سياسة

الجنرال عنترة

عنترة الجنرال بصوت نزار قباني

هذه البلاد شقه مفروشه يملكها شخص يسمى عنتره
يسكر طول الليل عند بابها
ويجمع الإيجار من سكانها
ويطلب الزواج من نسائها
ويطلق النار على الأشجار
والأطفال والعيون والضفائر المعطره

هذه البلاد كلها مزرعة شخصيه لعنتره
سمائها،هوائها،نسائها، حقوله المخضوضره

كل الشبابيك عليها صوره عنتره
كل الميادين هنا تحمل إسم عنتره

عنتره يقيم فى ثيابنا
فى ربطه الخبز, فى زجاجة الكولا
وفى أحلامنا المحتضره

فى عربات الخس والبطيخ
فى البصات، فى محطة القطار
فى جمارك المطار
فى طوابع البريد
فى ملاعب الفوتبول
فى مطاعم البيتزا
وفى كل فئات العملة المزوره

مدينه مهجوره مهجره
لم يبقى فيها فارة او نمله او جدول أو شجرة

لاشىء فيها يدهش السواح ..إلا الصوره الرسميه المكرره للجنرال عنتره
فى غرفة الجلوس
فى عيد ميلاده السعيد
فى قصوره الشامخه
بازغه مسوره

ما من جديد فى حياة هذه المدينة المستعمرة
فحزننا مكرر
وموتنا مكرر
ونكهة القهوة فى شفاهنا مكرره
فمنذ أن ولدنا ونحن محبوسين فى زجاجة الثقافة المدونه واللغة المدونه
فمنذ أن دخلنا المدرسه
ونحن لا نَدرُس إلا سيره ذاتيه واحده
تخبرنا عن عضلات عنتره
ومكرمان عنتره
ومعجزات عنتره

ولا نرى فى دور السينما
إلا شريطاً مفجراَ
يلعب فيه عنتره

لاشىء فى إذاعة الصباح نهتم به
فالخبر الأول فيها…خبر عن عنتره
والخبر الثالث والخامس والتاسع والعاشر فيها خبر عن عنتره

لاشىء فى البرنامج الثانى
سوى عزفُ على القانونِ
من مؤلفات عنتره

ولوحةُ زيتيه من خربشات عنتره
وباقهُ من أردى الشعرِ بصوت عنتره

*****

لا نجمة فوق شاشة التلفاز إلأ عنتره
بقده المياس
أو ضحكته المعبره

يوما بزي الدوق والأمير
يوما بزي الكادح الفقير

يوما على دبابة روسيه
يوما على مجنزره
يومنا على أضلاعنا المكسره

شارك بالتعليق

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق