سياسة

موند أفريك: الجزائر.. دولة تمتلك جيشا أم جيش يمتلك دولة؟

نشرت مجلة “موند أفريك” الفرنسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن المنافسة الشرسة من أجل الظفر بالسلطة في الجزائر؛ بين أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الوطني، وسعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الجزائري.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إنه على مدى ربع قرن، كان بوتفليقة والجنرال قايد صالح، الذي عيّنه رئيس الدولة نائبا لوزير الدفاع وقائدا للجيش، متحالفين مقابل رئيس المخابرات الجزائرية السابق، الجنرال محمد لمين مدين، الذي يعرف أيضا باسم الجنرال “توفيق”.

وذكرت المجلة أن هذا التقارب والتحالف القديم قد تحول إلى معركة شرسة. ففي الوقت الراهن، دخل سعيد بوتفليقة في منافسة مباشرة مع قايد صالح من أجل فرض خياراته على الدولة، مستفيدا من حالة الضعف والمرض التي أصابت رأس الدولة، خاصة بعد عزل الجنرال توفيق.

وأشارت المجلة إلى أن الجزائر ستشهد حربا كبيرة بين التحالفات الكبرى التي تشكل قوة الدولة الجزائرية، وذلك بسبب مسألة خلافة الرئيس، في حال تدهورت صحته أو توفي، مؤكدة أن كل الثغرات في هذه السلطة الهشة ستظهر في الأيام القادمة.

وأضافت المجلة أنه خلال أحد الاجتماعات السرية العسكرية، التي ستقرر مستقبل الجزائر، طُلب من سعيد بوتفليقة، الخليفة المرجح لنيل منصب الرئاسة، مغادرة الغرفة قبل أن يبدأ النقاش.

وتجدر الإشارة إلى أن اللواء عبد الغني هامل، الذي عينه عبد العزيز بوتفليقة على رأس جهاز الشرطة، قد رفض سعيد كمرشح بديل بدعم من الجنرال قايد صالح.

وذكرت المجلة أن تحالف بوتفليقة قام بتعيين مدير جديد لدائرة الاستعلام والأمن (المخابرات)، وهو بشير طرطاق، خلفا للجنرال توفيق، لكنه واجه العديد من العقبات التي وضعها الجنرال قايد صالح في طريقه، حيث يبدو أن تعيينه لهذا المنصب لم يلق استحسان الجنرال صالح، وقد بدا ذلك واضحا خلال الحفل الرسمي الذي عقد يوم 1 تشرين الثاني/ نوفمبر، حيث رصدت بعض القنوات الخاصة صورة للجنرال صالح وهو يلقي السلام ببرودة على طرطاق.

كما أن محاولات طرطاق الأخيرة لإعادة بعض المتقاعدين الشباب لدائرة المخابرات، مثل اللواء علي بن داوود، الذي شغل لمدة 15 سنة مديرا لأجهزة الأمن الجزائرية في جنيف وباريس، والعقيد علي بن قدة، المتقاعد منذ عدة سنوات، قوبلت برفض قاطع من قبل الجنرال صالح.

وأوضحت المجلة أنه خلال الصيف الماضي حاول سعيد بوتفليقة تدبير محاولة انقلاب ضد الجنرال صالح، لكن رئيس أركان الجيش الوطني الجزائري استطاع إحباطها عن طريق تنصيب “بن علي بن علي” قائدا جديدا للحرس الجمهوري ومسؤولا عن أمن الرئيس بوتفليقة.

وقالت المجلة إن العديد من وسائل الإعلام الجزائرية تروج لفكرة مفادها أن أيام الجنرال صالح في رئاسة الأركان أصبحت معدودة، وهذا ما ذكرته صحفية من جريدة “الوطن” تدعى سليمة تلمساني، وتلقب “بالجنرال” في أروقة الصحافة الجزائرية، كما تعرف بعلاقاتها الوطيدة التي تربطها ببعض العناصر من دائرة الاستعلام والأمن. وردا على هذه الأخبار، حذّر رئيس الأركان من “النوايا الخبيثة” للمحيطين ببوتفليقة، مؤكدا أنه سيبقى في منصبه على الرغم من أنه يبلغ من العمر 82 سنة.

وأفادت المجلة أن المنافسة على السلطة الجزائرية بين كل من سعيد بوتفليقة والجنرال صالح جعلت المال في مواجهة السيف. إذ أنه تم التوصل في السابق إلى تسوية بين مراكز القوى في الجزائر بعد الثورة الصامتة التي شهدتها الساحة السياسية في صيف سنة 2015، والتي تم في أعقابها تفكيك دائرة الاستعلام والأمن. فعلى الرغم من الدعم الذي حظي به فريق الرئاسة من رجال أعمال الأثرياء من أجل إفشال مساعي الجيش، إلا أنها لم تتمكن من هزيمته وحدته.

وأضافت المجلة أن سعيد بوتفليقة طلب مساعدة الرئيس السابق، الأمين زروال، خلال الزيارات العديدة التي أجراها إلى ولاية باتنة خلال الصيف، والتي حاول أيضا من خلالها عقد بعض التحالفات الجديدة مع كبار الشخصيات من جبال الأوراس.

وأشارت المجلة إلى أن الرئاسة الجزائرية استفادت كثيرا من الدعم الفرنسي خلال تفكيك دائرة الاستعلام والأمن. في المقابل، قدمت السلطات الجزائرية دعما للجيش الفرنسي خلال “عملية سرفال العسكرية” التي قادها في مالي. ولكن، من المحتمل أن تكون لنهاية ولاية فرانسوا هولاند في فرنسا تداعيات خطيرة على فريق بوتفليقة.

وفي الختام، بيّنت المجلة أن “العديد من الأطراف كانت قد صرحت منذ فترة طويلة أن الدولة لا تمتلك جيشا، بل الجيش هو المهيمن على الدولة، ولكن اليوم يمكن القول إنه قد حان الوقت لهيئة الأركان الجزائرية أن تُعد لانتقال ديمقراطي حقيقي من شأنه أن يعيد هيبة الجيش الذي تم تدريبه لمواجهة أحداث تشرين الأول/ أكتوبر سنة 1988، ومنذ سنوات القمع المظلمة التي عاشها الشعب الجزائري”.

arabi21.com/story/960876/موند-أفريك-الجزائر-دولة-تمتلك-جيشا-أم-جيش-يمتلك-دولة

2 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • يبدو أن المسلمين والعرب لا ينتفعون من حوادث التاريخ ,بل يكررو نفس الطريق الخاطئ الذي يوصل الى النتيجة الكارثة وهم يعلمون وكأنهم يساقون الى حتفهم ومصير أسود . إذا سالت الدماء في مجتمع فمصيره التمزق والدمار والتخلف فمعظم المشاكل تبدأ بنزاع سياسي على الحكم فتصتدم الأحزاب والأنظمة فيتدخل الجيش منحازا الى فئة أو حزب ,فتلغى إنتخابات هنا ويسجن رئيس وأنصاره هناك وتبدأ رحلة التمزق فتزهق أرواح ويسجن علماء وأخيار البلد وتهجر عقول وينتشر الجيش في الأسواق والشوارع وتهبط البورصة ويعم الفساد وتهرب الأموال وتفرغ المصانع ويتدنى التعليم ويرتشى القضاء وتسوء الأخلاق وترمل الأمهات وييتم الأطفال ويصاب المجتمع بالكسل واللآمبالاة وتعم الرداءة. ترى من يدفع هذه الفاتورة التى تكبل الأمة قرون وتقضي على نسيج المجتمع لا لشيئ إلا جنرال مغمور أراد أن يجرب فرعونيته على شعبه وعامل شعبه كتجربة فئران. لم لا نتعلم من تاريخ هذه الأمة, الصراع القائم اليوم بين الشيعة والسنة والذي ينذر بدمار عام وشلل قائم وتمزق للأوطان وتهجير للأهالي , هذا الصراع بدأ سياسي وإختلاف رؤى وتنافس على حكم فإذا به ينحرف الى قتل هنا وقتل هناك فتموقع الفريقين وبدأ النزاع وتنادى القوم الى نصرة هذا وذاك وتحركت الجيوش وإنقسم العلماء وحلت الفتنة ثم تحولت الى صراع عقائدي حتى يومنا هذا لا تزال أمة لا إله إلا الله محمدا رسول الله تعاني الويلات من جمرة أصبحت نارا ومن إختلاف رؤئ أصبح حربا مقدسة . فهل يعي الدرس أرباب الإنقلابات مآل إرضاء نزواتهم وممارسة هواياتهم وهل يكون الماضي عبرة لنا لإصلاح الحاضر وبناء المستقبل وتجنيب الأجيال الصراعات . فهل من سامع وعاقل وحكيم ينشر الإخاء ويشفق على شعبه وأمته ليسير بها الى بر الأمان وشاطئ النجاة.

  • بعض الدول العربية تخاف من كل شيئ وإن لم تجد شيئ تخافه توهمت عدوا قادما وبسرعة فائقة لينفض حكامها من كراسيهم . فتراها يوما تحذر من الديمقراطية والإنتخاب لأن شعبها سيسعى لإتباع شعوب المنطقة ويطالب بحقه في الحكم والثروة, وتارة تصطف مع المعارضة في بلد لإسقاط النظام الحاكم وتصطف مع النظام هناك للحول دون وصول المعارضة الى الحكم. وتارة مع الإنقلاب على الشرعية وتارة مع الشرعية ضد الإنقلاب. لف ودوران في رمال متحركة وأنهار جارفة . سياسة من هذا القبيل تفتقد الى الأسس ووضوح الرؤية والمبادئ الراسخة ونهايتها الهروب الى الأمام والدوران في الحلقة المفرغة ثم السقوط الحر.