سياسة

جنرال هدد بشير بومعزة بالسلاح وتوعّده: له سأعرّيك (على طريقة تهديد بن بلة لبن خدة)

شهادة لم تنشر من قبل تروي تفاصيل إصابة بومعزة بالسكري في مجلس الأمة
جنرال هددني بالمسدس وعميمور تطاول عليّ وشتمني

طلب الرئيس بوتفليقة من وزير الخارجية، مراد مدلسي، التكفل بنقل جثمان بشير بومعزة الذي توفي صباح الجمعة، على متن طائرة خاصة من جنيف إلى الجزائر. وقام السفير الجزائري في بيرن، الحواس رياش، والقنصل العام في جنيف، إبراهيم يونس، بتنفيذ الطلب وتنظيم إجراءات النقل.
قرر بوتفليقة في الوقت نفسه تنظيم جنازة رسمية لبومعزة، وطلب من عبد القادر بن صالح استقبال الجثمان في مقر مجلس الأمة للترحم عليه، في رسالة واضحة على أن الرئيس قرر رد الاعتبار للمرحوم، خصمه العنيد، كونه وقف شخصيا في فيفري 2001 وراء استقالته من رئاسة المجلس وتعويضه بصديقه الشخصي المرحوم محمد الشريف مساعدية، وتجاهله وعدم دعوته بعد 2001 إلى أي احتفال رسمي، وهذا إلى غاية ,2008 حيث دعي إلى احتفالات أول نوفمبر في قصر الشعب.
وصف بومعزة خروجه من مجلس الأمة بالوحشي، رغم أنه هو الذي قرر الاستقالة، بسبب ”استهدافه شخصيا، وإهانته، وتأليب أعضاء مجلس الأمة ضده وتهديده بالسلاح الناري في قاعة المجلس”. وكتب بومعزة بخط يده، في دفاتر هي جزء من مذكراته الشخصية التي كان يحررها في مقر إقامته بنادي الصنوبر، أن ما تعرض له من إهانة وتهديد سبب له صدمة عنيفة، وكان وراء إصابته بمرض السكري في جانفي 2001 وكاد يودي بحياته.. بعدما ارتفع ضغط الدم لديه بشكل كبير وسريع.
يقول بومعزة إن عددا من أعضاء مجلس الأمة ينتمون للأفالان والأرندي وآخرين من الثلث الرئاسي ”شنوا عليّ هجوما عنيفا، وشتموني وهددوني بالسلاح الناري، وطلبوا مني الذهاب إلى بيتي، في خرق واضح للدستور، وبهدف وحيد هو إرضاء الرئيس بوتفليقة الذي قرر تنحيتي وتعويضي بمحمد الشريف مساعدية رحمه الله”. وأضاف بومعزة، وهو رمز تاريخي ومثقف، أن بين الذين شتموه بطريقة عنيفة وهجينة، الدكتور محي الدين عميمور، الوزير والسفير السابق وعضو مجلس الأمة عن الثلث الرئاسي، ”من وسط القاعة، رفع عميمور يده اليمنى وهددني: سوف تذهب… سوف تدفع الثمن غاليا… وكال لي سيلا من الشتائم….”. وكتب بشير بومعزة في دفاتره الشخصية، والتي سمح لعدد محدود من الصحافيين بالاطلاع عليها، أن جنرالا متقاعدا عضوا بمجلس مجلس الأمة، ”أخرج مسدسه الشخصي وهددني به… قال لي وهو يتوعد ويهدد… سوف أعريك”، بنفس الطريقة التي استعملها الرئيس السابق أحمد بن بلة ضد بن يوسف بن خدة رحمه الله، في مؤتمر طرابلس في ليبيا سنة ,1961 عندما نهض من وسط القاعة مهددا ومتوعدا، وهو يهتف بقولته المشهورة ”سوف أنزع لك السروال… سوف أعريك ”. وحسب وصف المرحوم بشير بومعزة، شهدت قاعة الجلسات بمجلس الأمة فوضى عارمة عندما دعا الوزير السابق، عبد الحق برارحي، عضو المجلس إلى احترام الرجل وعدم إهانته، بوصفه رئيسا للمجلس ورمزا تاريخيا، حيث رد عليه الآخرون بسيل من الشتائم والكلام القبيح ومنعوه من الدفاع عني، وواصلوا تهديدي وشتمي”. وانتهى بومعزة من وصف تلك الأحداث والحوادث التي جرت في قاعة الجلسات، وقبلها في الكواليس والمكاتب المغلقة، بالقول إنه ”بدأ يشعر بالدوار والوهن وارتفع الضغط في شرايينه وكاد يغمى عليه ويفقد الوعي، لولا التدخل السريع لمسؤولي البروتوكول وحراسه الشخصيين، حيث نقلوه إلى مكتبه واستدعي طبيب المجلس على جناح السرعة، وقدمت له الإسعافات الأولية. وتمكن الطبيب من تخفيض الضغط، غير أن الرجل العجوز أصيب في تلك اللحظات الحرجة بمرض السكري جراء الصدمة العنيفة التي تلقاها. وكتب بومعزة بخط يده وباللغة الفرنسية ”أخبرني الطبيب أنني أصبت بالسكري.. السكري من الدرجة الأولى.. ومنذ تلك الأيام وأنا أطعم نفسي مرتين في اليوم.. بالأنسولين”.
ويظهر على شريط الفيديو، حسب قول بومعزة الذي استنسخه من تسجيلات المجلس، فوضى كبيرة وملاسنات حادة بين أعضاء مجلس الأمة، المؤيدين لبومعزة والمؤيدين للرئيس بوتفليقة، استعملت فيها كلمات نابية وجارحة للمشاعر.
وكان بومعزة قد رفض، في حياته، الكشف عن هذه التفاصيل للرأي العام، وقال إنه سيتطرق بالتفصيل لهذه الأحداث، بالتواريخ والأسماء والخلفيات والأهداف، لكنه التزم بعدم نشرها في حياته، بسبب ما أسماه ”عدم وجود الرغبة لديه في ذر الملح على الجرح”.
توفي بومعزة وعمره 82 سنة، ويدفن اليوم بطريقة رسمية، بعدما رقد جثمانه في مجلس الأمة، الذي أخرج منه في فورة غضب قبل 8 سنوات، وهو الخروج الذي جرح مشاعره وكبرياءه، وجعله يصف الوصول إلى المناصب والخروج منها شيئا هينا لا يستحق الندم. ”البقاء لله في الأول والآخر” كان يقول الرجل لزواره القلائل في فيلته الصغيرة في نادي الصنوبر، حيث كان يقيم في الغالب وحيدا، يدخن السيجار الأندونيسي الرقيق ويقرأ كتب التاريخ.


المصدر :الجزائر: هابت حناشي
2009-11-08

http://elkhabar.com/quotidien/index.php?idc=67&ida=182143

جلسة ساخنة شهدت في آخر أيامه على رأس مجلس الأمة
”السيناتور” جمال بلحاج يروي أطوار هجوم عسلاوي والجنرالين عبد الرحيم وبن معلّم على بومعزة

”ليلى عسلاوي أهانت المرحوم بشير بومعزة وقالت له طز فيك، والجنرالان كمال عبد الرحيم وحسين بن معلّم هدّداه في جلسة مغلقة، كل ذلك وتفاصيل أخرى مسجّلة في شريط أحتفظ بنسخة منه ومستعد لأعرضه على من يهمّه الأمر”.
كانت هذه الشهادة لعضو مجلس الأمة ممثلا لحزب التجمع الوطني الديمقراطي سابقا، السيد جمال الدين بلحاج، الذي أكد جزءا مما ورد في مقال ”الخبر” أمس حول خلاف المرحوم بشير بومعزة مع خصومه أعضاء مجلس الأمة لما كان رئيسا للغرفة العليا للبرلمان. وذكر بلحاج، الذي كان يمثل ولاية تيارت بالغرفة البرلمانية الثانية، لـ”الخبر” أنه يحتفظ بشريط مصوّر عن جلسة ساخنة وقعت عام 2000 بين بشير بومعزة ومجموعة من الأعضاء داخل الكتلة التي تمثل الثلث الرئاسي بمجلس الأمة.
وقال بلحاج بشأن تفاصيل الجلسة: ”كان الاجتماع مغلقا وتم عقده برئاسة المرحوم بومعزة لمناقشة قضايا خلافية كرئاسة لجنة الشؤون الخارجية وانتخابات اللجان. وقد بلغ الاحتقان بين بومعزة وخصومه في الثلث الرئاسي ذروته في تلك الفترة التي كانت الأيام الأخيرة لبومعزة على رأس الغرفة البرلمانية. وقد كان خصومه يشكلون كتلة داخل كتلة الثلث الرئاسي، وكان عبد الحق برارحي رأس هؤلاء الخصوم وليس ضدهم، كما جاء في الموضوع المنشور في عدد يوم أمس.
ويذكر منتخب الأرندي عن ولاية تيارت سابقا، أن الجلسة المغلقة شهدت جوا مشحونا تعرض فيه البشير بومعزة للإهانة والشتم من طرف ثلاثة من أعضاء مجلس الأمة، ويقول بلحاج عن مجريات المعركة الكلامية: ”أتذكر، والشريط المصوّر يشهد على ما أقول، أن السيدة ليلى عسلاوي (الناطق باسم الحكومة الأسبق) أول من قامت من مكانها ورشقت السيد بومعزة بكلام مشين، حيث أهانته باستعمال يدها وبطريقة يفهم منها: طزّ فيك.. لقد تصرفت مثل شخص غير مؤدب وكأي شخص يتشاجر في الشارع. وغادر الجنرال المتقاعد زين العابدين حشيشي مكانه أيضا متوجها إلى بومعزة متوعدا وقال له بلغة التهديد: البلاد في خطر. وقد بقي رئيس المجلس محافظا على هدوئه رغم الصخب وحدة الألفاظ التي تلقاها، وقال لحشيشي: أنت مجاهد أرجو أن تحافظ على هدوئك. ثم عاد حشيشي إلى مقعده”. وتواصلت الهجومات على بومعزة في تلك الجلسة، فبعد برارحي وعسلاوي وحشيشي أخذ الجنرال المتقاعد كمال عبد الرحيم الكلمة وكان غاضبا، حسب السيناتور السابق بلحاج الذي قال: ”لما اشتدت انتقادات عبد الرحيم، خاطبه بومعزة قائلا: أنت بالذات لا يحق لك أن تتحدث لأنك نادرا ما تأتي إلى مجلس الأمة، ولكن كلما تحضر تمارس التخلاط”. وقد غضب عبد الرحيم غضبا شديدا من كلام بومعزة فقام من مكانه وقال بلغة فرنسية فيما معناه: إذهبوا جميعا إلى الجحيم”. وللتاريخ، فإن الحرب الكلامية التي قامت في ذلك الاجتماع لم تكن إلا مرآة عاكسة لمعركة قوية بين الرئيس المنتخب حديثا عبد العزيز بوتفليقة، وبشير بومعزة، وانتهت، كما هو معروف، بانسحاب الأخير من رئاسة مجلس الأمة بعد حادثة إخطار المجلس الدستوري الشهيرة.

الجنرال حسين بن معلم
الجنرال حسين بن معلم

ويروي جمال الدين بلحاج في شهادته، قائلا: ”إن تصرف الجنرال عبد الرحيم استفزني فدعوته إلى التحلي بالاحترام وقلت له بالتحديد: عيب عليك أن تتلفظ بهذا الكلام.. ثم نشبت بيني وبينه ملاسنة حادة لا زالت مسجلة ويذكرها كل من حضر تلك الجلسة”. ويضيف: ”كان الجنرال حسين بن معلّم أول من هبّ لنصرة كمال عبد الرحيم ضدي، فأظهر تضامنا منقطع النظير مع زميله الجنرال ضدي وضد بومعزة، وفي خضم ذلك الجو المشحون بالتوتر رفعت الجلسة”.



المصدر :الجزائر: حميد يس
2009-11-09

http://elkhabar.com/quotidien/?ida=182355&idc=67&date_insert=20091108

كلمات مفتاحية

شارك بالتعليق

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق