تاريخ

في الذكرى 11 لاغتيال حشاني، تذكير بمسرحية محاكمة فؤاد بولامية المتهم المفترض بتنفيذ عملية اغتياله

المتهم بقتل حشاني: لا أتحمل مسؤولية الاغتيال

بولمية يتهم مدير المخابرات الجزائرية بإجباره على الاعتراف بقتل القيادي في جبهة الإنقاذ

الجمعـة 20 محـرم 1422 هـ 13 ابريل 2001 العدد 8172

الجزائر: خضير بوقايلة
نفى فؤاد بولمية أمس أن يكون هو من اغتال الرجل الثالث في الجبهة الاسلامية للانقاذ المحظورة عبد القادر حشاني وزعم أن مسؤول جهاز المخابرات الجنرال محمد مدين، المدعو توفيق، هو الذي أجبره شخصيا على الاعتراف بأنه هو القاتل وتوعده بالانتقام منه ان هو رفض ذلك.
وشرعت محكمة جنايات الجزائر العاصمة في محاكمة القاتل المفترض لعبد القادر حشاني، بقصر العدالة الكائن في شارع عبّان رمضان، وسط قاعة خالية الا من المحامين والصحافيين. ورفض فؤاد بولمية الاعتراف بأنه هو من اغتال المسؤول السابق في جبهة الانقاذ، رغم تعرف شاهدين رئيسيين عليه وتأكيدهما أنه هو القاتل. واعتبر المتهم التهمة التي يحاكم من أجلها مجرد «سيناريو وضعته المخابرات» الجزائرية من أجل توريطه في قضية يقول انه لا علاقة له بها. المفاجأة الأولى كانت عندما رد المتهم على سؤال طرحه عليه رئيس المحكمة حول القضية «أنا لم أقتل حشاني»، ثم جاءت المفاجأة الثانية، التي كادت تؤجل المحاكمة مرة ثالثة، عندما زعم بولمية أنه كان محل مساومة من مسؤول جهاز المخابرات الجزائرية الجنرال توفيق، على ان يتبني عملية الاغتيال مقابل تعهد من الجرال بأن يقضي (بولمية) فترة لا تتجاوز 15 سنة في السجن، أما اذا رفض فانه سيختفي «يمّاك (والدتك) ما تشوفهاش».

وحاول رئيس المحكمة صد المتهم عن جره خارج موضوع المحاكمة، لكن هذا الأخير رد بنبرة حازمة «راهم يلعبولي براسي، اتركني أتكلم»، وراح بولمية يسرد كيف كان ضباط سامون من مختلف أجهزة الأمن يحيطون به ويجبرونه على الاعتراف أنه القاتل «تعرضت لتعذيب شديد في مركز الأمن، والجنرال توفيق حضر اليَّ شخصيا وهددني ان أنا رفضت الاعتراف أنني القاتل». هنا قاطعه رئيس المحكمة «لماذا لم تقل ذلك أمام قاضي التحقيق، علما أنك كنت وحدك معه ولم يكن هناك رجال الأمن؟»، فرفع المتهم رأسه واجاب «أثناء التحقيق كنت ما أزال بين أيديهم، هم الذين كانوا يرافقونني الى المحكمة ويأخذونني من السجن، ثم عندما يتدخل الجنرال توفيق، هل يبقى من كلام لقاضي التحقيق؟ ومن لا يعرف هذا الجنرال، كلنا نعرفه». واسترسل المتهم في خطته الدفاعية مؤكدا أنه صرح بكل ما صرح عند قاضي التحقيق حفاظا على حياته حتى يصل أمام المحكمة، «كنت فقط أبحث أن أصل هنا». ثم توقف بضع ثوان وأكد بأعلى صوته «والله لا أتحمل موت حشاني». في نفس الوقت تدخل محامي المتهم ليطلب من رئيس المحكمة احضار الشخص الذي تحدث عنه موكله، الجنرال توفيق، طلب عرف الجميع أن تحقيقه مستحيل. وقد سارع رئيس المحكمة الى تنبيه المحامي الى استحالة تلبية هذا الطلب قائلا «ان اسم هذا الشخص لم يرد ذكره أبدا في الملف الذي هو أمامي، لذلك فهو مرفوض». عندها هدد المحامي بالانسحاب «من الجلسة وليس من المحاكمة»، وبعد أخذ ورد قرر القاضي توقيف الجلسة لمدة عشر دقائق لبحث هذه المستجدات، ليعود بعد أكثر من نصف ساعة لاستئناف الجلسة، وقد وُضعت هذه «الحادثة»، بصورة تلقائية، بين قوسين.

اعترف بولمية قبل ذلك أنه كان فعلا منضما الى الجماعة الاسلامية المسلحة، وقال «التحقت بالجماعة سنة 95، بعد أن اعتقلت مصالح الاستخبارات صديقين لي لم يظهر لهما أثر لحد الآن». قاطعه رئيس الجلسة «يعني كنت خائفا»، «طبعا»، رد المتهم، مضيفا «هربت من رجال المخابرات في سنة 95 لأقع بين أيديهم في ما بعد». ويضيف بولمية «كنت مع الجماعة، لكن لم أشارك في أعمال القتل، فقط كنت مهتما بأمور الاعلام والاتصال، كنت متخصصا في هذه المسائل منذ البداية». سأله القاضي «والسلاح (المسدس) الذي وُجد بحوزتك» فأجاب «أبدا لم يعتقلوني والسلاح في يدي، بل كل ما وجدوه عندي هي بطاقة هوية مزورة تحمل اسم صحراوي فاتح».

وانطلقت المحكمة بعد ذلك في الاستماع الى أقوال الشهود، وكانت الشاهدة الرئيسية بلخير ليلى، وهي ممرضة تعمل في عيادة الأسنان التي اغتيل داخلها حشاني، أول من تم استدعاؤها. الشاهدة أكدت أن الشخص الموجود في قفص الاتهام هو من كان داخل العيادة وهو من أطلق النار على حشاني بطلقة واحدة على قفاه، وكانت الممرضة الوحيدة التي قاطعها المتهم صائحا في وجهها «اتقي الله، ما تشهديش شهادة الزور»، وذكّر هيئة المحكمة أن الشاهدة لما أحضروها للتعرف عليه، «كانت القاعة غاصة بضباط سامين كانوا يحاولون الضغط عليها لجرها الى اتهامي». لكن الشاهد الثاني بدا أيضا واثقا من نفسه، عندما أكد أن بولمية الحاضر أمام المحكمة هو الذي دخل يوم الجريمة الى العيادة وقد «تبادل معي بعض الكلمات وسألني ان كان هذا هو حشاني، فقلت له نعم، وسألني ان كنت معه، فرددت بالسلب، ثم قال لي هذا مهندس في البتروكيمياء». وروى الشاهد كركاش عبد الله كيف هم بولمية باطلاق النار على حشاني وهو يتوجه صوب باب الخروج لمغادرة العيادة بعد أن تلقى العلاج. شهود آخرون تحدثوا عن سيارة مدنية يعتقدون أنها تابعة للشرطة كانت يوم الواقعة مقابل عمارة العيادة، وأضاف شاب يعمل حارسا لموقف سيارات على قارعة الطريق، أنه شاهد نفس السيارة وعلى متنها شخصان معهما جهاز للاتصال اللاسلكي، ولما سألهما ان كانا يحتاجان مساعدة أجابه السائق «نحن في مهمة». تفسير وجود هذه السيارة في نفس المكان يوم الجريمة وقبل أسبوعين من ذلك، لم يطرح في القاعة، لكن هناك من يقول انها سيارة لرجال الأمن الذين كانوا يراقبون تحركات حشاني عن بعد، ومنهم من يقول انها كانت تقل مدبري الجريمة وكانا هناك يحاولان حماية القاتل.

http://www.aawsat.com/details.asp?article=34963&issueno=8172

———-

المتهم بقتل حشاني: مدير المخابرات الجزائرية أجبرني على الاعتراف

الجمعـة 19 محـرم 1422 هـ 13 ابريل 2001 العدد 8172

الجزائر: خضير بوقايلة

اتهم فؤاد بولمية المتهم باغتيال الرجل الثالث في الجبهة الاسلامية للانقاذ المحظورة عبد القادر حشاني، مسؤول جهاز المخابرات الجزائرية الجنرال محمد مدين، المدعو توفيق، بأنه أجبره شخصيا على الاعتراف بأنه هو القاتل وتوعده بالانتقام منه إن هو رفض ذلك. جاء ذلك في جلسة عقدتها امس محكمة جنايات الجزائر العاصمة رفض بولمية فيها الاعتراف بأنه هو من اغتال المسؤول السابق في جبهة الانقاذ في عيادة طبيب اسنان في نوفمبر (تشرين الثاني) .1999 ورغم تعرف شاهدين رئيسيين عليه وتأكيدهما أنه هو القاتل، اعتبر بولمية التهمة التي يحاكم من أجلها مجرد «سيناريو وضعته المخابرات» الجزائرية من أجل توريطه في قضية يقول انه لا علاقة له بها. وكشف بولمية أنه كان محل مساومة من مسؤول جهاز المخابرات الجزائرية الجنرال توفيق، على ان يتبنى عملية الاغتيال مقابل تعهد من الجنرال بأن يقضي (بولمية) فترة لا تتجاوز 15 سنة في السجن. وقال ان الجنرال توعده اذا رفض بأنه سيختفي.

وأكد المتهم بأعلى صوته «والله لا أتحمل موت حشاني». في نفس الوقت تدخل محامي المتهم ليطلب من رئيس المحكمة إحضار الشخص الذي تحدث عنه موكله، الجنرال توفيق، وهو طلب عرف الجميع أن تحقيقه مستحيل. وقد سارع رئيس المحكمة الى تنبيه المحامي الى استحالة تلبية هذا الطلب، قائلا «ان اسم هذا الشخص لم يرد ذكره أبدا في الملف الذي هو أمامي، لذلك فهو مرفوض». عندها هدد المحامي بالانسحاب «من الجلسة وليس من المحاكمة».

وروى شاهد كيف هم بولمية باطلاق النار على حشاني، وهو يتوجه صوب باب الخروج لمغادرة العيادة بعد أن تلقى العلاج. وتحدث شهود آخرون عن سيارة مدنية يعتقدون أنها تابعة للشرطة. وهناك من يقول انها سيارة لرجال الأمن الذين كانوا يراقبون تحركات حشاني عن بعد، ومنهم من يقول انها كانت تقل مدبري الجريمة وكانوا هناك يحاولون حماية القاتل.

www.aawsat.com/details.asp?article=34909&issueno=8172

———-

الجزائر: عائلة حشاني غير مقتنعة بإدانة القضاء الجزائري لبولمية وتطالب بمحاكمة جديدة

السبـت 20 محـرم 1422 هـ 14 ابريل 2001 العدد 8173

الجزائر: خضير بوقايلة

قالت عائلة القيادي السابق في الجبهة الاسلامية للانقاذ بالجزائر عبد القادر حشاني، امس، ان حكم الاعدام الصادر مساء اول من امس في حق فؤاد بولمية المتهم المفترض باغتيال ابنها «غير مقنع». وأعربت عن املها في ان تتضح ملابسات هذه الجريمة خلال محاكمة جديدة، بعد ان يرفع الملف الى المحكمة العليا.

واستغرب ممثل عائلة الضحية المحامي محمود خليلي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، الطريقة التي تم بها طي ملف القضية والسرعة التي ميزت صدور الحكم (اعلنت المحكمة حكمها في حدود الخامسة والنصف من مساء اول من امس)، كما تساءل عن سبب استدعاء شهود «أغلبهم لا معنى لحضورهم». وأضاف المحامي ان المحاكمة لم تكشف جميع خيوط وملابسات عملية الاغتيال، لذلك «يبقى لدينا شك قوي ان يكون بولمية هو الجاني الأساسي، حتى ولو كان هو من نفذ الجريمة فليس وحده، ونحن يهمنا الوصول الى المدبر الحقيقي».

وما ميز القضية، حسب محامي الطرف المدني، هو ان «المتهم (بولمية) أنكر كل الوقائع المنسوبة اليه، اضافة الى انه اعلن ان التحريات الاولى لم يقم بها رجال الشرطة بل جهات اخرى من بينهم «الجنرال توفيق» (مسؤول المخابرات) الذي ذكره، مشيرا الى ان هذا «معناه ان ملف القضية مزور، لأن هذه الجهات ليست هي التي امضت المحضر وحررته». كما اشار خليلي الى الظروف التي سبقت اغتيال حشاني، اذ ذكر ان هذا الاخير كان قد وجه رسالة الى وزير الداخلية في 28 اكتوبر (تشرين الاول) عام 1999، اي قبل شهر وبضعة ايام من اغتياله، يشكو له تصرفات بعض ضباط الأمن، وتحدث كثيرا عن شخص يدعى «نعيم»، قال انه زاره في بيته عدة مرات «وكاد هذا الأمر يمر كذلك من دون اثر، لولا انني فوجئت يوم 18/10/99 في حدود الساعة العاشرة صباحا بالشخص نفسه (نعيم) خارجا من المقر المركزي لأمن دائرة باب الوادي، حيث مقر سكناي». وختم حشاني رسالته، التي وجه نسخة منها الى رئاسة الجمهورية واخرى الى هيئة دفاعه، يطلب من وزير الداخلية «وضع الأمور في نصابها، وابعاد الجميع عن كل مواطن الشك والريبة، عسى ان يوفقنا الله جميعا لما فيه خير البلاد والعباد».

محامي المتهم بولمية اكد خلال مرافعته ان موكله بريء من تهمة قتل حشاني، وأكد ان بولمية (29 سنة) كان فعلا ينشط ضمن احدى الجماعات المسلحة، ومن المفروض ان يستفيد من اجراءات العفو التي نص عليها قانون الوئام المدني الذي استفاد منه آلاف المسلحين. من جهته اكد بولمية، عندما طلب منه القاضي آخر كلمة قبل انصراف هيئة المحكمة الى المداولة، انه لا يتحمل مسؤولية قتل حشاني، مؤكداً «لست انا الذي قتلته»، وقد بدا عند صدور حكم الاعدام ضده غير مكترث، بل توجه مبتسما نحو قريب له حضر المحاكمة وغمز له بعينه.

يذكر ان المسؤول السابق في الجبهة الاسلامية للانقاذ اغتيل داخل عيادة خاصة لطب الأسنان، يوم الاثنين 22 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1999، برصاصة واحدة اسكنها القاتل قفاه.

وقد اعلنت مصالح الأمن بعد ثلاثة اسابيع انها تمكنت من إلقاء القبض على «الجاني» بولمية (المدعو عبد الفتاح)، وقد عثرت بحوزته على المسدس المستعمل لتنفيذ الجريمة وعلى بطاقة هوية الضحية وكذا بطاقة شرطي اغتيل. ويثير اصدقاء حشاني عدة تساؤلات حول اهداف الاغتيال الذي يؤكدون انه يجب ان يصنف ضمن خانة الاغتيالات السياسية.

http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=8173&article=35141&feature=

———-

المتهم بقتل حشاني كان عضوا في «الجماعة المسلحة» الجزائرية

الجمعـة 04 رمضـان 1421 هـ 1 ديسمبر 2000 العدد 8039

الجزائر:خضير بوقايلة

اجلت محكمة جنايات الجزائر، امس، الشروع في محاكمة فؤاد بولمية، المتهم المفترض باغتيال المسؤول السابق في «الجهبة الاسلامية للانقاذ» المحظورة عبد القادر حشاني، العام الماضي، الى الدورة الجنائية القادمة مع نهاية الفصل الاول من السنة القادمة.

وجاء تأجيل النظر في واحدة من اكبر القضايا التي استأثرت اهتمام الرأي العام، استجابة لطلب دفاع المتهم، وكذا محامي الطرف المدني محمود خليلي الذي اكد عند افتتاح الجلسة انه يجب انتظار قرار المحكمة العليا في الطعن بالنقض الذي رفعه بشأن الانتهاكات والتجاوزات المسجلة خلال مرحلة التحقيق.

واعتبر الاستاذ خليلي موافقة هيئة المحكمة «التي اعرف قدراتها ونزاهتها» على طلب التأجيل بمثابة «انتصار لدولة الحق والقانون»، خاصة عندما يتعلق الامر بقضية «هزت الرأي العام المحلي والدولي». وشدد ممثل عائلة حشاني، في تصريح قصير للصحافة عقب الاعلان عن تأجيل القضية، ان «الحقيقة ستظهر كاملة في هذه القضية التي كادت تفلت من بين ايدينا في وقت من الاوقات».

وقال خليلي ان اجابة المحكمة العليا عن الطعن الذي تقدم به إما ان «تنقض قرار الاحالة فيعاد التحقيق في القضية من البداية، مع احترام حقوق الدفاع لجميع الاطراف في القضية»، وإما «ترفض طلبنا وتنطلق المحاكمة من جديد، وفي هذه الحالة فاننا مستعدون لتنوير الرأي العام ولدينا خطة نتبعها لاظهار كل الحقيقة المرتبطة بهذه القضية التي لا ينكر احد الصبغة السياسية التي تكتسيها». ولم يستبعد نفس المحامي صدور حكم بالاعدام ضد المتهم بولمية، رغم تعليق السلطات الجزائرية تنفيذ حكم الاعدام، في القضايا المتصلة بالارهاب وغيرها، منذ عام 1993.

من جهته اعلن احد محاميي بولمية، المعينين تلقائيا بسب رفض هذا الاخير توكيل محام للدفاع عنه، ان تأجيل المحاكمة يسمح باعادة النظر في قائمة الشهود الذين استدعتهم المحكمة ولم يطلع عليها محامي بولمية في وقتها، كما اكد المصدر ان دفاع المتهم يظل متمسكا باستدعاء احد الشهود الرئيسيين الذي تعتبره هيئة الدفاع همزة الوصل في هذه القضية ويتعلق الامر بشخص يدعى مزالي، قيل ان بولمية اعتدى عليه في ساحة بورسعيد بالعاصمة وسلبه امواله تحت التهديد بالسلاح، ولما القي القبض عليه تبين للشرطة ان عيار الرصاص والسلاح الذي استعمله، هو نفسه الذي استعمل لاغتيال حشاني، وكان هذا الدليل الذي ادى الى توقيف بولمية واتهامه. واكد مصطفى بوضياف، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بانه سيرافع ببراءة المتهم الذي «ينكر إنكارا شديدا الافعال المنسوبة اليه». بالمقابل يعترف نفس المصدر ان بولمية «عضو في شبكة الجماعة الاسلامية المسلحة» وينشط ضمن عصابة صغيرة، غير ان المتهم اكد لمحاميه بصورة قاطعة بانه ليس قاتل حشاني، بل لم يكن اصلا في مكان الجريمة ذلك اليوم». كما انه ينكر عثور قوات الامن على بطاقة هوية حشاني لديه، مثلما اعلن بيان عن وزارة الداخلية عند القبض عليه.

واوضح المحامي ان القضية لا تزال محاطة بالكثير من نقاط الظل، مثل «عدم استدعاء بعض الشهود الذين وردت اسماؤهم في التحقيق»، او «المدنيون الذي كانوا قريبا من مكان الجريمة، يحملون اجهزة الاتصال عن بعد، ويعتقد انهم من رجال الشرطة» الذين قيل انهم كانوا لا يفارقون حشاني في تحركاته منذ اطلاق سراحه من السجن.

يذكر ان المدعي العام لدى محكمة باب الواد اعلن، في ديسمبر (كانون الاول) الماضي، ان فؤاد بولمية اعترف امامه بانه هو الذي اغتال حشاني وقد فعل ذلك بعد ان اكتشف، صدفة، وجود العضو القيادي في الحزب المحظور في نفس عيادة الاسنان التي قصدها وهو يشعر بألم في اسنانه.

http://www.aawsat.com/details.asp?article=15518&issueno=8039

———-

علي جدي: القضاء الجزائري ظلم حشاني حيا ولا يحق له أن يظلمه ميتا

المسؤول السابق في جبهة الإنقاذ لـ«الشرق الأوسط»: الاغتيال سياسي ومحاكمة بولمية لم تقنع أحدا
الاثنيـن 30 محـرم 1422 هـ 23 ابريل 2001 العدد 8182

الجزائر: خضير بوقايلة
رفض قيادي في الجبهة الاسلامية للانقاذ الجزائرية المحظورة امس ان يطوى ملف قضية اغتيال صديقه ورفيقه عبد القادر حشاني «بتلك السرعة» ودعا الى إلقاء الضوء على ملابسات الجريمة «مهما كانت نتائج ذلك مُرّة».
وقال علي جدي لـ«الشرق الأوسط» انه «لا يحق للقضاء الجزائري الذي ظلم الشهيد حشاني حياً ان يظلمه ميتاً». وأضاف ان اغتيال الرجل الثالث في الجبهة الاسلامية للانقاذ المحظورة، في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1999 يبقى «من اكبر الاغتيالات السياسية في الجزائر». لذلك فان رفيق حشاني يبدو متمسكاً برفضه رواية السلطات التي أعلنت ان اغتيال حشاني كان فعلاً معزولاً. وقد جرت محاكمة المتهم المفترض بقتله فؤاد بولمية يوم 12 ابريل (نيسان) الجاري وصدر ضده حكم بالاعدام، رغم انه حاول خلال المحاكمة الأخيرة نفي ما سبق ان صرح به امام قاضي التحقيق، مشيراً الى انه تعرض للتعذيب وضغوط مسؤولين في المخابرات من اجل الاعتراف بأنه هو الذي ارتكب جريمة القتل. وقال بولمية قبل صدور حكم الاعدام ضده «انا لم أقتل حشاني ولا أتحمل مسؤولية موته».

وذكّر جدي، احد الذين أُطلق سراحهم عام 1994 وأحد القلائل الذين بقوا أوفياء لخط الجبهة المتشدد ازاء الحكم الجزائري، ان اغتيال حشاني «وقع في وضح النهار، وفي قلب العاصمة، وتحت انظار مصالح الأمن التي فرضت عليه المتابعة عن قرب في كل تحركاته، ووقع بعدما سلّم المرحوم رسالة الى وزير الداخلية ورئيس الجمهورية ينبئهما فيها عن المخاطر التي تترصده، وعن تعرفه على طرف خطير من الضالعين فيها، أعطى ما يكفي من المعلومات للكشف عنه»، في اشارة الى رسالة مؤرخة يوم 28 اكتوبر (تشرين الأول) عام 1999، تحمل توقيع حشاني وتتضمن شكوى من تصرفات بعض ضباط الأمن، وتحدث كثيراً عن شخص يدعى «نعيم»، قال انه زاره في بيته عدة مرات، «وكاد هذا الأمر يمر كذلك من دون أثر، لولا انني فوجئت يوم 18/10/99 في حدود الساعة العاشرة صباحاً بالشخص نفسه (نعيم) خارجاً من المقر المركزي لأمن دائرة باب الوادي، حيث مقر سكناي». وختم حشاني رسالته بطلب الى وزير الداخلية ليضع «الأمور في نصابها، وابعاد الجميع عن كل مواطن الشك والريبة، عسى ان يوفقنا الله جميعاً لما فيه خير البلاد والعباد».

وتساءل جدي «من يستطيع ان يصدق ان اغتياله فعل معزول، وقع بفعل تلاقي كل تلك الصدف العجيبة، وفق سياق أغرب من الخيال؟ فرواية الشرطة تقول ان الصدفة هي التي جعلت حشاني والمتهم (بولمية) يصابان بنفس المرض، ويقصدان نفس العيادة، وفي نفس الوقت، فيتعرف المتهم عليه صدفة ويقتله لأنه كان قد سمع انه من الجزأرة (تيار أصولي يدعو الى التمسك بخصائص الجزائر في العمل الاسلامي)، ثم يخرج من دون ان يتعرض له أحد».

ومثلما سبق لممثل عائلة الضحية ان صرح لـ«الشرق الأوسط» بان الحكم الصادر من طرف محكمة جنايات الجزائر «غير مقنع»، مشيراً الى وجود «شك قوي لدينا ان يكون بولمية هو الجاني الأساسي، وحتى ولو كان هو من نفذ الجريمة فليس وحده»، فقد أشار جدي الى ان «المحاكمة الخاطفة التي جرت الآونة الأخيرة في غياب أهله، ردت اعترافاته التي أدلى بها على مشهد من رجال الاعلام والقانون وأدانته بتلك الأقوال الواهية التي يقول انها انتزعت منه تحت التعذيب»، لذلك فان «من حق عائلته (حشاني) ومحبيه ان يقولوا ان هذه المحاكمة استعجلت طي ملف شائك وحكمت عليه بالاعدام قبل ان تكشف عن الحقيقة كاملة، إذ ان الشهادات التي استمعت اليها المحكمة لم تقنعنا بأن المتهم جان ولا انه بريء». وخلص جدي الى انه «ما دامت المحكمة كذبته في ما قاله أمامها، فالأولى ان تكذبه في ما نُقل عنه من انه فعل فعله بمعزل عن أي شريك او مدبر».

وأكد جدي انه «من واجب القضاء كشف الحقيقة ولو كانت مرة، وليس من العدالة ان يهمل التحقيق تلك الرسالة التي تسلمتها السلطات الرسمية من يد الفقيد حول الطرف الذي كان يترصده قبل اغتياله، ولا تلك السيارات الأمنية التي كانت لا تفارقه في كل تنقلاته، لا سيما وقد أكد الشهود امام المحكمة ان سيارة من هذا النوع شهدت مقتله». وكان بعض الشهود الذين استمعت اليهم المحكمة اكدوا انهم شاهدوا سيارة من نوع «رينو ـ سوبر 5» رمادية اللون متوقفة مقابل العمارة التي تأوي عيادة جراحة الأسنان التي اغتيل فيها حشاني عند وقوع الجريمة. وقد شوهدت نفس السيارة قبل اسبوعين من وقوع الجريمة في نفس الموقع وعلى متنها شخصان في زي مدني يحمل احدهما جهاز اتصال لاسلكياً. يذكر أن حشاني اغتيل داخل عيادة خاصة لطب الأسنان، يوم الاثنين 22 نوفمبر 1999، برصاصة واحدة اسكنها القاتل قفاه. وقد أعلنت مصالح الأمن بعد ثلاثة أسابيع انها تمكنت من القاء القبض على الجاني، ويتعلق الأمر ببولمية (المدعو عبد الفتاح)، وبحوزته المسدس المستعمل لتنفيذ الجريمة وعلى بطاقة هوية الضحية وكذا بطاقة شرطي مغتال. ويثير اصدقاء حشاني عدة تساؤلات حول اهداف الاغتيال الذي يؤكدون انه يجب ان يصنف ضمن خانة الاغتيالات السياسية. ويقدم هؤلاء «ثلاثة أسباب على الأقل تكون وراء تصفيته. ف

http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=36524&issueno=8182

———-

الرئيس الجزائري السابق زروال والجنرال نزار مطلوبان للشهادة في إحدى أكثر القضايا غموضا

الجمعـة 14 ذو الحجـة 1421 هـ 9 مارس 2001 العدد 8137

الجزائر: خضير بوقايلة
قررت محكمة الجنايات بالجزائر اعادة فتح ملف قضية احداث سجن سركاجي يوم الثلاثاء 20 مارس (آذار) الجاري، وقد وجه دفاع المتهمين طلبا لاستدعاء عدد من الشخصيات والمسؤولين السياسيين في ذلك الوقت لادلاء بشهاداتهم، من بينهم الرئيس السابق الامين زروال ووزير الدفاع الجنرال خالد نزار.
وتعتبر قضية احداث سجن سركاجي (احد اكبر السجون في الجزائر وفيه ايضا مشاهير السجناء)، من اكثر القضايا التي لا يزال الغموض يحوم حولها بسبب طبيعتها من جهة وعدد الضحايا الذين سقطوا خلالها من جهة ثانية. وقد اندلعت الاحداث، حسب الروايات الرسمية، بعد محاولة بعض السجناء القيام بعملية تمرد داخل السجن في فبراير (شباط) 1995 بتواطؤ مع احد الحراس الذي سهل لهم الحصول على نسخة من مفتاح الجناح المخصص للسجناء المحكوم عليهم بالاعدام، ومن بينهم الملازم لمبارك بومعرافي، المتهم باغتيال الرئيس محمد بوضياف. وبعد يومين من عملية التمرد قررت السلطات تنفيذ هجوم مسلح للرد على حركة السجناء واسفرت العملية عن سقوط 106 قتلى، حسب حصيلة رسمية، اغلبهم سجناء.

واكد محمود خليلي، احد المكلفين الدفاع عن بعض المتهمين بتدبير عملية التمرد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، امس، ان «خطورة ما جرى اثناء تلك العملية يقتضي القاء جميع الضوء عليها والاستماع الى شهادات جميع من له علاقة مباشرة او غير مباشرة بالاحداث»، ومنه جاء الطلب الذي وجه الى المدعي العام، مع نسخ الى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ورئيس الحكومة ووزير العدل ونقيب المحامين، من اجل استدعاء عدد من الشخصيات والمسؤولين في ذلك الوقت ومنهم الرئيس زوال والجنرال نزار ووزير العدل السابق محمد تقية الذي عين في ما بعد سفيرا في السعودية، والمدعي العام عبد المالك السايح قنصل الجزائر الحالي في تونس، ووزير الداخلية الاسبق عبد الرحمن مزيان شريف وايضا رئيس مرصد حقوق الانسان كمال رزاق بارة، الذي يقول المحامي خليلي بشأنه انه اجرى تحقيقا حول الاحداث بصورة غير قانونية، وقد «استعمل في الحقيقة كوسيلة لاقناع الرأي العام بالرواية الرسمية للاحداث، مع ملاحظة ان اطرافا اخرى حققت في القضية كالشرطة والدرك ومصالح وزارة الداخلية، لكن لم يظهر اي اثر لهذه التقارير».

كما يؤكد المحامي ايضا ان السلطات رفضت طلب الدفاع نشر قائمة ضحايا الاحداث، الذين يقول انه عددهم يفوق العدد المصرح به رسميا «اذ يوجد حتى الآن بين 10 و15 سجينا لا نعرف مصيرهم». ويضيف محمود خليلي «ان الطريقة الشنيعة التي قتل بها بعض المساجين صعبت التعرف على هوياتهم»، مشيرا الى وجود تقرير للشرطة يؤكد استحالة التعرف على هوية 17 قتيلا، صنفوا على اساس انهم مجهولون، علما بأن لدى ادارة السجن، حسب المحامي، بصمات كافة السجناء وكان ممكنا مطابقة ذلك مع جثث هؤلاء المجهولين.

يذكر ايضا ان عبد القادر حشاني، احد قادة الجبهة الاسلامية للانقاذ الذي اغتيل في عيادة طبيب اسنان بالجزائر العاصمة في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 1999، كان داخل سجن سركاجي عند اندلاع الاحداث، وكان يقول انه يمتلك شهادات هامة حول ما جرى، وقد حضر في يوليو (تموز) 1998، جلسة المحاكمة الاولى للمتهمين في هذه الاحداث وطلب الادلاء بشهادته، غير ان هيئة المحكمة رفضت الاستماع اليه. ويقول المحامي خليلي ان «حشاني كان يسعى للتوسط بين السجناء وادارة السجن قصد تجنيب وقوع حمام دم»، قبل ان تقرر السلطات التدخل بالسلاح لحسم الموقف وانهاء عملية التمرد في مهدها. وبما ان حضور حشاني لم يعد ممكنا الآن، فان دفاع المتهمين الـ17 يطالب باحضار كل من الضابط لمبارك بومعرافي المحكوم عليه بالاعدام بتهمة اغتيال الرئيس بوضياف، وكذا عبد الحق لعيايدة احد مؤسسي الجماعة الاسلامية المسلحة الذي كان قد قبض عليه في المغرب الذي سلمه للسلطات الجزائرية بعد زيارة قام بها الجنرال نزار الى الرباط حيث قابل العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني.

http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=29550&issueno=8137

4 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • بسـم الله الرحمـن الرحيـم

    الاثنين 16/12/1431 هـ – الموافق 22/11/2010 م

    هل هذا هو القاتل الحقيقي للشيخ الشهيد عبد القادر حشاني رحمه الله؟

    أصدر الشيخ علي بن حاج نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ بيانا هاما بمناسبة “الذكرى 11 لاغتيال المرحوم عبد القادر حشاني رحمه الله” طرح فيه الحل نظرته الموضوعية لحل جذور الأزمة الجزائرية

    ونضع بين أيديكم نص البيان كاملا كما وصلنا في الهيئة وجزى الله كل خير من ساهم في نشره

    بسـم اللـه الرحمـن الرحيــم

    الجزائر في 16 ذي الحجة 1431 هـ

    الموافــق لـ: 22 نوفمبــر 2010

    بيـان: النظـرة الموضوعية الكفيلـة بحل جذور الأزمة الجزائرية

    “الذكرى 11 لاغتيال المرحوم عبد القادر حشاني رحمه الله”

    * الحمد لله الذي شاءت حكمته البالغة إملاء بعض الطغاة الظلمة وعدم تعجيل العقوبة لهم في دار الفناء عساهم يهتدون ويتوبون من قريب ويصلحون ما أفسدوا خوفا من عقابه وطمعا في عفوه العميم، قال تعالى “إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما”الفرقان، وقوله “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون”الحشر59، وفي حالة إصرار الطغاة الظلمة على إفكهم وظلمهم فقد توعدهم الله عظم سلطانه بأغلظ العذاب في ظلمة القبر ويوم يقوم الأشهاد، قال تعالى “ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار”ابراهيم42، وقال تعالى “ولو يعجّل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم، فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون”يونس11، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين الذين رغّب الظالمين بالإسراع في رد الحقوق إلى أهلها قبل يوم النشور حيث قال عليه الصلاة والسلام “من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم…” وقال أيضا “لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى تقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء” وحذر الظلمة من إمهال الله تعالى لأن الله يمهل ولا يهمل، فقال عليه أفضل الصلاة والسلام “إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته…” وعلى آله وصحبه أجمعين.

    * ليكن في منتهى علم الرأي العام في الداخل والخارج أم النظام السياسي الفاسد المتعفن والقائمين عليه من السلطة الفعلية والسلطة الرسمية تمنع مئات الآلاف –عبر سائر القطر الوطني- من ضحايا الإنقلاب المشؤوم على الاختيار الشعبي الحر والنزيه لسنة 1992، ممن لهم رغبة جامحة في رفع دعاوى قضائية أمام “القضاء المحلي” بغية دفع المظالم التي نزلت بهم وهي كثيرة ومتنوعة، بعضها سياسي وبعضها قضائي وبعضها اجتماعي وبعضها يمس حقوقهم المدنية، فضلا عما عناه الكثير منهم من تعذيب وتنكيل وتشريد وتشويه سمعة ومضايقات أمنية لا مبرر لها والتي مست أولئك الإخوة الذين دخلوا من بلاد الهجرة التي دفعوا إليها اضطرارا لا اختيارا، وأصبحوا تحت عشية وضحاها في تحقيقات أمنية تحت مراقبة رجال المخابرات وسائر الأجهزة الأمنية الأخرى مما جعلهم يشعرون بالندم والضيق، وقد كانوا في بلاد الغربة في أمن وحرية وهناك عشرات الآلاف من العائلات ذوي الذين اختطفتهم كتائب الموت تطالب داخل البلاد وخارجها بمعرفة مصير أبنائها والكشف عن حقيقة

    ما حدث لهم من عذاب وتنكيل وقتل فظيع خارج أطر “القضاء والعدالة” ومعرفة المقابر الجماعية التي دفنوا بها والأماكن المختلفة التي رميت فيها جثثهم وهذا من أبسط حقوق عائلات المختطفين، والأدهى من هذا وذاك أن ميثاق ما يطلق عليه بهتانا وزورا ميثاق السلم والمصالحة يمنح الحصانة التامة لقادة الانقلاب العسكري على الإرادة الشعبية، ألم يقل بوتفليقة بتاريخ 21 أوت 2005 “سأمنح الحصانة للجيش والأمن؟!!! وهذه أكبر جريمة سوف يحاسب عليها أمام الله تعالى لأنه أعطى الحصانة لعتاة المجرمين الذين ولغوا في دماء الأبرياء من أبناء الشعب الجزائري، وعرضوا الاستقرار السياسي والأمن الاجتماعي للخطر فإعطاء الحصانة أكبر دليل على أن هؤلاء ارتكبوا جريمة كبرى بحق الأمة لأن الأبرياء لا يستحقون حصانة ولا يرتضونها إذ القبول بالحصانة إقرار منهم بارتكاب جرائم في حق الشعب!!!.

    * إن ميثاق العقوبات نص في المادة 46 على معاقبة كل من يصرح أو يستعمل من خلال تصريحاته أو كتاباته أو أي عمل آخر جراح المأساة الوطنية…” أي قانون هيلكوست جزائري، أما المادة 45 فتمنع الفرد من متابعة المجرمين وعدم قبول أي إبلاغ أو شكوى أي منع المواطنين من حق التظلم والتقاضي، وهذه المادة بالغة الخطورة لأنها مخالفة لأحكام الشريعة ومخالفة للدستور ومخالفة لنص اليمين الدستوري ومخالفة للمواثيق الدولية التي وقعت عليها الجزائر والتي تسمو على القانون الداخلي، ومعلوم أن أي قانون أو مرسوم يخالف الدستور لا قيمة له ومحكوم عليه بالبطلان، أما المادة 26 من قانون العقوبات فهي كارثة الكوارث بكل المعايير لأنها تمنع شرائح واسعة من المواطنين من ممارسة حقوقهم السياسية والمدنية والقانونية أما قادة الانقلاب الذي خرجوا على الشرعية الدستورية والقانونية وعرضوا البلاد والعباد للأهوال والمحن وسائر الفتن فهم السلطة الفعلية التي تحتكر القوة والسياسة والمال والإعلام والنفوذ الداخلي والخارجي وتتخذ من الأجهزة الأمنية يدا باطشة بأبناء الشعب وتتخذ من القضاء والعدالة أداة طيعة تصرفها كيف تشاء إذ أغلب وكلاء الجمهورية والنواب العامّون ولفيف من القضاة هم من صنائع أجهزة المخابرات نصبوا في تلك المناصب لخدمة مصالحهم وحمايتها عند الضرورة وتصفية خصومهم عن طريق القضاء المسيطر عليه، فلا يعصي أولئك القضاة والنواب العامون ووكلاء الجمهورية وقضاة التحقيق لهم أمرا، والحاصل أن النظام السياسي المتعفن أصبح يمنع مئات الآلاف من حق التظلم والتقاضي بقانون العقوبات المسمى كذبا وزورا قانون السلم والمصالحة والذي يطبق حسب مزاج الأجهزة الأمنية، فهذا يزج به في السجن بحكم أن القانون انتهت آجاله وهذا ينعم بالحرية والامتيازات بحكم أن القانون ما زال ساري المفعول والمخول الوحيد بتفسير وتطبيق هذا القانون الظالم الجائر هم رجال المخابرات حسب المزاج والهوى والأوامر الفوقية الرعناء.

    * لقد منعت كل من المادة 45 والمادة 46 من ميثاق العقوبات المسمى كذبا وزورا ميثاق “السلم والمصالحة” فئات كثيرة من حقهم المشروع في التظلم والتقاضي بغية رفع الظلم ودفع التعسف الذي لحق بهم وكشف الحقيقة ورد الاعتبار والحق في التعويض المعنوي والمادي ومعاقبة قادة الانقلاب العسكري على الإرادة الشعبية وما تمخض عن ذلك من فضائع

    وجرائم ومآسي للشعب الجزائري برمته، ولا بأس أن نذكر بعض تلك الفئات التي منعت من حقها في رفع دعاوى قضائية أمام “القضاء المحلي” الفاقد للاستقلالية.

    1- قادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ الذين حكمت عليهم محاكم عسكرية استثنائية خاضعة لقادة الانقلاب العسكري من ضباط فرنسا التي اغتصبت جميع مؤسسات الدولة، الرئاسة، البرلمان، البلديات والمجالس الولائية المنتخبة بقوة الحديد والنار واستبدالها بمؤسسات غير شرعية وغير دستورية وحل الجبهة الإسلامية للإنقاذ بطريقة غير قانونية ويكفي أنه إلى يومنا هذا لم يبلغ الحكم إلى قيادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ كما ينص عل ذلك القانون من الناحية الإجرائية ليتمكنوا من الطعن في الحكم لدى الجهات المختصة وفوق ذلك كله رفضت السلطة في الجزائر الاعتراف بحكم الأمم المتحدة الصادر بشأن رئيس الجبهة الإسلامية ونائبه رغم أن النظام يدعي احترام هذه الهيئة الأممية، وما يصدر عنها من أحكام بحكم أنها تمثل العدالة الدولية ؟!!!

    2- حرم أكثر من 17 ألف من معتقلي الصحراء الذين رمي بهم ظلما وعدوانا ودون أي تهمة تذكر في 07 مراكز أمنية عبر تخوم الصحراء اللاهبة حيث قامت فرنسا بإجراء تجارب نووية حيث توفي منهم 43 جزائري جراء أمراض غامضة فجائية وهناك حوالي 200 يعاني من أمراض خطيرة، كل ذلك تأثرا بالإشعاع النووي حيث وضعتهم السلطات العسكرية والأمنية عمدا ومع سبق إصرار في أماكن تعرف وزارة الدفاع أنها ملوثة بالإشعاع النووي ورغم أنهم لم توجه إليهم أية تهمة، لم يتم تعويضهم ماديا ومعنويا إلى يومنا هذا وتم إقصاؤهم في ميثاق العقوبات؟!!!. والعجيب والغريب أنه رغم حجم الجرائم التي اقترفتها الأجهزة الأمنية المختلفة وبشكل أخص جهاز المخابرات الرهيب الذي اغتصب البلاد والعباد واستحوذ على جميع مؤسسات الدولة، تارة بطريقة مباشرة وتارة عن طريق اختراق مؤسسات الدولة والأحزاب السياسية وحركات المجتمع المدني والهيئات الإعلامية، وتارة عن طريق بث العيون هنا وهناك، وهكذا أصبح هذا الجهاز يراقب كل شيء ولا يراقبه أحد، قلنا رغم كل تلك الجرائم والمجازر الفظيعة المرتكبة لم يمثل واحد من كبار قادة هذه الأجهزة أمام القضاء لاسيما وتلك الجرائم المهولة ارتكبت بطريقة منهجية وليست حالات فردية معزولة كما يروج له إعلاميا وسياسيا عن طريق أبواق هذه الأجهزة التي تقوم بمهمة قذرة تتمثل في تبييض جرائم هذه الأجهزة الكالح الأسود القاتم، وهذا ما شهد به العديد من الضباط النزهاء الذين كانوا شهودا على انحراف هذه الأجهزة التي خرجت عن وظيفتها الدستورية والقانونية والأخلاقية، وتورطت –إلى الأذقان- في قمع الشعب الجزائري بل وصل بها الأمر إلى اغتيال وقتل ضباط كبار وصف ضباط وجنود رفضوا التورط في إجرام هذه الأجهزة !!! وفي المقابل نجد أجهزة المخابرات البريطانية مثلا قد قامت بتسوية وعقد صفقة خارج القضاء وأروقة العدالة تقدر بملايين الجنيهات مع 10 من مواطنيها ممن سجنوا –ظلما وعدوانا- في سجن غوانتنامو بسبب ضلوع هذه الأجهزة في عمليات تعذيب تعرض لها هؤلاء على يد المخابرات الأمريكية أثناء التحقيق معهم بعد التنسيق مع المخابرات البريطانية، وقد أعلنت الحكومة البريطانية مؤخرا الموافقة على هذه الصفقة ودفع التعويضات المادية بعد التعويض المعنوي الذي يتمثل في اعتراف قادة جهاز المخابرات بالذنب والخطأ والاستعداد للتسوية

    المرضية بين الطرفين لأن هذه الأجهزة بتصرفها المشين المتمثل في ممارسة التعذيب قد عرضت أمن البلاد والحريات العامة للخطر، لأن هؤلاء الذين عذبوا يمكن أن يصدر منهم رد فعل عنيف يذهب ضحيته الأبرياء وهذا العنف قد يصدر منهم مباشرة أو ممّن ينتصر لهم وما قامت به هذه الأجهزة من اعتراف بالذنب في حق هؤلاء المواطنين دافعه الخوف من وصول هذه القضية إلى أروقة العدالة والقضاء بحكم أن العدالة مستقلة استقلالا حقيقيا فهي لا تخضع لا لأجهزة المخابرات ولا للسلطة التنفيذية ولا للملك كما هو الشأن بالنسبة ملك المغرب محمد السادس، الذي تصدر الأحكام باسمه لا باسم الشرع ولا باسم الشعب، ولا لدكتاتور يصدر أحكامه إما باسم الدين أو باسم الوطنية ولا لأصحاب النفوذ العسكري أو السياسي أو بارونات المال وأصحاب الشكارة كما نقول في الجزائر، حيث قال رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون “إن من المصلحة العامة عدم وصول قضية هؤلاء المواطنين العشرة إلى أروقة المحاكم لأكثر من سبب، منها أن ذلك سوف يضطر جهاز المخابرات –بقوة القانون- إلى الكشف على أكثر من 50 ألف وثيقة من وثائق الأمن وتعاملها مع جهاز المخابرات الأمريكية، وهذا قد يعرض الأمن القومي البريطاني للخطر، ومنها أن التعويضات سوف تكون أضعاف مضاعفة إذا رفعت دعاوى قضائية إلى القضاء، ومنها تشويه سمعة جهاز المخابرات البريطانية داخليا وخارجيا رغم أن ما صدر منها يعتبر عند البعض تجاوزات “خفيفة” لا يمكن أن تقارن بما يحدث في دول أخرى في العالم !!!، ورغم كل ذلك هناك جهات حقوقية وإنسانية في بريطانيا ضد هذه التسوية وتطالب بكشف الحقيقة مهما كانت مرّة، لأن جهاز المخابرات ليس فوق القانون والدولة وحتى لا تتكرر الخروقات على حقوق الإنسان والمواطنين وحتى لا تشعر أجهزة المخابرات أنه يمكنها التملص في كل مرة عن طريق التعويض المادي والتسوية خارج إطار القضاء، وكلنا يعلم أن الطيار الجزائري لطفي رايس الذي اتهم بتفجيرات 11 ديسمبر 2001 خاض معركة قضائية في بريطانيا وحصل على البراءة التامة وتم الاعتذار له من طرف وزير العدل شخصيا جاك استروا وتم له التعويض المادي والمعنوي وها هو يستعد لرفع دعوى قضائية ضد أكبر جهاز أمني في العالم أي مكتب FBI، أما في الدول العربية فأغلب من برّأتهم العدالة الأمريكية من سجناء غوانتنامو فقد تم التحقيق معهم وسجن بعضهم؟!!! أمّا الحالة عندنا في الجزائر فهي بالغة السوء، فجهاز المخابرات هو المسيطر على مفاصل الدولة ولا أحد يقوم بمحاسبته على جرائمه، والأدهى من ذلك أن بوتفليقة قد أعطى الحصانة التامة لمن أجرموا بحق الشعب الجزائري من رؤوس هذه المؤسسات الأمنية ممن تورطوا في الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وممارسة التعذيب الذي وصل إلى حد القتل والاغتيال والتصفية الجسدية والعياذ بالله !!!

    3-عائلات المفقودين والمختطفين الذين راحوا ضحية كتائب الموت التي كانت تمارس التعذيب والتنكيل والقتل خارج إطار القضاء فقد منعت هذه العائلات من معرفة الحقيقة والإطلاع على مصير فلذات أكبادهم وجبر الضرر الذي لحق بالأمهات والآباء والزوجات والأولاد والأسر التي انفرط عقدها وتعرضت لهزات خطيرة والأغرب من ذلك أن هذه العائلات ما زالت إلى اليوم تتعرض للقمع والمنع كلما أرادت التظاهر والمطالبة بمعرفة الحقيقة وعدم الاقتصار على التعويض المادي الذي رضيت به بعض الأسر تحت وطأة الفقر والحاجة والفاقة بغية شراء صمتهم رغم أنه لا يمكن أن يسّد التعويض المادي الهزيل ثغرة إخفاء الحقيقة ؟!!! مع العلم
    أن هذا التعويض غير منضبط قانونيا وإنما هو خاضع للمزاج والهوى والتمييز والتدخلات الفوقية.

    4-عدم السماح بفتح ملف من تم قتلهم واغتيالهم في السجون لا سيما ما حدث بسجن البرواقية وسركاجي حيث قتل بعضهم بمشهد من أعلى السلطات الأمنية في البلاد وتمت تصفية بعض القادة في الجبهة الإسلامية للإنقاذ أمثال قاسم تاجوي رحمه الله والشيخ المقرئ شراطي رحمه الله وثلة طيبة من الشباب المتعاطف مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ، ثم دفنوا في مقابر جماعية تحت هويات مجهولة (X) ومنعت عائلات من معرفة الحقيقة فضلا عن التعويض المعنوي والمادي رغم أن هؤلاء المساجين يعتبرون قانونيا أمانة في يد السلطة وإدارة السجون ولا يمكن القضاء عليهم بتلك الطريقة الهمجية ولكنه الحقد وحب الانتقام وشفاء الغليل.

    5- وممن منعتهم المادة 45 والمادة 46 من معرفة الحقيقة وممارسة حق التقاضي ورفع الدعاوى أمام “القضاء المحلي” تلك الفئات التي ما زال يساورها الشك في الجهة التي كانت وراء الاغتيالات السياسية الشهيرة والغامضة التي هزت الجزائر والعالم، والتي طالت رئيس المجلس الأعلى للدولة غير الشرعي دستوريا محمد بوضياف، ورجل المخابرات الهام قاصدي مرباح، وعبد الحق بن حمودة الأمين العام لإتحاد العمال، وهناك قائمة أخرى طويلة طالتهم يد الإغتيال من وزراء سابقين وجنرالات وضباط سامين، وقادة كبار في المؤسسة العسكرية وسائر الأجهزة الأمنية، كما طالت رجال إعلام وأطباء ورجال الفكر والثقافة والدعوة والإمامة وفنانين، وإطارات إدارية كبرى، فضلا عن ارتكاب جرائم كبرى ونسبتها إلى الجماعات المسلحة، والجدير بالذكر أن أغلب هؤلاء ليس لهم تعاطف مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ ولكن بعضهم كان ضد السلطة القائمة وضد مصادرة الاختيار الشعبي بتلك الطريقة الفجة التي جرّت على البلاد والعباد الويلات إلى يوم الناس هذا.

    * ومن تلك الملفات التي يصر النظام السياسي المتعفن عدم فتحها، ملف اغتيال قائد الجبهة الإسلامية للإنقاذ الأخ عبد القادر حشاني رحمه الله رحمه واسعة، الذي تم اغتياله في مثل هذا اليوم أي بتاريخ 22 نوفمبر 1999 وله من العمر 43 سنة، أي تم اغتياله وهو في شرخ الشباب وهو سن النضج والإبداع والعطاء، فها هي 11 سنة تمر على اغتياله رحمه الله والسلطة الفعلية والرسمية ترفض رفضا قاطعا فتح ملف الاغتيال وازداد هذا الرفض بعد صدور قانون العقوبات في المادة 45 و 46، وبما أن قادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ لا تعترف بقانون السلم والمصالحة إذ هو أقرب للمكر والمخادعة، ما زالت تُصر على إعادة فتح هذا الملف في كل مناسبة منذ عملية الاغتيال إل يومنا هذا، وها هي فرنسا ترفع السرية على وثائق المخابرات الفرنسية من أجل معرفة الحقيقة في اغتيال المعارض المغربي المهدي بن بركة الذي مرّ على اغتياله 40 سنة، ومعرفة الجهة الحقيقية التي كانت وراء الاغتيال السياسي المشين والإجرامي وهي غير مقتنعة برواية السلطة ولا بالمحاكمة الفاقدة لمعايير الشرعية والنزاهة والحياد لاسيما والعدالة في الجزائر فاقدة للاستقلالية وإنما هي أداة طيعة في يد السلطة الفعلية، لاسيما في مثل هذه القضايا المتعلقة بالسياسة والشأن العام، وما لم تكن لنا الشجاعة في كشف حقيقة ما حدث منذ اندلاع الأزمة لا يمكن أن نتقدم نحو المستقبل

    بخطوات ثابتة متبصرة لا حقد فيها ولا انتقام، فلن نخرج من شرنقة هذه الأزمة المتعددة الأوجه، ومن باب الذكرى والتذكير نرى لزاما علينا أن نجمل الحديث عن حادثة اغتيال قائد الجبهة الإسلامية للإنقاذ رحمه الله في النقاط التالية:

    أولا: لن نتحدث في هذا البيان عن سيرة ومسيرة الشاب المهندس الذي قاد الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلى فوز كاسح، لم يكن متوقعا عند أغلب المراقبين من جميع الأوساط بما في ذلك السلطة القائمة يومها، حتى قال وزير الدفاع خالد نزار، قائد الانقلاب العسكري على اختيار الشعب “إنه لو حصل الفيس على 30% من أصوات الناخبين ما أوقف المسار الانتخابي…!!! . واستطاع الأخ عبد القادر حشاني رحمه الله بفضل الله ثم بفضل الشعب الجزائري الراغب في المشروع الإسلامي أن يحقق انتصارا مبهرا فاق كل التوقعات رغم سجن القيادة التاريخية بالسجن العسكري بالبليدة، مما يدل دلالة قاطعة على أن الجبهة الإسلامية جبهة مشروع ومبادئ وليست جبهة أشخاص، والحاصل سوف تخصص القيادة كتابا قائما بذاته يترجم له ترجمة ضافية ويلقي الضوء على مسيرته الحافلة والصعاب التي تعرض لها خارج السجن وداخله وعند خروجه من السجن وتجمع فيه أمورا كثيرة نتركها لوقتها بحول الله وقوته.

    ثانيا: لقد كان الأخ عبد القادر حشاني رحمه الله على رأس حزب شرعي بقوة القانون لا بقوة السلاح حيث تحصلت الجبهة الإسلامية على اعتمادها في 22/08/1989 من وزارة الداخلية ونشر ذلك بالجريدة الرسمية بتاريخ 06/09/1989 العدد 38. وفازت بالانتخابات البلدية والولائية بطريقة شرعية لا بقوة السلاح أو العنف أو الإرهاب وإنما بالصندوق الشفاف بتاريخ 12/06/1990 وفازت بأغلبية بلديات القطر وتحصلت على 853 مجلس بلدي من أصل 1514 عبر القطر وفازت بـ32 مجلس شعبي ولائي من أصل 48 مجلس ولائي عبر القطر، وبعد الزج بالقيادة التاريخية في غياهب السجن العسكري بالبليدة، تم اختيار المرحوم عبد القادر حشاني رحمه الله لمواصلة المسيرة فكافح وناضل مع ثلة من إخوانه جزاهم الله خير جزاء، ورحم الله تعالى من التحق منهم بالرفيق الأعلى وثبت الله تعالى الباقين على الخط الأصيل الذي على أساسه تم اختيار الشعب للجبهة الإسلامية الإنقاذ مرتين، والحاصل أن الأخ الشاب عبد القادر حشاني رحمه الله استطاع بفضل الله تعالى ثم معونة إخوانه من قيادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ لفوز قل نظيره في العالم الإسلامي منذ سقوط الخلافة الإسلامية حيث فازت الجبهة الإسلامية بـ 188 مقعد من أصل 430 مقعد للمجلس الوطني الشعبي، فما كان من عصابة الجنرالات إلا القيام بتدبير انقلاب عسكري على اختيار الشعب وتعطيل سائر مؤسسات الدولة من البلدية إلى رئاسة الجمهورية، فحل المجلس الشعبي في 14/01/1992 وإقالة رئيس الجمهورية في 11/01/1992 وإعلان حالة الطوارئ بتاريخ 09/02/1992 وهي ما زالت قائمة إلى يومنا هذا رغم أن الوزير الأول أحمد أويحي صرح مؤخرا أن الإرهاب قد هزم؟!!! وحلت المجالس البلدية في 29/03/1992 واستبدلت بمندوبيات غير شرعية عاثت في البلاد فسادا وإفسادا، من نهب العقار والأراضي الفلاحية وإقامة الفيلات لأرباب المال وأصحاب النفوذ، ثم تم حل الجبهة الإسلامية للإنقاذ في 29/04/1992، وصحب ذلك حملة اعتقال وتعذيب ومطاردة لكل إطارات الجبهة الإسلامية من القمة إلى القاعدة، مما ولّد رد فعل عنيف

    على إرهاب الدولة، وكتائب الموت، والحاصل أن الأخ حشاني رحمه الله كان على رأس جبهة شرعية دستوريا وقانونيا تم لها الفوز في أطر القانون وتحت إشراف السلطة القائمة ذاتها ووثائق الدولة تشهد بذلك والحمد لله رب العالمين.

    ثالثا: بعد إلغاء الدور الثاني في 16/01/1992 من طرف عصابة الجنرالات الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الشعب الجزائري القاصر في نظرهم والذي لا يحسن الاختيار ولم يبلغ سن الرشد السياسي، أصدر الأخ المرحوم عبد القادر حشاني رحمه الله بيانا بتاريخ 22/01/1992 نشر في جريدة الخبر التي كانت تتمتع يومها بحيز واسع من الاستقلالية حيث وجه نداء لأفراد الجيش بعدم الوقوف ضد اختيار الشعب من أجل تفادي المواجهة بين أفراد الشعب، هذا البيان لم يرق للطغمة الانقلابية فصدرت الأوامر بإلقاء القبض على الأخ حشاني رحمه الله في قارعة الطريق بحي باش جراح وبطريقة غير قانونية، وذلك بتاريخ 22/01/1992، ورفعت بحقه دعوى قضائية من وزارة الدفاع التي أطاحت سائر مؤسسات الدولة كما سبق ذكره، فكانت هي الخصم والحكم في وقت واحد، وأصبحت السلطة القضائية لعبة في يدها تصفي بها خصومها السياسيين حيث وجهت له تهمة تحريض أفراد الجيش على العصيان والتمرد وهي تهمة باطلة لأن التمرد الحقيقي صدر من الذين تمرّدوا على مؤسسات الدولة واختيار الشعب نعني بهم زمرة جنرالات المؤسسة العسكرية ممن اغتصبوا المؤسسة لصالحهم، ونصبوا أنفسهم أوصياء على الشعب الجزائري، وظل المرحوم حشاني ينتظر المحاكمة طيلة 05 سنوات كاملة وهذه سابقة أن تصل مدة السجن الاحتياطي مدة 05 سنوات، وبعد طول هذه المدة صدر في حقه –ظلما وعدوانا- حكما بـ05 سنوات سجن بتاريخ 07/07/1997 وتحولت التهمة من جناية إلى جنحة، وكان الواجب محاكمة قادة الانقلاب العسكري لاغتصاب اختيار الشعب وتحطيم مؤسسات الدولة وإحداث فراغ دستوري قل نظيره في العالم كله، وهكذا تم منع الأخ عبد القادر حشاني رحمه الله وحزبه من ثمار الفوز الساحق الذي حققه صحبة إخوانه في القيادة يومها، وإخوانه وهو ابن عائلة مجاهدة معروفة، وعوض أن يصبه الأخ عبد القادر حشاني رئيسا للحكومة الجزائرية بحكم أن حزبه حزب الأغلبية زجّ به في غياهب السجن، أما الذين لم يكتب لهم الفوز في تلك الانتخابات أصبح بعضهم رؤساء حكومة أمثال بن فليس، وبلعيد عبد السلام وبلخادم، وهكذا أصبح الناجح والفائز يقبع في السجن والخاسر في المعركة الانتخابية يتولى أعلى المناصب السياسية في البلاد!!!، ففي الوقت الذي يمنع أبناء المجاهدين الأصلاء من حقوقهم السياسية والمدنية في بلادهم، ينعم بعض أبناء الحركى والجلادين في فرنسا بمناصب سياسية فها هو ساركوزي يعين جانيت بوغراب في منصب سكرتارية الدولة للشباب وهي معروفة بعدائها للإسلام وهي ابنة حركي جلاد، ولو لا أنها مصرة على الافتخار بماضي والدها لهان الخطب لأنه “لا تزر وازرة وزر أخرى” والله تبارك وتعالى يخرج المؤمن من الكافر، ويخرج الكافر من المؤمن، فلا يجوز شرعا تحميل الأبناء جرائم الآباء، ما لم يسلكوا مسلكهم أو تزكّونه ويفتخرون به، ولأن العقوبة شرعا وقانونا فردية، لا جماعية لقوله تعالى “كل نفس بما كسبت رهينة” ولقوله تعالى “يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها” ولكن الغريب المستهجن أن يقول رئيس البلاد في وهران بتاريخ 08/10/2005 “لقد ارتكبنا أخطاء فادحة في حق أبناء الحركى” ولكنه لم يعترف أن
    الجبهة الإسلامية للإنقاذ اغتصب حقها بالحديد والنار، بعد الاختيار الشعبي الحر الذي قاده ابن مجاهد كبير معروف لدى العام والخاص؟!!!.

    رابعا: منذ خروجه من السجن في 07/07/1997 وهو تحت الرقابة العلنية والسرية وتحت نظر العملاء الوشاة حيثما حل وارتحل، فضلا عن منعه من حقوقه السياسية والمدنية والإعلامية ورغم ذلك قام بنشاطات متنوعة حسب القدرة والطاقة والاستطاعة مما ضاعف عليه المضايقات المتنوعة والتي ضاق بها ذرعا مما جعله يكاتب وزير الداخلية يومها بتاريخ 28/10/1999، إلى أن جاء يوم الفاجعة التي هزت البلاد والعباد، حيث تم اغتياله في عيادة الأسنان بحي باب الواد الشعبي وذلك بتاريخ 22/11/1999 واعتبر، وقد لقي اغتياله رحمه الله استنكارا عريضا داخليا وخارجيا من طرف الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية بما في ذلك رئاسة الجمهورية التي أصدرت بيانا عشية الاغتيال، غير أنها لم تف بما ألزمت به نفسها وراحت وعودها أدراج الرياح، وحتى الولايات المتحدة استنكرت الاغتيال عن طريق الناطق الرسمي لكتابة الدولة الأمريكية جيمس روبن، وقد شهد له الجميع بأنه رجل سلم ومصالحة بالمفهوم الصحيح لا بالمفهوم المنحرف الخادع، فهو بحق كان يؤمن بحل سياسي شامل يعالج جذور الأزمة من أصولها وطي صفحة وفتح أخرى بعيدا عن المكر والمخادعة والمناورة والحلول القصيرة النظر التي تنطلق من الحل الأمني أو الاجتماعي فحسب، متجاهلة الجذور السياسية للأزمة، وهذه نظرة موضوعية واقعية لو أخذ بها لحلت الأزمة الجزائرية منذ أمد بعيد ولنال كل مواطن جزائري على اختلاف توجهاتهم حقوقه المشروعة دون إقصاء أو تهميش وهي النظرة التي تتبناها القيادة السياسية للجبهة الإسلامية للإنقاذ إلى يومنا هذا، ويشاركها في هذه النظرة الإستراتيجية الثاقبة شخصيات سياسية وشخصيات تاريخية وطنية، إذ لا مخرج للأزمة إلا بالأخذ بهذا الطرح الذي يحقق الاستقرار السياسي الحقيقي القائم على الحق والعدل لا القائم على القوة والبطش وإرهاب الدولة، كما يحقق السلم الاجتماعي الذي ينشده كل مواطن جزائري غيور على بلده ومثل هذا الطرح القائم على النظرة الثاقبة الفاحصة هو الذي جرّ عليه الاغتيال مع سبق الإصرار والترصد.

    خامسا: مما لا شك فيه أن عملية الاغتيال كانت ذات بعد سياسي خبيث وقادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ لا ينظرون إلى الأداة ولكن يحاولون معرفة الجهة المدبرة التي تقف وراءها، فقد استهدف المرحوم بالاغتيال لأنه شاهد عيان على مسيرة حافلة في العمل الدعوي والسياسي ومطلع عن كثب على تعقيدات الأزمة وشاهد على بعض جولات الحوار وهو أيضا شاهد عيان على مجزرة سركاجي الرهيبة، ومما زاد الأمر خطورة موقفه الصلب من ضرورة الحل السياسي لأزمة البلاد دون إقصاء أو تهميش مما جعله يحظى حتى باحترام خصومه ومخالفيه وهذا ما سنراه بحول الله في كتاب جامع موثق.

    سادسا: أما فيما يخص القاتل المزعوم فؤاد بولمية فقد تم إلقاء القبض عليه كما يزعم بتاريخ 13/12/1999 وقيل عثر معه على وثائق عبد القادر حشاني رحمه الله والمسدس الذي قتل به المرحوم، غير أنه يوم المحاكمة في 13/04/200 والتي دامت 05 ساعات وساعة للمداولة ليصدر بحقه الحكم بالإعدام، فقد صرح أثناء المحاكمة الملفقة أنه يوم اعتقاله لم يكن يحمل سلاحا ولا وثائق المغتال رحمه الله، وقال أنه لا يتحمل مسؤولية دم حشاني، ووصف

    ما جاء في قرار الإحالة بعمل المخابرات تحت الإكراه والضغط والتهديد مما دعا بالمحامي الكبير خليلي رحمه الله إلى المطالبة بإحضار المسؤول الأول في المخابرات، حيث قوبل طلبه بالرفض القاطع، ولقد شهد أغلب الشهود أنهم لم يرو شيئا باستثناء الممرضة المغلوبة على أمرها وحارس حظيرة السيارات، ومعلوم أن أغلب حراس السيارات لهم علاقة بالأجهزة الأمنية والمخابرات وإمدادهم بالمعلومات وما يحدث داخل الأحيان فهم عيون رجال الأمن في الأحياء والشوارع والأزقة والسؤال المطروح، لماذا ظل بولمية عشرين يوما في العاصمة دون أن يفر أو يختفي أو يلتحق بالجبل؟!!! ومن الذي أعلمه بتحركات الأخ حشاني رحمه الله وهو تحت المتابعة العلنية والسرية ومن كان ينسق له التحركات والأخبار وموعد الدخول والخروج؟!!! والحاصل أن المحاكمة مسرحية مكشوفة لم تقتنع بها عائلة المرحوم حشاني كأسرة وأقارب وإخوة كأولياء الدم شرعا وقانونا بما أنه شخص له أسرة وأولياء، ولم تقتنع بها قيادة الجبهة الإسلامية الإنقاذ بحكم أنه قائد حزب وشخصية اعتبارية عامة زكاها الشعب بالانتخاب الحر فضلا على أن تنطلي الخدعة على كثير من رجال السياسة والقانون وذوي الألباب من الناس، لاسيما والعدالة فاقدة للاستقلالية وكلنا يعلم كيف أقصى “وزير العدل” الأسبق ماحي باهي من منصبه لأنه كان يريد إقالة قاضي التحقيق السابق عبد المالك السايح بدعوى الفساد والرشوة واستخدام النفوذ فاعترض رئيس الحكومة بلعيد عبد السلام على إقالته أو فتح التحقيق معه بحجة أنه صاحب خبرة في قضية المرحوم مصطفى بويعلي، فذهب وزير العدل وبقي عبد المالك السايح في منصبه ثم أصبح النائب العام في قضية مقتل واغتيال محمد بوضياف من طرف بومعرافي فك الله أسره لكي نعرف منه حقيقة ما حدث في اغتيال محمد بوضياف لأن الرجل التزم الصمت أثناء المحاكمة، وفي الوقت الذي تعمل الدول الغربية وأمريكا وإسرائيل وبعض دول الاعتلال العربي لمعرفة الحقيقة في الجهة التي تقف وراء اغتيال رفيق الحريري نجد هذه الدول مجتمعة تلتزم الصمت المطبق فيمن كان وراء اغتيال رئيس المجلس للأعلى للدولة غير الشرعي محمد بوضياف وشخصيات سياسية جزائرية أخرى مرموقة، فما هذا الكيل بمكيالين على مستوى ما يسمى “بالعدالة الدولية” وها هو عبد المالك سايح اليوم يشغل منصب المدير العام لمديرية مكافحة المخذرات عبر القطر خلافا للنائب العام العسكري بلقاسم بوخاري الذي كان نائبا عاما في قضية محاكمة قيادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ وكلنا يعلم كيف أقيل وزير العدل السابق آدمي ومن الذي كان وراء تولي بلعيز الحالي وزارة العدل ولذلك لم يمثل أي قائد من قادة الأجهزة الأمنية أمام القضاء وكأن لهم حصانة خاصة من المثول أمام القضاء، خلافا لما عليه بعض حكام الدول الغربية وأمريكا وإسرائيل وها هي عائلات ضحايا الاعتداء الذي وقع في باكستان بتاريخ 8 ماي 2002 ضد مدرية بناء السفن والذي أسفر على مقتل 14 شخصا من بينهم 11 فرنسيا تطالب ساركوزي وجوبي وزير الدفاع الحالي بالمثول أمام العدالة للإدلاء بالشهادة بحكم أنه كان مطلعا على صفقة الغواصات البحرية لباكستان وهي صفقة مشبوهة، ومن المعلوم أنه في ظل تحكم المخابرات في سائر أجهزة الدولة والسيطرة عليها بطريقة مباشرة وغير مباشرة، لا أمل في مؤسسات قوية ولا أمل في استقلالية القضاء، والحاصل أننا في قيادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ لن نكف عن المطالبة بالكشف عن الجهة الحقيقية التي تقف وراء اغتيال المرحوم حشاني رحمه الله، فرواية السلطة الرسمية لا تنطلي على السذج، ناهيك عن أولي الألباب فمن يصدق

    من العقلاء أن القاتل يأتي من الحراش أو غيرها لمعالجة أسنانه حيث يعالج الأخ المغتال رحمه الله بباب الواد وفي نفس العيادة، مالكم كيف تحكمون؟!!!

    سابعا: وفي الوقت الذي ترفع فيه السلطة الجزائرية عقيرتها وتعمل على تحريك أبواقها المختلفة وتحشد الحشود في الداخل والخارج لضرورة الوقوف إلى جانب القضية الصحراوية ووجوب نصرة المظلوم والتنديد “بالإبادة الجماعية” و “المجزرة” التي طالت سكان العيون والمناداة بضرورة إرسال لجان أممية للتحقيق في جرائم النظام المغربي تجاه الصحراء الغربية، حتى أن “الرئيس” عبد العزيز شبه ما تعرض له سكان المخيمات بالعيون بمجازر 08 ماي 1945 وهو قياس مع الفارق، ومقارنة مستهجنة وسمحت السلطات في الجزائر بتنظيم مسيرة في قلب العاصمة لمساندة سكان الصحراء الغربية بتاريخ 11/11/2010 رغم حالة الطوارئ وحظر المسيرات في العاصمة السارية المفعول ولا شك أن المسلمين أينما كانوا يستنكرون الظلم والتعذيب ومصادرة الحقوق المشروعة من أي نظام كان، ولو كان رأس هذا النظام يدعي أنه من نسل رسول الله صلى اله عليه وسلم، لقوله عليه الصلاة والسلام “يا فاطمة اعملي فإنني لا أملك لك من الله شيئا” والقائل أيضا “والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها” وقوله أيضا “من بطّأ به عمله، لم يسرع به نسبه” فلا يجوز لأي سلطة في العالم أن تنزل الظلم والعذاب والتنكيل بشعبها أو بغيره من الشعوب إلا في حالة الدفاع عن النفس ورد الظلم والمظالم شريطة أن لا يتجاوز حق الدفاع المشروع حده وأن لا ينقلب رد الظلم إلى ظلم أفظع وإن كان البادئ أظلم، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح، هل السلطة الجزائرية الظالمة لشعبها مخولة شرعا وسياسة وأخلاقا أن تدافع عن الشعوب المظلومة وهي تمارس الظلم بشتى ألوانه وأشكاله بحق شعبها وبأبشع ما يكون عند المقارنة، وبضدها تتميز الأشياء، وهل يمكن أن تدفع السلطة الجزائرية الظلم والحيف والعسف والتعذيب على إخواننا سكان الصحراء الغربية وعددهم حوالي 393831 وعدد القاطنين في مخيمات تندوف زهاء 160 ألف، كما تقول الجزائر بينما تمارس عل شرائح واسحة من الشعب الجزائري يعدون بعشرات الملايين الظلم والتعذيب والتنكيل والمطاردة، و…و…. “تلك قسمة ضيزى” وهل يعقل أن تطالب الجزائر بتقرير المصير للشعب الصحراوي وعندما اختار الشعب الجزائري الحر من يحكمه بمحض إرادته قامت العصابة الانقلابية بقمعه وإرهابه بكتائب الموت التي اختطفت خيرة شباب الأمة، إن حرية الشعب في اختيار حكامه هو لون آخر من ألوان تقرير المصير الذي يتغافل عنه الحكام الطغاة ؟!!!. وهل يعقل أن تطالب الجامعة العربية ومن ضمنهم الجزائر، وسائر دول الخليج فتح تحقيق في الجرائم التي حدثت في العراق من طرف الجيش الأمريكي والعراقي ورئيس الوزراء المالكي المنتهية عهدته ولا تطالب هذه الدول العربية بفتح تحقيق في الجرائم والفظائع والمجازر والاختطاف الذي جرى في الجزائر بعد الانقلاب على اختيار الشعب “مالكم كيف تحكمون؟!!!.

    ثامنا: لقد تمخض عن الانقلاب على الإرادة الشعبية 1992 من الفظائع والجرائم ما يفوق الخيال نذكر منها ما يلي، ليعلم العام والخاص حجم ما اقترفه النظام السياسي المتعفن:

    1-نفي أكثر من 17.000 إلى تخوم الصحراء.

    2-اعتقل في المحنة من أبناء الشعب الجزائري أكثر من نصف مليون.

    3-اختطاف أكثر من 20 ألف لا يعلم مصيرهم إلى اليوم.

    4-سجن أزيد من ألف إطار بدعوى دعم الإرهاب.

    5-عدد الذين قتلوا في المأساة أزيد من 200 ألف وهناك من يقول عددهم أكثر من ذلك بكثير.

    6-عدد الذين قتلوا من حملة السلاح 17 ألف.

    7-عدد الذين قتلوا من المفقودين قيل 03 آلاف دون معرفة أماكن قبرهم.

    8-الذين قتلوا في السجون أزيد من 120.

    9-عدد قتلى مجزرة الرايس 300، ومجزرة بن طلحة 700، وقيل 400، أما مجزرة الرمكة قيل عددها في ليلة واحدة 1000.

    10- وبما أن الأجهزة الأمنية تتكتم عن عدد القتلى خلافا لما عليه في الدول الغربية حيث يعلن عن القتلى واحدا بواحد كما هو الشأن في أمريكا وأوروبا، أما عندنا فهم كمُّ مهمل، لا قيمة له وقيل قتل من أفراد الجيش 3600، أما ضحايا الشرطة 6000 شرطي.

    11-عدد الجرحى حوالي 40 ألف.

    12-أما عدد الذي تمت محاكمتهم غي المحاكم الخاصة السيئة السمعة فاق 500ألف، أي أكثر من سكان الصحراء الغربية كلها.

    13-أما عدد الذين ذهبوا ضحايا التجاوزات والخروقات بلغت 6412.

    14-أما عدد الأرامل 30 ألف أرملة.

    15-عدد اليتامى فاق المليون أي يفوق سكان الصحراء الغربية ثلاث مرات ونصف.

    16-عدد المعطوبين قيل بلغ عددهم 1 مليون.

    17-هناك 8 آلاف عائلة فقدت فردا من أفرادها.

    18-عدد الذين فصلوا من أعمالهم بلغ 13 ألف.

    فهل النظام الذي تسبب في كل هذه الفظائع بحق شعبه يحق له أن عطي دروسا للآخرين في احترام حقوق الشعوب المشروعة؟!!! فهذا إدريس الجزائري حفيد الأمير عبد القادر كما يشاع، وممثل الجزائر في الأمم المتحدة يدعو من جنيف الأمم المتحدة إلى التحقيق في وضعية حقوق الإنسان بالصحراء الغربية استنادا إلى ميثاق الحقوق المدنية والسياسية، فلماذا لا يطالب الأمم المتحدة بالتحقيق في جرائم النظام الجزائري الذي فاق بعشرات المرات ما حدث في مخيمات العيون؟!!! إذا ما حدث في العيون عند المقارنة مع ما حدث في الجزائر يكاد أن يكون نقطة سوداء في جلد ثور أبيض، وهذا رئيس الهيئة الإستشارية لحقوق الإنسان فاروق قسنطيني يدعو المنظمات الدولة لكشف تجاوزات المغرب بحق سكان الصحراء الغربية، فلماذا لا يطالب هذه المنظمات نفسها والتي من عادته أن يكيل لها الاتهامات للتحقيق فيما جرى في الجزائر منذ الانقلاب على اختيار الشعب؟!!!. وهذا محرز العماري يصرح قائلا “ما وقع في العيون كارثة إنسانية لا ينبغي السكوت عنها” فلماذا سكت عما يحدث في أفغانستان وباكستان والعراق وفلسطين، ولم نسمع له صوتا ولماذا لا يطالب النظام الجزائري بالكشف عن المقابر الجماعية التي خصصت لأكثر من 17 ألف مختطف؟!!! وإذا كان ما حدث في مخيم العيون “إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية” فماذا نقول عما فعله جنرالات الانقلاب العسكري من محرقة إنسانية ذهب ضحيتها مئات الآلاف من الضحايا، وهي محرقة ليس لها نظير في سائر الدول العربية والإسلامية منذ قرون ؟!! وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا يقول “المنافق يرى القذى في عين أخيه ولا يرى الجذع في عينه”، ولكن إذا

    لم تستح فاصنع ما شئت، ومن العجائب والغرائب أنه في الوقت الذي يصعد الساسة وبعض رؤساء الأحزاب اللهجة ضد نظام المخزن كما يقولون وينعتونه بشتى النعوت وفي الوقت الذي تصف التلفزة الجزائرية ما حدث مؤخرا في العيون بالإبادة الجماعية والمجزرة البشعة والقول أن أحداث العيون كشفت عن وحشية النظام المغربي، في هذا الوقت بالذات، تأتي رسالة بوتفليقة في 18 نوفمبر بمناسبة عيد الاستقلال المغربي، وهي تفيض رقّة وعطفا وكلها دعوات خالصة للأسرة “الشريفة” بالسعادة وطول العمر، فما هذا التناقض الصارخ أم أن هناك خلافا سريا حول معالجة هذه القضية بين الأجنحة المتصارعة؟!!! رغم أن خطاب ملك المغرب يأتي صادما لا مهادنة فيه؟!!! وكلنا يذكر ما قاله الرئيس بوتفليقة بعد لقاء حسني مبارك “أنا لم أقل كلاما لا يليق بحق مصر” أم أنها سياسة معاوية كما يقولون، هذا يشتد وهذا يلطف الأجواء كأن شيئا لم يكن؟!!! ويبقى الناس في حيرة بين رسائل الرئيس العاطفية الطافحة بالحب والدعاء، وحملات الشحن والتصعيد السياسي والإعلامي داخليا وخارجيا في الميدان؟!!! بل هناك جهات أصبحت تنادي بالعودة إلى العمل المسلح لدفع الظلم وانتهاك حقوق الإنسان.

    تاسعا: مما لا شك فيه أن الآثار الوخيمة لاغتصاب اختيار الشعب لم تقتصر على ما سبق ذكره بالأرقام وهي أرقام أغلبها رسمية أما الأرقام الحقيقية فهي تفوق ذلك بكثير خاصة في عدد القتلى حيث هناك من يقول أن عدد القتلى يوشك أن يصل إلى مليون، وهكذا قل في سائر الأرقام وهي أرقام قديمة وما زالت السلطة الفعلية تتكتم عن الأرقام الحقيقية، ومن الآثار الوخيمة:

    أ-الحالة السياسية الداخلية، حيث تعاني مؤسسات الدولة المختلة من العجز والجمود السياسي وانحصار الحريات السياسة العامة وعدم السماح باعتماد أحزاب سياسية حقيقية وغياب التعددية الإعلامية والنقابية وسيطرة السلطة التنفيذية –الفعلية- على البرلمان والعدالة والهيمنة على الحياة السياسية.

    ب-الحالة الاجتماعية المزرية التي يعيشها الشعب الجزائري وتصاعد الغليان الشعبي هنا وهناك وانسداد الأفق أمام شباب الأمة مما ينذر بالخطر الداهم لأن اليأس والإحباط من أكبر عوامل عدم الاستقرار لسياسي والاجتماعي.

    ج-دخول الجزائر في علاقات مشبوهة وغير مشروعة مع الأجهزة الأمنية والمخابراتية الغربية والأمريكية تحت عنوان التنسيق الأمني في مكافحة الإرهاب الدولي والإستقواء بالدول الغربية وعلى رأسهم أمريكا هذه التي تحارب حركات المقاومة في أفغانستان وباكستان والعراق وفلسطين والحق أن الاستبداد الداخلي وإرهاب الدولة داخليا وطغيان قوى الاستكبار العالمي طمعا في خيرات الشعوب الإسلامية أكبر مفجر للعنف الداخلي والدولي، والحاصل أن الأوضاع السياسية المتدهورة والاجتماعية المزرية والاقتصادية المتخبطة والأمنية الخطيرة داخليا وخارجيا، لاسيما بعد تغلغل الأجهزة الأمنية والعسكرية والمخابراتية الدولية في دول جنوب الصحراء بشكل مباشر أو غير مباشر حسب ظروف كل دولة من دول الساحل مما ينذر بالخطر على أكثر من صعيد، ولا مخرج من كل هذه الأزمات المتنوعة إلا بفتح جميع الملفات المطوية التي تخص جذور الأزمة الجزائرية المعقدة ومن بين تلك الملفات ملف المختطفين وملف الاغتيالات السياسية وعلى رأسها ملف اغتيال المرحوم عبد القادر حشاني رحمه الله، وهذا ما تصر عليه قيادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ الثابتة على الخط الأصيل والمسارعة إلى الوصول إلى حلول سياسية جذرية بعيدا عن روح الحقد والانتقام وإنما من أجل معرفة الحقيقة وتحديد المسؤوليات لاسيما وقيادة الجيش خرجت عن إطارها ودورها الدستوري المحدد لها، وقمة الحل السياسي الشامل تتمثل في إعادة الكلمة للشعب ليختار المشروع السياسي الذي يطمئن إليه قلبه دون إقصاء أو تهميش وليعلم الجميع أنه ثمة جرائم لا يمكن أن تزول بالتقادم منها الاغتيالات السياسية التي تطال رؤساء الدول وزعماء الأحزاب المعارضة والشخصيات العامة، وقديما قالوا “ما ضاع حق وراءه طالب” وصدق رسول الله عليه وسلم “لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم فيه بطاعته إلى يوم القيامة” وصدق الله تعالى إذ يقول “وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون”السجدة24.

    بن حاج علي

    نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ

    الهيئة الإعلامية للشيخ علي بن حاج

  • الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله يحفظك يا شيخ ويقويك ويسدد خطاك يا شعب يا خاءن يا خواف لماذا لا تكونو رجالا مره1في حياتكم خير لكم من العيش 1000مره واين المفقوديييييييييييييين يا يهود الدوله والشرطه والجيش وكل كلب وضعته الدوله الظالمه لحمايتها هم الذين اعتقلوهم وعذبوهم وووووووو ولدينا الادله والبيانات والشهود الحقيقه يا كلاب

  • يرحم الله تعالى الشهداء جميعاً.
    ولكن متى يأت الفرج فقد طال ليل المنام على الهوان ؟ متى نرى يوماً يقتص فيه من الخونة والمجرمين والمفسدين ؟ قد والله تعالى طال علينا الانتظار ، ومللنا من البقاء تحت المظلات الفاسدة الجاهلية.
    متى يأت النصر وقد صار في بلدي كل نقيصة ؟ متى تستقيم أوضاع شعبي في الجزائر بلد الشهداء ؟
    متى يعلم الشهداء بأنّا قد حفظنا الأمانة ورعيناها حق رعايتها ؟
    الله تعالى وحده يعلم يا وطني بأنّا قد فعلنا ما نقدر على فعله ، أما وقد تركتنا فإلى الله تعالى وحده المشتكى.
    أسأل الله تعالى أن ينصرك يا شيخ وأن ينصر جميع المظلومين.