ثورة التحرير

المجاهدة جميلة بوباشا تطلّ على الجزائريين في حوار على جريدة الوطن

بوداود عميّر

هذا الأسبوع، حاورت صحيفة الوطن، المجاهدة جميلة بوباشا، كانت قد غادرت للتوّ المستشفى بعد أن تمكن منها الوباء. لحسن الحظ تعافت منه، حسب ما صرحت به للصحيفة، على أن تلتزم حجرا صحيا صارما في منزلها. اعتبرت رحيل جيزيل حليمي خسارة كبرى، لم تكن محاميتها فقط، بل أختها الكبرى، كما وصفتها؛ ثم أضافت: “لقد دافعت عني في اللحظات الصعبة، خاصة في السجون الفرنسية، هناك لم أكن أعرف أحدا، لقد خاطرت بحياتها من أجل الدفاع عني وعن الجزائر”.
هكذا تسلل فيروس كورونا اللعين إلى جسدها النحيف، وكاد أن يودي بحياة إحدى جميلات الجزائر الثلاث، دون أن يعرف أحد ذلك. بل هناك الكثير من الجزائريين لا يعرفون أن جميلة بوباشا، على قيد الحياة، تعيش بيننا، امرأة كما يعرفها المقربون منها، بسيطة جدا، في حياتها وعلاقتها مع الناس، تتجنّب الأضواء وترفض المناسبات.
لا يدرك الجميع، أن امرأة عظيمة اسمها جميلة بوباشا، تعيش بيننا، لم ننتبه لها، وهي تمشي واثقة الخطى، متأبطة تاريخها العظيم في النضال والمقاومة، ينهش جسدها الهش بقايا تعذيب؛ هذه المرأة المتواضعة والاستثنائية، في لحظة تاريخية أجمع على الدفاع عنها، وعن نضالها، كبار الفلاسفة والفنانين في العالم. كتب عنها ودافع عنها جون بول سارتر، كتبت عنها ودافعت عنها سيمون دي بوفوار، الشاعر الكبير لويس أراغون، جيزيل حليمي والكثير من المفكرين والشعراء والفنانين عبر العالم.
أما أكبر انجاز تحقق لها، وللمرأة الجزائرية المناضلة، رسمها من طرف أحد أشهر وأعظم رسام في تاريخ الفن العالمي: الفنان الاسباني بيكاسو، جال هذا الرسم أرجاء العالم، ونالت المناضلة الجزائرية تقدير العالم، ذلك أن العالم كله يحتفي برسومات ولوحات العظيم بيكاسو، لعمقها ورمزيتها وعبقريتها.

من صفحة بوداود عميّر على فيسبوك

شارك بالتعليق

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق