية” بقرار من السيد “شريف رحماني” الوزير المحافظ للجزائر الكبرى بعد الشروع في تأهيلها وترميمها ابتداء من يوم 23 فيفري 1988م في إطار مشروع تأهيل وحفظ حي القصبة العتيق والمصنف دوليا.

…يتبع

http://magazine.echoroukonline.com/articles/1266.html

—————

مسجد سيدي رمضان بالقصبة
المعلم الذي تخرج منه عبد الرحمان الجيلالي
11 ماي 2016
زارته: زهور غربي / تصوير: رانيا بوخنوفة

ترجلنا هبوطا في شوارع القصبة العتيقة، نتنسم رائحة القهوة “الملقمة” من البيوت المجاورة، لكن رائحتها تحرشت بنا أكثر لنجد أنفسنا في مقهىLe repère نرتشف قهوة ومعها “قلب اللوز”في أحضان الذاكرة، فكل مرتدي المقهى من جيل الثورة، وجوههم تشي بحكايات كثيرة عن “معركة الجزائر”، ناهيك عن صور وبراويز، أختيرت بعناية، وكأنك تلج متحفا للتاريخ والذاكرة، وما يزيد المكان حميمية، صوت العنقى الذي يتصاعد شيئا فشيئا ليخيم على المكان صمت جلل، شربنا القهوة التي قدمت من دون ماء، لتقذفنا إلى “عين سيدي رمضان” التي أروتنا بماء بارد عذب، إننا إذن بشارع “سيدي رمضان”، على مقربة من “مسجد سيدي رمضان”.

المسجد الأقدم في القصبة العليا، والذي لم يستقر الباحثون عن أصل تسميته، فهناك من يقول أن اسم المسجد جاء على اسم أحد جنود الجيش الإسلامي الذي قدم إلى شمال إفريقيا ضمن حملة الفتوحات الإسلامية التي قادها الفاتح الإسلامي “عقبة بن نافع”، حيث استقر هذا الجندي بعد ذلك بالجزائر، وبعد وفاته تم دفته في إحدى أركان هذا المسجد، ومنه أخذ هذا الصرح الديني تسميته الحالية، في حين أشار آخرون إلى أن “سيدي رمضان” ولي صالح تعود أصوله إلى أحد عروش مدينة الزيبان ببسكرة، مستشهدين بما رواه من جاؤوا من ولاية بسكرة إلى هذا المسجد، والذين أكدوا أن هذا الرجل الصالح ينتمي منطقة بسكرة، وهناك من يرجع أصله إلى المشرق العربي.غير أن ما يتفق عليه أن بنائه جاء بأمر من “بولغين بن زيري”، ويعد أحد حدود الجزائر بني مزغنة التي بنيت على أنقاض المدينة الرومانية”إيكوزيوم” من الناحية الشمالية والتي امتدت حدودها إلى باب عزون بالقصبة السفلى المتجهة نحو باب البحر، ومنه إلى باب الوادي، ويعود تاريخ بنائه إلى القرن العاشر والحادي عشر ميلادي وذلك استنادا إلى ما ورد في كتاب “مساجد مدينة الجزائر” للدكتور “بن حموش”، فبعد الدخول العثماني تم توسيع القصبة العتيقة إلى أعالي العاصمة على نفس النسق المعماري للمدينة القديمة، مما يبدو أنها شيدت في مرحلة واحدة، ومصممة على يد مهندس واحد، وكان يطلق على هذا المسجد خلال هذا التاريخ استنادا إلى ذات المصدر اسم “مسجد القصبة القديمة”.

يقول مرشدنا”السيد قرشي” عن “FONDATION CASBAH ” أن أول ما يستقبلك وأنت تدخل المسجد العتيق “السيقفة”، ومنها إلى قاعة الصلاة مباشرة، حيث يوجد بها محرابان، ويوجد على جانب باب المسجد غرفة صغيرة تسمى”المقصورة” وغرفة مخصصة للإمام الخطيب، وعين ماء وميضأة، وغرفة مظلمة تضم ضريح الوالي الصالح سيدي رمضان، ولهذا المسجد ثلاثة أبواب واحد مفتوح على شارع سيدي رمضان، وهو مدخل مخصص للرجال، والثاني على شارع محمد عزوز شارع “النمر” سابقا، وهو مخصص للنساء، والثالث يوجد مصلى مخصص لصلاة الجنائز، يقع على شارع “لزواف” محمد أغريب حاليا. سقفه القرميدي ذا اللون الأحمر، الذي ينقسم إلى تسع مسطحات متباينة الاتجاه موضوعة باتجاه عرض المسجد. وقاعة الصلاة لهذا المسجد شبه مستطيل طولها 32 مترا مربعا، وعرضها 12 مترا مربعا، متجها شمال جنوب، لكنه ينحرف في آخر جنبه الجنوبي نحو الغرب بزاوية منفرجة، ويحمل السقف ثمانية عشر عمودا من الحجارة تبعد عن بعضها بحوالي ثلاثة أمتار، ويشد سقف المسجد أربعة أعمدة عادية الشكل تنتهي بنقوش هندسية مميزة نحو الأعلى وتقسم سقف المسجد إلى ثلاثة أروقة طويلة وتسعة عرضية تتناسب مع مسطحات السقوف القرميدية وتتناسب مع المئذنة وهي مربعة الشكل تشبه إلى حد ما مئذنة الجامع الكبير بالجزائر العاصمة الذي بني على يد المرابطين، سنة 1097 للميلاد.

وقد انكمشت طقوس المسجد الدينية اليوم إذ عرفت في عقوده الأولى نشاطا مكثفا، واقتصرت مهامه في وقتنا الحالي على تأدية الصلوات الخمس، بالإضافة إلى بعض الدروس الفقهية التي يقدمها الإمام الخطيب إضافة إلى تعليم الأطفال الصغار قراءة القرآن وتحفيظه، كما تخرج من رحاب هذا المسجد عدد كبير من العلماء الأجلاء منهم “محمد زكري”، “أبو يعلى الزواوي”، “عبد الرحمان الجيلالي” هذا الأخير الذي شغل منصب إمام خطيب به سنة 1945، وغيرهم…

…يتبع

http://magazine.echoroukonline.com/articles/1327.html

—————

منابع القصبة.. عيون هدمت وأخرى صامدة
16 حويلية 2016
زارتها: زهور غربي/تصوير: رانيا بوخنوفة

الماء هو الحياة و لايمكن للحياة أن تدب في مدينة لا يتوفر فيها عنصر الحياة.الماء كان ينبض في شوارع القصبة وحواريها من خلال عيون تشدك هندستها المعمارية وبهاء ألوان الزليج الذي يلفها وكأنه يفتح شهيتك لشربة ماء باردة.ولأن بعض بيوت القصبة التي زرناها مع دليلنا “الحاج قرشي” عن “جمعية القصبة” وجدناها لا تخلو من بئر صغير يرتبط بقنوات جلب الماء القادمة من العليّة أين يتم التقاط مياه الأمطار وتجميعها، ثم صبها مباشرة بقنوات توصل ماء المطر للبئر المنزلي.هذه المياه ليست صالحة للشرب، هي مخصصة فقط لغسل الملابس وقضاء حوائج البيت.هنا تساءلنا من أين يتزود سكان القصبة بمياه الشرب والطهي فكانت إجابة دليلنا أن مدينة الجزائر العاصمة كانت تحتوي على قرابة 150 عين عذبة.

يقول المؤرخ “محمد بن مدور” في كتابه الموسوم “اكتشاف البهجة من سنة 1516 إلى سنة 1830م” حول عملية التزود بمياه الشرب، أن بعض شوارع مدينة الجزائر كانت تحوي جرارا فخارية معلقة على جدران الأسوار وجدران المباني العامة مثل السجون أو الثكنات العسكرية، وبعض الأماكن العامة، ويتم ملء المياه بانتظام من قبل العمال المسؤولين عن النظافة بالمدينة. وتتزود المدينة بالمياه العذبة عن طريق قنوات المياه التي تمتد بالنسبة للجزء العلوي من المدينة من عين الزبوجة المتواجدة في أعالي تيلملي. أما الجزء الأوسط من المدينة فيتزود من الحامة.

يؤكد دليلنا “الحاج قرشي” عن “جمعية القصبة”أن تاريخ عيون القصبة يعود إلى القرن الـ16 والفترة العثمانية في الجزائر، ورغم كل تلك الحقبة مازالت تقاوم الإهمال والتمدن على حساب منابع تعد معالم تاريخية تؤرخ لحقبة زمنية ماضية. فقط ست عيون صمدت ولازالت تضيفك شربة ماء زلال وهي: “عين سيدي رمضان”،”عين مزوّقة”،”عين بئر جباح”،”عين سيدي أمحمد شريف”،”عين سيدي بنالي”،”عين بئر شبانة”. ورغم أن مربعات خزفها الأصلي تصدعت وفوهات أنابيبها استبدلت بصنابير عصرية محت تاريخها الضارب، إلا أنها لاتزال مصدرا للحياة تثير حولها جلبة الأطفال وهم يتدافعون لخطف حفنة ماء يتبركون بها،ويصنعون جوا من البراءة الطفولية.ورغم أن البيوت ربطت اليوم بالشبكة العصرية للتزود بالمياه، لكن سكان أحياء القصبة لازالوا يحنون لأيام كانت تصطف فيها خزاناتهم الصغيرة انتظارالدورهم في تعبئة الماء والعودة به باكرا للمنزل.

وجاء في كتاب المؤرخ “محمد بن مدور” في كتابه الموسوم “اكتشاف البهجة من سنة 1516 إلى سنة 1830م”، أن من بين العيون الجملية والمزينة بالسيراميك “عين سيدي أمحمد الشريف”، “سيدي رمضان”، “بئر شبانة”، “بئر جباح”، “عين سيدي ابراهيم” أو Amirauté ، “زوج عيون بمسجد علي بتشين”،”عين مسجد الحامة” والتي هدمت اليوم.

وبالإضافة للتزود بالماء الشروب، هناك حوائج أخرى كانت النسوة تقضيها بالذهابإلى عين تقعبالقربمن طريقSalpêtrière وهو مكان بالقرب من الواجهة البحرية بسانت أوجان (بولوغين)، العين تسمى سبع عيونأوالنساءالسود، يقصدها النسوة كل يوم أربعاء يذبحون عندها أنواعا من الطيور مثل الدجاج والديوك، قربانا لأولياء المنطقة الصالحين من أجل تمني العلاج من الأسقام، أو التوفيق في امور دنيوية أخرى.

وأخرى يقصدها المصلون للوضوء، لأن تقريبا كل مساجد القصبة كلها مجهزة بعيون لازالت موجودة الى يومنا هذا مثل عين سيدي رمضان وعين مسجد علي بتشين المتواجد بالحي القديم “زنقة الحمرا” أو كما يسمى اليوم “زوج عيون” تسمى هذه العين بـ”عين الشرعة” وتعود للفترة العثمانية في الجزائر، وقد صنفت في التراث الوطني يوم 29أفريل 1949م.

يتبع…

—————

الشروق العربي تزور قلعة الجزائر
قصر السلطان.. متحف التاريخ ونصف قرن من الترميم!
08 حويلية 2016
زارتها: زهور غربي/ تصوير: رانيا بوخنوفة

في كل مرة تستوقفنا معالم عثمانية إلا ونستشف منها قيمة الإرث الذي حرص الأتراك على تركه، انه حضارة قائمة بذاتها تشي بقوة وحضارة استقرت في زوايا المكان وعششت بأن تركت آثارها باقية أبد الدهر. يقول ابن خلدون: “إن الدولة والملك للعمران بمنزلة الصورة للمادة، وهو الشكل الحافظ لوجودها، وانفكاك أحدهما عن الآخر غير ممكن على ما قرر في الحكمة، فالدولة دون العمران لا يمكن تصورها، والعمران دونها متعذر، فاختلال أحدهما يستلزم اختلال الآخر، كما أن عدم أحدهما يؤثر في عدم الآخر”..(1). هكذا كان حال القلاع والقصور التي بقيت من عهد الأتراك “قلعة الجزائر” أو ثم “قصر الداي” أو “دار السلطان” أو مقر السلطة فيما بعد. كلها تسميات لهيكل واثب صامد يتوج مدينة الجزائر في الجنوب الشرقي في شكل زاوية مائلة نزولا عن طريق الأسوار حتى البحر من باب الواد إلى حصن 23 . أُعطي أمر بنائه من طرف “عروج بربروس” سنة 1516م وتم الانتهاء من بنائه سنة 1591. انطلقت فيه أشغال الترميم منذ 1963 ولازال حلم فتح أبواب متحف التاريخ تحت رحمة الاسمنت!!!

يقول المؤرخ ورئيس مؤسسة القصبة “بلقاسم باباسي” “دار السلطان” قبل أن تكون دار السلطان كانت عبارة عن بطارية أنشأها “عروج بن يعقوب المدعو بربروس” لما استدعاه شيوخ الجزائر لكي ينقذهم من الإسبان بعد أن قاموا ببناء قلعة وراء المنارة Amirauté، إذ يوجد هناك قلعة بها 44 مدفعا و200 عسكري إسباني. ونظرا للاستفزازات الإسبانية، طلب شيوخ الجزائر من “سليم تومي” الذي كان محافظ الجزائر آنذاك أن يحضروا الإخوة بربروس “خير الدين ويعقوب الذي يدعى عروج” واللذان كانا في جيجل وكانا قد أنقذاها من Les Ginois الذين أرادوا استعمارها فطارت شهرتهم في محاربة النصرانية في البحر الأبيض المتوسط وفي الجزائر، لذا قرر الشيوخ أن الخلاص سيكون على يد الإخوة بربروس فذهبوا إليهما في جيجل. وفعلا وافقا وحضر “عروج” لوحده وبدأ يهاجمهم ويوجه ضربات للقلعة، لكن من دون نتيجة. في سنة 1516 انتبه إلى المكان العالي –مكان القلعة- وقرر تصميم بطارية بـ06 مدافع قبالة البحر لكي يحمي البلاد. ولما أنشأ تلك البطارية قام ببناء بيوت تقليدية للجنود الذين يقومون على البطارية يسمون “البشطابجية” فكل مدفع يقوم عليه 6 جنود. ومع الوقت أصبحت هناك حركة وكان لزاما توفير بعض المرافق فقرر بناء مسجد “ياني شاري”. بعد ما توفي “سليم بن تومي” كان “علي خوجة” هو الذي يجلب كنز مدينة الجزائر الذي كان يحضره من رياس البحر كغنيمة، وكان كنزا كبيرا وبما أن القصبة السفلى تشهد بعض الاضطرابات التي تقوم بها بعض العصابات قرر أخذ الكنز للقلعة –البطارية- ثم قسمه على ثلاث غرف “غرفة للذهب”، “غرفة للفضة”، “غرفة المجوهرات”. وفي سنة 1817 استقر هناك الداي “علي خوجة” عام بعدها مات بالطاعون وكان الخزناجي “حسين” هو من خلفه ليكون آخر دايات الجزائر. وحسب الكاتب والمؤرخ “محمد بن مدور” في كتابه الموسوم “اكتشاف البهجة ما بين 1516 و1830” أنه قبل إنشاء القلعة كان هناك برج يعود للفترة الرومانية. القلعة الحربية المتعالية تقع على علو 118.80 متر على سطر البحر، لتتحول سنة 1818 إلى إقامة رسمية، استقر فيها آخر دايات الجزائر “الداي حسين” الذي عمر فيها أمدا طويلا امتد إلى 12 سنة. القلعة التي تتربع على مساحة إجمالية تقدر بأكثر من 10500م2، وتضم بين جنباتها قصر البايات (قسنطينة، التيطري، وهران)، la poudrière الخاصة بحفظ الغنائم، جناح epouvantail ، جناح المروحة، جامع القصبة “البراني” وحدائق غناء تتزين بأجمل الأشجار والنباتات ويسكنها أنواع نادرة من الطيور وبها في طابق سفلي إسطبلات لحيوانات متنوعة..

القلعة صنفت كمعلم تاريخي سنة 1887م وأصبحت تراثا إنسانيا سنة 1992 من طرف اليونيسكو. وللأسف لازالت إلى يومنا تحت أشغال الترميم التي بدأت سنة 1963م، وبقي متحف التاريخ المنتظر مغلقا على نفسه!!

(1)-ابن خلدون، كتاب المقدمة.

http://magazine.echoroukonline.com/articles/1438.html

—————-

زاوية سيدي عبد الرحمن الثعالبي
المعلم الإسلامي الذي استقر به علامة وفقيه وزاهد
25 حويلية 2016
روبورتاج: زهور غربي/ تصوير: رانيا بوخنوفة

تنسب زاوية “سيدي عبد الرحمن” بالقصبة السفلى للعلامة الجليل أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف بن طلحة بن عامر بن نوفل بن عامر بن موصور بن محمد بن سباع بن مكي بن ثعلبة بن موسى بن سعيد بن مفضل بن عبد البر بن فيسي بن هلال بن عامر بن حسان بن محمد بن جعفر بن أبي طالب، فهو جعفري النسب ولد سنة 785هـ الموافق لـ 1384 م بواد يسر بولاية بومرداس على بعد 86 كلم بالجنوب الشرقي من عاصمة الجزائر. ونشأ هناك بين أحضان أبويه، نشأة علم وصلاح وأخلاق. تلقى تكوينه الدراسي بالجزائر العاصمة، ثم قصد المغرب الأقصى، حيث اجتمع ببعض علمائها الفطاحل، تعلم على يدهم أصول الفقه والدين ليعود بعدها إلى الجزائر ويستقر في بجاية بعد وفاة والده، حيث قضى ما يقارب السبع سنوات تلقى خلالها دروسا في مختلف الفنون على يد زمرة من فطاحل العلماء. وفي سنة 809 هـ الموافق لـ1406م انتقل إلى تونس، حيث مكث حوالي ثماني سنوات انتفع خلالها من معظم علمائها وأجازوه فيما هو أهل أن يجازى فيه، وفي سنة 817هـ الموافق لـ1414 م قصد مصر، ثم تركيا، حيث استقبل استقبالا كريما، وقد أقيمت له زاوية هناك، وماتزال تلك الزاوية وقفا حبسا على الثعالبي إلى يومنا هذا. ومن هناك توجه صوب الحرمين الشريفين، حيث أدى فريضة الحج واغتنم الفرصة فأخذ عن بعض علماء الحجاز. وفي سنة 819 هـ الموافق لـ1414م عاد إلى أرض الوطن بعد ما غاب عنها حوالي عشرين سنة قضاها كلها في اغتراف العلوم. استقر بمدينة الجزائر وتولى القضاء فيها، ولكنه تخلى عنه ورفضه وفضل القيام بالتعليم، وبقي في وسعه أن يصلح بين الناس ويرشدهم لما فيه الخير والفلاح، حيث عمل على نشر قيم التسامح والعلم وأصول الفقه والدين بين أبناء ملته، خصوصا في الجامع العتيق -الجامع الكبير- الذي ألف فيه كتابه ”العلوم الفاخرة في النظر في أمور الآخرة”، وكتاب ”الجامع الكبير” وغيرها من المؤلفات. وتوفي سنة 872هـ الموافق لـ1468 م. وتم نقل جثمانه من منزله إلى مكان يقع على ربوة خارج ”باب الوادي” تعرف آنذاك بـ”جبانة الطلبة” ودفن هناك، ومنذ ذلك اليوم أصبح ضريحه مزارا يتبرك به. وفي سنة 1612م قام الأتراك الذين يعرفون قيمة الرجل ووزنه بـتأسيس “زاوية سيدي عبد الرحمن الثعالبي”، ثم قاموا بعمليات توسيع وتهيئة على الزاوية شملت القبة والمبنى حتى سنة 1730م ليصبح من أشهر المعالم الإسلامية ومن أكثر الأماكن زيارة في الجزائر العاصمة.

في عهد الداي “علجي” تم تحويله إلى مسجد مأتمي وهو ما تشهد عليه العبارات المدونة فوق باب الزاوية، وأدخل عليه بعض التعديلات، خاصة على مستوى صومعة الآذان وتمت إضافة محراب للزاوية تتوج كل تلك البناية قبة بهندسة متقنة كما العمارة التركية، أما المحراب فقد تم تزيينه بالخزف المستورد من آسيا الصغرى، وبجناحيه ساريتان صغيرتان من رخام وهي عبارة عن خشبة من الرخام، أما الصومعة فإنها تمثل برجا مربعا محاطا بسرايا صغيرة ومزخرفة بمربعات خزفية. يحتوي مسجد سيدي عبد الرحمن على مصلى وهو نفس الحجرة التي يوجد فيها الضريح، المغطى بتابوت خشبي وإلى أسفله وضع صندوق لجمع التبرعات. عند قدميه يوجد قبر سيدي أبي جمعة بن الحسين المكناسي، وفي شمال المحراب يوجد قبر السيدة روزة بنت محمد الخزناجي زوجة يحيى آغا وعند منتهى الشمال الشرقي يرقد الشيخ علي بن الحفاف، وقبور أخرى منها قبر لحسن باشا، وقبر مصطفى باشا، وقبر عمر باشا وقبر الحاج أحمد داي. يتوسط الضريح الغرفة مغطى بغطاء مزركش ثمين، ويتفرش بهوه بزرابي مبثوثة وتملأ سقفه ثريات زجاجية، أشهرها تلك التي وهبتها ملكة بريطانيا “فيكتوريا” أثناء زيارتها للجزائر سنة 1900م.

يتبع…

http://magazine.echoroukonline.com/articles/1499.html

—————-