مقالات

حدة حزام : ” مدير جريدة المساء كان على دراية بحادثة اغتيال بوضياف قبل وقوعها”

مديرة جريدة الفجر حدة حزام تكشف عن حقائق خطيرة متعلقة بإغتيال الرئيس السابق محمد بوضياف
حدة حزام :” وزارة الإعلام إجتمعت بمدراء الجرائد لإعطائها أوامر متعلقة بتغطية حادثة الإغتيال قبل وقوعها بساعات “.
كان يوم إثنين مثل أمس، ذلك الـ 29 جوان 1992 المشؤوم، كنت يومها أعمل صحفية بالقسم السياسي بصحيفة المساء، وكانت الساعة حوالي التاسعة صباحا عندما دخل علينا رئيس التحرير، بعدما تم إرسال الجريدة إلى المطبعة، وهو يهمس ” اليوم بوضياف راح “يقربعولو” في عنابة ” (أي سيطلق عليه النار)، لم يكن مدير النشر ساعتها موجود في مقر الجريدة، يبدو أنه كان في اجتماع في وزارة الإعلام، مع الوزير بلقايد الذي اغتاله الإرهاب سنتين من بعد.
ولم تمض إلا سويعات، عندما عدت إلى البيت وفتحت التلفزيون لأتلقى الخبر المشؤوم، محاولة اغتيال الرئيس محمد بوضياف لدى إلقائه خطابا بالمركز الثقافي بعنابة.
يا إلاهي ، لقد صدقت نبوءة رئيس التحرير، ركبت سيارتي وعدت مسرعة إلى مقر الجريدة الكائن وقتها في قلب ثكنة بشارع طرابلس بحسين داي، استعدادا لتحضير ملف عن هذه الجريمة التي هزت الجزائر في عز الأزمة السياسية التي تعيشها منذ استقال أو إقالة الرئيس الشاذلي بن جديد، ونفس الشيء فعله بقية زملائي في القسم ، وقتها لم تكن هناك انترنيت ولا شبكات التواصل الاجتماعي، ومصدر المعلومة الوحيد الصحف الوطنية والتلفزيونات الوطنية والفضائيات الدولية، وكانت جريدة المساء وقتها في ريادة الصحف الوطنية، لأنها كسرت النظرة السلبية التي كانت سائدة اتجاه الصحف الناطقة بالعربية.
وجاء مدير النشر (لن أذكر اسمه) مباشرة من الاجتماع الذي عقده الوزير مع مسؤولي الصحف، وقال وهو يكلفنا بالملفات: ” يا جماعة، ركزوا على الملفات التي قتلت بوضياف “، كيف يعني التركيز على الملفات التي قتلت بوضياف؟ يعني تريدنا أن نبرر اغتياله؟ رمقني بنظرة غاضبة وقال: ” علينا أن نظهر نوعا من الحزن في كتابتنا، بعد كل شيء هو رئيس جمهورية”، ومرة أخرى تساءلت” وهل يعني أنك لست حزينا لهذه الجريمة البشعة؟”.
لم يرافق بوضياف يومها في رحلته وفدا من الوزراء مثلما جرت العادة، باستثناء بعض المقربين، وكأن الرجل أرسل عمدا إلى حتفه في هذا المركز الثقافي البائس، وأظهر الإعلام الرسمي اسم مبارك بومعرافي الذي ادعى أنه قتل الرئيس بفعل منعزل وأنه قام بذلك دفاعا عن الإسلام…
لم يمض كثير من الوقت لأفهم أن قول زميلنا رئيس التحرير لم يكن نبوءة، وأن مدير المساء كان في الوزارة لتلقي التعليمات حول كيفية معالجة حادثة الاغتيال، التي فتحت الباب أمام عشرية من الدم لم يسلم منها وزير الإعلام شخصيا أبو بكر بلقايد، وما زال الكثير من الغموض يلف الحادثة التي طالب نجل الضحية، ناصر بوضياف إعادة فتح التحقيق فيها..


حدة حزام

مدير النشر المقصود كان: محمد الشريف عنّان من قسنطينة

أمّا مدير التحرير: حسين مصدّق ومساعده محمد علواش من جيجل.

جاءت الأوامر للتحرير من الجنرالات: خالد نزار، محمد تواتي، وعباس غزيل

2 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • الأكيد هو انه قتل من طرف العصابة ولكن مزال قتله يكتنفه الكثير من الغموض ولو يعاد فتح التحقيق ولكن من جهات مستقلة لوجدنا أكثر من 80%من المسؤولين مشاركين في الجريمة النكراء التي انجر من ورائها مقتل 250الف شخص وماعناه الشعب الأعزل خلال هذه العشرية الدموية وتحطيم كلي للاقتصاد الوطني

  • خالد نزار المجرم هو المسؤول الاول عن حادثة اغتيال بوضياف. لانه كان يطمح لإقامة الدولة المدنية وعزل الجيش عن التدخل في السياسة وطموح الرجل في حل لأزمة الصحراء الغربية مع المغرب هذا ما جعل منه سبب رئيسي لجنرالات العسكر لتخلص منه لأنهم هم من جلبوه واحسو أنه انقلب،عليهم.