سياسة

حول هدم مسجد في طور الإنجاز بأغريب – تيزي وزو.

إصـــــــابة 6 أشخاص بجروح متفاوتة
الارسيدي متهم بالتحريض على هدم مشروع مسجد أغريب
ف.ا/ الوكالات

أسفرت المناوشات العنيفة التي نشبت أمس الأول، بين سكان قرية أغريب (45 كلم شمال شرق مدينة تبزي وزو)، عن إصابة ستة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة استدعت تحويلهم إلى مستشفى أزفون لتلقي الإسعافات اللازمة، وهذا بعد أن أقدم مجموعة من المواطنين على هدم أعمدة وتخريب أرضية مخصّصة لاحتضان مشروع مسجد جديد تشرف جمعية دينية على عملية إنجازه بوسط القرية.
ودفعت هذه التطورات بلجنة القرية إلى عقد اجتماع طارئ بغرض تهدئة الأوضاع، حيث تم إيداع شكوى ضد أعضاء اللجنة الدينية لدى مصالح الدرك الوطني لبلدية أغريب. وحسب مصادر مطلعة، فإن الطرفين (أعضاء اللجنة الدينية ومجموعة من المواطنين) دخلا في مشادات عنيفة في حدود الخامسة والنصف من مساء أول أمس، بعد أن قام عدد من الشباب بالاستيلاء على جرافة تابعة للبلدية كانت متواجدة على مستوى إحدى الورشات، والتوجه بها مباشرة إلى المكان الذي يحتضن مشروع المسجد الجديد ليتم هدم أعمدته وتخريب الأرضية المخصّصة التي كان من المفروض أن يقام عليها.
وهذا ما أثار حفيظة أعضاء اللجنة الدينية التي كانت وراء فكرة إنجاز هذا المسجد لتندلع اشتباكات عنيفة بين الطرفين أسفرت عن سقوط ستة جرحى من الطرفين تعرضوا لإصابات متفاوتة.
ولم تتردد لجنة القرية في توجيه أصابع الاتهام لأعضاء اللجنة الدينية والتي سكبت، حسبهم، الزيت على النار بعد محاولتها استغلال قطعة أرضية ملك للقرية دون موافقة السكان.
لكن أعضاء اللجنة الدينية رفضوا جملة وتفصيلا هذا الكلام، حيث اتهم رئيسها ايت عمارة محمد، في حديثه لـ وقت الجزائر ، صراحة رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الارسيدي ، سعيد سعدي، شخصيا بالوقوف وراء عملية هدم مشروع المسجد وتحريض المواطنين على العنف خلال الكلمة التي ألقاها أثناء مشاركته يوم 05 أوت المنصرم في عملية تدشين المعلم الديني لسيدي جعفر.
وحسب دائما أعضاء هذه اللجنة، فإن حزب الارسيدي هو المسؤول الوحيد على كل هذه التجاوزات، حيث أكد المتحدث أن الدليل الوحيد لضلوع الارسيدي مباشرة في القضية هو تواجد البرلماني ارزقي عيدار بعين المكان ومشاركته شخصيا في هدم أعمدة المسجد… إنها ممارسات طائفية لا يمكن إيجاد لها أي تفسير… .

سعيد سعدي في منطقة أغريب

وحسب دائما ايت عمارة، فإن أعضاء لجنة القرية لا يمثلون إلا أنفسهم مادام أنهم لم يتم تعيينهم من طرف مواطني القرية، بل جاءوا فقط لعرقلة عملية تجسيد المسجد وليست لهم الصفة القانونية لتقديم شكوى أمام مصالح الأمن… .
وبالرغم من المحاولات العديدة للاتصال بلجنة القرية ورئيس بلدية أغريب، لأخذ رأيهم في الموضوع، إلا أن كل هذه المحاولات قد باءت بالفشل في ظل رفض الرد على كل المكالمات الهاتفية.
وتعد المشادات التي شهدتها أول أمس، قرية أغريب بمثابة نتيجة حتمية لصراع قائم بين الطرفين منذ تقريبا سنة كاملة، وهذا بعد رفض لجنة القرية السماح للجنة الدينية تشييد هذا المسجد على القطعة الأرضية والتي هي حسبهم ملك للقرية ولا يمكن استغلالها بدون ترخيص من السكان. وهو ما دفع رئيس بلدية أغريب إلى التراجع وإلغاء رخصة البناء التي أمضاها في وقت مضى، بعد أن تلقى حسب تصريحاته عريضة تضم 700 توقيع لمواطني القرية.
في الوقت نفسه، قررت لجنة القرية هدم المعلم التاريخي لسيدي جعفر والذي يتوسط المقبرة قصد إعادة بنائه، على اعتبار أنه المعلم الديني الوحيد لقرية أغريب. وهي الفكرة التي رفضتها اللجنة الدينية استنادا إلى حجج دينية خاصة وأن القرآن الكريم يحرم الصلاة في المقابر، لتتطور الأمور بين الطرفين بعد وصول القضية إلى أروقة المحكمة العليا بعد الطعن بالنقض في الحكم الابتدائي لمحكمة عزازقة والقرار الصادر بمجلس قضاء تيزي وزو واللذين كانا في صالح اللجنة الدينية.

http://www.wakteldjazair.com/index.php?id_rubrique=287&id_article=6930

ـــ

العقلاء يحذرون من محاولة إقحام القضية في صراعات سياسية بتيزي وزو
اشتباكات بالأسلحة تخلف جريحين بعد محاولة هدم مسجد أغريب بجرافات البلدية

2010.08.11

عادت من جديد أجواء الاحتجاجات إلى بلدية أغريب بولاية تيزي وزو، حيث وقع مساء أول أمس، في حدود الساعة السادسة والربع، اشتباك عنيف بين عدد من سكان المنطقة واللجنة الدينية التي رفضت التخلي عن مشروع إنجاز المسجد المتواجد على مستوى المنطقة، وتحديدا بالمكان المسمى “السوق القديم”

وقد دخل الطرفان في مناوشات كلامية في بداية الأمر، لتتحول إلى مشادات بالأيدي، لتتطور الأمور وتصل إلى حد تبادل لإطلاق النار، ما أدى إلى إصابة شخصين بجروح متفاوتة الخطورة، الأمر الذي أثار حالة ذعر وطوارئ بين سكان المنطقة.
وحسب ما علمته “الفجر” من مصادر محلية موثوقة، فإن تصاعد الاشتباكات وخوف عقلاء المنطقة من تحول الخلاف إلى ما لا يحمد عقباه، تم تنظيم لقاء عاجل بالقرية، أمس، أدى إلى الدعوة لترك القطعة الأرضية للسوق القديم واستعمالها في وظيفتها الأصلية، إلى جانب إلغاء رخصة إنجاز مشروع المسجد، ومن جهتها رفضت لجنة القرية المقترح وأكدت مواصلتها تشييد المسجد، حسب ذات المصادر.

وقد تعرض المسجد، مساء أول أمس، لهدم بعض أجزائه من طرف سكان منطقة أغريب، باستعمال جرافات تابعة لمصالح بلدية أغريب، واستعملوها في هدم أجزاء من الهيكل. ولم تستبعد مصادر “الفجر” قيام لجنة القرية برفع دعوى قضائية أخرى، ضد الذين أقدموا على هدم أجزاء من المسجد وتخريبه.

وتشير مصادر محلية موثوقة من أغريب، في تصريحها لـ”الفجر”، إلى أن سبب عودة الاحتجاجات إلى المنطقة، يرجع لرفض لجنة القرية، الخميس المنصرم، حضور عملية تدشين مسجد سيدي جعفر، وهي العملية التي حضرها رئيس الأرسيدي سعيد سعدي، حيث أن المسجد أشرفت على ترميمه لجنة القرية.

كما أن البوادر الأولى للخلاف، الذي قد يتسبب في فتنة كبرى بين أبناء منطقة أغريب، بدأت مع تأسيس اللجنة الدينية، التي قررت إنجاز مسجد جديد، الأمر الذي ساهم في إثارة البلبلة بين المواطنين، خاصة وأن اللجنة الدينية تلقت أعذارا بوقف أشغال الإنجاز، مع تهديدات بالمتابعات القانونية والقضائية، لكنها رفضت الامتثال، وقررت مواصلة أشغال الإنجاز.

وكشفت مصادر محلية أن الاستعانة بالعنصر النسوي كانت بشكل واضح من جانب المعارضين لعملية الإنجاز، أغلبهن شابات دون علمهن بالأمر، حين تم إيداع عريضة توقيعات لدى مصالح البلدية، وهو الأمر الذي اعتبره سكان المنطقة مساسا بشرف العائلات، متسائلين هل حقا حضرت هذه النسوة الاجتماع المقام، والذي أقر إنجاز مسجد جديد، وترميم مسجد سيدي جعفر.
وكانت مصادر من عقلاء أغريب قد حذرت من إقحام قضية المسجد في صراعات سياسية، أو محاولة لتحقيق أغراض شخصية تحت شرعية الدين.

جمال عميروش

http://www.al-fadjr.com/ar/national/158048.html

3 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • البلاد تقف على آثار الجريمة··لــهــذا أمــر الأرســيــدي بــهــدم مـسـجـد أغــريــب البربرية مرت ذات يوم من هنا··
    الأحد 15 أغسطس 2010 | الحدث

    محمد سلطاني عبد السلام س
    هذا ليس عنوان فيلم من أفلام الرعب الهيتشكوكية بل هو مختصر عبارات الحسرة والأسى التي يمكن أن يعبر بها الزائر لقرية أغريب الآمنة المطمئنة، وهو يشاهد مسجدا وقد سوي أرضا بعدما اجتثت أساسته من القواعد بتدبير من حزب سياسي أعلن ”الحرب” على بيت من بيوت الله!

    لم أكن أتوقع أن الهدوء والسكينة اللذين يطبعان أغريب سيتحولان إلى هيجان شعبي بعد انتشار خبر وصول صحفيي ”البلاد” لتقصي ما وحدث لمشروع المسجد الذي هدم من الأساس، ولم يبق منه سوى قطعة ترابية عليها جرافة كانت تسوي ما تبقى من آثار·فور وصولنا إلى المسجد الذي سوي أرضا، اندفع إلينا عدد من السكان ”من أنتم، ماذا تريدون؟”، بكل عفوية أجبناهم ”صحافة·· جئنا لنعرف ما حدث قبل أيام واللغط الذي صاحب عملية بناء المسجد”، العدد الكبير من السكان على اختلاف أعمارهم الذين أحاطوا بنا اتفقوا على نفس الإجابة ”ليس هناك مسجد، من قال لكم إن هناك عملية بناء مسجد أصلا، هنا في أغريب؟”·مع العدد الهائل من الأسئلة المصحوبة بالاستفزازات فهمنا أن السكان يريدون طردنا من القرية أصلا، لكن الأسئلة التي حملناها معنا كانت أقوى من محاولة الطرد· وبنوع من التحدي طلبنا من السكان السماح لنا بتصوير موقع المسجد المهدم وهو السؤال الذي زاد من ثائرتهم وردوا ”تريدون أن تصوروا المكان حتى تقولوا إننا هدمنا المسجد·· هذا غير صحيح فلا وجود للمسجد هنا، المسجد الوحيد الذي نملكه هو مسجد سيدي جعفر ويمكنكم أن تصوروه”·على بعد 20 مترا من هناك، يقع مقام سيدي جعفر، هكذا يحلو للسكان تسميته بدلا من مسجد سيدي جعفر طلبا للبركة وفق ما يعتقدون، المسجد لا يعدو أن يكون غرفة لا تزيد على 40 مترا مربعا، لا يتسع لأكثر من 60 مصليا في الوقت الذي يسكن قرية أغريب 3 آلاف ساكن، وهي المفارقة التي وقفنا عليها، إذ يصرّ من التقيناهم عند المسجد على التأكيد أنه قادر على استيعاب 600 مصلٍّ، وهو ما لا يعقل بالنظر إلى حجمه الصغير· وهو ما يفسر ربما رغبة بعض السكان منعنا من التصوير حتى لا تنكشف الأمور· عندما يحضر كبارهم يصمت غلمانهم وشيابهم···آه ”البلاد” نعرفكم ونعرف توجهكمحدة النرفزة أخذت في التصاعد شيئا فشيئا، وكان أول ضحاياها آلة التصوير التي أخذت من يدي وألقى بها أحدهم على أرض المسجد، كان لزاما أن نخرج مسرعين حتى لا يعتدى علينا· وما إن هممنا بالخروج من المسجد حتى لمحنا سيارة مرسيدس فخمة تتوقف وينزل منها شخص يبدو من مظهره أنه من أعيان المنطقة، فسح له الناس الطريق للوصول إلينا·الزائر ذو الوزن الثقيل لم يكن سوى النائب البرلماني عن الأرسيدي أرزقي عيدر، تقدم إلينا وقلادة ذهبية تتدلى من عنقه، بادرنا التحية والسؤال ”من أنتم؟ وهل لنا أن نعرف ما تريدونه منا”، فأجبناه: ”نحن من جريدة ”البلاد” وجئنا لتقصي الحقيقة عما حدث”·ما إن عرف أننا من ”البلاد” حتى أطلق ابتسامة ماكرة وقال ”أنتم تعرفون، لو كنتم جريدة ليبرتي أو لوسوار لسمحنا لكم بالعمل ولرحب بكم كل السكان”، نرد عليه ”السكان منعونا من العمل وأنت كذلك تود أن تمنعنا”، نوع من الإحراج وقع فيه النائب قبل أن ينظر إلى السكان مخاطبا ”لا تقلقوا سأبلغكم بالحقيقة الكاملة وراء منعنا بناء المسجد وتهديمه كلية”

    نحن من أنصار الإسلام التقليدي وهم سلفيون

    عدنا أدراجنا إلى الضريح لنتحدث مع أرزقي عيدر عن روايته لما حدث في القرية والفتنة التي لا تكاد تنطفئ حتى تشتعل من جديد، وبدون مقدمات وجه كبير القوم بعد سعيد سعدي اتهاماته إلى بعض الشباب الذين أطلق عليهم صفة ”الوهابية” و”السلفية المحبون لتنظيم القاعدة” وقال ”المسجد الذي نجلس فيه حاليا هو مسجد القرية الذي تقام فيه الصلوات والمناسبات الدينية وتقرأ فيه فاتحة زواج بناتنا، ولكن قبل مدة ظهر عندنا بعض السلفيين والوهابيين ممن ينكرون على نسائنا عدم ارتدائهن الحجاب وعلى رجالنا عدم إعفاء اللحية·· ويريدون إجبارنا على اتباع أهوائهم، ولهذا السبب رفضنا أن يبنوا ذلك المسجد”· واتهم البرلماني ”شخصا يقيم في بريطانيا” بأنه العقل المدبر لكل ما يحدث، حيث قال إن ”سبب الفتنة هو أحد المقيمين ببريطانيا وسبق له أن تنقل إلى أفغانستان··· إنه متشبع بفكر طالبان والقاعدة”·ويذهب محدثنا أبعد من ذلك من خلال اتهام لجنة المسجد باستلام مبالغ مالية طائلة من جهات مجهولة، وأضاف ”لقد حضرت عدة سيارات وبالخصوص رباعية الدفع بترقيم ولايتي البليدة وبومرداس، تصل إلى قرية أغريب وتسلم لهم أكياس من الأموال”، ويدقق ”القيمة المالية للحديد المستخدم 600 مليون سنتيم”، وبنبرة من التهكم يضيف ”لقد عجزنا عن تأمين مبالغ مالية لتهيئة مقام سيدي جعفر في الوقت الذي كانت الأموال تتهاطل على الجمعية الدينية”·من أوصل ”البلاد” إلينا خائن يستوجب الطردأطلنا الحديث مع النائب ارزقي عيدر الذي كان أهدأ السكان وأكثرهم رزانة، وكان الحديث يتقطع بين الفينة والأخرى من بعض الحضور ممن يريدون أن نغادر أو يسارع ارزقي عيدر لطردنا، لكن غضب السكان العارم كان اكتشافهم للدليل الذي أوصلنا إلى مكان أغريب واتهامهم له بالعمالة والأصولية، على الرغم من أن الصدفة وحدها، أوصلتنا إليه في مدينة فريحة حين سألنا أحد المواطنين عن الطريق الموصل إلى أغريب· ولما كشفنا له عن سبب حضورنا إلى فريحة، لم يمتنع عن إيصالنا إلى أغريب، لكن تلك الخدمة كادت أن تعود عليه بالضرر، وسارع إلى مغادرة المكان على جناح السرعة، لنغادر بعده المكان تحت وابل من العبارات الاستفزازية كان يطلقها بعض المتطرفين من سكان القرية·

    أخرجوهم من قريتكم إنهم يصلون··!

    في اللحظة الأولى لوصول بعثة ”البلاد” إلى أغريب، بدأت تتعالى الأصوات المنادية بطردنا واتهامنا بأننا ”أصوليون” بعدما كشف النائب الأرسيداوي أرزقي عيدر بأن خطنا الافتتاحي ”لا يعجبه كثيرا”·· حيث بدا أن الأجواء متوترة ومشحونة إلى درجة أحجسسنا فيها بأننا قد نتعرض للاختطاف، فسارعنا نسابق الخطى إلى المغادرة خوفا من حصار ضرب علينا، وتفاديا لانزلاق الأمور وتقليلا من أضرار وشيكة باتت تهددنا وتحاصرنا من كل حدب وصوب· ركبنا السيارة التي كانت تقلنا وشرعنا خلسة- وبعد عملية تمويه- في البحث عن أعضاء لجنة المسجد· وكنا قبل الانتقال إلى مدينة أغريب قد أعددنا العدة ورتبنا أمورنا، وهكذا التقينا الشاب القبائلي المتعلم والمثقف والمتمسك بإسلامه في قرية يعيش فيها غربة، في ظل الأجواء التي يريد فرضها بعض زبانية الأرسيدي على قرية أغريب الآمنة المطمئنة·ما إن علم الشاب ”الوسيم” بأننا صحفيون حتى أقبل علينا وهو يتنفس الصعداء، وكأن على كاهله حمل ثقيل يريد أن يتخلص من عبئه في ظل حصار إعلامي ضرب عليه وعلى قضية المسجد بفعل قوة امتدادات الأرسيدي في المنطقة، حيث يرغب المتطرفون في رسم سيناريو جريمة هدم مسجد أغريب من خلال التسويق لروايات من نسج الخيال!”القاعدة”وحكاية الكلب والكلب!بادرنا الشاب، دون مقدمات ولالف ولا دوران، بالسؤال عن علاقة مسجد أغريب بـ”القاعدة” وبـ”السلفية” و”الوهابية”، فأدرك محدثنا أننا نردد روايات أرزقي عيدر وأتباعه من مناضلي الأرسيدي في قرية أغريب، فقال (الشاب) في البدء إنه على الأرسيدي أن يحسم أمره ويحدد موقفه·· فتارة يتهمنا نحن بالانتماء لـ”القاعدة” وتارة يتهم السلطة بالوقوف وراءنا لمنافسة الأرسيدي في القرية وتارة يتهمنا بالسلفية وتارة أخرى بالوهابية·· وهي كلها مصطلحات وعبارات يلوكها الأرسيدي وأتباعه وهم يجهلون معانيها ومدلولاتها -يقول الشاب- قبل أن يعاود الكرة نافيا أن يكون على علاقة لا بـ”القاعدة” ولا بـ”السلفية” ولا بـ”الوهابية” ولا غيرها، مؤكدا أنه من المعتدلين، مستدلا على ذلك بخصوصية من خصوصياته العائلية حين راح يكشف بأنه لم يتمكن من إقناع أهله بارتداء الحجاب، ولم يفسد ذلك للود قضية، ، ليصل إلى التأكيد أن التهم التي يرددها خصوم المسجد، الذين ارتكبوا جريمة هدمه، هي من نسج خيال الأرسيدي بعدما انهزم في معركته ضدنا في ساحة الإدارة والقضاء و”الجماعة” وأهل القرية فلم يجد من سبيل للإجهاز على المسجد غير اتهامانا بالانتماء لـ”القاعدة” لعبا على وتر العاطفة خاصة بعدما أنكرت قرى ومداشر منطقة القبائل جريمة هدم المسجد، الأمر الذي أحرج كثيرا متطرفي الأرسيدي، فلجا إلى حكاية ”القاعدة” بعدما عجز على إخفاء الجريمة وآثارها!

    سر الاهتمام المغربي بسيدي جعفر!

    تأكدنا من ملامح الشاب وصدق لهجته وصراحة عبارته، فطلبنا منه أن يحكي لنا تاريخ ”ضريح سيدي جعفر”، فكانت المفاجأة كبيرة حين اكتشفنا بأن تاريخ هذا الرجل مجهول ولا أحد بالقرية يعرفه· ومع ذلك، فإن سعيد سعدي أكد في خطابه يوم تدشين الضريح في الخامس من هذا الشهرأوت ,2010 بعد الانتهاء من عملية الترميم بأن العديد من المغاربة يريدون زيارة الضريح، رغم أن شهادات أهل الحي تؤكد بأن ضريح سيدي جعفر أشبه إلى حد المطابقة بـ”كنيس” اليهود، الذي يتواجد في المغرب، الأمر الذي جعل العديد من أهل القرية يشكون في نوايا سعيد سعدي، الذي قال في هذه المناسبة: ”إنه كما اعتنينا بالثقافة وباللغة·· يجب أن نعتني بالدين”·· وبطبيعة الحال لا يقصد الدين الذي يعرفه كل الجزائريين، الأمر الذي حمَلنا على طرح السؤال حول سر اهتمام سعدي بضريح سيدي جعفر ودعوته إلى الاعتناء بالدين، فقال لنا بعض المثقفين في القرية بأن سعيد سعدي يريد أن يجعل من قرية أغريب ”قرية نموذجية لمشروعه اللائكي”·· وهو ما يفسر ”الأعمدة الخمسة” التي أقيمت في الضريح ليس نسبة إلى أركان الإسلام الخمسة بل نسبة إلى التقاء النصرانية واليهودية وإسلام الدراويش والعبادات المشرقية والديانات التقليدية، كما أسر إلينا بعض السكان الذين التقيناهم في هذه المغامرة، إلى قلب فضيحة هدم مسجد أغريب بأن ”مرتدين”( خرجوا من الإسلام إلى النصرانية) جاءوا من ”مكودة” لحضور احتفالات تدشين ضريح سيدي جعفر في الخامس من هذا الشهر بحضور سعدي وقيادات الحزب والعروش، تأكيدا على ”دعمهم لكل ما من شأنه أن يوقف ”زحف التدين” في أوساط أهالي منطقة القبائل وبالأخص الشباب منهم· وقد جاء هذا الكلام الذي سمعناه من هؤلاء المثقفين من أهل قرية أغريب حول فكرة لائكية سعدي الجديدة، قريبا جدا من نشاط تحتضنه فرنسا وبعض القنوات الإعلامية التي تبث من هذا البلد بدعم من منتخبين من أصول قبائلية في حزب الأغلبية -بقيادة ساركوزي- للترويج لأطروحة الأصول اليهودية للبربر أواليهود من أصول بربرية وتشابه الثقافات· على كل حال، معاداة سعدي لبناء مسجد وتحريضه على ارتكاب جريمة هدمه، لأن القائمين عليه مثقفون ومتعلمون وعلى درجة عالية من الوعي، ودعمه في المقابل لـ”تدين مشبوه” ودفاعه عن المتنصرين، يؤكد بأن قضية هدم مسجد أغريب لم تكشف عن كل أسرارها بعد!

    سيناريو كمال أمزال ”قد يتكرر”!

    لم نصدق ما كنا نشاهده بأعيننا من هدم للمسجد كما لم نصدق بأن مسجدا كان قائما في قرية أغريب قد سوي أرضا، خاصة وأن آثار الهدم من حجارة وأعمدة وغيرها من بقايا الركام قد أزيحت عن آخرها وأخفيت لدرجة أن الذين تآمروا على المسجد لم يترددوا في استغفالنا بأن يسوقوا رواية تنفي وجود مسجد قد هدم، ظنا منهم بأننا صحفيون لا نعلم الحقيقة· ومع كل هذا بقيت آثار جريمة الحرق والنار التي أضرمت وشرارات الزجاجات الحارقة شاهدة على تفاصيل جريمة الاعتداء التي طالت المسجد ولجنة المسجد، يوم الثلاثاء الماضي، أي ليلة رمضان، حين تعرض أعضاؤها للرشق بالزجاجات الحارقة والحجارة وإضرام النار في المسجد، رغم أن البناء كان قد تجاوز الستين في المائة، مما تسبب في مشادات هي ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، في ظل تكرار سيناريو الاستفزازات بشكل دوري رغبة في الوصول الى سيناريو شبيه بسيناريو مقتل كمال أمزال·· حتى تتدخل السلطات لتمنع بناء المسجد وهو ما يؤكد أن الاعتداءات ستتكرر وتتكرر خاصة وان أعضاء لجنة المسجد قد أصدروا ”بحثا” في ”فائدة هيبة الدولة” ومؤسساتها وهم يعتزمون العودة إلى بناء المسجد مجددا·· مهما كلفهم من ثمن··!

    http://www.elbiladonline.net/modules.php?name=News&file=article&sid=22144

  • عودة أبي لهب ··
    الأحد 15 أغسطس 2010 | الافتتاحية

    خبر عاجل: ”هدم مسجد و اجتثاثه من أساساته”!الحادثة لم تقع لا في الهند ، ولا في الفلبين ولا حتى في قرية صربية أو إحدى بؤر التوتر العرقي والإثني في العالم··الحادثة وقعت في قرية تسمى أغريب، في ولاية تيزي وزو على بعد حوالي 100 كلم شرق الجزائر العاصمة، أين يتواجد مقر رئاسة الجمهورية ووزارات الداخلية والشؤون الدينية وغيرها من مؤسسات السيادة··الغريب ليس في جرأة ”أبي لهب” القرن العشرين وأزلامه من سفهاء القرية، بقدر ما هو في الصمت الذي تلتزمه السلطات والجهات المعنية منذ الحادثة، بل منذ الإشارات الأولى لانطلاق الفتنة·غلام الله الذي أزعجه صوت الآذان المرتفع من منارات بعض المساجد، لم يصدر من وزارته ولا بيان تنديد ··

    وسيف الحجاج الذي سلطته السلطات في وجه تجار الأرصفة من البطالين الذين ”يشوهون مناظر المدن”، تحول إلى سيف من خشب حين تعلق الأمر بالتعدي على مقدسات الأمة·الحادثة مؤشر على تحول البلد إلى مقاطعات ومحميات وإمارات، يحكمها أمثال سعدي وغيره من السعداء الذين وجدوا في انكسار هيبة الدولة فرصة لتكوين محميات يفعلون فيها ما يشاؤون رغم أنف الدولة والقانون والدين والدنيا··!سؤال بسيط: ماذا سيحدث لو أقدم بعض الشباب المتهور على الانتقام لهدم المسجد، ومن سيتحمل مسؤولية أي تصعيد مستقبلي؟·الأكيد أن ”أبا لهب” سيترك أغريب ليرحل على متن أول طائرة إلى باريس وسيترك النار خلفه مشتعلة، تأكل الأخضر واليابس··

    http://www.elbiladonline.net/modules.php?name=News&file=article&sid=22145