سياسة مذكرات

كمال قمازي: قصتي مع الفيس.. من ڤمار إلى باب الوادي

■ حاوره الإعلامي محمد يعقوبي | الشروق اليومي

يطل الشيخ كمال ڤمازي بهذا الحوار المثير ليروي قصته من ڤمار إلى باب الوادي وقصة الفيس من التأسيس الى السجون، ويتحدث بصراحة عن مجريات الاحداث المأساوية مثلما عاشها، مؤسسًا للفيس وقياديا ورئيسا لبلدية باب الوادي ورئيسا لمجلس مدينة الجزائر، وسجينا الى جانب علي بن حاج وعباسي مدني لسنوات يرويها بتفاصيلها، خاصة الحوار مع السلطة والحوار مع المسلحين وتفاصيل تنشر لأول مرة كان هو شاهدا وحيدا فيها.

■ وفي الحلقة الأولى يتحدث ڤمازي عن مساره الدراسي والمسجدي والسياسي، مجريات تأسيس الفيس من حضر ومن غاب ومن اعترض، وأحداث عرفتها نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات نعتقد أنها تروى لأول مرة.

من هو كمال ڤمازي؟

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى من اهتدى بهداه إلى يوم الدين، رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي”.

أولا أتوجه بالشكر إلى صحيفتكم على هذه الالتفاتة وعلى فتحكم لنا هذه المساحة التي من خلالها نعبر ونساهم بما يمكن أن نفيد به أمّتنا وبلدنا إن شاء الله تبارك وتعالى.

أنا في الحقيقة لا أحب أن أتكلم عن نفسي بل أفضل في الغالب أن يتكلم عني غيري.

لكن حتى يعرفك القراء أكثر؟

بمناسبة ذكرك لهذا الأمر أذكر أنه في وقت الجبهة الإسلامية للإنقاذ كتبت صحَفية على صحيفة “لوريزون” أن الشيخ عباسي لم يشارك في الثورة وليس مجاهدا.. فلما رأيت الشيخ عباسي قلت له هذا الأمر أثار بلبلة وشيئا في نفوس الناس والواجب أن ترد عليه، فقال لي: لا أرد، فقلت: كيف تترك الأمور بهذا الشكل، فقال: أعلم أنّ جماعة أوّل نوفمبر لن يسكتوا، ووقع ما قال بعد وقت وجيز..

ماذا وقع؟

تفضل محمد مرزوقي رحمه الله وهو من مجموعة الـ 22 وكتب شهادة قال فيها “أنا محمد مرزوقي عضو مجموعة 22، أشهد أن الشيخ عباسي كان من ضمن المجموعة التي كنت أقودها..” وقدم له شهادة.

لكني لم أطلب منك سوى التعريف بنفسك؟

أقصد أن شهادة الغير هي في الحقيقة أفضل من شهادة الإنسان على نفسه. وأغتنم الفرصة لأعترف بأهل الفضل عليّ سواء في تعليمي أو في تربيتي.

أنا كمال ڤمازي ولدت في بلدية تغزوت وهي بلدية مجاورة بل ملتصقة ببلديّة ڤمار في ولاية وادي سوف، وبالتدقيق ولدت في ريف البلدية بقرية تسمى بڤوزة، وهذا في الحقيقة من حسن حظي لشبه ذلك بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم الذي أرسلته أمّه في صباه وطفولته لينشأ ببادية بني سعد، فالتربية في البادية لها طبع وأثر خاص على الشخص وخاصة في الصحراء الجزائرية التي تعلمت منها اللغة العربية الفصحى والنطق بها على سليقتها.

في أي عام تحديدا؟

ولدت في جانفي 1962؛ إذ أنا من جيل الاستقلال
جدي لوالدي هو الشيخ عبد الكريم ڤمازي وكان شيخ بلدة تغزوت التي كانت في ذلك الوقت تابعة إداريا لبلدية كوينين؛ وكان له مكتب يستقبل فيه الناس ويصرّف شؤونهم حتى توفاه الله سبحانه وتعالى عام 1969 بالبقاع المقدسة عند ذهابه لتأدية مناسك الحج رحمة الله عليه، وترك مكانا مخصصا لبناء مسجد وقد استُكمل بناؤه مؤخرا ويعرف حاليا بمسجد الشيخ عبد الكريم ڤمازي، أما جدي لوالدتي فهو الحاج الصادق بن محمد تاتا وكان محباً للعلم والعلماء، وأذكر أنه كان يتردد على مدينة ڤمار وهي مدينة زاخرة بعلمائها كالشيخ خليفة بن حسن والشيخ طاهر التليلي والشيخ عبد القادر الياجوري والدكتور قاسم عبد الله وغيرهم؛ وكنت أواظب على زيارة الشيخ طاهر التليلي بانتظام مع زيارته لقبر جده في المدينة، وقد تأثرت كثيرا بتربيته وحتى لمّا صرت إماما بمسجد التقوى في باب الوادي عندما أهٌم بزيارته أحضر نفسي لأنه كان يسأل ويمتحن ليفيد ويستفيد ولنتدارس نصوص القرآن والسنّة.

وأذكر أننا كنّا نقضي العطلة الصيفية في الغالب بمدينة بوسعادة لوجود صلة رحم لنا بها، فقضيت بها شهورا وتربيت في أزقّتها وفي بيت الشيخ الطاهر زقّاد رحمه الله رحمة واسعة وهو جدّي لزوجة الأب وكان رجلا فاضلا كريما مضيافا ومرحابا تعلّمت منه كرم وطيبة أهل الحضنة وأولاد نايل وهي أمور تساهم في تكوين شخصية الإنسان.

من الذين تعلمت على أيديهم؟

أول من علمني حرفا هو الطالب محمد العيد بسيّ وقد توفي في السنة الماضية وكانت زيارته عليّ واجبة رحمة الله عليه، وقد تعلمت في الخمس سنوات الأولى القرآن الكريم باللوح والقلم والمداد أي بالطريقة العربية التقليدية، ثمّ لما حان وقت الدراسة استقدمني والدي إلى العاصمة التي كان يعمل فيها منذ أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، ودخلت السنة الأولى ابتدائي بمدرسة الصومام بباب الوادي وكانت مجاورة لمدرسة الشبيبة التي أسسها الشيخ محمد العيد آل خليفة رحمه الله، ومن السنة الثانية إلى السادسة بمدرسة الفرابي “لازارج” سابقا وهي قريبة من البيت، ولمّا نلت شهادة التعليم الابتدائي درست بمتوسطة القطّار إلى أن نلت شهادة التعليم المتوسط سنة 78التي كانت مرحلة فاصلة فيها الكثير من التطورات، ومنذ الصغر كنت شغوفا بمطالعة الكتب، فكان هذا هو همي الوحيد، فما من دينار أحصل عليه إلا وأشتري به كتابا.

وقد كنت مولعا بالكتب بشكل عام ابتداء بكتب اللغة والنحو والأدب والكتب الدينية على تنوّعها.

هل تقصد أن ميولاتك كانت أدبية؟

كتب اللغة والأدب تعين على فهم القرآن الكريم وسنّة النبي صلى الله عليه وسلم، ولقد كان الإمام الشافعي رحمه الله يحفظ ديوان ذي الرمّة لأنه يَعدُّ ثلث لغة العرب.

وهذا ساقني فيما بعد إلى الاشتغال بالكتب الدينية بما فيها كتب التفسير والحديث والفقه وغير ذلك.

وقد ساعدني في ذلك وجودي في باب الوادي قريبا من المسجد الكبير ومسجد كتشاوة ومسجد علي بتشين ومساجد القصبة.

ومسجد السنة؟

مسجد السنة لم يكن قد فتح بعد وأنشِئ تقريبا في سنة 77 ؛ بدأت فيه الصلوات الخمس بعد أن كان عبارة عن مستودع بسيط، في بداية السبعينيات كان مسجد الفتح من المساجد القديمة وكذلك مسجد النصر الذي كان فيه في الستينيات الشيخ أبو بكر جابر الجزائري والشيخ عباسي مدني وغيرهم من الدعاة الأوائل، وبالمناسبة فقد كان للشيخ عبّاسي مدني مع مجموعة من أهل الخير فضل في فتح مساجد بلدية باب الوادي التي لم يكن بها إلا مسجد واحد، فالقرب من هذه الجهة مكّنني من حضور دروس مجموعة من الشيوخ كالشيخ محمد شارف رحمه الله في الجامع الكبير والشيخ البشير بوعناني في جامع كتشاوة، والشيخ دوّاخ في مسجد السفير، ومما أذكره كذلك مواظبتي على حضور المحاضرات التي كانت تلقى في المركز الثقافي الإسلامي كالمحاضرات التي يلقيتها مولود نايت قاسم رحمه الله والدكتور محمد محمود صوّاف وفي بعض الأحيان الشيخ فضلاء وغيره الكثير من العلماء، وحتى بمناسبة ملتقيات الفكر الإسلامي يستقدم إليه بعض العلماء الذي كانوا يأتون إلى الجزائر.

هل تدرجت في المدرسة الجزائرية وأين وصل بك المستوى التعليمي؟

درست في ثانوية عقبة حتى سنة 81 ونلت شهادة البكالوريا وبعد ذلك دخلت الجامعة المركزية، تخصص اللغة والأدب لبضع سنوات، وأذكر أنه في سنة 81 فتح مسجد التقوى بعد أن كان كنيسة فانصبّ كل جهدنا إلى المسجد والدعوة، وكانت الصحوة آنذاك في أوجّها فكنت في آن واحد أدرس بالجامعة مع مزاولتي لإلقاء الخطب والاشتغال بشؤون مسجد التقوى.

دون ترخيص من الدولة؟

كان مسجدا حرا ولم يكن تابعا لوزارة الشؤون الدينية وكنت فيه متطوعا، وبالمناسبة أذكر مرّة أني كنت في مكتبة المسجد فزارنا الشيخ شيبان وكان وزيرا للشؤون الدينية آنذاك وصعد إلى المكتبة وقال لي ابحث لي عن تفسير سيد قطب المجلد الذي يحتوي سورة الليل، وخدمته حتى ألقى الدرس وخطبتي الجمعة وأظن هذا سنة 83.

أفهم أنك فضلت المسجد على إكمال دراستك الجامعية؟

لا لم أكملها لأني كنت متفرغا للمسجد وما فيه من مشاغل كثيرة، فنحن لم نكن كالآن نؤدي فقط الخطبة بل كنّا مشتغلين بأمور الناس وعندنا مدرسة للدعم الدراسي وغيرها.

بالإضافة إلى العلوم الشرعية نقدّم المواد المدرسية، ووصل بنا الحد إلى فتح مدرسة ليلية بالمدرسة الابتدائية بترخيص من مدير التربية لما كثُر عدد الأطفال الراغبين في الدعم.

ومن أين كنت تعيل نفسك؟

كان لي شغل آخر أيضا وهو أني كنت أستاذا في التعليم المتوسط. فكنت إماما بالمسجد وأدرُس بالجامعة وبدأت في التعليم المتوسط سنة 82.

الآن ألا ينتابك الندم على عدم إكمالك الدراسة الجامعية؟

لا لم أندم.. كانت الظّروف تتطلّب ذلك، وفي التعليم المتوسط حقيقة تحس حقيقة بأنّك تقدم الخير للنشء وتربي وتعلّم، ولو سمحت الفرصة الآن لعدت إلى التربية والتعليم، وكما قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: “إنّ الله أرسل محمدا هاديا” وكل مسلم رسول، وأينما نزل يكون كالغيث يفيد وينفع كالشمعة التي تحترق من أجل أن تضيء الآخرين.

أيضا في الدراسة الجامعية كنت أسوّف الاستمرار فيها العام تلو الآخر بسبب الظروف المتلاحقة والأحداث التي كانت في الثمانينات وما زال لي أمل في استئنافها، ولم لا!

حتى الجامعة كانت فيها تلك الاجواء الدعوية ألم تجد حلا سوى التضحية بدراستك الجامعية؟

قبل الجامعة والثّانويّة كان أقرب المساجد إلى البيت هو مسجد علي بتشين الذي كنت أنتسب إليه وأحضر حلقات مع شباب المسجد وأساهم في المكتبة واستعارة الكتب.. أي النشاط المسجدي العادي، ولمّا دخلت ثانوية عقبة عام 78 فتحنا مع بعض الطلبة المسجد ولم يكن يوجد من قبل، وكنّا ندعو الناس إلى الصلاة وأؤذن في الثانوية.

ومن الذين كان معنا في ذلك الوقت وأفضّل ذكره هو الأخ جمال الدين حمادي رحمه الله الذي صار فيما بعد إماما لمسجد سكالا في الأبيار، فكنّا نقيم معرض الكتاب الإسلامي ونأتي بالكتب من عندنا ومن المساجد وغيرها..

أنت تتكلم عن سنوات ازدهرت خلالها الصحوة الاسلامية وبرز شيوخ ودعاة كثر؟

نعم في هذه الفترة سنة 78 كان عمري 16 سنة كنّا نحضر دروس الشيخ أحمد سحنون رحمه الله في الأرقم وكانت الهمّة لمتابعة الدروس عالية، حتى أنّ بعض الناس ممن لا يملكون وسائل نقل كانوا يمشون على الأقدام. كما كنت أحضر بعض خطب الشيخ عبد اللطيف سلطاني رحمه الله في مسجد ابن باديس بالقبّة.

لما كنا نقيم معرض الكتاب الإسلامي في الثّانوية نختمه بمحاضرة وفي الغالب كان يأتي الشيخ محمد السعيد رحمة الله عليه، وأوّل مرّة رأيته عندما كان يأتينا بهذه المناسبة، وفي سنة 78 ذهبت لأول مرة إلى مسجد بلال بحي الادريسي التابع لبلدية بوزريعة وحضرت أوّل خطبة للشيخ علي بن حاج في ذلك الوقت. وكان يظهر لي شابا فصيحا طليقا في خطبته التي يلقيها بدون ورقة وخطيبا مفوها يثير الإعجاب.

هذا هو المحيط الذي نشأت وتربيت فيه فضلا عن العلم الذي تلقيته من دعاة جزائريين منهم من توفي رحمة الله عليه، فكانت تربيةً من شيوخ أغلبهم من جمعية العلماء، وهذا شيء أعتز به كثيرا وهو من الأمور التي جعلتنا نواصل رسالتنا وهي رسالة الجمعية التي بدأها الشيخ عبد الحميد ابن باديس والشيخ البشير الإبراهيمي رحمة الله عليهما هذا أملنا وأمنيتنا.

متى عرفك الناس خطيبا؟

أول جمعة في رمضان بمسجد السلام ببينام سنة 81، عندما جاء الإخوة وقالوا عندنا مصلى يقصدون به مسجد السّلام، وهو بناء قديم نريد أنّ نحييه وأن نصلي فيه الجمعة ونبحث عن إمام خطيب، فأخذتني الغيرة وقلت: لمَ لا أساعدهم، وبالفعل قلت أنا مستعد لمساعدتكم والقيّام بالجمعة، قالوا: نعم ولكن بشرط أن تستمر معنا فاستجبت لذلك.

كنت تتجول بين الكثير من المساجد .. لماذا ولديك مسجد؟

كانت الكثير من المساجد في حاجة إلى من يشرف عليها بسبب قلّة الدعاة، فحاولنا أن ننسق بين المساجد مثلا في باب الوادي ومسجد بلال بن رباح ببولوغين ومسجد الدعوة ومسجد خالد بن الوليد، يعني كان فيه تعاون في ما بيننا لصالح الدعوة ومسّ هذا حتى مسجد العاشور الذي كان فيه ذلك الوقت مصطفى بويعلي رحمة الله عليه.

هل كنت تصلي خلف بويعلي؟

نعم بمناسبة التبادل والتعاون ذهبت إلى مسجد العاشور وألقيت فيه الخطبة مرّتين، فيما كان الشيخ مصطفى بويعلي يلقي الدرس.

وفي تلك المرحلة كانت الأمور مكثّفة، خصوصا وأني كنت في الجامعة المركزية وأحضر مثلا بعض الصلوات وألتقي ببعض الإخوة.

ماذا عن مصلى الجامعة المركزية ألم تكن معنيا بالحراك فيه؟

نعم، كان موجودا منذ سنين، لكن لم يكن لي فيه أي نشاط دعوي.

ما هي طبيعة الجماعات والتنظيمات الاسلامية التي كانت تنشط إذاك؟

نعم.. الحركات والتنظيمات وجدت من قبل كجماعة الإخوان المسلمين وجماعة الشرق وغيرها، فالشيء الذي أحببت الإشارة إليه عن تربيتنا نحن هنا في باب الوادي أننا كنا لا ننتمي إلى أي تنظيم، بل كنّا طلاب علم مستقلين، فأنا مثلا رغم انتمائي فيما بعد إلى الجبهة الإسلامية للإنقاذ بقيّت لي نفس المسافة مع جميع إخواننا في الحركات والتنظيمات الإسلامية إلى يومنا هذا .

كلّهم لهم عليّ حقوق الأخوّة الإسلامية، أؤدي واجبي ما استطعت نحو الجميع وأبقى معهم على مسافة واحدة، فأردت أن أشير إلى أنني لم أنتم ولم أنخرط في أي تنظيم.

لكن البعض يحسبك على التيار السلفي؟

تكويننا ودراستنا تجعلنا نميل إلى المدرسة التي تدعو إلى التحقيق في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فكنّا نقتني مثلا كتب السلسلة الصحيحة والضعيفة للشيخ الألباني، ونفهم الدين كما فهمه الصحابة والتابعون والسلف الصالح رحمة الله عليهم .

متى عرفت رموز السلفية خاصة الشيخ فركوس؟

بالنسبة للشيخ فركوس لم يحصل لي أن التقيت معه من قبل، أمّا العيد شريفي فكان بباب الوادي وكانت لي صلة به ونعرف بعضنا، لكن ربّما أحداث أكتوبر ثم تأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ جعلت مواقفهم مختلفة.

هم كانوا ولا يزالون ضد السياسة والتحزّب؟

نعم، نحن عندما شرعنا في تأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ كان في تصورنا أن ندعو كل الناس والأسماء المعروفة والبارزة والتي لها باع في الدعوة وبإمكانها تقديم الخير للأمّة، كان هذا مبدؤنا، لكن منهم من آمن بالعمل الإسلامي السياسي ومنهم من لم يؤمن به، وهذا حقهم….

شارك بالتعليق

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق