تاريخ

انقلاب 7 نوفمبر في تونس عام 1987 خططت له إيطاليا بتنسيق مع الجزائر

– انقلاب 7 نوفمبر في تونس الذي قاده بن علي ضد بورقيبة كان عملية سياسية خارجية مدروسة خططت لها إيطاليا عقب زيارة رئيس الوزراء الايطالي الأسبق بيتينو كراكسي إلى الجزائر في 28 نوفمبر 1984 قابل خلالها الشاذلي بن جديد الذي عبّر عن استعداده لغزو تونس إذا كان بورقيبة عاجزا عن فرض الاستقرار في بلاده، في إشارة إلى حماية أنبوب النفط الجزائري الذي يمر عبر الأراضي التونسية … ايطاليا لم تكن مستعدة لتحمل حرب بين تونس و الجزائر فطلب كراكسي من الشاذلي التمهل و عدم التسرع و ترك الأمر لايطاليا.
– بدأت الاستخبارات الإيطالية عملية واسعة خارجيا و اختارت الجنرال بن علي واقترحته على الاستخبارات الجزائرية التي أبلغت الاقتراح إلى ليبيا، أما قائد أركان الجيش الفرنسي ريني إيمبو فقال إن تونس هي جزء من الإمبراطورية الفرنسية و حذّر إيطاليا من مجرد الاقتراب منها.
– قام بن علي بانقلاب دستوري على بورقيبة بعد إمضاء 7 أطباء على إقرار بعجزه و تولى بن علي الحكم وفي الأثناء كان هناك الطائرة تنتظر في مطار العوينة لإجلاء بن علي في حال فشل الانقلاب. فيما قدمت ايطاليا الدعم السياسي و الاقتصادي لتونس في ما بعد لتجنب الكابوس الإسلامي الذي هز دولا أخرى كالجزائر. بن علي ظل معترفا بفضل كراكسي و قدم له اللجوء السياسي في 1994 بعد تهم الفساد التي وجهت له في ايطاليا إلى أن توفي و دفن بمنزله في الحمامات سنة 2000.
شهادة فولفيو مارتيني رئيس المخابرات العسكرية الايطالية السابق في حوار نشرته صحيفة “la republica” الإيطالية.

3 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • ديمقراطيتنا وديمقرطيتهم

    رغم مرارة الصراع السياسي وأهوال الحملة الإنتخابية وما صاحبها من كلام فاحش وسب وشتم وإستهزاء إلا أن الجميع خضع لقرار الصندوق وورقة الناخب, وطويت صفحة التنابز وفتحت صفحة التهاني للرئيس الجديد من طرف معارضيه وإستعداد الجميع لوضع البلد أولا, في حين في بلداننا يلجأ الحزب الخاسر لإستدعاء الجيش للإنقضاض على الرابح وزجه ومناضليه الى السجون لأنهم تجرؤا على أسيادهم . تدق الطبول وتقام الأعراس وتنفق الملايين لإجراء إنتخابات ثم تسال الدماء ويقسم المجتمع وينهار الإقتصاد ويتراجع الولاء للبلد وتسير الأمة الى الطريق المسدود لأن الجيش تدخل فيما لا يعنيه وإنحاز الى فئة دون أخرى ولم يحترم قرار المواطنين فحلت الكارثة ولا مخرج منها سوى أن يرجع الى ثكناته . تجارب فاشلة في الماضي والحاضر و لم يستوعبوا الدرس بعد.

  • تحالفت أنظمة دكتاتورية ومملكات عائلية وقوي شيعية وأحزاب علمانية وليبرالية وأخرى سلفية مدعمة من دول غربية وجيوش إقليمية للحول دون أن يتحقق حلم الشعوب العربية في تحررها من أنظمة الطابور الخامس التي تدعي الإستقلال وتخدم الإستعمار ,ظاهرها البناء والنهضة وباطنها الهدم والتخلف. القاسم المشترك لكل هذه القوى التي تحالفت رغم الفروق الإديولوجية والدينية بينهم هو منع الإسلاميين السنة من الوصول الى الحكم وبناء نظام سني نموذجي قد يغري شعوب أخرى تدعو الى إستنساخه لذلك هم اليوم أيضا ضد النموذج التركي الذي يمثل الإستثناء في العالم السني ويتآمرون عليه باليل والنهار لإسقاطه. العدو الأول لهؤلاء هي الحرية والعدالة والشفافية والإنتخاب الحر رغم أنهم يرفعون هذه الشعارات لإستغباء شعوبهم ولكنهم يكفرون بها على أرض الواقع. كلهم سقطوا أخلاقيا وباعوا نظال نصف قرن بأبخس الأثمان لأصحاب المدافع وأعداء الأمة ضنا منهم أنهم أذكياء ولكنهم خسرو معركة المستقبل وبينوا للناس أنهم غير مؤتمنين على الأوطان ولا عهد لهم و لا مبادئ بإختصار لا يصلحون لا للعادة ولا للعبادة.

  • بدأ ضحايا إستبداد الأنظمة العربية في سنين الجمر وليالي التعذيب في فضح جلاديهم وهنيئا للتلفزة التونسية التي إستدعت شهود القهر وها هي وسائل الإعلام الإجتماعية تمتلأ وأصبح الجلاد يختبأ ويقول يا ليتني كنت نسيا منسيا في عالم تعرى من شجرة التوت التي كانت تختبء من ورائها في صيغة التلفزة الوطنية والأخبار الملفقة والأفلام المفبركة والنشرات الكاذبة التي يديرها مخابرات في صفة صحافيين . لقد ولى عهد الردائة والمغامرات بحق الشعوب ونتمنى أن تفتح ملفات الماضي ويدلو كل بدلوه لمعرفة الحقائق ومحاسبة البغاة وإسترجاع حق المظلوم لتجنيب المجتمع صراعات المستقبل وحفظ الأجيال من عنتريات وحوش في ثوب بني آدم.