هجرة

تجريم ”الحرقة’ لم يكبح الظاهرة: 60 شابا يحاولون الهجرة أسبوعيا منذ نهاية المونديال

كشف رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، بأن قوافل ”الحرافة” تضاعفت منذ نهاية مونديال جنوب إفريقيا. وتقرر إعداد تقرير مفصل وخاص بالظاهرة سيرفع لرئيس الجمهورية قريبا. وأفاد الأستاذ فاروق قسنطيني بأن ”عدد الحرافة بلغ 60 شابا أسبوعيا” بين محاولة تنتهي بالفشل وأخرى يتمكنون خلالها من بلوغ الضفة الأخرى.
لم يخف رئيس اللجنة قلقله الشديد من بروز ظاهرة ”الحرافة” خلال الثلاثة أسابيع الماضية. وأشار في تصريح لـ”الخبر” إلى أن ”الوضع أصبح خطيرا للغاية، ويستدعي الأمر إعادة النظر في المخطط الذي يتم الاعتماد عليه في مواجهة الظاهرة”.
وقررت اللجنة، بناء على تزايد نشاط الشبكات الإجرامية للهجرة غير الشرعية، إعداد ”تقرير خاص حول الظاهرة، يتم فيه إدراج مختلف الإحصاءات والحلول التي يجب إدراجها بشكل مستعجل”. ويضيف الأستاذ فاروق قسنطيني ”إن السبب الرئيسي الذي يدفع بالشباب اليائس إلى اختيار الهجرة غير الشرعية، يتمثل أساسا في الفقر والحاجة الملحة للبحث عن العمل”. وفند المتحدث أن يكون للهجرة غير الشرعية أسباب سياسية، بقدر ما هي أسباب اقتصادية قاهرة، تدفع بحاملي الشهادات الجامعية والبطالين وأصحاب الدخل المحدود، للبحث عن منفذ يمكنهم من الوصول إلى إسبانيا أو إيطاليا لتحسين مستواهم المعيشي. كما أضاف إلى هذا الأمر، مشكل غياب السكن الذي أصبح يؤرّق المواطنين اليائسين؛ فالنسبة الغالبة من الحرافة يعانون من أزمة سكن تدفعهم إلى ركوب قوارب الموت.

وقد أثار عدد من العارفين بخبايا ”الحرفة” أن الظروف المناخية خلال الفترة الأخيرة أصبحت جد مواتية لنقل أعداد معتبرة من الحرافة، لسهولة نقلهم في الصيف، الذي يبقى الفصل المفضل لتكثيف الهجرة نحو الضفة الأخرى.
ومن هذا المنطلق، يعتبر رئيس اللجنة بأن ”التقرير الخاص حول الظاهرة الذي سيكون على طاولة رئيس الجمهورية قريبا، سيقترح بشكل مستعجل أن يتم التكفل بمشكل البطالة تحديدا، من أجل كبح قوافل المهاجرين”. وبلغ عدد من يقررون الانسياق في وعود شبكات الهجرة غير الشرعية، أسبوعيا، منذ الخروج المبكر للفريق الوطني من كأس العالم، ونهاية هذه التظاهرة الكروية تحديدا، حوالي 60 شابا عبر السواحل، خاصة في مدينة عنابة وعين تموشنت ووهران. ويتم إحباط أغلب المحاولات من طرف حرس السواحل.

بنك معلومات للحرافة لاستعادة الجثث

يؤكد المتحدث أنه من بين الحرافة حملة شهادات جامعية. وهناك أيضا من نجح في شهادة البكالوريا مؤخرا، وفتيات يقطن في عنابة والطارف.
وتوصلت الدراسات التي تحصلت عليها اللجنة إلى ارتفاع عدد القضايا المعالجة بنسبة 300 بالمائة و200 بالمائة بالنسبة لعدد الأشخاص الموقوفين. كما أن أغلب ”الحرافة” شباب تتراوح أعمارهم بين 18 و28 عاما، إضافة إلى قصر وكهول تتجاوز أعمارهم 40 عاما. ولأن كبح الظاهرة لا يمكن أن يكون بتجريمها وسن عقوبات سالبة للحرية، ألحّ فاروق قسنطيني على التأكيد على أن المطلب الأساسي اليوم هو إعادة النظر في القانون، الذي يسجن بموجبه الحراف. واقترحت اللجنة أن يتم ”الإبقاء على تجريم الظاهرة من دون تسليط عقوبة سالبة للحرية”، بالنظر إلى أن العقاب لا يقضي على محاولات الهجرة المتزايدة يوميا.
في نفس السياق، سيتم ضبط بنك للمعلومات خاص بكل الحرافة وعائلاتهم، من أجل التنسيق مع جمعيات وهيئات إنسانية ورسمية في الدول الأوروبية، من أجل معرفة وجهة الحرافة والتعرف على جثثهم في حال فشلهم في الوصول أحياء. ويأتي هذا بناء على الشكاوى المتزايدة لعائلات الحرافة، الذين يجهلون مصير أبنائهم. ويسمح مثل هذا النظام المعلوماتي بربط الاتصال والتنسيق لإعادة جثث الحرافة.
ويشير رئيس اللجنة الاستشارية بأن وجهة الحرافة اليوم لم تعد إسبانيا وإيطاليا فقط، بل امتدت إلى اليونان؛ حيث يسافر هؤلاء بطريقة شرعية إلى تركيا، ويتعاملون مع شبكات لتهريب البشر نحو اليونان، ويلقى أغلبهم حتفهم في عرض المياه.



المصدر :الجزائر: زبير فاضل
2010-07-18

http://elkhabar.com/quotidien/?ida=215917&idc=55&date_insert=20100717

مجموعة منوعة لصور ظاهرة الحرقة في الجزائر:

شارك بالتعليق

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق