سياسة

الدليل السياحي الفرنسي 2009 Petit Futé Algérie الذي حظرته الحكومة الجزائرية بعد أن وافقت على محتوياته

تدور هذه الأيام كثير من البلبلة حول الدليل السياحي الفرنسي Petit Futé في طبعة 2009 الخاصة بالجزائر التي جاءت في طياتها كثير من التفاصيل عن الوضعية الكارثية للمرافق السياحية في الجزائر، إضافة إلى فقرات من التهكم المعهود من الفرنسيين تجاه عادات الشعب الجزائري، المقرف في هذا الموضوع هو أن الدليل الذي لجأت الحكومة إلى حضره بعد الفضيحة كانت وزارة السياحة قد دفعت مبالغ باهضة للحصول على جزء مهم من نسخه… دون أن تغفل جرائد الطومبولا دورها في تمييع الموضوع على غرار جريدة الشروق في التقرير أدناه…وفي كل الأحوال يمكن لمن شاء الإطلاع على الدليل المذكور أن يقوم بتنزيله مجانا من موقع محرك البحث قوقل للكتب، من الرابط الآتي:

2009 Petit Futé Algérie

هاجم قانون الأسرة وانتهك شرف المرأة الجزائرية
الحكومة تمنع ترويج دليل سياحي فرنسي يسيء للجزائر وشعبها
2010.08.30 محمد مسلم

غلاف الدليل السياحي
“الجزائريون غارقون في القيل والقال والنسوة مضطهدات ومسجونات بالبيوت”

منعت الحكومة دخول دليلا يروّج للسياحة في الجزائر، كانت وزارة السياحة قررت شراء المئات من نسخ هذا الكتاب الذي يحظى بخدمات إشهارية سخية توفرها له مؤسسات سياحية وفندقية جزائرية، على غرار شركة الخطوط الجوية الجزائرية والديوان السياحي الجزائري، وفندق الأوراسي، وذلك بسبب احتواء الطبعة الأخيرة على إساءات وقدح في كرامة وأصالة الشعب الجزائري وتقاليده.

تأكيد حظر دخول الطبعة الرابعة من هذا الدليل السياحي، جاء على لسان مدير المؤسسة الناشرة، جون بول لابوردات، الذي عبّر عن استغرابه من قرار السلطات الجزائرية الرافض لمنتوجه، سيما وأن مجموعة “لو بوتي فيتي” وتعني باللغة العربية (سريع البديهة)، تعتبر المتعامل الأمثل لدى المؤسسات السياحية الوطنية والخطوط الجوية الجزائرية، في الترويج للمنتوج السياحي الجزائري.
قرار المنع طال على وجه التحديد الطبعة الرابعة الصادرة في 2009، التي كان يتعين على القائمين عليها أن يجتهدوا في إبراز الجوانب الإيجابية للمخزون السياحي في الجزائر، على اعتبار أن الهدف من الدليل هو تقديم صورة بيضاء عن المنتوج السياحي الوطني لجذب المزيد من السياح، غير أن الطبعة الأخيرة تضمنت من الإساءات الكثير، إلى درجة أنها بدت وكأنها حملة تشويهية منظمة على عادات وتقاليد وموروث الجزائريين، وحتى نظم المجتمع وتشريعاته، على غرار قانون الأسرة.
ومما جاء في الصفحة 105 بهذا الخصوص أن “قانون الأسرة الجديد الذي أعده الرئيس بوتفليقة في مارس 2005، بعيد كل البعد عن التطلعات”، وأضاف “الإيديولوجية الإسلامية ساهمت في تسويد نظرة الرجال نحو النساء (في الجزائر). نرى المرأة ولكن لا نعرفها.. إنها مهانة ومحتقرة”، ولا تخرج من بيتها إلا يوم الجمعة لأداء الصلاة!.
ويعرض الدليل السياحي إلى ما يعتبرها سلوكات مشينة، لكنها متفشية بقوة في المجتمع الجزائري، بل جعلها اختصاصا جزائريا خالصا، كما جاء في الصفحة 460 : “ما يجب العمل من أجل تفاديه مهما كان الثمن، هو القيل والقال، الذي هو من اختصاص الجزائريين، سواء تعلق الأمر بسكان القرى أو الجزائر العاصمة!”.
حملة الإساءات للجزائر لم تتوقف عند هذا الحد، بل تعدت إلى المساس بشرف المرأة، التي قدمت في الدليل السياحي، على أنها غارقة في الانحلال الخلقي، مثلما جاء في الصفحة 106، حيث كتب فيها: “في الجزائر أو في وهران، من نادي الصنوبر إلى الملاهي الليلية الأكثر سوء، مرورا بالمطاعم والفنادق، وكذا الشبكة الإلكترونية ومواقع التعارف، العشرات من الفتيات يبحثن عن حياة أفضل، متحديات الطابوهات (الممنوعات)”، بل ولم يسلم حتى اللباس الشرعي من الإساءة: ” حتى الحجاب يسهل الأمور”، في إشارة إلى الرذيلة!.
إمعان النشرية الممنوعة من دخول التراب الوطني، طال حتى أحد الأعراش الجزائرية المعروفة بأصالتها وتمسكها بتقاليد الجزائريين، بحيث لم يتردد في نعت الأشراف من النساء والفتيات بأسوأ الأفعال.
جون بول لابوردات وبالرغم من فداحة الخطأ الذي ارتكبته مؤسسته، إلا أنه وفي تعليق على هذه القضية التي بدأت تكبر ككرة الثلج، خص موقع
” rue89.com”، قال إنه من غير المعقول أن يحرم من إبداء بعض أرائه في نشرية تصدرها المؤسسة التي يديرها.
والسؤال الذي يتبادر إلى ذهن المتتبع بعد انفجار هذه الفضيحة، هو هل أن الهدف من الدليل السياحي المحظور موجه بالفعل لتشجيع المنتوج الوطني، أم أنه تشويهي، الغرض منه إبقاء الجزائر في مؤخرة جيرانها على هذا المستوى، أم أن السياحة في نظر مؤسسة جان بول لا بوردات تختصر فقط في ما صار يعرف بالسياحة الجنسية، المتفشية في بعض دول جنوب شرق آسيا مثل تايلاندا وحتى بعض الدول العربية، وهي الحالة التي لا يمكن أن تنسحب على الجزائر بأي حال من الأحوال.

http://www.echoroukonline.com/ara/national/58548.html

تعليق واحد

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • انتقدت صحيفة “الوطن” الجزائرية الخاصة والصادرة بالفرنسية بشدة ما جاء في كتيب سياحي فرنسي صادر عن سلسلة “لوبوتي فيتي” أو “الشاطر الصغير” وهي سلسلة من الكتيبات الصغيرة التي تهتم بمختلف الوجهات السياحية في العالم، وصدر عنها كتيب يتناول السياحة بالجزائر.

    وبحسب صحيفة “القدس العربي” أثارت مقاطع من الكتيب الذي قدمه جان بول لابوردات واختارت الصحيفة الجزائرية مقاطع منه لنشرها جدلاً كبيراً لتضمنها إساءات للجزائريين من ضمنها وصفهم بالعنيفين والمكبوتين جنسيا.

    ووفقاً للصحيفة تضمن الدليل في طياته إساءات وإهانات بالجملة ضد الشعب الجزائري، لأنه أخذ بعض التصرفات الفردية والمعزولة وعممها على كل الجزائريين مثل قوله “من الطبيعي أن يضرب الجزائري زوجته أو أمه أو ابنته أو صديقته”.

    واقتطفت صحيفة “الوطن” بعض العبارات التي تضمنها الكتيب منها ما قاله صاحب الكتيب عند الحديث عن حي القصبة الشهير بالعاصمة، والمصنف من قبل الأمم المتحدة ضمن التراث العالمي، مشيرا إلى أن هذا الحي يعيش أوضاعا مزرية وأن عملية ترميمه لم تنطلق إلا عام 2005، فكتب “الشعب الذي يغتال تراثه من الطبيعي أن يكون همجيا في التعامل مع المرأة”.

    وبحسب الصحيفة، وصف الكتيب الشباب الجزائريين بالحمقى وبالمكبوتين جنسيا، وأن النساء الجزائريات منحرفات، من خلال التأكيد على أن الدعارة موجودة في كل مكان بالجزائر، وانتقل بعد ذلك إلى الحديث عن أشياء أخرى منها أن السائح لا يمكنه القدوم لبلد للقوات الخاصة مليشياتها، كذلك تطرق للإرهاب الذي عانت منه الجزائر خلال التسعينات، وعن الحريات فيها التي قال انها معدومة، ووصف النضال من أجل الديمقراطية بنضال الشواذ من أجل الاعتراف بحقوقهم.

    ومن جانب أخر أعلن الكاتب جان بول لابوردات تمسكه بما جاء في الكتيب، مؤكدا أنه لم يهدف الإساءة إلى الشعب الجزائري، وفي تصريح له نشره موقع “ريي89” ان الكتيب الذي أصدره يهدف إلى ترقية الوجهة السياحية الجزائرية، وأنه كان دائم الدفاع عن الجزائر، لدرجة أن وزارة الخارجية الفرنسية لامته على ذلك.

    واستغرب لابوردات الجدل الذي أثارته صحيفة “الوطن” موضحا أن الطبعة الأولى صدرت منذ عامين تقريبا، وأنه بصدد التحضير لإصدار طبعة رابعة. وقال ان السلطات الرقابية وافقت على ما جاء في الكتيب، بما في ذلك العبارات التي تثير الجدل.