إعلام

الإعلامي فيصل مطاوي يتحدث عن تجربته الإعلامية الجديدة في TSA

الإعلامي فيصل مطاوي يتحدث عن تجربته الإعلامية الجديدة في TSA لـ”الحوار”:

-الصحافة الورقيّة لن تختفي وبإمكانها الصمود بالتميز وعدم مجاراة المواقع الإلكترونية

اعتبر الصحفي المحترف فيصل مطاوي التحاقه بموقع “كل شيء عن الجزائر” تحديا شخصيا له وضرورة عصرية لمواكبة التطورات الحاصلة على الساحة الإعلامية، مؤكدا رغم ذلك أنه ليس ممن يتنبؤون بنهاية عهد الصحافة الورقية لأنها الصحافة الأم.

وفي هذا اللقاء الذي خص به “الحوار” تحدث مطاوي عن شكل المنافسة بين المواقع الالكترونية، مسديا الكثير من النصائح للجيل الجديد من الإعلاميين.

-التحاقك بموقع “كل شيء عن الجزائر” ماذا أضاف لك كإعلامي محترف، وماذا أضاف للموقع القديم الجديد؟

أسباب عدة كانت وراء التحاقي بموقع “كل شيء عن الجزائر”، أهمها قناعتي بأنه حان الوقت للتّوجه إلى الصّحافة الإلكترونية، وبرأيي أن المستقبل لها لما تتمتع به من حيث آنية البث وتداول المعلومة، أنا لا أقول بأن زمن الصحافة الورقية قد ولى، لكن كانت لي رغبة ملحة في مثل هذه التجربة لمواكبة العصر الإعلامي الجديد، بل أكثر من ذلك اعتبرت الأمر تحديا شخصيا لاحتراف هذا النوع من الإعلام الجديد الذي يضمن لنا تحقيق السبق ونشر المعلومة في حينها وتحليلها في ذات الوقت، وبرأيي أن قطاع الإعلام جد حساس ويحتاج في كل مرة إلى المواكبة وتطوير الذات والمهارات، وعلى الصحفي الذي يسعى للبقاء والتطور مواكبة كل التحولات والتحديات.

-لماذا موقع “كل شيء عن الجزائر” بالذات؟

لأنني كانت لي تجربة سابقة فيه كمتعاون قبل أن يختفي ويعاود الظهور مجددا، كما أنه أول موقع إعلامي جاد يتوفر على المعلومة والصرامة والاحترافية والموضوعية وكذا المصداقية التي تعتبر أهم الشروط للصمود في الحقل الإعلامي. وهو موقع محترم لا يلجأ إلى التجريح ولا الابتزاز، بل يعتمد على احترام الآخر والنزاهة.

-هل هناك منافسة بين مختلف المواقع الإلكترونية وما شكلها؟

طبعا هناك منافسة من غيرها، أعتقد أن كل هذه المواقع سيصيبها الركود، لأن من محاسن المنافسة الإعلامية حينما تكون نزيهة أنها تفتح باب التطوير والسعي وراء التحسن وتقديم الأفضل للقارئ والمتابع، وتحقيق السبق “السّكوب” وإن كان هذا الأخير قد اختفى تقريبا.

-ما السبب وراء اختفاء “السّكوب” في رأيك؟

السبب الأول والرئيس هو صعوبة الوصل إلى المعلومة في الجزائر، إذ تمارس مختلف الجهات والسلطات الرقابة على نفسها لمنع تسريب المعلومة تخوفا من وسائل الإعلام، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى صار هناك نوع من التقاعس لدى بعض الإعلاميين، خاصة من يتكلون على اتصالات المسؤولين وينتظرون أن تأتيهم المعلومة على طبق من فضة، وهذا ما لا يحدث في الواقع، وحتى وإن حدث فبالتأكيد من ورائه شيء، لذلك على الصحفيين التحقق من المعلومة التي تأتيهم بكل يسر وهم جالسون في مكاتبهم قبل صدورها، لأن أكيد من وراءها شيء.

-من المعروف عن فيصل أنه كان طيلة مشواره الإعلامي يتفانى للحصول على “السّكوب” كيف تتذكر تلك الأيام؟

-فعلا، فأنا أعشق هذه المهنة حتى بتعبها، فقد كنت دوما أنتظر وراء الأبواب بالساعات إلى غاية الحصول على المعلومة، انتظرت في الحر الشديد وتحت المطر، وبقدر ما في ذلك من تعب وإرهاق في ذلك من متعة برأيي وتحقيق لمكانة الصحفي واحترافيته.

-ألا تعتقد أن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت بدورها في اختفاء “السّكوب” والانفراد الذي كان يصنع الصحف الورقية من قبل؟

-بالتأكيد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير في اختفاء “السّكوب” لأنها عززت عقلية الاتّكال بين الصحفيين بشكل كبير، فصار الخبر ينتشر بسرعة البرق بين قاعات التحرير لمختلف العناوين، فتصدرها في ذات الآن، وهذا ما ساهم أيضا في انتشار الخبر.FAKE NEWS الكاذب

والأسوأ أن التصويب اختفى بدوره من مختلف العناوين الإعلامية والمواقع، وأنا شخصيا من جيل يفضل عدم نشر الخبر الذي لا أكون متأكدا من صحته على نشر الخبر الكاذب.

-هل تضم صوتك لمن يتوقع زوال الصحافة الورقية من العالم؟

-نسمع هذا الحديث منذ 15 سنة تقريبا حول الصحافة الورقية أنها ستختفي بسبب المواقع الالكترونية، لكن ذلك لم ولن يحدث، برأيي تماما كما سمعنا من قبل أن التلفزيون سيقضي على السينما ولم يحدث ذلك، ونفس الكلام قيل عن الكتاب بحيث توقع البعض أنه سيختفي بسبب تحميله إلكترونيا، لكن الكتاب الورقي لن يختفي لأن له قراءه، والسينما أيضا لن تختفي لأن لها جمهورها، والصحف الورقية لن تختفي هي الأخرى لأن لديها جمهورها وقراءها.

-كيف بإمكانها الصمود برأيك؟

بإمكان الصحف الورقية الصمود بعدم مجاراة المواقع الإلكترونية، لأن المنافسة بينهما مستحيلة، وعلى الصحف اللجوء إلى الأنواع الصحفية التي ليس بإمكان المواقع نشرها، كالاعتماد على الحوارات المطولة التي تتضمن “سكوب” مثلا والروبورتاجات أيضا، لأننا في المواقع لا يمكننا ذلك، وعليها التخلي عن الخبر والاعتماد على تحليل الخبر من خلال أعمدة الرأي والمواضيع التحليلية. بهذا يمكنها الحفاظ على خصوصيتها وعلى بقائها.

-تميز موقع “كل شيء عن الجزائر” مؤخرا بإدراج حوارات عبر “اليوتيوب” هل هناك مشروع قناة مستقبلا؟

بدأنا هذا المشروع في ماي السابق، وسنواصل على نفس المنوال بإجراء حوارات مرتين أو ثلاث أسبوعيا مع إعلاميين متخصصين، برلمانيين، خبراء وسياسيين بحسب ما يتطلبه الحدث، وأعتبر هذه الخطوة ضرورة لمواكبة التطور الحاصل في مجال الإعلام اليوم.

-ما رأيك في بعض المواقع التي تحاول فرض نفسها بممارسة التجريح والابتزاز؟

هذه المواقع برأيي ستختفي من تلقاء نفسها شيئا فشيئا، واختفاءها من الساحة قضية وقت فقط، هي آنية وبمجرد ما يكتشف القراء هويتها سيقاطعونها وتختفي كأي سلعة رديئة، فالمصداقية هي شهادة البقاء الوحيدة في عالم الإعلام، هذا بالرغم من أنها أساءت للمهنة كثيرا، وأعتقد أن على الإعلاميين الشرفاء الدفاع عن مهنتهم النبيلة في ذات الوقت.

حاورته: سامية حميش