سياسة

الصحافة العربية مستهدفة بالجزائر بعد قلق فرنسا من تراجع لغة فولتير

هشام موفق-الجزائر
يرى الكاتب والمحلل السياسي الجزائري عبد العالي رزاقي أن الصحافة الناطقة باللغة العربية مستهدفة بالجزائر من تيارات داخل السلطة، ويعتقد أن من يقف وراء هذا الاستهداف هو التيار المفرنس (نسبة إلى اللغة الفرنسية).
وقال رزاقي “يبدو أن هناك أطرافا في السلطة متخوفة من التيار العروبي بالجزائر، باعتبار أن من يقف وراءه هو الرئاسة، في حين أن التيار المفرنس تقف وراءه مؤسسات أخرى”.
وأضاف في تصريحات للجزيرة نت أن “الحملة التي قادتها صحيفة الوطن (مستقلة ناطقة بالفرنسية) ضد صحيفة الشروق (خاصة ناطقة بالعربية) بعد بلوغ سحبها مليوني نسخة يوميا تسير في هذا المنحى”.
وكانت صحيفة الوطن قد نشرت مقالا يوم 23 ديسمبر/كانون الأول 2009 تحت عنوان “شركة المطابع تحتضر بسبب ديون الناشرين” واستشهدت بما نشرته مدونة إلكترونية لصحفي جزائري كشف فيها أن “صحيفة الشروق مدينة للمطابع العمومية الجزائرية بمبلغ 1.03 مليار دينار جزائري (13.7 مليون دولار)”
لكن رزاقي يرى أنه “لم يكن لصحيفة الوطن أن تتحرك لو لم تتلق الضوء الأخضر من جهات في السلطة” لم يسمّها.
ويوجد بالجزائر نحو ثمانين صحيفة تطبع كلها عند شركة مطابع الدولة باستثناء صحيفتي الوطن والخبر (خاصة ناطقة بالعربية).
وبلغ سحب صحيفة الشروق لوحدها مليوني نسخة يوميا، تلتها صحيفة الخبر بمليون نسخة ثم صحيفة النهار الجديد بـ700 ألف نسخة، وكلها صحف تصدر باللغة العربية.
ديون وصراع
وعلقت صحيفة الوطن ذات الانتشار الواسع في أوساط النخبة الجزائرية بالدرجة الأولى على هذه القضية بوصف يومية الشروق بأنها “عملاق بأرجل من طين” بحكم عجزها عن دفع ديونها لدى مطابع الدولة.
وعلقت صحيفة الشروق على ما نشرته زميلتها الوطن بأنه “تحامل” عليها، وقال مديرها العام علي فضيل “هذا أمر غير معقول ومغلوط، لأننا نفي بمستحقات المطابع بشكل دائم”.
ودافع الصحفي بالوطن فيصل مطاوي عن ما قامت به صحيفته، وقال “إن ديون الصحف لا يجب أن تبقى من الطابوهات (المحرمات)، بل يجب أن يعرف الرأي العام كل ما يهمه بشفافية”.
ونفى في حديثه للجزيرة نت، نيابة عن مدير نشر الوطن عمر بلهوشات -الذي كان في مهمة خارج البلاد- أن يكون الصراع أيديولوجيا، بل “هو تجاري بحت”.
وكانت الشروق قد وقعت عقدا تمويليا مع اتحاد كرة القدم الجزائري حصلت بموجبه حصرية الرعاية الإعلامية للفريق الوطني.
ويرى رزاقي أن هذا العقد قد فتح على الشروق أبواب جهنم، “على اعتبار أن من يقف وراء هذه الحملة هم أطراف تريد الضغط على رئيس اتحاد الكرة من أجل إشراك صحيفة مفرنسة في الرعاية الإعلامية للمنتخب”.
ورفض رئيس الفدرالية الوطنية للصحفيين الجزائريين عبد النور بوخمخم التعليق على القضية، وقال للجزيرة نت “المطلوب من الصحافة أن تتجه للاحترافية وفتح نقاش حول مضمونها، لأن ذلك أولى من التعليق على حملة الوطن ضد الشروق”.
فرنسا بالخط
وكشف مصدر مطلع للجزيرة نت عن اجتماع عُقد في السفارة الفرنسية بالجزائر يوم 5 أكتوبر/تشرين الأول 2009، ضم أربع صحف ناطقة بالفرنسية، لمناقشة زيادة سحب صحيفة الشروق.
وأضاف المصدر أن الاجتماع يعكس مخاوف جدية لدى السفارة الفرنسية إزاء الصحافة الناطقة بلغة موليير وقلقا متناميا من تصاعد الصحافة العربية.
لكن السفارة الفرنسية نفت أن يكون هذا الاجتماع قد حصل، وقالت لوان فورجيرون مستشارة السفير بالجزائر للجزيرة نت إنه “لم يكن هناك اجتماع يوم 5 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم بحسب ما هو مدوّن في مفكرتي، لكن اجتماعا حصل يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول وضم عدة عناوين صحفية صادرة باللغتين العربية والفرنسية”.

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/9FBEBBE1-7CD3-4F65-8501-6EDE3004D1CA.htm

2 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • قلق فرنسا حول اللغة الفرنسية بالجزائر ليس جديدا ، ولن يكون الاخير فهي لاتزال تعتبر ان الجزائر قطعة فرنسية لكن الجديد ان يأتي القلق من داخل الجزائروهذا يأكد ان الجزائريين فقدوا.السيادة على الجزائر بمفهمها الحقيقي ففي اعلى المؤسسات من رئاسة الجمهورية إلى الوزرات والسفرات والهيئات الدولية لا يستعملون إلا الفرنسية واحيانا..الإنجليزية ، الرائس نفسه قد صرح بعد خطابه في الامم المتحدة بالفرنسية ان العربية ليست لغة عالمية ؛ رغم ان بالأمم المتحدة تستعمل اجهزة الترجمة الفورية و الكثير يتحدث بالعربية والجميع يتذكر خطاب الرائس المرحوم هواري بومدين إلا بوتفليقة ومن على شاكلته ،لأنهم مكلين بمهام من دول اجنبية وخاصة فرنسا والكيان الصيوني والتاريخ سيكشف حقيقة هولاء ،فرنسا من حقها خدمة اهدافها ومصالحها لكن آلا يجوز للجزائرخدمة مصالحها ؟ ام ان مصالحها تكمن في خدمة الاجنبي من الفرنسيين والأمريكان واليهود فقد حاربوا الإسلام بالجزائر بحجة الإرهاب وأضطروا على الشباب الصعود إلى الجبال ولاعجب ان يرغموا الذين يتكلمون العربية ان يلتحقوا هم ايضا بالجبال لا يخفي على احد ان بعد اليهود تعتبر فرنسا اكثر عداوة للعربية والسلام.

  • والله الأفضل هو اللغة العربية أولا لأنها الأم والهوية والشخصية… ثم الأنجليزية ثانيا لأنها لغة العلوم والتواصل العالمي… ولست أدريي لماذا يحتفظ بلغة (الفرنسية) تحتضر وليس لها أي شأن دولي في دول المغرب العربي… الفرنسية لغة الحنين الاستعماري… والأنجليزية لغة التقدم والعلوم والتواصل… فإلى التعريب أولا والأنجلزة ثانيا…
    رياض الصيداوي