الحرقة أسباب و مسببات

برزت الحرقة كمخرج اضطراري لضغوطات عدد من الظواهر و العوامل السلبية التي اكتسحت المجتمع الجزائري بسبب فساد النظام وفشله سياسياً واقتصادياً، مثل:

1- انتشار مريع للآلاف من أحياء السكنات القصديرية المفتقرة لأي مقوم من مقومات الحياة الكريمة و أزمة سكن خانقة و مزمنة انتظرت خلالها أعداد كبيرة من الأسر الجزائرية جيلا كاملاً ولم تتم إعادة إسكانها بالمقارنة مع نهب العقارات المتواصل من طرف أعوان المافيا المالية و السياسية المرتبطة بالسلطة مباشرة.

بلغ عدد السكنات غير اللائقة في الجزائر حسب تصريحات وزير السكن نور الدين موسى 550 ألف منها أكثر من 50 ألف تقع في 600 حي تحيط بالجزائر العاصمة وحدها فقط.

http://www.wakteldjazair.com/index.php?id_rubrique=293&id_article=1309

مصدر ثاني للأرقام المقدمة أعلاه: موقع المغاربية

2- انتشار ظاهرة عمالة الطفولة بسبب الفقر.

1.5مليون طفل يعملون في الجزائر 13-06-2009
http://elkhabar.com/quotidien/?ida=160761&idc=36&date_insert=20090612

اتساع ظاهرة عمالة الأطفال في الجزائر إلى حدود المليونين 04-05-2009

http://www.elaph.com/Web/Politics/2009/5/436678.htm

بين مطرقة الظروف وسندان سوق العمل أطفال يحرمون من الدفء العائلي ويشتغلون كالعبيد
http://elkhabar-hebdo.com/site/news-action-show-id-1124.htm

3- توسّع الإنتحار إلى جميع الفئات العمرية بما فيها المسنين.

الصورة أعلاه لمحاولة انتحار جماعية لأكثر من 20 عون أمن بالمركز الجامعي أواخر شهر ماي 2009

أرشيف تقارير عن أرقام مرعبة لتصاعد حالات الإنتحار في الجزائر بين جميع فئات المجتمع

http://benbadis.org/vb/showthread.php?t=12927

جزائري ينتحر كل ثلاث أيام بسبب البطالة والمشاكل العائلية

http://www.ennaharonline.com/ar/national/26660.rss

Chaque jour, un Algérien se suicide…
http://www.afrik.com/article13962.html

فيديو لحادث انتحار في بولوغين بالجزائر العاصمة

4– غزو المخدرات لأوساط الشباب بشكل غير مسبوق.

أسبابها إدمان المخدرات الجزائر تحصي 30 ألف مدمن و 24 ألف مريض عقليا متشرد و3000 طفل غير شرعي 2009.06.16

http://www.echoroukonline.com/ara/social/38101-3000.html

تفاقم ظاهرة المخدرات في الجزائر 02/07/2007

المصدر: موقع المغاربية

5- اشتعال لهيب الإحتجاجات على الأوضاع المعيشية الكارثية دون نتائج ملموسة مع عمليات قمع لكل الحركات الإحتجاجية في كافة القطاعات الوظيفية

Elhogra; répression policiere contre les medecins en Algerie

210 حركة احتجاجية في 10 أشهر بشرق البلاد في 2010

http://www.elwatan.com/Greves-et-atteintes-a-l-ordre

http://elkhabar.com/quotidien/?ida=213817&idc=55&date_insert=20100629&key=3
6- نهب المال العام من طرف المسؤولين في غياب أي رقابة أو حساب.

قضية الخليفة، عاشور عبد الرحمن، قضية بنك الجزائر الخارجي، قضية القرض الشعبي الجزائر، قضية بي أرس كوندور، فضائح سوناطراك، النهب العام في الصفقات الكبرى خاصة صفقة الطريق السيار، صفقات سمك التونة في السواحل الشرقية…ملايير الدولارات ينهبها مسؤولون وجنرالات و وزراء بلا حسيب و لارقيب، وفي غياب كامل للإحصائيات الدقيقة عن الأرقام المهولة للأموال المنهوبة،

7- البطالة أو انخفاظ الرواتب.

تزعم الحكومة الجزائرية أن نسبة البطالة لا تتجاوز 14% في أسوأ التقديرات و هذه النسبة في انخفاض، و الحقيقة أبعد من ذلك بكثير و النسبة الحقيقية قد تقارب 40% منها ما يزيد عن 70٪ في فئة الأقل من 35 سنة.

En Algérie, le taux de chômage réel avoisine les 35% et non pas 11% !

http://benbadis.org/vb/showthread.php?p=14322

مصدر ثاني: موقع كل شيء عن الجزائر

8- عسر الزواج و تأجيل الإنطلاف في الحياة الأسرية بالنسبة للشباب

مما أدى إلى تفشي ظاهرة العنوسة كما تتحدث الإحصائيات غير الدقيقة عن 11 مليون امرأة عانس.

وقد يكون الرقم صحيحا إذا كان المقصود هو عدد الشبان و الشابات الذين تجاوزوا سن الزواج المتعارف عليها في الجزائر.

http://elkhabar.com/quotidien/?ida=214226&idc=36&date_insert=20100702&key=1

الحرقة نوع من أنواع التسرب الإجتماعي وأحد أبرز تداعيات الظواهر المشار إليها أعلاه.
تمثل أيضا بديلاً للتورط في العنف المسلّح أو غيره، فالشباب يفضل أن يخاطر بحياته بدل الإنتفاضة على الأوضاع المعيشية، خاصة مع عدم حصول أي تغيير رغم الإرتفاع الكبير في مستوى الإحتجاجات.

كما تمثل الحرقة أيضا بديلاً أفضل من اللجوء إلى الإنتحار، وإن كان “الحراق” (الذي يلجأ إلى أوروبا عن الطريق البحر) يعتبر في نظر المجتمع شبه منتحر.
تتنوع الحرقة حسب الطرق المعتمدة:
طريق البحر: إما بمراكب صغيرة تتسع من 10 إلى 30 شخص أو أكثر أو أقل أحيانا، تنطلق من السواحل الجزائرية التي تقل فيها المراقبة الامنية من الغزوات ووهران غربا إلى عنابة و سكيكدة شرقا مرورا بالعاصمة و بجاية وجيجل و مستغانم وعين تموشنت و الشلف.
أو بالتسلل إلى سفن الشحن التجاري و سفن النقل البحري بمساعدة أعوان الموانيء من شرطة وجمارك أو بدون أي مساعدة إذا توفر الحراق على جوازات أو تأشيرة مزورة، أو حقيقية، لأن الحرقة لم تعد تقتصر على منعدمي وثائق السفر. الحصول على فيزا مرة واحدة هو حلم جميع الحراقة؛ لأنّها تجعل مشروع “الحرقة” أقصر طريقاً وأقل مجازفة.
طريق الدول المحاذية للإتحاد الأوروبي: الإنتقال إلى تركيا بطريقة قانونية لما تتميز به العلاقات الجزائرية التركية من تسهيلات في باب تنقل الأشخاص، ومنها التسلل مشيا على الأقدام إلى اليونان الذي هو بوابة الإتحاد الأوروبي الشرقية. وبنسب أقل يتنقل الجزائريون إلى أوكرانيا و جورجيا و صربيا و روسيا البيضاء و دول البلطيق التي لم تلتحق بعد بالإتحاد الأوروبي بهدف البحث عن منافذ في اتجاه دول الإتحاد الأوروبي.

طريق دول أخرى أبعد: مثل دول الخليج، سوريا، الصين، ماليزيا، إندونيسيا، البرازيل، المكسيك..إما بهدف الإستقرار النهائي، أو الإستقرار المؤقت الذي قد يمنح لصاحبه تسهيلات أفضل للسفر إلى الدول الأوروبية. من أفكار الحراقة خلال رحلات السفر إلى الدول البعيدة هي العبور القصير (ترانزيت) في مطارات الدول الأوروبية و التسلل من المطار خلال ساعات انتظار الطائرة المتجهة إلى الوجهة النهائية، أو استغلال الفرصة لطلب اللجوء. هذه الظاهرة تنامت خلال السنوات التي سبقت أحداث سبتمبر 2001 وهي في تناقص منذ ذلك بسبب سياسات الرقابة المشددة التي تنتهجها شركات الطيران بشكل متزايد، وصدور قوانين تلزم الجزائري بتأشيرة العبور مهما قصرت مدة بقاءه في المطار.

طريق “الهجرة الشرعية”: أي بانتهاج الطرق التقليدية من تأشيرة و جواز سفر. الشاب الجزائري مستعد أن يدفع ثروة لوسطاء يضمنون له الحصول على تأشيرة ولو ليوم واحد، وطبعا ليس للسياحة وإنما بديل عن العناء المشار إليه في النقاط الثلاثة أعلاه. ونظرا لكون التأشيرة ووالوثائق المزورة الملحقة بها من كشوفات حسابات البنوك و عقود العمل و شهادات العطل وكشوفات الرواتب الوهمية، صارت تجارة رابحة، كثرت الأخبار التي تورد حل شبكات متخصصة في هذا النشاط يشكل عمودها الفقري أحيانا كثيرة عناصر داخل النظام و الإدارة. علما أن المتنفذين في الحكم وخاصة العسكريين يستغلون علاقاتهم بالقنصليات للإتجار في الفيزا بشكل يكاد يكون رسمياً.