سياسة

مصادر حكومية جزائرية لـ’القدس العربي’: لا وجود لقاعدة عسكرية أمريكية والقوات الفرنسية لن تضع قدما فوق التراب الجزائري

كمال زايت – 2010-09-24 الجزائر ـ ‘القدس العربي’: كذبت مصادر حكومية جزائرية فضلت عدم الكشف عن هويتها المعلومات المنشورة في وسائل إعلام فرنسية بشأن وجود قاعدة عسكرية أمريكية في الصحراء الجزائرية، معتبرة أن من سرب هذه المعلومات يسعى للضغط على الجزائر في موضوع مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل.
وقالت المصادر لـ’القدس العربي’ ان ما نشرته صحيفة ‘لوكانار أونشيني’ الفرنسية بشأن وجود قاعدة عسكرية أمريكية في الجزائر مجرد ‘مناورة مفضوحة’ هدفها ‘الضغط على الحكومة الجزائرية لحملها على تغيير موقفها بشأن مجموعة من القضايا التي لها علاقة بفرنسا، وفي مقدمتها ملف مكافحة الإرهاب’.
وأشارت إلى أن موقف الجزائر الرافض للتدخل العسكري الفرنسي في منطقة الساحل لم يرق لباريس التي كانت تتوقع من السلطات الجزائرية تعاونا أكبر، خاصة لما يتعلق الأمر بمواطنين فرنسيين يتعرضون للاختطاف.
وأكدت المصادر أن السلطات الجزائرية ‘التي تصدت لمشروع إقامة قاعدة لأفريكوم في إفريقيا ورفضت استضافة مقره، لن تقبل بوجود قاعدة أمريكية فوق أراضيها’، موضحة أن واشنطن قد اقتنعت بهذا الموقف وقررت التخلي عن فكرة نقل مقر ‘أفريكوم’ من شتوتغارت إلى دولة إفريقية.
وشددت المصادر نفسها على أن أجهزة الأمن الفرنسية سربت معلومات لوسائل الإعلام بشأن احتمال نقل الرهائن الخمسة الذين اختطفهم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بالنيجر إلى الصحراء الجزائرية، لتبرير فشل الاستخبارات الفرنسية في العثور عليهم، رغم أن دول النيجر ومالي وموريتانيا فتحت الأبواب على مصراعيها لهذه الاستخبارات.
وأوضحت أن الرهائن لم ينقلوا للجزائر، واصفة الترويج لذلك بـ’مناورة هدفها إيجاد مخرج مشرف لفشل السلطات الفرنسية في العثور على رعاياها، ومن جهة أخرى الضغط على السلطات الجزائرية وحملها على السماح للقوات الخاصة الفرنسية بالدخول للتراب الجزائري بحجة البحث عن الرهائن’، وهو أمر مرفوض جملة وتفصيلا لأن الجزائر لن تسمح لقوات فرنسية بوضع قدم فوق ترابها، كما قالت المصادر.
واعتبرت أن الجزائر مستعدة للتعاون مع فرنسا في موضوع مكافحة الإرهاب، موضحة أن أجهزة الأمن الجزائرية تقوم بجهد كبير للعثور على الرهائن الفرنسيين والأفارقة الموجودين في قبضة تنظيم القاعدة.
وكان إيرفي موران وزير الدفاع الفرنسي قد صرح أن الجزائر وفرنسا شريكتان في الحرب على الإرهاب وعلى تنظيم القاعدة، مشيرا إلى أنه بصرف النظر عن الاختلاف في وجهات النظر، فالبلدان يتعاونان في مجال المعلومات والاستخبارات.
وقال محللون هنا إن تصريح موران يعكس اقتناع الحكومة الفرنسية بأنها غير قادرة على تجاوز الجزائر في موضوع مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، علما بأن وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير زار مجموعة من دول الساحل في إطار تشكيل حلف جديد ضد تنظيم القاعدة، واستثنى الجزائر من جولته بعد انتقاد وزير خارجيتها تدخلها العسكري في مالي لمحاولة تحرير رعيتها ميشال جرمانو الذي اختطفه تنظيم القاعدة وأعدمه شهر آب/أغسطس الماضي.