سياسة

جسور وطرقات حديثة تنهار بتساقط لا يتجاوز الألف ملم

الاثنين, 08 نوفمبر 2010 21:04
أدت كميات الأمطار المتساقطة الأسبوع الجاري إلى انهيار وتحطم عدد الجسور والطرقات، كاشفة عن هشاشة في كفاءة مكاتب الدراسات والمؤسسات التي أنجزتها· ومع ذلك لا تزال السلطات لم تعلن عن أية جهة تتحمل المسؤولية في تلك الخسائر، مثلما سبق وأن فعلت مع المقاولين الذين ساهموا في إعمار بومرداس واندثر ما أنجزوه في زلزال ماي 2003 بسبب التحايل والغش في البناء·
أكد مصدر من الوكالة الوطنية للطرق السريعة للسيارات التقت به ”الجزائر نيوز” بالصالون الدولي الثامن للأشغال العمومية، أن الوكالة لم تنجز بعد خريطة لأهم الطرق أو النقاط السوداء التي غمرتها المياه ولم تعد صالحة ـ مؤقتا ـ للسير·
وقال مسؤول آخر في وزارة الأشغال العمومية أنه ”إلى غاية الأمس كل ما تم إنجازه لا يتعدى إحصاء الطرقات والجسور المتضررة في العديد من ولايات الوطن، خاصة الوسطى والشرقية منها من أجل إعادة فتحها أمام مستعمليها”·
أما بخصوص أية تحقيقات محتملة حول الجهات التي تتحمل المسؤولية في انهيار جسور وطرق أنشئت حديثا، فيؤكد المصدر أنه إلى غاية الأمس لم يتسرب أي إجراء عقابي في هذا الباب· ويبدو أنه من خلال تصريح الوزير عمار غول، أول أمس، للتلفزيون بأن المسؤولية في هذا الشأن لن يتم تحميلها لأية شركة أو مؤسسة رغم فداحة الوضع، إذ قزّم من حدة الخسائر، قائلا ”أشغال الطرقات لا يمكنها أن تتحمل أو تأخذ بالحسبان الظروف الطبيعية القاهرة، فمثل هذه الكوارث تحدث في كثير من دول العالم” وذكر أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية، رغم أن كميات الأمطار المتساقطة في الجزائر ـ يقول المختصون في الأرصاد الجوية ـ لا يمكن مقارنتها بكميات التساقط في الجزائر التي لا تقفز عن عتبة الـ 80 سنتيمترا في العموم كأقصى حد·
ولذلك قامت ”الجزائر نيوز”، أمس، بجولة إلى الصالون الدولي الثامن للأشغال العمومية وقابلت عددا من المسؤولين في مؤسسات وشركات إنجاز الأشغال الكبرى ومكاتب الدراسات، بهدف معرفة مدى المسؤولية التقنية في الخسارة التي تكبدها قطاع الأشغال العمومية·
يقول إبراهيم حماد مدير التسويق في شركة ”جيسي تيبي”، ”هناك طرقات لا تزال الأشغال جارية بها منذ 20 سنة ومقطع قسنطينة قالمة وعنابة خير دليل على أن الغش موجود، فمن المفروض أن طريقا جديدا لا يتم صيانته قبل 40 سنة”، مؤكدا أن الأرصاد الجوية ومصالحها يزودون مكاتب الدراسات بإحصائيات تساقط لمائة سنة خلت لإنجاز الطرقات وفق معطياتها حتى لا تتسبب الظروف المناخية القاهرة في مشاكل مستقبلا·
ويقول مسؤول كبير في مكتب دراسات أجنبي متخصص في الأشغال العمومية رفض الكشف عن هويته إن ”كافة أشغال الإنجاز تأخذ بالحسبان الظروف المناخية القاهرة وغير القاهرة التي مرت بها البلاد قبل إنجاز مشاريع كالطرقات السيارة والسريعة”، مؤكدا أنه سبق وأن أنجز دراسات في الجزائر مستندة على إحصائيات مماثلة للوكالة الوطنية للأرصاد الجوية ووزارة الموارد المائية، بينما يذهب رئيس مشروع سابق في شركة ”سات عنابة” إلى القول ”كل الغش والتحايل يجري في الانجاز الذي لا يتبع إرشادات الدراسات التقنية من أجل التقليل من المصاريف، وهو ما يؤثر على النوعية ويتسبب لاحقا في الكوارث”·
عبد اللطيف بلقايم

http://www.djazairnews.info/national/42-2009-03-26-18-31-37/22032-2010-11-08-20-05-47.html

———-

وفاة شخص بعد سقوطه في بالوعة ماء بالعاصمة
الاثنين, 08 نوفمبر 2010 21:01
لقي، صباح أمس، شخص يبلغ من العمر 52 سنة حتفه بسبب سقوطه في بالوعة للمجاري المائية أمام المعهد الوطني للتخطيط والأشغال العمومية ببلدية القبة· وحسب ما أكده المكلف بالإعلام على مستوى مديرية الحماية المدنية، بختي سفيان، فإن الحماية تلقت اتصالا هاتفيا من أحد المواطنين، في حدود الساعة الثامنة، يعلمهم بسقوط شخص في مكان معاينة للمجاري المائية التي غمرتها مياه الأمطار الغزيرة بسبب التقلبات الجوية التي عرفتها ولاية الجزائر· وأوضح ذات المتحدث في تصريــح لـ ”الجزائر نيوز” أن أعوان الحماية تنقلوا على جناح السرعة إلى مكان الحادث لإنقاذ هذا الشخص، ولكن لم يتم إنقاذه، لأن الشخص لفظ أنفاسه داخل البالوعة ليتم انتشال الجثة ونقلها إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي·
وعن ملابسات هذه الحادثة، قال متحدث عن الحماية المدنية أن الضحية لم تنتبه لوجود البالوعة (مكان معاينة للمجاري المائية)، لأنها كانت مغمورة بالمياه نتيجة الأمطار الغزيرة·
في سياق ذي صلة، نقلت مصالح الحماية المدنية تسع عائلات إلى مستودع تابع لبلدية تسالة المرجة بالجزائر العاصمة بسبب تسرب مياه الأمطار داخل 28 مسكنا بحوش الشهداء الثلاثة· كما تم من باب الاحتياط نقل ستة عائلات أخرى إلى أقاربهم إثر ارتفاع منسوب مياه وادي بحي العزوني يعقوب، وفي نفس المنطقة غمرت المياه بعض السكنات، إثر تدفق واد جبرون بالقرب من حي الشهداء وحي سيدي يعقوب·
وبأولاد فايت تسبب ارتفاع منسوب مياه وادي بالقرب من مقر متعامل الهاتف ”نجمة” في تراكم المياه على حافة الطريق وعلى مستوى بعض السكنات·
وتوجب على مصالح الحماية المدنية التدخل بعين البنيان، على مستوى النفق الأرضي ”عين البنيان – الكثبان” لإجراء عمليات ضخ المياه بسبب تراكم مياه الأمطار·
وتسربت مياه الأمطار داخل 30 مسكنا بسبب ارتفاع منسوب مياه واد بزرالدة، كما تسربت داخل 12 مسكنا آخر ببلدية بئر توتة·
من جهة أخرى، تسببت الفيضانات في انهيار جدران واقية بكل من بئر خادم ودالي ابراهيم والدار البيضاء والدويرة· وبالبليدة تدخلت مصالح الحماية المدنية ببن خليل لإجلاء 30 عائلة تم إيواءها مؤقتا بالمدرسة الابتدائية بن شعبان بسبب تسرب مياه الأمطار داخل سكناتها·
كما أنقذت مصالح الحماية المدنية لبلدية قرارة (ولاية غرداية) شخصين كانا على متن شاحنة حاصرتها المياه جراء ارتفاع منسوب واد، يضيف نفس المصدر·
تضرر سكنات ببلدية ستيديا بمستغانم
وأدت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت خلال الـ 48 ساعة الأخيرة بمستغانم إلى تضرر ثمانية سكنات تقع بمنطقة ستيديا الشاطئ غرب عاصمة الولاية، كما أدت إلى انهيارات جزئية لجدران المساكن وسقوط كلي للأسقف على مستوى حي ”المنظر الجميل” بنفس المنطقة·
وأوضح رئيس المجلس الشعبي لبلدية ستيديا سي الجيلالي حمو، أن المصالح التقنية التابعة لذات الجماعة المحلية قد تدخلت، ليلة أول أمس الأحد، من خلال عمليات امتصاص المياه التي تسربت إلى المنازل الثمانية وإزالة مخلفات الأمطار وكذا مساعدة العائلات المتضررة·
وطالبت العائلات المعنية بالإسراع في ترحيلها إلى السكنات الجديدة التي استفادت منها في إطار الصيغتين الريفية والاجتماعية الإيجارية، حيث تقع 3 منها بمقر البلدية، فيما يتوزع العدد المتبقي من السكنات على ثلاث قرى بالجهة·
وفي هذا السياق، أكد سي الجيلالي حمو أنه سيتم توزيع هذه السكنات على العائلات المستفيدة منها فور انتهاء فترة الطعون في آجال لا تتعدى الشهرين·
للإشارة، فقد بلغت كمية الأمطار المتساقطة بمستغانم خلال الـ 24 ساعة الأخيرة حوالي 20 ملم وفق محطة الأرصاد الجوية بالولاية·
ياسمين بوعلي

http://www.djazairnews.info/national/42-2009-03-26-18-31-37/22030-2010-11-08-20-01-52.html

———-

غرق في فنجان مطر
09-11-2010 فريد معطاوي

راحت ”اليتيمة”، خلال نشرة أخبار الثامنة ليوم أول أمس، وهي تعد ورقة عن مخلفات التقلبات الجوية في بلادنا، وما تركته من هول وتدمير، تردف تغطيتها بموضوع آخر عن البركان المدمر الذي ثار بأندونيسيا والفيضانات التي اجتاحت هايتي إثـر الإعصار الذي ضرب البلاد المزلزلة هناك. ورغم أن ”يتيمتنا” خالفت العرف المعهود بالحفاظ على الورقة الدولية في نهاية النشرة، وكانت نيتها في ذلك تمرير رسالتها الحاملة لشعار ”إذا عمت خفت”، فإن فكرتها زادت من وقع ووطء المصيبة، باعتبار أن تشابه صور الجزائر وهايتي وأندونيسيا يزيد من هول الكارثة الجزائرية، وليس العكس، وشتان بين قطرات مطر وإعصار وبركان.
هكذا كان الغرق في فنجان مطر، ليعود المشهد المكرر من يومياتنا التي كلما نزلت زخات من المطر، كلما تملكنا الخوف، وعم الذعر وسط العباد لما تعيشه طرق البلاد من فيضانات عارمة، وكأن إعصارهم ليأتي على اليابس قبل الأخضر في هذا الزمن الأضجر.
قد يتساءل البعض: لماذا يا ترى غيرت السماء علاقتها تجاهنا وصارت بحبوحة ولا تشح علينا في السنوات الأخيرة، إلى درجة أن أمطارها لا تتوقف حتى تغرقنا في خيراتها؟ قد يذهب البعض في تفسيراته إلى التغير المناخي، والى الثقب الحاصل في طبقة الأوزون، والحقيقة كل الحقيقة أن فيض السماء جاء لكشف الثقوب، وليس الثقب، التي تسبب فيها بنو البشر عندنا في مدننا التي نكاد لا نعثـر فيها على مشروع واحد احترمت فيه مقاييس الإنجاز على أكمل وجه، من الرصيف البلدي إلى السيار الوطني.
أتذكر خلال السنوات الماضية حينما كنا نعاني من موجة جفاف، كيف كانت وزارة الشؤون الدينية منهمكة في استنساخ بيانات لإقامة صلوات الاستسقاء، أما اليوم فالاستنساخ تحول إلى حالة طرقاتنا ومجمعات سكناتنا التي صارت تتشابه في حالة الغرق العام الذي ملكنا، لقد صرنا نعيش الغرق كلما نزل الغيث، وتحولت النعمة إلى نقمة عندنا، فهل نصلي صلاة الاستسقاء، أم نتضرع للمولى حتى تجف السماء والعياذ بالله ؟
على وزارة الشؤون الدينية ألا تتوقف عن تدوير آلة الاستنساخ، حتى تمطر السماء وتمطر، ففي مطرها كشف لعيوب ما تم إنجازه، وفي مطرها فضح لعجز ما لم يتم تنفيذه، وفي مطرها تأكيد على تخلف معلن لمجتمع يعيش الانتحار ولو ببطء.
وعلى وزارة الشؤون الدينية أيضا، بعد أن تنتهي من مهمتها هذه، أن تلتفت إلى ظاهرة أسلمة الغربيين عندنا الذين نسمع عنهم يوميا، لتكشف للرأي العام بأن إقبال هؤلاء على النطق بالشهادتين وفي بلادنا بالذات، لا سبب له غير أن هؤلاء آمنوا بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر، بعد ما رأت أعينهم ما لم تره عين، وسمعت آذانهم ما لم تسمعه أذن، من صور الاعوجاج اللامتناهي في مجتمعنا بدءا بالغرق وفي فنجان مطر.

http://www.elkhabar.com/ar/index.php?news=234885

———-
معرض الصور

كلمات مفتاحية

شارك بالتعليق

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق