إعلام

كمال داود يعترف أنه كان إسلاميا ويرفع دعوى قضائية ضد بوجدرة

قضية اتهامه بالانتماء للجماعة الإسلامية المسلحة “الجيا”

رفع الكاتب الروائي الشاب كمال داود دعوى قضائية ضد الكاتب الروائي الشهير رشيد بوجدرة بتهمة القذف، بعدما اتهمه بالانتساب للإرهاب في التسعينيات .
وكان بوجدرة قال في كتاب صدر له قبل أسابيع، أنّ داود كان ينشط بالجماعة الإسلامية المسلحة “الجيا”، كما انتقده بشدّة في عدة حوارات ومقابلات مع وسائل الإعلام، بعد الشهرة التي نالها هذا الأخير خاصة في فرنسا، ووصفه بالروائي الذي يكتب لإرضاء فرنسا وأنّه كان إسلاميا في التسعينيات وأحد عناصر “الجيا”.
ومعروف أنّ كمال داود، وهو من مواليد 1970 في مستغانم، كان إسلاميا ومن أنصار الإسلام السياسي، قبل أن يغيّر موقفه ويصبح من أشد خصوم الإسلاميين وأحد أهم الكتاب الذين ينتقدون التيار الإسلامي في كتبهم .
وقال كمال داود، في رسالة بعثها لـ”الهاف بوست” إنّه فكر كثيرا قبل أن يتخذ هذه القرار (مقاضاة بوجدرة)، لكنه وجده نفسه مضطرا إلى ذلك بسبب نوعية التهمة التي وجهها له رشيد بوجدرة، وقال “ليس من السهل أن تردّ على تصريحات كاذبة لكاتب كنا معجبين به كثيرا، وهو أحد الوجوه البارزة للأدب الجزائري، والذي أصبح اليوم يتميّز بتقديم التنازلات ويفضّل الفضائح كوسيلة من وسائل التعبير”.
وأضاف “داود الذي تحصل على الكثير من الجوائز الأدبية، خاصة في فرنسا، من حقه الدفاع عن كرامته وشرفه خاصة أنه لاحظ منذ سنوات أنّ نجاحه لم يمر دون شتمه، لكن هذه المرّة جاءت هذه الاتهامات خطيرة وهي شتم مباشر لشخصي”، وأشار كمال داود إلى الاتهام الذي وجهه له بوجدرة عندما قال في آخر كتاب له أنه “كان أصغر عنصر في الجماعة الإسلامية المسلحة”، مضيفا قوله “إنّ هذه التهمة غير مقبولة ولا يمكن أن تمرّ هكذا” .
واعترف كمال داود أنه كان في مراهقته، مثل غيره، معجبا ومبهورا بالدين، كخيار ورؤية، وأنه عاش تلك الفترة كتجربة طبيعية في السنوات الأولى من شبابه، لأنه لم يكن هناك بديل وكان هناك فقط الحزب الواحد، ووصف داود إعجابه بالدين ودفاعه عن الإسلام السياسي أنه مغامرة تمت في عمر المراهقة وحتى بلوغيه سن الثامنة عشر، وهذا قبل ظهور الجبهة الإسلامية للإنقاذ (الفيس) وقبل الانحراف وقبل الكارثة .
وأضاف كمال داود، وهي المرة الأولى التي يعترف فيها أنه كان إسلاميا “واصلت في هذا الطريق إلى غاية حدوث المأزق، لقد كنت صحافيا في زمن الجماعة الإسلامية المسلحة، هذه المهنة التي دفعت الثمن غاليا، ولم يكن لدي سكين أو خنجر، بل كان لدي قلم”.
وأضاف كمال داود يقول “لدي أطفال وأريد أن أترك لهم صورة الأب النزيه والمجتهد، صورة الأب الذي يدافع عن حريته بكل القوة التي يملكها، لهذا لا أستطيع أن أقبل التهمة التي وجهت لي، ليس فقط لأسباب شخصية فحسب، لكن من أجل الذاكرة الممزقة لبلادنا”، ودعا إلى ضرورة محاربة ما أسماه السقوط الأخلاقي والدفاع عن الأخلاق، لهذا قرّرت رفع دعوى قضائية ضد هذا الكاتب وضد دار النشر التي أصدرت الكتاب لأطالب بتصحيح هذا الضرر والحصول على اعتذارات علنية ورسمية.
وأنهى كمال داود كلامه بالقول إنّه يعيش في الجزائر، لهذا قرّر رفع الدعوى القضائية في الجزائر .

http://www.elhayatonline.net/article76514.html