سياسة

حوار بشير حمادي وردود عبد الله قطاف وسعد بوعقبة حول قضية الشروق اليومي

بشير حمادي: الصحافة العمومية مدرسة والصحافة الخاصة تلقيت فيها ضربات موجعة (الجزء الأول)
زاد دي زاد – 04/11/2010


الأستاذ بشير حمادي

في الجزء الأول من الحوار مع الأستاذ بشير حمادي ضيف قراء ومتصفحي موقع زاد دي زاد (ركن مواجهات إعلامية)، يتحدث حمادي عن تجربة أكثر من ثلاثة عقود من الممارسة الإعلامية التي بدأها في القطاع العام ويكملها في القطاع الخاص منذ بداية عهد الإنفتاح والتعددية، ويكشف هنا الكثير من الأحداث التاريخية والأسرار حول أغلب الأحداث التي عايشها كصحافي وكمسؤول، تابعوا..

1 – أولا: أين هو بشير حمادي حاليا ؟

الإجابة عن هذا السؤال موجودة في التعريف بضيف الموقع، فأنا حاليا أشغل منصب مسير دار الحقائق للطباعة النشر التوزيع والإشهار، ومدير تحرير أسبوعية الحقائق التي تحولت إلى يومية، تنتظر توفر الظروف والشروط الموضوعية لانطلاقها.

2 ـ من الشعب إلى أسبوعية الحقائق مرورا بالجزائر اليوم والحوار (طبعة مهري) والشاطر والشروق.. كيف يقيم بشير حمادي مسيرته المهنية بحلوها ومرها، وخاصة ما هي العبر والدروس التي استخلصها في بلد متقلب كالجزائر؟

(أبو اليقضان)

قبل أن أقيم مسيرتي المهنية باختصار، بودي أن أقوّم خطأ بسيطا في السؤال، وهو أنني لم أنتم ليومية الحوار (طبعة مهري) التي كان يديرها صديقي وزميلي مصطفى هميسي، ولكنني كتبت في تلك الصحيفة بإسمين مستعارين، لأنني كنت في تلك المرحلة ممنوعا من الكتابة والسفر، بعد مثولي كرئيس تحرير أمام قاضي التحقيق في قضية توقيف “الجزائر اليوم” للمرة الثالثة.

أما فيما يتعلق بصميم سؤالكم فأقول أن مسيرتي الإعلامية في القطاع العمومي كانت ثرية بالأحداث والمعلومات.

فقد التحقت بجريدة الشعب صيف سنة 1975، قادما إليها من سلك التعليم، وكنت أدرس في السنة الأولى علوم سياسية، وصادف بداية عملي بالصحافة انتعاش الساحة السياسية من خلال طرح مشروع ميثاق وطني للنقاش العام، وقد كان ذلك النقاش، وفي ظل الحزب الواحد، وما سمي بالنظام الشمولي البومديني أكثر عمقا وحرية من النقاشات البيزنطية في ظل تعدد الأحزاب، تبعه نقاش قانوني حول الدستور، ثم الإنتخابات الرئاسية التي تحول بموجبها الأخ ـ وهو المصطلح المستعمل في تلك الفترة ـ هواري بومدين من رئيس مجلس الثورة إلى رئيس للجمهورية، ثم انتخابات تشريعية أعادت الهيئة التشريعية بعد غياب طويل، فالتحضير للمؤتمر الرابع لحزب جبهة التحرير الوطني، لكن بومدين أصيب بمرض استعصى علاجه وأدى إلى وفاته قبل انعقاد المؤتمر الذي كان يعلق عليه آمالا كبرى.


بشير حمادي أمام قسم أول مدرسة درّس فيها سنة 1970

وقد كنت في هذه المرحلة عنصرا فاعلا في النقاش العام في الجامعة التي كانت ساحة للصراعات السياسية بين الطلبة المنتمين لمختلف التيارات الفكرية من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، وللآراء الحرة دون تدخل مسؤوليها، أو أجهزة الأمن، وكانت للجامعة حرمة تفتقدها اليوم. مثلما كنت في مقدمة الصحافيين الذين قاموا بمواكبة وتغطية تلك النقاشات بما في ذلك تغطية أشغال المجلس الشعبي الوطني في عهدتي المرحوم رابح بيطاط، والسيد عبد العزيز بلخادم.

هذا الزخم السياسي الذي صادف التحاقي بجريدة الشعب مكنني من البروز السريع في ظل تنافس عدد قليل من الصحافيين طبعا، وتمكنت من ممارسة كل الألوان الصحفية من كتابة الأخبار، وتغطية الأحداث الكبرى داخليا وخارجيا، إلى إجراء الحوارات، وإنجاز تحقيقات كبرى، فكتابة العمود، ثم كتابة التعليق والإفتتاحية، وأخيرا المقال.

ففي الصحافة العمومية لا يمكنك أن تكون صحافيا في قسم التحقيقات مثلا إلا إذا قضيت عشر سنوات على الأقل في القسمين المحلي ثم الوطني، وتنقلت مابين الأقسام الأخرى..

هذا التنوع مكنني من التعلم والنضج والتدرج السريع في المسؤولية، ومن التعرف على معظم الصحافيين في مختلف وسائل الإعلام المكتوب والمرئي والمسموع باللغتين العربية والفرنسية، وهذا بدوره مكنني من الفوز بمقعد في المجلس الوطني لاتحاد الصحافيين الجزائريين الذي انبثق عن المؤتمر الذي عقد سنة 1982 منتخبا من قبل ممثلي صحافيي ولايات وسط البلاد.

يمكنني القول أنني كنت من المحظوظين، وتعلمت الكثير من المسؤولين الذين تشرفت بالعمل معهم، وخاصة الأستاذين محمد بوعروج، ومحمد السعيد، المرشح للإنتخابات الرئاسية الأخيرة، فقد جمع الرجلان بين الكفاءة المهنية والإدارة الجدية.

وحتى انتقالي إلى يومية المساء مديرا لتحريرها كان في أخصب مرحلة سياسية تعرفها الجزائر منذ استقلالها، أي بعد أحداث أكتوبر 1988 ووضع دستور جديد يسمح بالتعددية الحزبية، وقد كانت هذه اليومية متألقة حيث كانت تتوفر على مجموعة من الشباب لدى أغلبهم القدرة على الكتابة الجيدة خبرا أو تحليلا، بعضهم أسس يومية الخبر فيما بعد، وعناوين إعلامية أخرى، وبعضهم الآخر يتبوأ مراكز هامة في هذه الصحيفة وصحف خارج الجزائر.


بشير حمادي في منطقة جرجرة وهو يحضر لتحقيق حول المعارك الكبرى لثورة التحرير

مما سبق يتضح أن تجربتي في القطاع العمومي لم تكن مرة، بل كانت زاخرة بالأحداث والتجارب، رغم أنها لم تكن خالية من بعض الضغوط التي لا تكسر قلم الصحفي.

أما الجزء الثاني من مسيرتي الإعلامية فيتعلق بالصحافة الخاصة، فبمجرد السماح للصحافيين بإصدار صحف، شرعت مع عدد من الصحافيين في التحضير لإصدار يومية خاصة، أسميناها في البداية “الوطن” لكن مجموعة الوطن باللغة الفرنسية أودعت مشروعها لدى رئاسة الحكومة بنفس التسمية قبلنا، وهو ما حتم تغيير التسمية إلى “الأمة”.

وكان من بين المؤسسين لهذا العنوان الذين شرفوني برئاسة مشروعه، ومتابعته على مستوى وزارة العمل التي كانت مكلفة بالتحضير المادي للعناوين الجديدة، ورئاسة الحكومة التي كلفت السيد محمد الصالح دمبري بمتابعة هذه المشاريع الزملاء الصحافيون: سعد بوعقبة، ومحمد عباس، وعبد الله قطاف، ومصطفى هميسي، وعبد الله بشيم، وصلاح شكيرو.

هذا المشروع تعثر، فالتحقت بالمساء، التي لم أمكث فيها طويلا، حيث شرعت مع مجموعة أخرى في التحضير لإصدار جريدة “الجزائر اليوم”.

تعلمت في الصحافة العمومية الكتابة في كل الألوان الصحفية، وجبت الجزائر من أقصاها إلى أقصاها، ورغم ذلك فضلت عليها الصحافة الخاصة التي تلقيت فيها ضربات موجعة، لكنني تنفست بحرية أكبر.

3 ـ وصفك الكاتب علي رحالية في المواجهة الإعلامية الأولى مع هذا الموقع، بأنك أحسن رئيس تحرير في الجزائر، هل تعتقد أن هذه مجاملة أم حقيقية، وما هي مواصفات رئيس التحرير المثالي من وجهة نظرك ؟

(إبن الأوراس)

عندما يأتي الوصف من صحفي يكتب بالمشرط قد لا يكون مجاملة، بقدر ما هو تقدير مبالغ فيه لشخصي لا أستحقه.

فهناك رؤساء تحرير أسبق وأحسن مني بكثير في الصحف المعربة والمفرنسة على حد سواء، وربما لأن الأخ علي رحايلية لم يشتغل معهم، فكانت المفاضلة بين العدد القليل من رؤساء التحرير الذين تعامل معهم.


صورة في الخدمة الوطنية عام 1972 يحاول فيها تعلم العزف على القيثار

أما فيما يتعلق بالشطر الثاني من السؤال فأعتقد أنه ليس هناك رئيس تحرير مثالي، لأن مهنة المتاعب هي مهنة احتكاك يومي بين مجموعة من الصحافيين متعددي الإختصاصات، والمنطلقات، والقناعات، والأهداف، وحتى الوسائل.

وهو مطالب أولا وقبل كل شيء بالعمل على أن لا يتحول هذا الإحتكاك اليومي إلى صدام بين الصحافيين بما يؤثر سلبا على بعضهم، وفيما بينه وبينهم، حتى يوفر الجو المحفز على الأداء الجيد لكل واحد منهم، والتنافس الشريف بينهم، ويحرس على ضمان جرعة كافية من الحرية غير المستبدة التي تنال حتى مما هو مقدس في المجتمع، حتى لا تهتز مصداقية الجريدة عند القارئ…الخ.

رئيس التحرير الجيد ولا أقول المثالي، هو الذي له القدرة على الإستماع الدائم لهؤلاء وأولئك، وعلى التوظيف الجيد لكل عنصر من عناصر مهنة المتاعب بما يمكنه من تقديمه إعلام جيد وموضوعي للقارئ يحترم عقله حتى وإن كان محدود التعليم والثقافة ويقرأ الجريدة بصعوبة.

وحتى يكون جيدا لابد أن يتقن لغة الصحيفة التي يشرف عليها، ولغة الإدارة على الأقل، وأن تكون له ثقافة واسعة بحيث تمكنه من القراءة الجيدة والتقييم الصحيح لكل ما يقدم له من هيئة التحرير أو من خارجها، وأن تكون له القدرة على مناقشة الصحافيين فيما يكتبون، وعلى الإقناع بما يراه صحيحا، والإقتناع بما يراه عندهم صائبا فكرا وممارسة، وأن يحسن الإستماع والتحاور مع ذوي الإختصاص للإستفادة منهم وتوسيع مداركه، مهما كانت درجة اختلافهم معه.

باختصار رئيس التحرير الجيد هو الذي يجمع بين الكفاءة والصرامة ومحبة الفريق الذي يشتغل معه واحترام القارئ الذي تتوجه إليه صحيفته.

ومن ناحيتي، ومنذ أن توليت مسؤولية الإشراف على فريق من الصحافيين، بدءا برئيس القسم الوطني في جريدة الشعب إلى رئيس التحرير أو مسؤول النشر في عناوين أخرى، عاملت الشباب بنفس المعاملة التي عوملت بها عند ولوجي عالم الصحافة، فباب رئيس التحرير لا يغلق أبدا، وقد اعتمدت في جريدة الجزائر اليوم أو في الشروق اليومي عليهم، لأنني أؤمن أن لكل زمن رجاله وفرسانه، وأن النجاح في هذا المجال يتطلب الجمع بين خبرة الشيوخ وجديد الشباب.

4 ـ يقول السيد سعد بوعقبة في أحد ردوده، أن محاورة الصحافي للصحافي هو بمثابة مثلية صحافية، ما رأيك في هذا الوصف، وهل بالفعل من العيب أن يتحاور الصحافيون فيما بينهم مثلما يقومون به في هذا الموقع ؟

(جلال.ك)

العيب الحقيقي هو أن توصف علاقة مهنية شريفة بين زملاء المهنة بهذا الوصف المجرم فعله شرعا وقانونا.


رفقة الزميل سعد بوعقبة في بدايات الشروق اليومي

والعيب الحقيقي هو أن لا يكون الحوار، فحتى الطرشان أو الصم البكم وجدوا وسيلة للتعبير والتحاور فيما بينهم، وحتى ألد الخصوم ينتهون بعد صراع أو جفاء طويل ومرير إلى الحوار، وقد كان لنا ركن في الشروق اليومي بعنوان عواصف إعلامية، يحاور الصحافيين الذين كتبوا مواضيع أثارت ردود فعل قوية، وعرّضتهم إلى المساءلة أو العقاب، وتميزت أسبوعية المحقق بحواراتها مع الصحافيين، وأعتقد أن الزميل سبق أن حاوره زميل له.
وشخصيا لو خُيرت بين إجراء حديث مع أشهر صحفي في بريطانيا أو ألمانيا أو اليابان أو الولايات المتحدة الأمريكية.. وبين رئيس لهذه الدولة أو تلك فسأختار محاورة الصحفي..

5 ـ هل تحسبك السلطات على التيار الاسلامي، وما السر وراء اللحية التي تُطلقها، هل هي لحية الشيوعيين أم لحية الإسلاميين،أم لحية الأفلانيين؟

(صحفي جزائري مغترب)

لا أحد من رموز السلطة في كل عهودها، ومختلف مستوياتها أوحى لي بهذا، بل العكس هو الذي حدث، فقد رفض المغفور له محمد الشريف مساعدية مصافحتي عندما حلقت اللحية من أجل صورة للبطاقة الوطنية، قائلا لي بدعابته المعهودة، لقد رفعت الراية البيضاء، وعندما تعود إلى سابق عهدك تعود علاقتنا إلى ما كانت عليه.

أما فيما يتعلق باللحية فقد طرح علي سؤال بشأنها سنة 1994 في حوار مع يومية السلام، وقلت حينها: “أن اللحية بالنسبة لي ليست عنوانا سياسيا، ولا اتجاها دينيا، ومعظم الفلاسفة ملتحون باختلاف أفكارهم ومعتقداتهم، فالنظر إلى اللحية على أنها رمز للإنتماء السياسي ينم عن تفكير مسطح، وهذا التفكير ليس وليد المرحلة الحالية. فقد كانت اللحية تهمة في حرب التحرير، واعتبر الملتحون أتباعا لمصالي، وكانت بعد الإستقلال تهمة مرة ثانية، واعتبر الملتحون شيوعيون، واليوم تهمة توجه للإسلاميين رغم أن الملتحين عندنا هم من ماسينيسا إلى الأمير عبد القادر وبن باديس…الخ

وهي مع الشوارب رمز لرجولة الجزائريين التي يريد بعض المسطحين خصيها.

وقد استهجن الجزائريون حلق الرئيس الشاذلي بن جديد شواربه، وهم كانوا يسمون الرئيس الراحل هواري بومدين “الموسطاش”.


أثناء تدشين الرئيس الشاذلي بن جديد رياض الفتح وبجانبه المغفور له محمد الشريف مساعدية

اللحية يا أخي هي سمة كل الشعوب والأمم، وهي شيء مشترك بين نخب المعمورة باختلاف أجناسهم وأديانهم وأفكارهم، وباختلاف مراتبهم. فليس المسلم وحده الملتحي، بل المسيحي واليهودي والبودي والملحد كذلك. وليس العالم أو المفكر أو الزعيم المسلم وحد الملتحي، بل علماء ومفكرون وزعماء من ديانات أخرى، وخارج الديانات المتعارف عليها ملتحين.

وهذا الأمر لا يعد مشكلة في البلدان الأخرى، بما في ذلك البلد الذي تعيش فيه.

تسألني عن السر وراء اللحية التي أطلقها، فأجزم أنني لست أنا الذي أطلقتها، فإطلاق اللحية ليس فعلا إراديا، فهي تنبت وتطول رغما عنا، وقصها أو حلقها هو الفعل الإرادي وليس العكس.

ولهذا فأنا من المقتنعين أن اللحية فعل بيولوجي وليس فعلا سياسيا، والتصرف فيها بشكل من الأشكال هو الذي يمكن إدراجه ضمن الأفعال السياسية أو الثقافية أو الظاهرة الإجتماعية، وينطبق ذلك على شعر الرأس، والطريقة التي يتم بها التصرف فيه، مثلما فعل بعض اللاعبين في الفريق الوطني لكرة القدم في كأس العالم أثناء تواجدهم في جنوب إفريقيا. وقد استهجنت وسائل إعلام التسريحات التي ظهروا بها.

لحيتي موجودة منذ أن أنهيت واجب الخدمة الوطنية في مطلع السبعينيات،

وهي تميزني عن زملائي، وتشكل جزءا من شخصيتي في الوسط الإعلامي، ولا علاقة لها بهذا التيار أو ذاك..

6 ـ علمت أنك بصدد جمع مقالاتك في مختلف الجرائد خاصة تلك التي كنت توقعها باسم الفاروق في كتاب فمتى يرى هذا المشروع النور؟

(صحافي)

أنا بصدد جمع مقالاتي التي كتبتها باسمي أو باسم الفاروق أو إسم إبن المقفع، وأسماء مستعارة أخرى في العديد من الصحف على امتداد ثلاثة عقود تقريبا. وقد ترى النور تباعا بدءا من السنة القادمة إن شاء الله، إن أمد خالقنا في عمرنا، ومتعنا بالصحة والعافية.

7 ـ شكرا للموقع الذي أنهى بياتك الذي طال شتاؤه…سؤالي يأتيك كل

3 ماي وهو لم يتغير: متى تفرج على كتابك الذي تدعي أنك أنهيته؟.. الكتاب الذي يؤرخ لحمْل و إجهاض (أو الولادة المشوه للتجربة) الإعلامية التعددية؟

(إمضاء: الشيخ)

نفس الجواب لمن سبقك بالسؤال ومن جاء بعدك يا دكتور، والله الموفق.. مع تمنياتي الخالصة لك بالصحة وطول العمر، وأن تجمع بدورك ما تكتب، خاصة وأن جمعها في عهد الحاسوب أسهل ألف مرة من جمعها قصاصات جرائد متناثرة في مؤسسات حُلّت، أو مكتبات لا تجد لها أثرا فيها.

8 ـ الأستاذ والأخ بشير حمادي، أخالني أقرب الناس إليك، تتلمذت على يديك فتعلمت أصول الكتابة حتى صرت كاتبا، وما كان للتلميذ أن يصدر كتابا قبل أستاذه، أين كتبك يا رجل؟ ففي أدراج مكتبك زهاء عشرة كتب، إن لم تكن كلها فأعتق البعض منها يا أخي..

الأمر الذي سرني كثيرا هو قولكم أنكم تستعدون لإصدار يومية الحقائق، فكم ساءني أن أرى قلمكم يمر بالسنوات العجاف التي نتمناها ألا تطول، وتفرغكم لدار الحقائق للطباعة وإن كانت تفرضه الضرورة المعاشية فإنه بنظر من يحبونك يجسد قاعدة المفكر الذي أصبح تاجرا، والعيب ليس في التجارة ولكن في غياب الفكر.. أتمنى فقط ألا يطول أمد هذا الوصف.

آه كدت أن أنسى فأسامة وزهرة وأمينة وسارة يبلغونك التحيات.

(أبو أسامة)

ما جاء في عتابك صحيح يا أخي، ففي حاسوبي، وعلى مكتبي مجموعة كتب بعضها لا يحتاج إلا لرتوشات أخيرة، وقد يتم عتقها تباعا في السنة القادمة، إن شاء الله.

9 ـ هل أغرتك الأموال فطلقت متاعب الصحافة واخترت أن تكون رجل أعمال مع مشاريعك في المطبعة الجديدة؟ وهل صحيح أن الفضل في ما تحققه حاليا من نجاح مع مطبعتك يعود للوزير شريف رحماني الذي ساعدك كثيرا؟

(مهتم)

أولا أنا مسير هذه الشركة، والأعمال المطبعية ليست بعيدة عن انشغالاتي المهنية، بل هي أقربها إلى مهنة المتاعب، والمال لا يغري الإنسان في خريف العمر، فبعد العقد السادس يميل المرء إلا الزهد أكثر مما يجري وراء جمع المال.

أما ما أنجزته دار الحقائق للطباعة النشر التوزيع والإشهار فيعود إلى تميزها عن مثيلاتها بكونها تتوفر على فريق عمل متكامل يقوم بأعمال ما قبل الطباعة، المتمثلة خاصة في جمع النصوص، وتصحيحها، وتركيبها، وترجمة الأعمال المقدمة لها لمختلف اللغات الحية، حسب طلب صاحبها. يضاف إلى هذا عند الطباعة جودة الخدمة، وسرعة الإنجاز، وتنافسية الأسعار، ومصداقية المشرفين عليها، وهو ما جعلها تكسب ثقة المتعاملين معها.

10 ـ عادة ما كان يصنف بشير حمادي في خانة الحمروشيين

(أي المناصرين لأفكار وإصلاحات رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش) هل هذا صحيح، ولماذا، وهل لا تزال على قناعاتك تلك…

(مراسل من الجزائر العميقة)

لا أعتقد أن أي قارئ لما كتبت قبل إصلاحات حمروش وأثناءها أو بعدها يصنفني في خانة الحمروشيين، وإن كنت أعترف لكل مخلوق بفضائله أو تفوقه مهما كان فكره، فلست ممن يجعلون فكرهم وتفكيرهم وقفا على فكر وتفكير رجل مهما كانت درجة علمه.

وإذا كان ولابد من “التبعية” الفكرية بالنسبة لي فلا يمكنها إلا أن تكون لأفكار وتعاليم نبينا الكريم وخاتم المرسلين لا غير، فكل يؤخذ منه ويرد إلا الرسول الأكرم.


مع المغفور لهما الشيخ أحمد حماني رئيس المجلس الإسلامي الأعلى ومولود قاسم نايت بلقاسم وزير الأوقاف، وذلك خلال محاضرة ألقاها الطاهر بن عائشة في المركز الثقافي الإسلامي علي بومنجل، حول اليمين واليسار في الإسلام

11 ـ بشير حمادي يكاد يكون الصحفي الوحيد الذي أجرى حوارا مطولا وشيقا مع شيخ المؤرخين الدكتور أبو القاسم سعد الله حفظه الله وأطال لنا في عمره، رغم أن هذا الأخير يرفض رفضا تاما منح أي حوار لأي صحفي كان من أية جريدة كانت.. فكيف تمكنت من ذلك، وافتككت من الدكتور معلومات قيمة؟

(علي – الجزائر العاصمة)

الأستاذ الدكتور أبو القاسم سعد الله أعرفه منذ زمن طويل، أحبه وأقدره وأحترمه، ولم أقطع صلتي به، وأعتقد أنه يبادلني نفس الشعور، ولهذا لم أجد صعوبة في إقناعه، لكنني أرهقته بأسئلة كثيرة في وقت كان فيه منكبا على التأريخ لمرحلة من تاريخ الجزائر المعاصر. والجلوس إلى هذا المفكر والمؤرخ والأديب والشاعر الزاهد في الوظائف العليا للدولة والمتواضع شرف ومتعة.

12 ـ الأستاذ بشير حمادي.. ما هي أهم المحطات التي استوقفتك في حياتك المهنية وكانت سببا في تغيير مفاجئ لديك؟

(نجيب قاسم – فلسطين)

المحطة الأولى التي استوقفتني هي محطة الصحافة، فما إن انفتحت أمامي حتى قفزت في إحدى عربات القطار المار بها آنذاك جريدة الشعب لأبدأ رحلة طويلة على سكة ما تزال مستمرة، تاركا ورائي محطة التعليم.

وفي قطار الصحافة انتقلت من عربة إلى أخرى دون النزول في محطة ما، ولكن الإنتقال بين العربات كان ربما أهم من تغيير المحطات، فما إن انفتحت أمامي كذلك باب عربة الصحافة الخاصة حتى ولجتها، لكنها لم تتوفر على الأكسجين الكافي الذي يضمن لي تنفسا عاديا، وحتى لا أختنق فتحت نافذة العربة واستنشقت هواء الصحافة من خلال صحافة الأطفال، وعندما انفتحت أمامي مجددا عربة صحافة الكبار من خلال إصدار يومية الشروق اليومي قفزت إليها، لكن هواءها تلوث، فانتقلت مضطرا إلى عربة أخرى وهكذا دواليك، والقطار ما يزال سائرا على سكته، والعبد الضعيف ما يزال في إحدى عرباته حتى وإن كان جالسا أو واقفا متفرجا على المشهد السياسي والإعلامي بصفة خاصة…

13 ـ كان أبو اليقظان كلما أغلقت له سلطات الاحتلال الفرنسية جريدة سرعان ما يبعث جريدة جديدة، بشير حمادي يشبهه كثيرا، لكنه استكان هذه المرة لماذا هل هو الاستسلام وانسداد كل الآفاق، أم أن هناك محاولات في طريقها إلى الولوج؟

(أبو اليقضان)

هذا السؤال طرح علي في حوار مع أسبوعية المحقق، وقد قلت أنني لست “أبو اليقظان” فالرجل ترك ما يقارب الستين مؤلفا مابين رسالة وكتاب، فهو صحفي، وشاعر، ومؤرخ، وعالم بالشريعة، لهذا أقول أنه المثل أو النموذج بالنسبة لي ولست مثله. أحب فيه أيمانه بالصحافة الذي لا يتزعزع، وتضحيته في سبيلها، وإرادته في تحقيق نفوذها.

لقد منعت السلطات الإستعمارية أول صحيفة لأبي اليقظان من الصدور، وهو ما حدث لي، ولم تكتف بمنعها من الصدور، بل إنها أصدرت الأوامر بمنعه من الكتابة مدة تزيد عن السنة، وهو ما حدث لي كذلك. وكلما أوقفوا له صحيفة أصدر أخرى، فقد صادر له الإستعمار خلال ثلاثة عشرة سنة ثماني جرائد هي :

(وادي ميزاب ـ ميزاب ـ المغرب ـ النور ـ البستان ـ النبراس ـ الأمة ـ الفرقان)، وهو القائل:

إن الصحافة للشعوب حياة .:. والشعب من غير اللسان موات

وهو ما أؤمن به وأسعى جاهدا لتحقيقه .


صورة في ألمانيا مع صحافيين من مختلف القارات

فبعد صدور الحكم بالبراءة في التعليق الثالث “للجزائر اليوم” وعدم السماح لنا بالصدور مجددا كما حدث في التعليق الأول والثاني، أصدرت مجلة “الشاطر” للأطفال التي لقيت رواجا، خاصة فيما يتعلق بملاحقها الخاصة

“ألعاب للأطفال” و”ألوان ومعارف” وهذا النوع من الإعلام يتناسب مع الوظيفة التي شغلتها قبل الصحافة، أي وظيفة مربي، لكنني أعشق الصحافة السياسية، ولهذا عندما عرضت علي فكرة المشاركة في إصدار يومية وطنية مستقلة قبلتها على الفور، وأسست مع بعض الزملاء يومية “الشروق اليومي” التي تصدر اليوم عن شركة أخرى.

أنا الآن كما أسلفت القول مسير دار الحقائق للطباعة النشر التوزيع والإشهار، وهذه المؤسسة من حقها إصدار نشريات، وقد أصدرت أسبوعية الحقائق، وكنت مدير تحريرها، وقد توقفت عن الصدور بعد تحولها إلى يومية، ستصدر عند توفر الظروف المناسبة والشروط الموضوعية، كما أسلفت القول.

14- هل لا زلت على تواصل مع جيلك من الزملاء وهل ربطت علاقات مع الجيل الجديد للصحافيين أم اعتزلت هذا العالم كليا؟

(طالب في معهد الإعلام)

مازلت على تواصل دائم بعدد كبير من الزملاء القدامى في القطاع العمومي المرئي والمسموع والمكتوب، وفي القطاع الخاص المقتصر لحد الآن على الصحافة المكتوبة، وحتى الزملاء الذين انتقلوا إلى مهن أخرى أو تقاعدوا،

أما الجيل الجديد للصحافيين فتربطني بالعشرات منهم علاقات جيدة، حتى مع الذين هاجروا بحثا عن أفاق أحسن وأرحب.

15 ـ في أسبوعية الحقائق، التي توقفت دون أن ندري لماذا، كتبتم مقالا مؤثرا جدا حول طفولتكم ودراستكم وعن ـ وهذا مربط الفرس ـ أمكم رحمها الله.. أنا واحد من الذين تأثروا أيما تأثر بكتابتكم الرقيقة إلى درجة أني بكيت كالطفل الصغير..

لقد اكتشفت أن بشير ليس حادا وقاسيا بالشكل الذي يظهر به في مقالاته.. حدثنا عن تلك الطفولة الصعبة والأم الحنون فما أحوج هؤلاء القاسية قلوبهم إلى مثل هذه القصة الجميلة.. ثم هل هناك فرق بين بشير الرجل الطيب وحمادي الصحفي الشرس؟

(صديق)

أسبوعية الحقائق توقفت عندما طلبت مسؤولة النشر تحويلها إلى يومية، وهو ما تمت الموافقة عليه.

أما مقال “آه لو أستعيد أمي “، فقد أبكى عددا كبيرا من قرائه الذين اتصلوا بي هاتفيا من مختلف الولايات، وأغلبهم قراء وليسوا أصدقاء، وقد غلبت عليه العاطفة، والجزائريون أمثالك وأمثالي عاطفيون وإن كانوا متهمين بالخشونة والعنف، وكلمات الدكتور أمين الزاوي في الإذاعة عن أمه كانت بمثابة ملح على جرح.

ولأنني لم أعش مع أمي إلا أشهر معدودة، فقد ظل الجوع العاطفي لأمي يعصرني ويؤلمني، مثل آلام المعدة أحيانا بالنسبة للمصابين بالقرحة المعدية…

انتقلت أمي إلى رحمة الله وقد بلغتُ العشرين من العمر، لكنني كنت بعيدا عنها خلال معظم سنوات العقدين..

لقد شرد الإستعمار عائلتي عندما جعل قريتي منطقة محرمة لا يحق لنا الإقامة فيها، ولا حتى زيارتها، وتشردنا مرة أخرى عندما عرف المستعمرون أن الوالد مجاهد وليس متوفيا كما كنا ندعي، فلم يعد بالإمكان إقامة أفراد العائلة مع بعضهم حتى في المحتشد المحاط بالأسلاك ..

لقد حرمني الإستعمار من العيش مع أمي، رغم أننا غيرنا لقبنا وأسماء كل أفراد العائلة، وهذا ما لا أغفره لفرنسا وللجنرال ديغول الذي يعتبره الإندماجيون القدامى والجدد أنه منحنا الإستقلال، والذي كان أكثر قساوة على الجزائريين ممن سبقوه من جنرالات أو رؤساء.

وفي وقت كانت أمي بين الحياة والموت، ذهبت لأداء واجب الخدمة الوطنية وقد توفيت بعد أسبوعين من دخولي الثكنة، فلم أتمكن من توديعها إلى مثواها الأخير ولم أبك أحدا مثلما بكيت أمي خاصة عندما وقفت أمام قبرها بعد أيام من دفنها ..

رحلت أمي وأنا بعيد عنها بمئات الكيلومترات مثلما كنت دوما.. وقبل أن تسلم الروح إلى بارئها، كانت تلح في طلبي كما قيل لي، لكنها رحلت ولم تتمكن من رؤيتى.. رحلت ولم تشبع مني، ولا شبعت منها، لكنني مازلت أراها في كل شبر من منزلنا بالعنصر، وفي حديقته وهي تغرس أو تقتلع بعض بقولها وخضرواتها، مثلما أراها من حين لآخر في أحلامي وفي المكان نفسه الذي قضت فيه أيامها الأخيرة وقضيت بعضها معها، وما تزال كلماتها القليلة ترن في أذني بعد أربعة عقود من رحيلها، إذ لم تكن هي ثرثارة، ولم أكن أنا متحدثا أصلا، إذ كنت عاشقا للصمت..‬

ولأنني حرمت من الوالدة في حياتها وبعد موتها، أشعر بالغيرة من بعض أصدقائي الذين ما تزال أمهاتهم على قيد الحياة، وأحترم البارّ منهم بوالدته أكثر فأكثر، وأتمنى لهم التمتع بنبع حب الأمهات ولحظات الصفاء معهن، وأمقت كل ولد عاق لأمه، وأكره كل مقصّر في حق والديه، وخاصة أمه ..

وإذا كان الناس لا يطمئنون للخونة، لأن من يخون وطنه وقومه لا يمكنه أن يكون صادقا مع الغريب، فأنا لا أطمئن لعاقّ والديه أو لمن يولي ظهره لهما مهما كان المبرر، فمن لا خير له في أمه أو أبيه لا خير له في غيرهما..

لهذ قلت إذا كان الدكتور الزاوي يتمنى أن تعود أمه ثلاثة أيام، فأنا أقنع بيوم واحد لأحقق لها أمنية واحدة على الأقل تمنتها قبل رحيلها، وحتى بثلاث ساعات أحضنها أو تحضنني فيهم دون أن أضيع ثانية منهم بعيدا عن حضنها، لكنها أمنيات غير قابلة للتحقيق، فهي خارجة عن إرادة الإنسان الذي لو تعلقت همته بما وراء العرش لناله.

أمنية الزاوي وأمنيتي ليست وراء العرش فهي جسد فان تحت التراب، وروح سامية عند خالقها، قد تتحقق يوم نبعث جميعا.. وإلى ذلك الحين أدعو الله أن يرحم والدتي ووالدة الدكتور الزاوي الذي جعلني أكتب عن علاقتي بأمي، وأن يوفق كل بارّ بوالديه في جميع أعماله ..

هذا بعض ماجاء في المقال الذي أبكى أصدقاء وقراء.


مقال “آه لو أستعيد أمي..” المنشور في أسبوعية الحقائق.

أما فيما يتعلق بسؤالك إذا ما كان هنالك فرق بين بشير الرجل الطيب وحمادي الصحفي الشرس، فليس هناك فرق ربما الشراسة في بعض ما أكتب تعود إلى طبيعتي الريفية القاسية، وقساوة الظلم المسلط علينا في طفولتنا أثناء الإستعمار الفرنسي، وهو ما جعلني أكره الظلم والظالمين..

16 ـ أعرف أنك تولي الصداقة اهتماما بالغا عكس معظم الصحفيين خاصة من أبناء جيلك الذين لا تكاد تجد للواحد منهم أي صديق، كيف تفسر لنا هذا: هل هي التربية أم أن الوسط الإعلامي هو الذي يدفع أهله إلى التجافي؟

(زميل سابق)

حقا أولي الصداقة اهتماما بالغا، وعدد كبير ممن درست معهم في الجامعة، ما تزال تربطني بهم علاقة صداقة، مثلما هو الشأن بالنسبة للصحافيين الذين اشتغلت معهم في القطاع العمومي، أو تعرفت إليهم في عناوين صحفية ومؤسسات إعلامية أخرى، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والفكرية، ولغة عملهم.

أشعر بالسعادة عندما ألتقي أحدهم وأرتشف فنجان قهوة أو أتناول وجبة معه وندردش في مواضيع شتى، وأحس أن لديه شعور مماثل.

ربما هذه الصداقة المتنوعة في الزمان والأشخاص تعود لصدقي معهم، وللصداقة الحقيقية التي لا تتلون بألوان المناصب صعودا أو نزولا..

17 ـ مرحبا بالأستاذ: المعروف عنك عايشت مرحلة الأحادية والتعددية في الجزائر كيف تقيم هاته التجربة بالنظر وبالمقارنة مع ما يجري في دول العالم وبالأخص في الدول العربية المجاورة، وهل يمكن القول أن الجزائر أرست قواعد ممارسة ديمقراطية إعلامية ؟

(المغرب الأوسط)

من الصعب تقيم مرحلة طويلة من حياتي المهنية في سطور، ومن الأصعب مقارنة ذلك مع ما يجري في دول العالم وبالأخص في الدول العربية المجاورة، فهذا يتطلب بحثا مستفيضا، لا يتسع له هذا المجال.

أما فيما يخص الجزائر هل أرست قواعد ممارسة ديمقراطية إعلامية، فأعتقد أن الخلل موجود بين النصوص والممارسة، فأحكام قانون الإعلام لسنة 1990 لو طبقت يمكنها أن تحقق ممارسة إعلامية تتمتع بحرية مقبولة، وبقدر من أخلاق المهنة، حتى وإن كان أهل المهنة قد أسموه يوما بقانون العقوبات.

18 – التقيت بوتفليقة قبل أن يكون رئيسا.. فهل لازال هناك تواصل بينكما؟

(صحفي جزائري مغترب)

حقيقة التقيت السيد عبد العزيز بوتفليقة في منزله قبل أن يكون رئيسا، وكنت والزميل مصطفى هميسي نسعى لإجراء حوار معه، مثلما كان الأمر مع عدد من الشخصيات السياسية المغضوب عليها أو المهمشة آنذاك، لكنه إعتذر بلباقة قائلا: “اللعب مغشوش والركبة مايلة”.

فشلنا في الظفر بحوار معه للنشر لم يمنع من الجلوس إليه لساعات طوال ، ومحاورته في مختلف القضايا.

وقد كان الحديث معه شيقا وممتعا ومفيدا جدا لنا من حيث المعلومات، التي لايمكن توظيفها إعلاميا لأن حديث المجالس أمانات معه ومع غيره من الشخصيات الوطنية سواء كانت في السلطة أو خارجها، والتي حاورتها للنشر أو لمعرفة الحقائق فحسب.

أما بعد أن أصبح رئيسا للجمهورية فلم ألتقيه رغم حضوري للنشاطات التي يرأسها في قصر الأمم خاصة، وللحفلات التي يقيمها في قصر الشعب في الأعياد الوطنية الكبرى.

19 ـ ما قصة رفضك أيام إدارتك للشروق نشر حوار مكتوب للرئيس بوتفليقة، وتحدثك هاتفيا مع شقيقه السعيد بوتفليقة الذي طلب منك نشر الحوار على غرار باقي الجرائد الأخرى ؟

(عبد الحق)

من أسباب النجاح السريع للشروق اليومي، الإدارة العقلانية والجماعية، فليس هناك موقف شخصي من أية شخصية أو قضية.

وقد قدرت الجماعة المؤطرة للعنوان في ظل انقسام العناوين الإعلامية إلى مجموعتين، واحدة مع المرشح عبد العزيز بوتفليقة، والأخرى مع المرشح علي بن فليس، أن لا تتموقع في أي خندق، وفضلت الحياد الإيجابي في الصراع الذي كان دائرا بين المرشحين، ولم تنحاز أو تسيء لهذا المرشح أو ذاك مثلما فعلت جل الصحف التي انقسمت بين مؤيد لهذا المرشح لا تذكر إلا محاسنه ومناوئ لذاك لا تذكر إلا مساوئه.

وقد نشرت الشروق اليومي “بورطري” لكل مرشح من المرشحين الست، ذكرت فيه ماله وما عليه، وبنفس الحجم (أي صفحة لكل مرشح) وحتى الصورة كانت بنفس القياسات..

أما شقيقه السعيد فلم أتحدث معه لا هاتفيا ولا مباشرة لا قبل ولا أثناء ولا بعد الحملة الإنتخابية.


القيادة المنبثقة عن مؤتمر اتحاد الصحافيين الجزائريين لسنة 1982

20 ـ كيف يشعر الصحافي وكيف يعيش يومياته وهو محروم من الكتابة حيث يشاء أو من تأسيس صحيفته؟

(صحافي سابق)

إذا كان عاشقا لمهنته مثلي، فإنه يشعر باليتم والظلم والإختناق، خاصة عندما تضغط عليه أحداث، فيمسك بقلمه، أو يفتح حاسوبه ويمنح لنفسه حرية الكتابة والتعبير وإبداء الرأي في تلك الأحداث، لكن مقاله لا يجد طريقه للنشر لأنه يفتقد جريدة.

عندما كانت غزة عرضة للهمجية الإسرائيلية كدت أختنق، فكتبت موضوعا

وأرسلته إلى يومية الجزائر نيوز، وهاتفت الأستاذ حميدة العياشي المدير مسؤول النشر لأعلمه بذلك، فرحب بي ونشر مقدمته في الصفحة الأولى وهو ماشجعني على كتابة مجموعة من المقالات في تلك الصحيفة أيام جرائم إسرائيل في غزة.

21 ـ يقال أن حرمانك من جريدة جديدة كان بسبب شراكتك مع قطاف وليس تحفظا على شخصك؟

(صحافي جزائري)

أعتقد أنه لا الشرع ولا القانون يسمح بتحميل مخلوق وزر مخلوق آخر، وحتى خيانة المواطن لوطنه لا يتحملها الأقربون إليه فما بالك بأصدقائه، والذي يفعل هذا كما يقال أو كما تقول مخلوق غير عاقل بأحسن الأوصاف. وبعض الظن إثم..

22 ـ كيف هي علاقتك بعبد الله قطاف الآن، وقد سمعنا أن صداقتكما قد انتهت؟

(شروقي)

علاقتي بالأستاذ عبد الله قطاف علاقة زمالة واحترام متبادل منذ أن كنا معا في جريدة الشعب، وكدنا نصدر معا يومية الأمة سنة 1990.

وحتى وإن اختلفنا في الرأي فاختلافنا لا يفسد هذه العلاقة التي تمتد لنصف عمر كل منا.


صورة لحفل توزيع جوائز مسابقة “إقرأ واربح” بالمكتبة الوطنية ودردشة مع الأستاذ عبد الله قطاف

23 ـ كيف تم إجهاض تجربة “الجزائر اليوم” ؟

(موسى)

الجزائر اليوم كما هو معروف علقت ثلاث مرات بنفس التهمة، وهي

“المساس بالنظام العام، والأمن العام، والمصلحة العليا للوطن”.

لكن السبب الحقيقي للتعليق هي أنها لم تبارك توقيف المسار الإنتخابي، ولم تبارك ما جاء بعد ذلك من مؤسسات بالتعيين بدلا من الإنتخاب، وحذرت من أن ذلك يقود البلد إلى ما لا تحمد عقباه، ودعت إلى حل المشكل السياسي بالطرق السياسية، رافضة سياسة الكل أمني، وهذا كان في مرحلة ما يُعد جريمة وخيانة، إذ حتى زعماء تاريخيين وصفوا بالخيانة في تلك المرحلة.

التعليق الأول كان يوم 09 أوت 1992، لتعود إلى الصدور يوم 14 جانفي 1992 ثم علقت للمرة الثانية بتاريخ 19 ديسمبر 1992 وعادت إلى الصدور مجددا بتاريخ 23 جانفي 1993، أما التعليق الثالث الذي تصدق عليه مقولة “الثالثة ثابتة” فقد كان بتاريخ 02 أوت 1993 وما يزال ساريا حتى كتابة هذه الأسطر رغم أن مرسوم حالة الطوارئ ينص صراحة على أن تدابير الغلق تتخذ عن طريق قرار وزاري لمدة لا تتجاوز ستة (06) أشهر. وقد تجاوزت 17 سنة رغم أن الحكم كان بالبراءة في الدعوى المرفوعة عليها.

الجزائر اليوم هي اليومية الوطنية المستقلة الوحيدة المعلقة لحد الآن، لكنها ليست العنوان الوحيد المعلق، فقد عقدت عشر عناوين معلقة ندوة صحفية بمقر الجاحظية يوم 03 أكتوبر 1993 وأصدرت ملحقا بعدد من الصحف بعنوان “المعلقات العشر” ومنها الصح ـ آفة للأستاذ حبيب راشدين، والنور للمفقود صالح قيطوني، وبريد الشرق للأستاذ عبد الله قطاف.

“الجزائر اليوم” تم تعليقها نهائيا لأنها ظلت تنادي بالحوار والمصالحة الوطنية، مؤمنة أن الحل الأمني سيؤدي إلى مأساة وطنية، وقد كتبت في ملحق المعلقات العشر في نوفمبر 1993 مقالا بعنوان “ديمقراطيون.. وفاشيون” قلت فيه:

“أن الأزمة التي تخنق أو تغرق البلد هي أزمة سياسية، وأيا كانت الأطراف الأساسية لهذه الأزمة، وأيا كانت مواقف وتجاوزات وأخطاء وخطايا كل طرف، وأيا كانت سلبية المتفرجين، وانهزامية الخائفين من هذا الطرف أو ذاك، وأيا كان حجم الضرر الذي لحق بالبلاد والعباد، ونصيب كل طرف فيه فإن الأزمة التي هي في الأصل سياسية يجب أن تجد لها حلا سياسيا، وهذا الحل لا يمكنه إلا أن يكون مصالحة وطنية ـ بعد الذي حدث وبالرغم مما حدث ـ تتجاوز الضغينة، والكراهية والأحقاد التي ولدت مع الأزمة وكبرت معها وأدت إلى سقوط أرواح كثيرة، وإلى ظلم أكثر لحق حتى بالأبرياء المسالمين، الذين لا ناقة لهم ولا جمل فيما حدث ويحدث”…

ألا ترى أن ما كنا ندعو له، أي الحوار والمصالحة الوطنية، هو ما حدث اليوم، لكن بعد جرائم ومجازر، ومأساة وطنية كاملة وشاملة..

24 ـ الأستاذ بشير.. كيف جاءت فكرة نشر عمود رأي باللغة الأمازيغية وبحروف عربية، كما كان الشأن في جريدة “الجزائر اليوم” مطلع التسعينيات والتي كنت تشغل فيها منصب رئيس التحرير؟ لأن الفكرة كانت طيبة ومثيرة وجريئة خاصة في تلك الأيام.

(علي بهلولي: صحفي رياضي جزائري)

كانت الجزائر اليوم أول يومية جزائرية مستقلة تتضمن صفحتها الأخيرة عمودا يوميا بالأمازيغية، وبحروف عربية بعنوان “لزاير آسا”، وكان هذا الركن منبرا لجميع الأمازيغ، أي القبائل، والشاوية والتوارق، والميزابيين وغيرهم. وقد كتب أول عمود الزميل أحمد أيت وعلي، وهو أحد الفرسان الست المؤسسين لشركة الرسالة التي أصدرت “الجزائر اليوم”.

كان أول عمود صدر في العدد التجريبي والعدد الأول بعنوان “أجرنان قزايري يان”، أورد الفقرة الأولى منه التي تقول :

“لزاير أسا ذا جرنان أراديلالن.. أسمي أدلولن يزماوان نواحد نوفمبر 54.. نختار أسا.. أخاطر ذاس إقلان ذا مقران قار ووسان. ذاس إيق، إدينا وقذوذ الزاير. بركاياغ تامعيشت نذل.. ذاس إيق إقج أومازوز ذومنزو.. كيف كيف ـ يماثسن ثمعزوزت ـ ميسنان.. أيما اعزيزن أورسرو ماذسار أمثيدرغ…الخ”.

لقد كان محتوى العمود ترجمة صادقة للخط الإفتتاحي للجريدة، وقد كان الزميل أحمد كاتبا ومراجعا لما ينشر في عمود “لزاير آسا” لأنني والزميل عبد الله بشيم رئيسا التحرير لا نعرف الأمازيغية.

وقد كنت أقول للزميل أحمد خاصة عندما أرى شعرا في عموده لشعراء مشاكسين ومتمردين على كل الأوضاع “نوكل عليك ربي” لأنني لم أكن أعرف محتوى ما سينشر..

عندما أصدرت مجلة الأطفال “الشاطر” حاولت مع المحافظة السامية للأمازيغة تخصيص صفحة أو صفحتين للأمازيغية بعنوان جسور تتناول في البداية المصطلحات المشتركة بين الموكونات الأمازيغية، لكن التجربة فشلت لأن الأكاديمية أصرت على أن تكتب الأمازيغية بالحروف اللاتينية، ورفضت بدوري اقتراحهم أو شرطهم لأن المجلة كانت موجهة للأطفال من 7 إلى 15 سنة، وهذه الشريحة من الأطفال تتقن العربية أحسن من الفرنسية، وبعضها لا يعرف حتى الأبجدية الفرنسية.

25 ـ كيف تنظر إلى الساحة الإعلامية الحالية، أي ما هو رأيك وتقييمك لها في الشكل والمضمون، والرجال والتوجهات.

(صديق)

ما نسميه عندنا بالتعددية الإعلامية وحرية الصحافة التي دفعنا من أجلها ضريبة غالية دماء ودموعا ومعاناة يومية، هي اليوم تكاد تكون عبارة عن وجبة واحدة، من مطاعم متعددة، في أطباق مختلفة. أغلبية الصحف اليوم يمكن اختزال هيئات أركانها في هيئة تحرير واحدة، تقوم بإنجاز 22 صفحة توزعها للنشر على جميع الصحف، مع احتفاظ كل صحيفة بصفحتي الواجهة الأولى والأخيرة، ‬حفاظا على التسمية، وليس لاختلاف محتويات الصفحتين .

لقد انتقلنا في مطلع التسعينيات من مرحلة الأحادية الإعلامية المتميزة بملكية الدولة لجميع وسائل الإعلام إلى أحادية إعلامية متميزة بهيمنة أقلية سياسية ـ لغوية، المستفيد الوحيد من المأساة التي عرفتها الجزائر منذ أحداث أكتوبر1988، والتي تحولت منذ إلغاء المسار الإنتخابي في مطلع التسعينات إلى أقلية ساحقة، وحولت بقدرة القادرين الأغلبية الفعلية إلى أغلبية مسحوقة إعلاميا .

بعد تراجع العنف أمام الوئام والمصالحة، وتوقف السلطة عن تعليق الصحف بقرارات إدارية عرفت الترسانة الإعلامية الخاصة تعددا مطردا في العناوين والملاك وخاصة “البقارين”، غير أن التنوع في العناوين الإعلامية الخاصة شكل ما أصطلح على تسميته بصحافة

“ذبح ـ نبح ـ نكح”، أي أن المادة الإعلامية المكررة في هذه الصحف تتعلق بأخبار القتل، والإقتتال والإنتحار، وأخبار الدعارة، والإغتصاب، وزنا المحارم، والخيانة الزوجية، وتسهب في تحليلها والتحقيق فيها أحيانا، ثم أخبار السراق حتى لأحذية بالية من أمام مسجد.

وهكذا غرقت معظم الصحف في قضايا لا فائدة ترجى منها للمواطنين، وابتعدت بذلك عن قضاياهم الأساسية، وعن السياسة وعواصفها، التي قد تفقدها توازنها، ولم تعد تختلف عن بعضها البعض شكلا ومضمونا إلا في تغليب هذه للقتل بما في ذلك قتل خنزير لمواطن، وحظي “بمانشيت” يومية وطنية إخبارية وأخرى للنكاح.. ورجالها يطبقون حكمة المصريين “الموج العالي وطيلو” ..فمعظم الرؤوس مطأطأة حتى لا تضربها موجة قوية تفقدها وعيها فتغرق، ولا تجد من ينتشلها.

26 ـ ظهرت في الآونة الأخيرة، بعض الجرائد يتحاشى مسيّروها انتداب الكفاءات، مقابل توظيف المتربصين والفتيات، وتوفير أدنى حد من وسائل الإعلام (اقتصاد الحرب)، فيعلموهم أن ضبط أجرة شهرية لهم أو تحسينها سيكون لاحقا لما تتحسن ظروف الجريدة المرتبطة بتحصيل الإشهار، ولا نتحدث عن التأمين الإجتماعي..يا ترى من سمح لمثل هذا النوع من الناشرين بإطلاق جرائد إن جاز لنا تسميتها “جرائدا”، ثم ألا يعدو الأمر أن يكون تمييعا للصحافة المكتوبة؟

(علي بهلولي: صحفي رياضي جزائري)

كل إنسان بلغ درجة من العلم والمعرفة، المفروض أنه أصبح قادرا على التمييز بين ما يضره وما ينفعه، وقادر على أن يوازن بين المضار والمنافع، وعلى ضوء ذلك يحدد ما يضره وما ينفعه، ويقرر بشأن خطوته الأولى إقداما أو إحجاما. ورب ضارة نافعة، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم.

فإذا كان العامل مقتنعا بقدرة هذا المسير على إنجاح المشروع، وأن ذلك يعود عليه بالنفع بحيث يضمن له منصب عمل دائم لسنوات تمكنه من اكتساب التجربة والإختيار عندها ومن موقع قوة بين البقاء في هذا العنوان أو الإنتقال إلى عنوان آخر، فلما لا..

أتذكر أن الشاب تقرين الصغير عندما تقدم إلى جريدة “الجزائر اليوم” طالبا العمل، وكان ما يزال طالبا قال أنه مستعد للعمل بدون مقابل حتى يتخرج من الجامعة، وكان هدفه التكوين الميداني، وهو ما تحقق له وبأجر، وأصبح من خيرة الصحافيين مع مر الأيام، ومكنته تلك التجربة القصيرة من الإلتحاق بالتلفزة الوطنية.

… يتبع

تطالعون في الجزء الثاني من هذا الحوار

ـ تأكد لي من خلال معايشتي كل معارك التعريب أن العربية لن تكون لغة الحجار، وأن لغة بيجار ستظل هي السيدة في هذه الديار

ـ بعد انتخاب زروال رئيسا، ظهرت صحافة “البقارين” الذين يملكون المال ويفتقدون الفكر

ـ أعشق بلدي عشقا جنونيا، أشعر أن أقدامي مغروسة في ترابه، ورأسي يعانق سحابه

ـ هكذا تأسست الشروق اليومي وهكذا انفجرت من الداخل

ـ لم يكن السيد عبد الله قطاف لوحده في الإصرار على الإحتفاظ بالشروق اليومي

ـ كانت الشروق مع انتخاب خليفة المرحوم محفوظ نحناح لا مع التعيين ولا مع التزكية

ـ هذه هي الأسماء الصحافية الشابة التي استوقفتني طوال مسيرتي المهنية

ـ رفضت التصريح والحوار مع قنوات تلفزيونية وصحف منذ أحداث أكتوبر1988 حتى لا يقول أحد أنني استثمر مأساة البلد

… يوم الخميس 11 نوفمبر 2010

http://www.z-dz.com/z/mouwajahat/3729.html

——————–

بشير حمادي: أشعر بالظلم والخيانة.. ولست ممن تُفقدهم الضربات الموجعة توازنهم ! (الجزء الثاني)
زاد دي زاد – 11/11/2010


الكاتب الصحافي: بشير حمادي

يواصل الأستاذ بشير حمادي في هذا الجزء الثاني والأخير، شهادته على العصر الإعلامي الذي عايشه، حيث يجيب على أسئلة القراء والصحافيين حول مختلف القضايا التي طرحت عليه في هذه المواجهة الإعلامية.. تابعوا

27 ـ كيف عشت التحول من الصحافة الأحادية إلى التعددية الإعلامية، ولماذا نجحت أنت مثلا في حين أخفق كثير من زملائك في تخطي هذه العقبة؟

(من الجيل القديم)

بمجرد أن سمح قانون الإعلام للأشخاص الطبيعيين والمعنويين بإصدار نشريات للإعلام العام بتعبير أحكام القانون شرعت مع مجموعة من الصحافيين في الإعداد لإصدار يومية إخبارية بعنوان “الوطن ” وعقدنا أول اجتماع بمقر أسبوعية الوحدة يوم 14 أفريل 1990، حضره الأساتذة محمد عباس، وسعد بوعقبة، وعبد الله بشيم، ومصطفى هميسي، وصلاح شكيرو، وشرفوني برئاسة المجموعة، ومتابعة التحضيرات مع الهيئات المعنية، وهي أساسا رئاسة الحكومة ووزارة العمل.

بعدها التقى المؤسسون مع السيد محمد الصالح دمبري في رئاسة الحكومة يوم 22 من نفس الشهر، وقد كان أول تعليق له على المجموعة أن الصحيفة التي سنصدرها ستولد “بشلاغمها”.

فبالإضافة للزملاء السالف ذكرهم كان من بين أعضاء المجموعة كذلك الزملاء عز الدين ميهوبي، وبوعلام رمضاني، وعبد الحق صداح، وأحمد آيت وعلي، وعبدوس عبد الحميد، وسالم الزواوي…الخ.

لكن المشروع تعثر، فالتحقت بالمساء كمدير تحرير، وعاودت الكرة مع مجموعة أخرى، حيث قدمت استقالتي من المساء وأسست يومية “الجزائر اليوم” مع الزملاء عبد الله بشيم، ومصطفي هميسي، وعلي ذراع، وأحمد آيت وعلي، وعبد الرزاق دكار.

وهذه اليومية التي صدر أول عدد لها في فاتح نوفمبر 1991 والتي كنت رئيس تحريرها انطلقت من العدم ولم تستفد من أية مساعدة من الدولة على غرار العناوين الأخرى، حتى المقر لم تتحصل عليه في وقت كانت فيه المكاتب شاغرة في دار الصحافة.

ورغم ذلك استطاعت أن تحقق انتشارا واسعا في ظرف قصير جدا، وتميزت بخطها الإفتتاحي ولونها الأخضر.

أما النجاح الذي حققته فلا يعود لشخصي، وإنما هو نجاح لمجموعة المؤسسين الذين هم صحافيون محترفون، أحسنوا تأطير مجموعة من الشباب كانوا دوما في قلب الأحداث، وعرضوا أنفسهم لمضايقات ومخاطر في ظل ظروف صعبة للغاية خاصة بعد توقيف المسار الإنتخابي وإعلان حالة الطوارئ.


بشير حمادي يتوسط الدكتور سليم قلالة والسيد علي فضيل

28 ـ هل تلاحظ معي أن الصراع بين الصحافة الفرنكفونية والمعربة خفت في السنوات الأخيرة، هل يعود ذلك إلى تعايش سلمي توصل إليه الطرفان أم لأن صحافيي اليوم لم يعودوا يحملون أفكارا ويؤمنون بقضايا كتلك التي كانت تثار في وقت سابق أم هناك سبب آخر؟

(مُعرب)

الصراع لم يكن بين الصحافة المعربة والصحافة المفرنسة، أو بين الصحافيين المعربين والصحافيين المفرنسين، بقدر ما كان صراعا بين دعاة الفرنسة، ودعاة التعريب، ينعكس على صفحات الجرائد ويجد له أنصارا في هذه الصحف أو تلك.

فالصراع في هذا المجال هو بين مكونات المجتمع ومؤسساته، يتأجج عند صراع الزمر على المناصب والمغانم ويخفت عندما يجد كل طرف مغنما له.

والمسألة لا تتعلق لا بالتعايش السلمي بين طرفين ولا بانعدام أو ضعف إيمان الصحافيين حاليا بهذه القضية وغيرها من القضايا.

الصراع بين العربية والفرنسية، وبين أنصار هذه وأنفار تلك يظل قائما، يتأجج أحيانا، مثلما حدث مع إصلاح المنظومة التربوية، ويخفت أحيانا مثلما هو حادث اليوم.

وقد تأكد لي من خلال معايشتي كل معارك التعريب أن العربية لن تكون لغة الحجار، وأن لغة بيجار ستظل هي السيدة في هذه الديار…

وقد قلت بعد تمكن حركة العروش من فرض مطلب دسترة الأمازيغية، أن العربية لن تكون لغة رسمية بالطرق والأساليب المتبعة منذ أربعة عقود من الإستقلال، وعليه، لا بد من تجاوز كل ذلك، وليس هناك في المدى المنظور أحسن من العروش .

لقد عجزت العربية عن أن تكون لغة رسمية في الجزائر، فلم تتمكن لا لجنة تعريب حجار، ولا مجلس المرحوم مولود قاسم، ولا اللجان والمجالس التي جاءت بعد ذلك من جعل العربية لغة وطنية ورسمية ..

لقد سقطت كل اللجان والمجالس، وجمدت كل المراسيم والقوانين منذ الاستقلال، وحتى ‬المجلس الأعلى للغة العربية تحول إلى مجلس لترقية اللغات الأخرى بدلا من ترقية اللغة العربية التي تراجعت حتى عن”‬شواهد ” المقابر .

وأعتقد أن اللغة العربية لن تتبوأ مكانتها لغة علم وعمل وتعامل في الجزائر إلا بحركة جماهيرية واسعة تفرض ذلك على السلطة فرضا مثلما كان الشأن بالنسبة للغة الأمازيغية، فحركة العروش حققت للأمازيغ بصفة عامة، وللقبائل منهم بصفة خاصة ما لم تحققه الأحزاب والجمعيات منذ ظهور الحركة الوطنية، لقد عجزت الأحزاب من “حزب الشعب القبائلي” الذي ظهر بعد مجازر الثامن ماي 1945 إلى “جبهة القوى الاشتراكية” التي تأسست بعد الإستقلال، إلى التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي ولد بعد أحداث أكتوبر 1988 عن فرض الهوية الأمازيغية قانونا، مثلما عجزت الجمعيات، من “الربيع الأمازيغي” إلى “الربيع الأسود” عن تحقيق نتائج هامة للأمازيغ بصفة عامة. لكن حركة العروش المستندة إلى الشارع، والتنظيم التقليدي للقبائل استطاعت أن تفرض الأمازيغية هوية وثقافة ولغة في الواقع وفي النصوص، وتمكنت من رفعها من مرتبة لهجة تفتقد حروفا وأرقاما إلى لغة وطنية بنص الدستور.

أنا مقتنع أن هذا الأمر لن يكون غدا، فما حرك الأمازيغ يفتقده أنصار العربية، ومتأكد كذلك أن فكرتي على المدى المنظور هي فكرة طوباوية، أو هي أشبه بحلم لوثر كينغ قد يتحقق بعد نصف قرن.


صورة مع الإعلامي الكبير عمار بلحيمر والأستاذ سعد بوعقبة يوم صدور العدد (100) من الشروق اليومي

29 ـ الساحة الإعلامية تعج اليوم بالصحف، هل ترى بينها فرقا في المستوى وفي السياسة العامة والخط التحريري؟ وهل تعتقد أن في الجزائر فعلا صحافة مستقلة؟

(متابع إعلامي)

عندما ظهرت الصحف الخاصة كانت أقرب إلى الإستقلالية مما هي عليه الآن، وأكثر احترافية مما هي عليه الآن، ذلك أن الصحف الخاصة التي صدرت في مطلع التسعينيات، أسسها صحافيون محترفون متعطشون للإستقلالية وحرية التعبير، تركوا مناصب مسؤولية في مؤسسات عمومية طواعية ليؤسسوا مؤسساتهم ويصدروا صحفهم، وبتمويل منهم، مما جعلهم أسيادا في مؤسساتهم، وأحرارا في تحديد الخط الإفتتاحي لصحفهم، فنجحت معظم الصحف لهذه العوامل، ولوجود قارئ متعطش هو الآخر لصحف تتضمن الأخبار الصادقة والآراء الحرة.

لكن سرعان ما انقلبت الأوضاع السياسية، فانقلبت معها أوضاع الصحف، وانقسمت الساحة الإعلامية على غرار الساحة السياسية إلى صحف مؤيدة لوأد نتائج أول انتخابات تشريعية تعددية في الجزائر، وإلغاء المؤسسات الدستورية المنتخبة التي حلّت محلها مؤسسات معينة، وصحف رافضة لإلغاء الإنتخابات والمؤسسات، فكان مصير الأولى أن تحولت إلى أبواق لسلطة فعلية وليست شرعية وهذا أسوأ مما كانت عليه الصحف العمومية قبل الإنتخابات، فأصبحت صحفا خاصة فقط لا علاقة لها بالإستقلالية.. أما الممانعة فكان مصيرها التعليق عن الصدور من حين لآخر لدفعها إلى الإفلاس، أو تعليقها نهائيا ومنعها من الصدور بقرار سياسي، مثل يومية “الجزائر اليوم” وأسبوعيات “الصح آفة ـ والنور ـ وبريد الشرق”.

ومع تجاوز المرحلة الإنتقالية، وانتخاب الجنرال لمين زروال رئيسا للجمهورية، بدأت مرحلة ظهور الصحافة الخاصة بأتم معنى الكلمة، أو ما سميت بصحافة “البقارين” أي الذين يملكون المال ويفتقدون الفكر، فيؤجرون صحافيين لإصدار صحف لا لون ولا طعم، ولا خط افتتاحي لها، سوى أنها عصا في اليد يهوشون بها على أغنامهم، ويصفون بها حساباتهم مع خصومهم.

هل توجد في الجزائر صحافة مستقلة؟

أعتقد أن حرية الصحافة من حرية الشعب، واستقلالها من استقلال البلد، ومن الوهم الإعتقاد أن هناك صحافة حرة لشعب يفتقد لجزء هام من حرياته.

من الوهم والغفلة الإعتقاد أن مجتمعا تؤمن صحافته المستقلة:

“أن نظامه متعفن، ومستبد، وقائم على التزوير واقتسام الريوع،، وأن اقتصاده ضعيف أو منهار،، ومسيّريه سرّاق أو مرتشين، وأن أحزابه نشأت وترعرعت في المخابر، ومرتبطة ارتباطا وثيقا بالمخافر،، وأن طبقته السياسية مريضة وعاجزة وخائنة للشعب، وعميلة للأجانب،، وأن جمعياته المدنية مجرد دمى وقنوات لنهب المال العام،، وأن مؤسسته العسكرية مثل العصا مستقيمة لكن رأسها معوج،، وأن نظامها التربوي منكوب ومشتلة لتفريخ الإرهاب،، وأن الإدارة أداة لإذلال الشعب ولا تقلّ إرهابية عمّن يزهقون الأرواح،، وأن الشعب نفسه عبارة عن غاشي لا يصلح حتى لأن يكون محكوما…”

قلت من الوهم والغفلة اعتقاد الصحافة المستقلة بكل هذا وتظل رغم كل هذا معتقدة أنها صحافة مستقلة !

نحن لسنا واهمين ولا مغفلين، ونعتقد أن مثل الصحافة ـ ونحن جزء منها منذ نشأتها ـ هي جزء لا يتجزّأ من المجتمع ولا يمكن أن يكون المجتمع متخلفا وهي متقدمة، ولا يمكن أن يكون المجتمع فاسدا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وأمنيا وهي صالحة، ولا يمكن أن يكون الشعب أفرادا أو جمعيات أو أحزابا أو هيئات مقيّدا و الصحافة حرة مستقلة ..

30 ـ هل كنت متفائلا من الإصلاحات السياسية والإعلامية التي طرأت على الجزائر في عهد الثنائي الشاذلي/حمروش أم كنت تتوقع أن تتعثر التجربة في أول امتحان حقيقي؟

(متابع إعلامي)

في بداية الأمر كنت متفائلا بعملية الإنتقال من النظام الأحادي إلى النظام التعددي، لكن تسارع الأحداث باتجاه الإحتقان السياسي، وخاصة بعد الإضراب السياسي اللامحدود للجبهة الإسلامية للإنقاذ في ماي 1991 قلل من تفاؤلي، لأن الوسيلة المستعملة في الصراع السياسي بدأت تحدث شرخا واضحا وخطيرا في العلاقات العائلية، والمهنية، والإجتماعية، ذلك أن حكم الإبن على الأب، والأخ على أخيه بالكفر لاختلاف في الموقف السياسي، ووصف فئة لفئة أخرى بيهود خيبر، وتوجيه عامل لزميله كلمات أشد من اللكمات، وتسميم علاقات الجيرة والعشيرة المترابطة بالقرب والنسب، ليس من السهل ربطها بروابط تشدها بنفس القوة التي كانت عليها من قبل، حتى وإن التقى الساسة وتعانقوا واتفقوا على مرأى ومسمع البسطاء الذين يكونون دوما الحطب والرما في كل خصومة”.

وقد استمر التشنج والتصعيد بين الأطراف السياسية المتصارعة، وبدأت ملامح نصب الكمائن والشراك تلوح في الأفق، ليس لإسقاط طرف لآخر فيها بل لإسقاط التجربة الديمقراطية التي يكرهها طرف، ويحبها طرف حب القطط، وهوما أدى إلى الإحتكام مرة ثانية إلى الجيش الوطني الشعبي في ظرف قصير لتهدئة الأعصاب المتوترة، وفرض حالة الحصار العام، فإلغاء الإنتخابات التشريعية، وفرض حالة الطوارئ، وتوقيف المسار الديمقراطي ككل.

لقد كان الأستاذ راشد الغنوشي المعارض التونسي أكثر تفاؤلا مني عندما تحدثنا في الأمر أثناء زيارته لنا بجريدة المساء، إذ كان مقتنعا أن الرئيس الشاذلي بن جديد رجل ديمقراطي، وأن التجربة الجزائرية ستنجح بخلاف ما كان جاريا في تونس، لكن جرت الرياح بما لم تشته سفينة الديمقراطية فغرقت وأغرقت البلد في بحر من الدماء واغتالت كل أمل عندي في نجاح التجربة الديمقراطية في الجزائر.


حوار مع السيد عبد العزيز بلخادم رئيس المجلس الشعبي الوطني قبل التعددية

31 ـ لماذا لم تفكر في تجربة خارج البلد أم لم تعرض عليك فرصة؟

(صحافي في الغربة – فرنسا)

قدمت لي عروض عديدة منذ مطلع الثمانينيات، ولكن لم يخطر ببالي أبدا مغادرة الجزائر، وقضاء سنوات في الغربة، فقد عشت الغربة في وطني منذ كنت طفلا، ولا أريد أن أكون غريبا في أوطان أخرى. وحتى لا أضعف أمام إغراءات وضغط الأحداث، لم أجدد جواز سفري الذي انتهت صلاحيته قبل أحداث أكتوبر 1988 إلا بعد إصدارنا لجريدة الشروق اليومي، ومع الزميلين سعد بوعقبة وعبد الله قطاف.

أنا أعشق بلدي عشقا جنونيا، أشعر أن أقدامي مغروسة في ترابه، ورأسي يعانق سحابه، وأشعر براحة البال وأنا أتجول في أسوأ أزقته أكثر مما أحس بالراحة أو المتعة وأنا أتجول في الشانزليزي بمدينة الجن والملائكة.

32 ـ أود أن أعود إلى البدايات الأولى لتأسيس جريدة الشروق كنتم في البداية أنت وعبد الله على الأقل تعلمون أن بعض من أشركتموهم سيتعبونكم كثيرا ومع ذلك قبلتم بهم وكان الأمر كذلك فانقلب هؤلاء عليكم وحدث لكم ما حدث. هل لك أن تحدثنا في تفاصيل هذه المسألة، وهل هو قصر النظر من لدنكما أو خيانة العهد والوعد من هؤلاء. ؟

(شروقي سابق)

ليس هناك من يمكنه القول أنه المؤسس الأول لجريدة الشروق اليومي، أو أن عنصرا ما هو الذي انتقى المجموعة المؤسسة لدار الإستقلال والمصدرة بعد ذلك لجريدة الشروق اليومي. لكن للأمانة والتاريخ فالأستاذ عبد الله قطاف هو الذي بدأ في استفزاز الجماعة، وقد كتبت عن هذا “الإستفزاز” في العدد الرابع للشروق اليومي بعنوان الولادة القيصرية قائلا: “عندما قدم إلينا إعرابي من عروس الزيبان منتفضا على الوضع الذي آل إليه زملاء الدرب الطويل في مهنة المتاعب، شعرنا أن وراءه رياح السيروكو التي ستبعث الدفء لا محالة في عقول تجمدت منذ مدة.

وبالفعل دبت الحيوية في مجموعة شيوخ مهنة المتاعب وقرروا وبصموا بالعشرة لإصدار يومية وطنية”.

وبعد النفخ في جمر كان تحت الرماد، تشكلت المجموعة الأولى من السادة عبد الله قطاف، سعد بوعقبة، بشير حمادي، وفضيل علي، وبدأ هؤلاء في تقليب الأمر من جميع الأوجه، من حيث الشركاء، والعنوان الذي سنصدره.

وعندما بدأ طرح أسماء الشركاء على أساس الجمع بين القلم والمال، أو بين الإحترافية والقدرة المالية، برزت أسماء كثيرة، مثل عبد الله بشيم، ومحمد عباس، ومصطفى هميسي، وعمار نعمي، وسالم زواوي، وعبد الناصر بن عيسى، وسعاد بلعون، وعمار يزلي، وحبيب راشدين، وحميدة العياشي، وحسن بوربيع، والسعيد هارون، وزملاء آخرون…

وتبين بعد الإتصال بهؤلاء وبغيرهم أنه من الصعب الجمع بين الكفاءة والمال، خاصة بالنسبة للمعربين، فالمشهود لهم بالكفاءة المهنية، أي الذين صنعوا لأنفسهم أسماء إعلامية معروفة لدى القراء لايتوفرون على المال المطلوب للإنضمام إلى الفريق المؤسس.

وكم كنا نود انضمام زملاء للمجموعة لاقتناعنا بجودة أقلامهم، وطلبنا من بعضهم الإنضمام بما تيسر له، حتى وإن كان تحت الحد الأدنى بكثير غير أن عزة النفس عند هؤلاء حالت دون ذلك..

وقد حاولنا قدر الإمكان أن يكون توزيع الشركاء متوازنا عبر الجهات الأربع للوطن حتى نضمن المتابعة الدقيقة للعملية الإعلامية من قبل الشركاء أنفسهم في عدد من الولايات خاصة الهامة منها، مثلما كان لنا مؤسسين خارج الوطن (سعاد بلعون من الإمارات، ومصطفى هميسي من الكويت) لأننا كنا مقتنعين بأهمية ذلك.

استقر الأمر في البداية على ثمانية شركاء تقدموا للموثق لتأسيس شركة دار الإستقلال، ثم لحق آخرون فكان عدد المؤسسين أو المساهمين في نهاية الأمر 13 مساهما. وقد وزعت الأسهم بين الشركاء بالتساوي رغم التفاوت الكبير في المبالغ المقدمة لأننا تجمعنا على أساس أننا أصحاب حرفة، وتجمع لأقلام، ولو كان المال عاملا أساسيا لما التقينا أصلا، ولو كنا نفضل المال عن الأقلام لأشركنا “البقارين” كما جرت العادة منذ منتصف التسعينات خاصة، وقد فشلت العناوين التي قامت على أساس المال لحد الآن..

وقد أعفي الشريك علي فضيل من تقديم المبلغ المطلوب، حيث اعتبر الشركاء تقديمه لوصل إصدار “الشروق اليومي” كافيا لأن ينال بموجبه نفس الأسهم التي ينالها شركاء آخرون قدموا مابين 50 و100 مليون سنتيم.

وهكذا استقر الرأي على إصدار “الشروق اليومي” بعد النظر في عدد من الإقتراحات كانت مقدمة من زملاء آخرين.. منها يومية “الأيام” للزميل الصديق بومايدة و”الصباح ” للسيد محمد الصالح حرز الله، وعناوين أخرى.

مما سبق يتضح أن القاسم المشترك بين الشركاء هو الإحترافية والقدرة المادية، وليست الصداقة أو الجوانب الأخلاقية.


رفقة الزملاء عبد الله قطاف، عمار النعمي، سعد بوعقبة والحاج حمروش

33 ـ ألازلت متسمكا باستعادة جريدة الشروق اليومي من علي فضيل، أم أن الصراع القانوني حولها محسوم نهائيا؟

(محمد – الجزائر)

استعادة دار الإستقلال التي هي أول من أصدر جريدة الشروق اليومي ولمدة تفوق أربع سنوات ليست قضية شخصية، ولكنها قضية جميع المساهمين.

قضية الشروق اليومي بالنسبة لي صفحة طويتها، لأنني لست ممن تفقدهم الضربات حتى الموجعة توازنهم، لكنني لم ولن أمزقها، فهي أشبه بصفحات التاريخ، وهي تشكل مع “الجزائر اليوم” جزءا هاما من حياتي بحلوها ومرها، وبانتصاراتها وانكساراتها..

34 ـ سيد بشير حمادي مع كثير من الاحترام لك ولتجربتك. قراء الشروق مازالوا يطرحون السؤال ذاته منذ سنوات..

السؤال: ما حقيقة تدخل ووساطة عبد القادر حجار في الصراع بين مجموعتك (التي كانت تضم أيضا الأستاذ عبد الله قطاف) ومجموعة علي فوضيل..؟

(عثماني ـ الجزائر)

أنا شخصيا لم ألتق السيد عبد القادر حجار، ولا أعلم إن كان قد قام بواسطة بين مجموعتي ـ كما تسميها ـ وهي تضم 11 مؤسسا من 13 مؤسسا، والخصمين علي فضيل وسعد بوعقبة.

35 ـ للتاريخ وللحقيقة، هل بالفعل وقع تدخل من قبل وزير العدل الطيب بلعيز في موضوع الصراع بينكم وبين علي فوضيل

(عثماني ـ الجزائر)

قضية الشروق اليومي سمع بها القاصي والداني، رغم أننا كما جاء في بيان المؤسسين الصادر بيومية الجزائر نيوز يوم الثلاثاء 26 أوت 2008

“التزمنا على امتداد أشهر النزاع الذي كان مطروحا أمام القضاء الإستعجالي، ثم التجاري أن لانستعمل جريدة الشروق اليومي التي كانت حينها تصدر عن دار الإستقلال، ضد الشريك الخصم علي فضيل، فلم نكتب كلمة واحدة عن القضية وأطوارها، ولم ننقل حتى الأحكام التي صدرت عن القضاء، أو نعلق عليها حتى لانؤثر على القضاة. والتزمنا بعدم الإدلاء بأي حديث لزملائنا في العناوين الإعلامية الأخرى…”

الصراع كان سياسيا بامتياز، لأنه لم يكن صراعا على مزرعة أو مصنع أومسرح ولكنه كان يدور على منبر إعلامي كبير هو أهم من الأحزاب الكبرى، ورجحان الكفة فيه لهذا الطرف أو ذاك له مدلول سياسي.

يمكنني التأكيد أن أطرافا غيورة على الصحيفة وخطها الإفتتاحي سعت للصلح بين الطرفين، لأنها جاءت إلى مقر الجريدة، ولكن لايمكنني القول أن المسؤول الفلاني تدخل لترجيح الكفة للسيد سعد بوعقبة أساسا، وليس من طبعي إلقاء التهم جزافا.


مع الزميل مصطفى هميسي رفقة رئيس الحكومة الأسبق مقداد سيفي

36 ـ لو يعرض عليك علي فضيل العودة إلى الشروق في منصب مدير التحرير هل ستقبل هذا العرض؟

(سليمان)

أعتقد أن هذا الأمر لم يخطر ببال أحدنا، ولا أحد منا يفكر فيه.

37ـ ألم يكن ممكنا نجاح مشروع جريدة بديلة لو تخلى قطاف عن تعنته واصراره في الاحتفاظ بالشروق؟

(شروقي أصلي وليس مقلد)

لم يكن السيد عبد الله قطاف لوحده في الإصرار على الإحتفاظ بالشروق اليومي، فقد كان معه 11 مساهما، وإثنان في الطرف الآخر (علي فضيل وسعد بوعقبة).

38 ـ الآن نحن بين تجربتين متناقضتين، تجربة الشروق التي كانت تصدح بالرأي القوي وخاصة في أيام الصراع ضد إصلاحات بن زاغو، وشروق اليوم التي تركز أكثر على أخبار الإثارة والجانب الخبري بصفة عامة، أي التجربتين تحبذها أم أنك تميل إلى المزج بين هذا وذاك ؟

(لا يهم إسمي بل السؤال هو المهم)

تلك مرحلة سياسية وإعلامية، وما بعدها مرحلة أخرى في الحقلين معا، وما قد يكون ممكنا في مرحلة ما قد يصبح متعذرا في مرحلة تالية.

أطمح إلى يومية تجمع مابين تنوع الأخبار الهامة والصادقة، والآراء الحرة، تخاطب عقل القارئ وليس عواطفه وغرائزه.

39 ـ هل تعتقد أن الشروق اليوم أنجح من الشروق في طبعته السابقة أم العكس؟

(شروقي أصلي وليس مقلد)

هي اليوم أكثر توزيعا، يرى البعض في هذا نجاحا إعلاميا، ويراه البعض الآخر انحرافا نحو صحافة الإثارة كما جاء في السؤال 38، وهذا النوع من الصحف هو الأكثر توزيعا، لكنه الأقل تأثيرا ايجابيا في المجتمع…


في جريدة المساء عندما كان مدير تحريرها عام 1990

40 ـ يلومك كثير من الصحافيين في الشروق على ما قمتم به عندما صدر الحكم القضائي بتسليم جريدة الشروق إلى مالكها الأصلي علي فضيل، وخلال فترة تسليم الجريدة قمتم بتكسيرها وإخراجها في صورة سيئة ورثة حتى تسلموها لعلي فضيل وهي في أسوأ حال، هل ترى أن هذا من المهنية ما قمتم به، أم انك بريء من هذه الفعلة المشينة ؟

(سليمان)

أولا: لا العبد الضعيف ولا مؤسس آخر من المجموعة التي كنت أنتمي إليها إبان الخلاف على ملكية العنوان، قام بتسليم الجريدة إلى السيد علي فضيل.

“فالمؤسسون الذين أصدروا جريدة الشروق اليومي ـ حسب البيان السالف الذكر ـ تعرضوا لعملية احتيال كبرى، تحولت مع مر الأيام إلى مؤامرة اشتركت فيها أطراف متعددة، مكنت في نهاية المطاف علي فضيل من انتزاع عنوان الشروق اليومي من شركة دار الإستقلال بطرق غير قانونية وغير أخلاقية، وبالإلتفاف على أحكام القضاء بالترغيب أحيانا، والترهيب أحيانا أخرى”.

هذه فقرة من البيان المذكور أعلاه المنشور على امتداد صفحة كاملة، وهو رأي الجماعة فيما حدث، أما رأيي الشخصي والموثق فسيتضمنه جزء هام من كتاب عن تجربتي في الصحافة الخاصة.

أما فيما يتعلق بصدور الجريدة بدون ألوان، وتخفيض السحب، فهذا يعود لسببين الأول يتعلق بالمحتوى، وهذا تأثر بالوضع المتأزم ونفسية عمال المؤسسة، إذ لم تعد هناك رغبة في البدل والعطاء عند المساهمين والصحافيين على حد سواء.. والثاني تسييري بحث ذلك أنه من الحكمة تقليل النفقات، وخاصة المتعلقة بالطباعة حتى تتوفر السيولة المالية التي تمكن المسير من الوفاء بالتزامات المؤسسة تجاه العمال عند تسريحهم، وهو ما تحقق لها بالفعل، إذ تحصل كل عامل على حقوقه كاملة، قبل أن يتحصل المؤسسون على ذلك.

41 ـ أتذكّر أن الأستاذ سعد بوعقبة كتب عمودا يتّهم مسؤولي الشروق آنذاك ومنهم أنتم بطبيعة الحال، بأنكم بلتم – من البول – على الجريدة، لما قضيتم عليها في أيامها الأخيرة وأنتم على رأس هيئة تحريرها بقيادة عبد الله قطاف، كيف كان موقفكم أو ردة فعلكم حيال هاتيك الكلمة الخادشة للحياء، ولماذا التزمتم الصمت بصراحة !!؟؟

(أبو رياض)

لم أقرأ هذا العمود، ولم تكن لدي أدنى فكرة عما جاء فيه إلا ما تقوله.

42 ـ ما هو الدور الحقيقي الذي لعبه سعد بوعقبة في ملف الشروق اليومي

(عثماني ـ الجزائر)

سؤال يوجه إلى السيد سعد بوعقبة عند استضافة الموقع له.


في جزيرة قوري بالسنيغال

43 ـ الأستاذ بشير، أنت رجل محترم وأنا استسمحك أن أسألك: هل صحيح أن سعد بوعقبة كان هو الكل في الكل في الشروق حسب ما يدعي دائما ويتباهى في كل مكان وأنتم كنتم لا شيء؟

مع تحياتي واحترامي

(أخوكم: مصطفى السيكاوي)

من أهم عناصر نجاح المجموعة في تحويل وصل إصدار يومية من ورقة لا تساوي سنتيما واحدا، وليس لها قارئ واحد إلى صرح إعلامي كبير في زمن وجيز هو العقلانية والإدارة الجماعية، مع الإحترام الكامل لبعضنا البعض، ولتخصص كل واحد. وقد كانت إدارة التحرير من اختصاص العبد الضعيف والأستاذ عبد الله قطاف عندما كان مسيرا، وبعد أن أصبح مسؤولا للنشر. ومسؤول هذا الموقع كان أحد أعضاء أسرة التحرير.

44 ـ ببساطة.. من هضم حقوق المراسلين أيام رئاستك لتحرير جريدة الشروق اليومي ؟؟

(أبو رياض)

لا أعتقد أن المراسلين قد هضمت حقوقهم، فرغم أننا اعتمدنا على أنفسنا فيما يتعلق بالتمويل، ولم تكن قدرتنا المالية كبيرة إلا أن النجاح السريع مكن من فتح مكاتب للمراسلين في عدد من الولايات. وقد تم ترسيم المتفوقين منهم في السنة الأولى، وحضروا الحفل الذي نظمته الجريدة بعد سنة من صدورها.

45 ـ ما قصة مسابقة “إختر رئيسك” التي نظمتها جريدة الشروق اليومي قبيل رئاسيات 2004، والتي لم تسلم جائزتها رغم أن آلاف القراء شاركوا في المسابقة ؟

(ملاحظ إعلامي)

المعروف عن المؤسسين وخاصة المؤطرين لجريدة الشروق اليومي أنهم شيوخ زحف إلى رؤوسهم الشيب أو الصلع، والتجربة والسن لهما دور حاسم في تحديد نوعية المادة الإعلامية، حتى وإن كانت تسلية أو مسابقة. ولهذا ففي الوقت الذي كانت فيه معظم الصحف تتنافس في مسابقات “الطامبولا” لتزيد السحب، قامت الشروق اليومي بتنظيم مسابقة “إقرأ واربح” وهي مسابقة فكرية ونخبوية وسلمت الجوائز للفائزين في حفل انتظم بالمكتبة الوطنية.

نفس الشيء بالنسبة لمسابقة “اختر رئيسك” التي نظمتها الجريدة قبل رئاسيات 2004، فهذه المسابقة بدأت بأشهر قبل أن يتم الإعلان عن المرشحين، فالمشاركون في التصويت هم الذين يحددون المترشحين، وهي بمثابة سبر للرأي لمعرفة الشخصيات السياسية التي يتمنى القراء وصولها إلى سدة الحكم، هذه المسابقة لم تسلم جوائزها لأن العنوان انتقل إلى مؤسسة أخرى، وكان المفروض أن تقوم بذلك، وهو فعل لا يقلل من شأنها بل يمنحها ثقة أكبر عند القراء.

46 ـ لعبت الشروق دورا خطيرا ومؤثرا في الصراع داخل حركة مجتمع السلم، إلى درجة أن الكثيرين يرجعون إليها فضل فوز الرئيس الحالي للحركة أبو جرة سلطاني في مؤتمر الحركة بعد وفاة الشيخ محفوظ نحناح، حيث دعمت الشروق بقوة المرشح أبو جرة، وهل وقوفكم مع أبو جرة كان بسبب أن هذا الأخير يكتب معكم في الجريدة ؟

(مناضل)

الشروق اليومي لم تلعب الدور الذي تتحدث عنه، ولم تحاول لعب مثل هذه الأدوار لتحل محل المؤسسات، وهو ما قامت به صحف كثيرة خاصة في المراحل الإنتقالية، وكانت محل انتقاداتنا.

الشروق اليومي حددت في خطها الإفتتاحي المبادئ والأهداف التي تؤمن بها وتروج لها وتعمل على تحقيقها، مثلما حددت الوسائل ومنها الممارسة الديمقراطية داخل الأحزاب قبل أن تطالب النظام بها.

لقد كان موقف الشروق اليومي مع مبدأ انتخاب خليفة المغفور له الشيخ محفوظ نحناح، ولم تكن لا مع التعيين ولامع التزكية، وهو ما ذهب إليه الشيخ أبو جرة سلطاني، والتقى فيه مع الخط الإفتتاحي للجريدة.

حركة مجتمع السلم رغم أن مؤتمرها استثنائي، ورغم كثرة الراغبين في تولي قيادة الحركة بعد وفاة زعيمها الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله، مارست الفعل الديمقراطي من انتخاب المندوبين إلى ضبط جدول الأعمال، إلى إقرار النظام الداخلي، وتعديل القانون الأساسي إلى انتخاب أعضاء المجلس الشوري وانتخاب رئيس الحركة ونوابه ..

لقد كان الفعل الديمقراطي، وليس القول، حاضرا في جميع العمليات، وقد احتكم المؤتمرون إلى الصندوق.‬

الديمقراطية بالنسبة لنا هي ممارسة وليست فلسفة وتنظيرا على صفحات الجرائد وشبكة الأنترنت.

إن كل حزب في اعتقادنا يسعى للوصول إلى الحكم وأن الديمقراطية لا تفرض أكثر من أن يكون هذا الوصول بالانتخاب. وإذا تخلى حزب عن هذا السعي أو اعتمد طريقا غير صندوق الإنتخابات، فقد طبيعته كحزب سياسي. والأحزاب التي لا تحكّم الصندوق بين مناضليها هي التي تساهم في ديمومة النظام الذي ترميه بالطوب .

وما لم تنتقل الأحزاب من مرحلة التأسيس، وشرعية المؤسسين، إلى مرحلة الحزب ـ المؤسسة وشرعية الصندوق ، فلن تكون للبلد المؤسسات الديمقراطية التي تطالب بها .

يتضح مما سبق أن المواقف بالنسبة لنا لا تبنى على الصداقة أو الزمالة، ولكنها تنطلق من قناعات ومبادئ اشترك معنا فيها الكثيرون مع مر الأيام وتعدد أعداد الصحيفة .


صورة في قاعة المؤتمرات بقصر الأمم أثناء انعقاد مؤتمر الصحافيين سنة 1982

47 ـ جريدة الشروق في عهدكم هل كانت قريبة من حركة مجتمع السلم أم قريبة من جبهة التحرير الوطني أم مقربة من الحزبين ؟

(مناضل)

لم تكن قريبة لا من الحركة ولا من الجبهة، ولكنها كانت قريبة من الشعب ومن مبادئه التي ضحى من أجلها بالنفس والنفيس عبر القرون، وكانت معبرة عن آماله في جزائر يعيش فيها كل مواطن مرفوع الرأس موفور الكرامة.

كنا أقرب إلى هؤلاء أو غيرهم بقدر اقترابهم من الشعب وإخلاصهم في خدمته، ومبتعدين عنهم بقدر ابتعادهم عنه.

الشروق اليومي سجلت منذ اليوم الأول لميلادها انحيازها المطلق واللامشروط للحقيقة والصّالح العام وعداءها المطلق واللامحدود لكل أشكال الفساد والظلم والقهر…

وكانت فضاء إعلاميا نوعيا للأخبار الصادقة والآراء الحرة، ومرآة عاكسة لنبض الوطن والمواطن.

48 ـ معروف عليك أنك تحرص على التفاني في العمل لكنك في الشروق كنت آلة حقيقة.. تعمل من الثامنة إلى الثامنة وكل الفريق يشهد لك بجهودك الكبيرة التي لم يكن يشابهها جهد.. ومع ذلك وجدت نفسك تخرج من الباب الضيق لينتفع بالمشروع الناجح أناس آخرون، ألا تشعر بالخيبة والندم خاصة وأن المؤامرة ضد مشروعكم كانت من بين ظهرانيكم؟

(شروقي سابق)

لو أطلب منك التحضير على امتداد ثمانية أشهر لإطلاق يومية، تقوم فيها بتوفير كل ما يلزم من أوراق إدارية وتجهيزات، وتشكيل للعنصر البشري من صحافيين وتقنيين…الخ دون أن تتقاضى سنتيما واحدا.

ثم أطالبك بدفع 50 مليون سنتيم لأنك شريك ولست أجيرا، ثم تشرف على التحرير وتعمل بمعدل 16 ساعة في اليوم، وأحيانا تصل الليل بالنهار، وتحقق النجاح المطلوب، بل الذي يفوق ما كان مطلوبا، وبعد خمس سنوات من الجهد المتواصل أنتزع منك العنوان، فبماذا تشعر أنت في هذه الحالة؟

أنا لم أشعر بالخيبة ولا الندم لأنني لم أفعل ما يشين، ولا قصرت في أداء واجب، ولكنني أشعر بالظلم والخيانة.


صورة مع الإعلامي الكبير والكاتب محمد عباس عندما كان أمينا عاما لاتحاد الصحافيين الجزائريين

49 ـ ما هي الأسماء الصحفية الشابة التي استوقفتك عبر كل الجرائد التي عملت بها رئيسا للتحرير أو مديرا للتحرير؟

(صحافي في الغربة القسرية)

استوقفتني أسماء كثيرة، خاصة وأنني كنت دوما ميالا إلى الشباب..

ففي جريدة الشعب، كنت شابا، ورغم ذلك أقول أن المجموعة الأخيرة التي التحقت بالجريدة بعد مسابقة صارمة أشرفت عليها مع عدد من الزملاء الصحافيين كانت جيدة ومنها على ما أذكر عبد الحق صداح الموجود حاليا بقناة الجزيرة، ومليكة سوطو الموجودة بالتلفزة الجزائرية.

أما المساء فقد كانت المجموعة في معظمها جيدة، ومنها حسين مصدق، ومحمد علواش، ومحمد بوازدية، والهاشمي نوري، وتوفيق رباحي الموجود حاليا بالقدس العربي، وعيسى صيودة الموجود بالكويت، وبوعلام رمضاني المقيم بفرنسا، وآخرون حتى لا أذكر كل هيئة التحرير تقريبا فقد كانت مجموعة جيدة، وعدد هام منها مؤسس لجريدة الخبر واليوم والفجر والجيل والمحقق والحرية وغيرها من العناوين الإعلامية الخاصة.

وفي يومية الجزائر اليوم التي لم تعمر طويلا واعتمدت على الشباب بصفة كاملة فقد برزت عناصر منها ابراهيم قار علي نائب في البرلمان حاليا، وتقرين الصغير صحفي بالتلفزيون، ومفتي بشير، وعلال سنقوقة، وزهرة بوعزة، وسعاد بلقاسمي، وفاطمة رحماني…الخ.

مثلما كانت مجموعة الشروق اليومي جيدة، حتى بعض الذين أنهيت مهامهم أثناء عملية الإنتقاء والمفاضلة بين هذا وذاك. ومنهم بصفة خاصة اسماعيل طلاي وأبو طالب شبوب الموجودان بقطر، ومليكة جميال، وسليمة لبال الموجودة بالكويت، والطيب التهامي وعلي بهلولي وآخرون، وقد قلت في موضوع “واحد..مائة..ألف” كتبته بمناسبة صدور العدد مائة في هؤلاء الشباب:

“لسنا أمبراطورية مالية، ولا حتى خزينة صغيرة وبالتالي لا نتوفر على أكبر الصحافيين من محررين ومخبرين ومحققين، خاصة، بل إن الصحافيين الذين يجرون وراء الأخبار هم مجموعة صغيرة من الشباب يخوضون أول تجربة لهم في عالم مهنة المتاعب الذين تزيدهم قلة الإمكانيات وضيق المقر ـ حتى لا نقول انعدامه ـ تعبا وإرهاقا.

ورغم ذلك فقد أسهموا كل حسب استطاعته في أن يعطي دفعا لهذه الجريدة التي أصبح لها مع الأيام لون وطعم بعد أن كانت عند انطلاقتها تبدو للكثيرين دون ذلك”.

أما خارج الصحف التي ترأست تحريرها، فهناك عدد هام من الشباب الواعد الذي يتفوق على الشيوخ الذين يعتبرون الصحافة تراكم سنوات وليست مواهب وتجارب وتراكم للخبرات تتحول باستمرار إلى أخبار وآراء ومقالات مفيدة للقراء والمجتمعات.

50 ـ هل هناك صحافيون أو مسؤولو نشر في الإعلام تكن لهم احتراما ولا تتفق معهم في الطروحات؟

(صحافي)

هناك الكثير، وخاصة من جيلي في الصحافة المفرنسة، أختلف معهم في المنطلقات والمبادئ والأهداف وحتى في الوسائل، لكنني لا أنكر عليهم كفاءتهم، وأقرأ ما يكتبون باستمرار من المجاهد اليومي إلى الجزائر الأحداث التي كانت فيها أقلام جيدة بقيادة كمال بلقاسم رحمه الله.

وهؤلاء هم المؤسسون والمؤطرون لليوميات المفرنسة الكبرى مثل الوطن، ليبرتي، لوسوار، ولوماتان المتوقفة.

(EL WATAN – LIBERTE – LE SOIR – LE MATIN)

أقرأ باستمرار مقالات وتعاليق بعض الزملاء في الصحف المفرنسة، مثل عمار بلحيمر، وعمر بلهوشات، وعمر بربيش، وعبدو.ب وآخرون.

وهناك اعتراف واحترام متبادل.

51 ـ هل ترى جدوى من فتح السمعي البصري مع التسيير السلبي والكارثي للصحف المكتوبة؟

(إذاعي)

أنا مع فتح كل نافدة لحرية التعبير، وتفعيل القوانين التي تنظمه، أي أنني مع الرقابة البعدية ولست مع الرقابة القبلية.


صورة لإحدى الحصص التلفزيونية الناجحة بعد التعددية

52 ـ إلى أي مدى أثر الجري وراء “الشهرة والإشهار” على مسار “الرسالة الإعلامية”؟

(مسعود هدنة – صحافي)

سبق وأن قلت أن الصحافة لم تعد ورقا وقلما، فهي مؤسسات مالية قبل كل شيء، ولم تعد السلامة التحريرية مقدمة على السلامة المالية، بل إن هذه الأخيرة أضحت شرطا ضروريا للأولى، ولاستقلالية الجريدة.

لم يعد المثل القائل “تجوع الحرة ولا تأكل بثديها” يصدق على الصحافة، فالعفة قد لا تثبت أمام الحاجة..

الصحافة في عصرنا مثل المرأة في هذا العصر الذي لا يرحم، لابد أن تكون غنية الجيب حتى تكون عفيفة النفس، فإذا احتاجت الصحيفة في نهاية الشهر إلى أجور العاملين، ومستحقات الطابعين، ومستلزمات التسيير فلا بد أن تتنازل أو تختفي.

الجري وراء الشهرة والإشهار ليس عيبا، فإذا حققت الشهرة وكسبت المشهرين، وحافظت على استقلاليتك، ولم ترهن الخط الإفتتاحي للصحيفة، ولم تبع ذمتك، فهذا مما يحسب للصحيفة والقائمين عليها، لا مما يحسب عليها.

53 ـ يقال أن مسؤولي الصحف لا يهمهم سوى جني المال، ولا يفكرون في تكوين الصحافيين أبدا، ما رأيك؟

(صحافي حر)

لا يمكن لوم الصحف التي لا تعطي أهمية لتكوين الصحافيين خاصة الصحف الصغيرة، التي تصارع من أجل التواجد أولا والبقاء ثانيا والتنافس بعد ذلك، فالتكوين هو من اختصاص المعاهد والمدارس العليا، وحتى كبار الصحافيين يخضعون له من حين لآخر، وإلا تفوق عليهم الشباب الذين يكتسبون تقنيات وأساليب تحرير حديثة.

54 ـ ما هي ـ حسب رأيك ـ أكثر الصحف الجزائرية حرفية بالترتيب؟

(صحافي حر)

أكثر الصحف احترافية:

EL WATAN

الخبر

Le Quotidien D’oran

الشروق اليومي

L’EXPRESSION

55 ـ إلى متى تبقى حقوق الصحافيين مهضومة ؟

(رتيبة بوعدمة – صحافية)

ستظل مهضومة إلى أن يعلنوا قيام “عروش الصحافة”، ويضعوا ” ‬أرضية الصحافة الحرة ” تيمنا بعروش القبائل وأرضية لقصر، ويؤسسوا نقابة تمثيلية حقا للصحافيين تتجاوز الخلافات السياسية وتقفز فوق الخطوط الإفتتاحية، والإرتباطات السياسية والمالية للدفاع عن المهنة وحقوق رجالها ونسائها.

56 ـ الأستاذ بشير..نهيب بك أن تجري تكوينا أو تربصا لعديد مدراء الجرائد ورؤساء التحرير أو الذين يستهويهم شغل واحد من هاذين المنصبين، يكون فحواه مناهج التسيير الإحترافي للجريدة، تبديد وهم “استثمار 4 دورو وجني مليار سنيتم” وكلامي هنا موجه للذين أطلقوا يوميات في الأعوام القليلة الماضية، بوسائل عمل شبه منعدمة، فن الكتابة والتحرير الممتع وليس الآلي، كيفية تثمين الكفاءات وانتقاء المواهب، مزايا التواصل والتشاور مع طاقم الجريدة (التحرير أو الفريق التقني أو بقية العمال) حتى ولو تعلّق الأمر بمعرفة آرائهم بشأن المكان الأنسب لمقر الجريدة، حسن استقبال الزوار والتجسيد الفعلي لمقولة إن القراء رأسمالنا..

(علي بهلولي: صحفي رياضي جزائري)

أنت تبالغ يا أخ علي، فأنا محتاج إلى التكوين الذي تتحدث عنه لأواكب عصركم الذي يسير بسرعة فائقة يحقق في عقد ما لم تحققه أجيال من قبل في قرون.

57 ـ هل تعتقد أن الصحفي الناجح والطموح وليس من طينة المرتزقة في الجزائر يمكن أن يجد لنفسه مكانا وسط هذا الواقع المتعفن للصحافة الجزائرية، حيث أصبحت بعض الجرائد حتى لا نقول أغلبيتها تسير كمحلات بيع البيتزا.

(رتيبة بوعدمة – صحافية)

الأعور وسط العميان ملك، فإذا أصبح أعمى صار واحدا من الجماعة يتلمس الطريق بعصاه. والصحافة كما تعلمين يا أخت رتيبة هي مهنة متاعب لا مهنة مكاتب، وكل كلمة تكتبينها تظل شاهدة عليك في الدنيا، مثل أفعالك التي تشهد عليك في الآخرة، فلا تتنازلين عما تؤمنين به من أجل قطعة بيتزا.

58 ـ جميع الأبواق الإعلامية لا تخرج عن إطار تضليل الشعب وإلهائه بأخبار لا تسمن ولا تغني من جوع فكيف نفسر أن اغلب الجرائد لا هم لها سوى لاعبي كرة القدم وتحركاتهم وأقوالهم حتى خيل لدينا أنهم هم أصحاب القرار وتكريسا للرائدة أصبحت قضية هذا “مامي” حديث الصباح والمساء ومرة يخرج علينا شخص نعلم تاريخه ويفسح له المجال لنفث سمومه فأين هي المصداقية التي يدعيها أصحاب هانه الجرائد ؟

(Samou lotfi)

من سمات الإعلام العمومي التشابه إلى حد أن العناوين الصحفية تكاد تكون نسخا متطابقة، وهذا كان مرفوضا، وبمجرد أن انفتحت الساحة السياسية والإعلامية حتى سارع رجال مهنة المتاعب الذين كانوا في العناوين العمومية إلى إصدار نشريات خاصة بهم، منها السياسي والفني والرياضي والثقافي والمتخصص في مجال ما، وكل عنوان إخباري يختلف عن الآخر حتى فيما بين العناوين المعربة، ونفس الشيء بالنسبة للعناوين المفرنسة، فالتعدد شيء إيجابي، والإختلاف رحمة، والصحافة الحرة قد تكون خيرا أو شرا، أما الصحافة دون حرية فلا يمكن إلا أن تكون شرا. والحرية بالنسبة للصحافة كما هي بالنسبة للبشر فرصة للتطور، أما العبودية فهي التخلف بكل تأكيد كما يقول ألبير كامي.

فمثلما تختار التنظيم السياسي الذي تلتقي معه، اختر الصحيفة التي تقرأها، رغم أنني من أنصار قراءة الصحف التي لا أتفق معها قبل الصحف التي تعبر عن بعض ما يسرني..


مؤسسو جريدة “الجزائر اليوم” يحتفلون بصدور العدد الأول

59 ـ ما هو موقفك من تحول كل الجرائد في الأشهر الأخيرة إلى جرائد رياضية بامتياز، وهي تحاول استثمار طغيان موضوع الكرة بعد تأهل الخضر للمونديال، حتى أصبحنا لا نكاد نفرق بين أسبوعية رياضية وبين جريدة يومية “شاملة” ؟

(صحافي رياضي)

في الصحافة الحدث هو الذي يفرض نفسه، فأنت لا تختلق الأحداث وتضخمها، ولا تدعو لأندلس إن حوصرت حلب كما قال المغفور له الشاعر محمود درويش. فالألعاب الإفريقية، ثم كأس العالم فرضت نفسها بقوة على المتلقي لكل وسائل الإعلام، والصحف استثمرت في هذا المجال من أجل تقديم مادة يحبذها القارئ، وتحقيق انتشار أكبر، وهذا ليس تجاوزا من الناحية المهنية، بل إن عدم تلبية حاجيات القارئ المتزايدة في هذا المجال يعد تقصيرا.

فعند تفجير برجي التجارة في نيويورك، واحتلال أفغانستان تبعا لذلك أصبحت نصف صفحات الصحف تتناول هذه الأحداث، رغم أن القضايا الدولية لا تحظى بالإهتمام في الصحف.

60 ـ أذكر لنا قصة أي مقال كتبته وندمت على كتابته أو سبب لك مشاكل كثيرة، أو سبب مشاكل للجريدة التي نشرته فيها..

(زميل إعلامي)

لم أندم على ما كتبت، ولكنني عندما جمعت نسبة كبيرة من المقالات التي كتبتها على امتداد ثلاثة عقود تقريبا، وجدت أن بعضها ضعيف من حيث المعلومات والأسلوب، وهو راجع لنقص التجربة في السنوات الأولى، ولضيق الوقت أحيانا، حيث أكون ملزما بتقديم مقالي، ولم يتوفر لدي الوقت لكتابته.

أما فيما يتعلق بمقال سبب لي أو للجريدة مشاكل فليس هناك من مشاكل أكبر من تعليق الجزائر اليوم ثلاث مرات، وفي الأخير كان التعليق نهائيا، مع منعي من الكتابة والسفر.

61 ـ كلمة أخيرة تختم بها هذا الحوار.

هذه هي أول إطلالة لي في وسيلة إعلامية خارجية، فقد رفضت التصريح والتعليق والحوار مع قنوات تلفزيونية وصحف منذ أحداث أكتوبر1988 حتى لا يقول أحد أن فلانا استثمر مأساة بلده، وهذا لا يعني أن من تحدثوا مع وسائل إعلامية فعلوا ذلك، لكن بعض الذين خاضوا في المأساة الوطنية في عقد التسعينيات في القنوات الفرنسية خاصة فعلوا أكثر من ذلك، فقد كانوا يتقيأون على الشعب المطحون من تلك القنوات.

قبلت أن أكون ضيف هذا الموقع لسببين أثنين: الأول لأنني قدرت أنه يقدم مادة إعلامية جزائرية غير مغرضة، والثاني هو أنني أعرف الأستاذ نسيم لكحل أخلاقا وقناعات، وهو ما شجعني أكثر، وما يقوم به مع زميله يستحق التشجيع.

وفقكم الله في خدمة المهنة والجزائر.

… انتهى

http://www.z-dz.com/z/mouwajahat/3733.html

——————–

من سعد بوعقبة إلى بشير حمادي
سعد بوعقبة – 19/11/2010

الكاتب الصحافي: سعد بوعقبة
جاء في موقعكم د. زاد وعلى لسان السيد بشير حمادي بعض الأمور التي تخصني وأرى أنه من واجبي تصحيحها، فقد طرح شخص يدّعي أنه شروقي سابق سؤالا على السيد بشير حمادي قال فيه “أعود للبدايات الأولى لتأسيس الشروق.. كنتم في البداية أنت وقطاف على الأقل تريان أن بعض من أشركتموهم سيتعبونكم كثيرا ومع ذلك قبلتهم بهم، وكان الأمر كذلك فانقلب هؤلاء عليكم وحدث لكم ما حدث.. هل لك أن تحدثنا في تفاصيل هذه المسألة؟! وهل هو قصر نظر من لدنكما أم خيانة العهد والوعد من هؤلاء؟!

وجاء في إجابة بشير على هذا السؤال ما يوحي بأن السؤال والإجابة جرى بينهما ترتيب مقصود! خاصة عندما يقول بشير في الإجابة بأنه: ليس هناك من يقول إنه المؤسس الأول للشروق اليومي.. وأن عبد الله قطاف هو الذي حرك المجموعة، وأنه كان سيركو جاء من الصحراء!

ـ أولا: أشكر الزميل بشير على إثارته هذه المسألة التي تحمل مغالطة كبيرة يعرفها بشير ويعرفها جيدا من أطلق هذه المغالطة؟! نعم الزميل بشير كان من بين المؤسسين الأكثر عملا والأقل كلاما.. والأكثر نظافة يد! وهذه شهادة أسجلها له. لكن لم تكن إجابته دقيقة بخصوص التأسيس لهذه الجريدة ومؤسسة دار الاستقلال التي أصدرتها.

فقد يكون عبد الله قطاف قد حرك الزميل بشير وأقنعه بالانضمام إلى المجموعة، ولكنه لم يحركني أنا شخصيا لأنني تحركت قبل ذلك بسنتين وقبل أن يأتي هذا السيركو من الصحراء.

ـ ثانيا: قطاف وبشير هما اللذان انضما إلينا أنا وفضيل.. أي أننا نحن اللذان أشركناهما في المشروع وليس العكس..بصفة خاصة أنا الذي سهلت عملية الانضمام هذه، ولذلك فإن القول بأن قطاف وحمادي كانا يعرفان بأنني أنا وفضيل سنتعبهما ومع ذلك قبلا بنا قول غير صحيح!

ثانيا: ما يؤكد هذا هو أن عملية إصدار الشروق اليومي تم التحضير له مني ومن فضيل بسنة على الأقل من تاريخ قدوم قطاف.. فقد قدم فضيل طالبا الحصول على رخصة لإصدار يومية الشروق، وقمت أنا بالسعي لدى وزارة الإعلام للحصول على المقر الذي أسسنا فيه أنا وفضيل مؤسسة دار الاستقلال.. وقد وقّعت أنا مع دار الصحافة على عقد كراء المكاتب التي أسست فيها دار الاستقلال بسنة قبل قدوم قطاف، وبقيت طوال هذه المدة أدفع ثمن الإيجار لدار الصحافة من جيبي وليس من مؤسسة الشروق، والوثائق موجودة.

وقمنا بإعداد دراسة لإصدار يومية الشروق عن دار الاستقلال وليس عن دار الشروق. وأعد الدراسة الزميل رشيد بوديسة الذي لا يزال حيا. وكانت الدراسة ترى أن إصدار الجريدة يحتاج إلى 1.5 مليار سنتيم على الأقل.. وقد سعيت أنا لدى أحد “البقارين” لجلب مليار على الأقل لإصدار الصحيفة ولكن البقار قال لنا: لا بد أن آخذ أكثر من 50٪ لأموّلكما بالمبلغ وكنت موافقا ولكن فضيل تريّث وقال لي لا بد أن ندرس الموضوع جيدا.. فمثل هذه النسبة قد تكون خطرا علينا في المستقبل، وعلى استقلال الجريدة التي نريد إصدارها وعلى خطها الافتتاحي!

في هذه الأثناء جاء قطاف يبحث عن شغل في الجزائر هاربا بأبنائه مما أسماه سوء التعليم الجامعي في باتنة.. وسمع بأن فضيل يبزنس في العقارات فذهب إليه ليساعده على شراء شقة بالعاصمة.. وكان بلا سيارة.. وأوصله فضيل إلى بن جراح لبيت أصهاره.. وفي الطريق قال فضيل لقطاف: أنني وإيّاه نعد لإصدار يومية.. وأن المقر والمؤسسة موجودة والرخصة موجودة والغائب فقط هو التمويل.. وأن نجاح المشروع شبه مضمون وحكى له حكايتنا مع تمويل “البقار” للمشروع.. فقال قطاف لفضيل: لماذا لا تفتحون المشروع لصحافيين مهنيين تجمعون منهم المليار الذي تحتاجونه لإصدار المشروع؟! خاصة وأن المشاريع الصحفية الناجحة هي التي كانت تجمع الصحافيين! فقال له فضيل: هذه فكرة جيدة تعال غدا واطرح الأمر على سعد..

وفي اليوم الموالي وجدت قطاف في دار الصحافة بالقبة.. وفاتحني في الموضوع فرحبت به.. وأذكر أنني قلت له ومن أين لنا أن نجد 10 مهنيين ولديهم 100 مليون لكل واحد؟! فقال لي سأتكفل بالأمر، والتقينا أولا نحن الأربعة أنا وبشير وقطاف وفضيل وسرى خبر الموضوع كالنار في الهشيم فوجدنا الوالي السابق لعنابة ووهران بشير فريك يأتي إلينا طالبا الانضمام للمجموعة فقبلناه على الفور لأنه إداري ونحن نحتاج في المشروع إلى هذا النوع من الشركاء وتعهد بدفع 200 مليون لوحده، ثم قام قطاف بجلب عمار نعمي وسالم زواوي وسليمان جوادي.. وقام علي فضيل بجلب سعاد بلعون وعبد الناصر وفريطس.. وقام حمادي باقتراح صديقه مصطفى هميسي.. واقترحت أنا كل من لحبيب راشدين وعبد الله بشيم ومحمد عباس وحميدة العياشي.. ولكن قطاف اعترض على راشدين قائلا بأنه احتال على شركائه في الصح آفة والوجه الآخر.. وعباس لم يبلغ بالأمر أبدا وقالوا لي إنهم بلّغوه ورفض! أما حميدة وبشيم فقد رفضهما قطاف بسبب عدم وجود المساهمة!

ـ رابعا: ونحن في غمرة التحضير الجدي للمشروع جاءني علي فضيل مرعوبا ليقول لي: إن بشير فريك قد انسحب من المشروع.. وقال له: إن المشروع لن يرى النور أبدا لأن المجموعة المشاركة فيه مشبوهة وسبق للسلطة أن أغلقت لهم جرائد .. ولا يمكن أن تسمح لهم بإصدار جرائد! وأن مسؤولا أمنيا رفيع المستوى يسكن بجوار فريك وبيده ملف إصدار الصحف قد أخبره بهذا الأمر. وبشير فريك ما يزال حيا ويمكن أن يدلي بشهادته.

هزني هذا الخبر (وغاضتني روحي) إذ كيف يقيّمني ضويبط لا يعرف قوعو من بوعو في الصحافة بعد 30 سنة مهنة ويحكم علي بأنني غير صالح لإصدار جريدة؟! وأنا الذي أدرت شؤون صحف عامة حين كانت الصحافة صحافة؟! فاتصلت بمسؤول أمني كبير متقاعد وطلبت منه ترتيب موعد لي مع مسؤول كبير في الدولة فكان لي ما طلبت واستقبلني في مكتبه بحفاوة، وعندما عرضت عليه الأمر قال لي: ما لون هذه الصحيفة التي تنوون إصدارها؟!.. فقلت له ستكون مثل الوطن بالعربية.. خطنا الافتتاحي وطني إسلامي.. لا نمس المصالح العليا للبلد ولا نسكت عن الفساد. فقال لي: على بركة الله.. وكان متفهما لما طرحته عليه إلى حد بعيد. وانفتحت أمامنا بعد ذلك كل الأبواب.. حتى المطابع التي كانت تطالبنا بمبالغ كتسبيق عن الطبع تخلت عن هذا الطلب وهكذا وفرت للمجموعة مشروعا جاهزا من المقر إلى الرخصة إلى إعادة بعض أعضاء المجموعة إلى المضمار الإعلامي.. ومع ذلك كان جزائي فيما بعد جزاء سينمار! أما قضية الأيام والصباح فلم تكن مطروحة أبدا بالنسبة لي وفضيل.. ربما كانت مطروحة بالسنبة لك أنت وقطاف، وكنتما تريدان الانضمام لمشروع ما أما نحن فكان لنا مشروعنا فلماذا ننضم إلى مشروع الغير ليس فيه ما عندنا نحن؟!

ـ خامسا: من حقي أيضا أن أوضح مغالطة أخرى روّج لها قطاف بين الشركاء وغير الشركاء وهي أنني اختلفت مع قطاف لأنه وقف في وجه أطماعي المادية (الكبيرة) والحقيقة خلاف ذلك تماما.. وإليكم الحقيقة كما حدثت.

فبعد سنتين من صدور الجريدة ونجاح المشروع جاءني قطاف يعرض علي تعيين عمار نعمي مديرا عاما ومسيرا مكانه على أن يقوم عمار نعمي بعد ذلك بإعطاء توكيل كتابي لقطاف كي يكون مديرا عاما فعليا.. ويكون نعمي مديرا على الورق فقط. وعندما سألته عن السر في هذا الإجراء الغريب قال لي قطاف: أنا أريد أن أكون أجيرا مثلك في المؤسسة حتى أتمكّن من تصريح نفسي لدى الضمان الاجتماعي للأجراء وليس الضمان الإجتماعي لغير الأجراء كما هو حالي الآن كمسير! وعمار نعمي متقاعد ولا يحتاج إلى صندوق الأجراء؟! ولكنني لا أثق فيه لأن يده خفيفة ولذلك لا أسمح له بالدنو من مال المؤسسة! وقد كان محقا في هذه وعرفت ذلك فيما بعد! وبالفعل تم تعيين عمار نعمي مديرا عاما على الورق وتنازل كتابيا بتوكيل لعبد الله قطاف كي يسير المؤسسة بتوكيل عمار نعمي مدير العام على الورق أجرته في المؤسسة أجرة صحفي شريك.. وعبد الله قطاف صحفي في الورق ومديرا عاما مسيرا فعليا وأجرته أجرة مدير عام مسير!

هذه الشكشوكة في إدارة الجريدة هي التي جعلتني أنتفض وليس أي شيء آخر.. وقد أبلغت بعض الشركاء بعدم ارتياحي لهذه الوضعية.

لكن السبب المباشر الذي أفاض كأسي هو أن قطاف بعد أن سوّى وضعه كأجير في المؤسسة بهذه الصورة الغريبة العجيبة قرر كمسير فعلي أن يتم التصريح لدى الضمان الاجتاعي للأجراء بالشركاء الأجراء ابتداء من تاريخ تسوية وضعيته هو! وهذا يعني أنه لا يقوم بالتصريح بالتالي لدى الصندوق عن العامين السابقين! وهنا قررت أن أضع حدا لهذه المهزلة.. مهزلة أنه يرى لنفسه ما لا يرى لغيره.. وتطور الخلاف إلى حد أنه أوقف راتبي وجمع كل الشركاء ما عدا أنا وأقنعهم بأنني أطلب ما لا حق لي فيه وقد رفعت القضية أمام القضاء وحصلت على حقي بالعدالة، حيث أجبرت العدالة المؤسسة على دفع مبالغ عدم التصريح بي للضمان الاجتاعي لمدة عامين مع العقوبات.. والحكم نفذ. فهل هذا يعني أنني سطوت على أموال المؤسسة كما يروّج؟!

سادسا: علي فضيل في البداية كان مع المجموعة.. كانوا في 12 شريكا ضدي.. وعلي فضيل لم يلتحق بي إلا عندما أقدم قطاف على حماقة أخرى.. بحذف اسم فضيل كمسؤول للنشر من الجريدة ووضع اسمه بطريقة غير قانونية مكانه. فتأكد فضيل أنه سيكون الثور الأبيض بعدي.. ولذلك التحق بي.

فضيل كانت عنده ورقة الرخصة فاستخدمها ضدكم وشجعته على ذلك لأنكم دفعتموني إلى ذلك.. كلكم وبدون استثناء!

هل يعقل بعد الذي عملته للمؤسسة أجد نفسي خارجها.. وقطاف وجماعته يرفعون رواتبهم إلى الضغف.. ويضحكون علي ويقولون: سنجوّعه! ونجعله يركع أو يبيع بيته ليعيش! ونشتريها منه باسم الشروق ونحوّلها إلى مكان لهولنا؟!

ذات يوم جاءني صديق وقال لي إن قطاف اشترى سيارة فاخرة بأموال المؤسسة وقال له ضاحكا: هذه من حصة فوائد الزردازي بوعقبة! وقال لن أسمح له بالعودة إلى المؤسسة ما دمت فيها.. فهي مؤسسة البساكرة لا مكان فيها لزردازة!

المصيبة أنني كنت قبل أن أدخل في مشروع الشروق اليومي أعمل في ثلاث صحف وأحصل على ثلاثة مرتبات مجموع ما كنت أحصل عليه شهريا يعادل 3 أضعاف مرتبي في الشروق اليومي التي تفرّغت لها على حساب مصالحي الشخصية المادية.. فكيف أُتهم بأنني مادي من طرف هؤلاء؟!

سابعا: أذكّر الزميل بشير فقط بالمعركة التي قمت بها في مجال إخراج آلات الكومبيوتر من المطار وكانت ضد الديوانة.. وأذكّره بالدور الذي لعبته في موضوع الإشهار وما جلبته للمؤسسة ولم آخذ دينارا واحدا! وأذكّره بالملفات التي وفّرتها للجريدة ومنها ملف كاب سيغلي وملف إصلاح التربية الذي ساهمت فيه بجهد غير قليل.. وملف عواصف إعلامية.. زيادة عن موضوع المقال الأسبوعي “بلا نظارات” والمقال اليومي “نقطة نظام”. هل بعد هذا يقال إننا كنا على قدم المساواة في بناء الجريدة؟! لا والله! غلطة عمري أنني قبلت أن أكون مثل بقية الشركاء!

ثامنا: أما قولك بأن العيب في وصف الحوارات بين الزملاء بممارسة المثلية وليس في هذه الحوارات.. فأقول لك بكل احترام أنا أحترم رأيك.. ولكن لا أرى في حوارات مثل هذه التي تهتم بإبراز بطولتك في إطلاق لحيتك وبطولتي أنا في حلق شنباتي! وترى فيها مسائل مهمة أكثر من الحالة الكارثية التي وصلت إليها الصحافة المعربة المسكينة. أنا أعرف أنك تستطيع أن تساهم في مناقشة المسائل الحسّاسة التي تواجه اليوم الصحافة المعربة.. لكن مسايرتك لجماهير التصطيح الإعلامي باسم الشعبوية هي التي لم تساعدك على أن ترى ما أرى أنا في هذا الأمر.

ماذا يا أستاذ بشير لو تركنا فكرة الحوارات المسطّحة هذه وغصّنا في معاني كتابة مقالات نقاشية عميقة تجيب عن الأسئلة الحائرة من قبيل مثلا:

– لماذا تتجه الصحافة المعربة إلى الابتذال والتسطيح في نفس الوقت الذي تتجه فيه الصحافة المفرنسة إلى المهنية والعمق؟!

– لماذا يحتال الصحافيون المعربون على بعضهم البعض وعلى القرّاء ولا يحدث ذلك في الصحافة المفرنسة؟!

– لماذا لا نجد في الصحافة المفرنسة حوارات التسطيح هذه التي توجد في الصحافة المعربة؟!

– لماذا سقطت الصحافة الجزائرية في فخ الشانطاج وفخ المال والبڤارين والذين لا علاقة لهم بالمهنة؟ هل هي إرادة السلطة أم إخفاق من الصحافيين؟!

– لماذا لا ينظّم الصحافيون أنفسهم مثل بقية البلدان؟!

– لماذا تحوّلت الصحافة إلى ساحة لتصفية الحسابات بين الزُّمر الفسادية بعد أن كانت ساحة للصراع بين الزُّمر السياسية؟ وطرفا في عشرية الدم؟!

– لماذا أُغلقت الصحف المعربة ولم تغلق الصحف المفرنسة بنفس العدد؟! ألا يعود ذلك إلى أخطاء مهنية ارتكبها المعربون؟! من قبيل نشر أخبار على شاكلة “قالت الزميلة النفير” وهي النشرية التي كانت تصدرها الجيا!

– لماذا تحوّلت الصحافة المعربة إلى مخافر للشرطة وبيوت للدعارة الإعلامية وغير الإعلامية؟!

لا أشك في أن موضوعات كهذه وغيرها كثير تهم القارئ وتهم الصحافة والصحافيين القدامى والمبتدئين أكثر من حكاية الحديث عن قصة إطلاق لحيتك أنت وحكاية حلق شنباتي أنا! إلى جانب الإشادة بصحافة الاحتيال على العوانس.. والمتاجرة بالشيوخ عبر تلبيسهم لبرانس!

تاسعا وأخيرا: أنت يا زميلي العزيز تعرف أنني كنت ضحية لعلي فضيل لوحدي سنة 1993.. وأصبحت ضحية لقطاف وحدي معكم أنتم الشركاء سنة 2002 إلى 2005.. وأصبحت ضحية معكم لعلي فضيل سنة 2005 – 2006 وأنا اليوم ضحية له وحدي للمرة الثانية أو هكذا يتصوّر فضيل! ويتصوّر غيره!

وكل ما أقوله اليوم هو أنني لن أكون ضحية هذه المرة وسآخذ حقي بالكامل من هذا الذي احترف الاحتيال تماما مثلما أخذت بعض حقي من قطاف! والأيام بيننا.

وقد تسألني متى يكون ذلك.. فأقول لك: عندما يفل عصر الفساد والمفسدين الذين يعتمد عليهم دائما المحتالون.

شيء واحد أتحدى فيه الجميع وهو أنني لم آخذ أي دينار في حياتي من أحد بغير وجه حق! لم أفعل هذا في صغري.. وأتمنى أن لا أفعله في كبري! عشت دائما أعشق مهنتي وأعيش من عرق جبيني وأفتخر بهذا، سجنت مرتين بسبب آرائي وليس بسبب أخطاء مهنية.. وأنصفتني العدالة في الحالتين.. وأفتخر أيضا بأنني الصحفي الوحيد المعرب الذي يترجم له إلى الفرنسية.

وأعتقد أن الصور التي نشرتها في حوارك يا بشير تدل على أنني كنت أساس الشروق ولم أكن هامشيا.. مع تحياتي الخالصة.

http://www.z-dz.com/z/mouwajahat/3740.html

——————–

من النكرة عبد الله قطاف إلى الزميل بشير حمادي

عبد الله قطاف – 29/11/2010


عبد الله قطاف متحدثا لبشير حمادي في حفل للشروق اليومي بالمكتبة الوطنية

الزميل الأستاذ بشير حمادي قرأت ما جاء في حديثكم على الموقع، ولم ألمس فيه غير ما عهدته فيكم من صدق وتفان في العمل، ومن صدق وتفان في الجهر بالحقيقة، ولكن، كما تعلم، فالحقيقة قد تكون مرة يصعب ابتلاعها من بعض ذوي النفوس المريضة، ممن لا تشعر بوجودها إلا بنفي الآخر أو بالاستنقاص منه… لكونها أعجز من السمو إلى هكذا مستوى.

أعتقد يا أستاذ بشير أن هناك مقاربتين لممارسة الصحافة، أو الأصح لإنشاء الصحف.

1 – مقاربة ترى أن إنشاء صحيفة إنما الغاية منه البروز والاستعراض البهلواني وإشباع النهم المادي ولو على حساب الصحيفة ذاتها وصدقيتها ومستقبل المشروع وديمومته، وأصحاب هذه النظرية، سرعان ما يكبرون على صحفهم وعلى زملائهم، وهنا، إما أن يتقبل الزملاء كرها هذا الوضع، وإما أن يرفضوا، ولا مناص ساعتها من تكسير المشروع، وأعتقد أن هذا هو الذي حدث لمشروع جريدة الشروق اليومي، وبخاصة، والتمساح كان يترصد المساهمين فاغرا فاه، لابتلاع الجميع.

2 – مقاربة ترى أن الصحيفة إنما هي فكرة، وفريق صحفي يتوفر على قواسم مشتركة وحد أدنى من التجانس، مستعد كل عضو من أعضائه للتنازل والتأخر خطوة وخطوتين، في سبيل نجاح المشروع، مقاربة تؤمن بأن الجريدة، أية جريدة، هي شيء متكامل وطبخة إعلامية بطعم ولون وذوق معين، لا يمكن اختزالها في افتتاحية أو عمود أو مقال، حتى لو كان لمحي الدين عميمور ذاته.

وإنني لأشهد شهادة صدق، أنك كنت من بيننا جميعا، الأكثر التزاما والأكثر عطاء، وإنني مازلت أذكر كيف كنا آخر من يغلق الباب ويخرج “صاشيات الزبل” بينما كان غيرنا يتعلل بصداع في الرأس ويغادر قاعة التحرير في حدود الثالثة ظهرا بعد أن يتطفل على غداء من جيوب زملائه• والغير الآخر كان يلتحق بحدود منتصف النهار وهو “يبشّق” عينيه خوفا من فوات وجبة الغداء… (اضطررت فيما بعد لفرض رزنامة وتحديد من يدفع كل يوم من أيام الأسبوع)… يا للصغارة ويا للحقارة، في أن اضطر لأسرد عليكم مثل هذه السخافات.. لكنني مرغم للتذكير ولست منتشيا… فلا يمكنني ادعاء المجد والفخار من تجربة مفجعة، كشفت لي أنني كنت مخطئا على طول الخط في تقييم الرجال، ممن كنت أعتبرهم زملاء وحتى أصدقاء••• ويا ليتني ما خضت هذه المغامرة، لأحتفظ بتلك الصورة الإيجابية عنهم حتى ولو كانت خاطئة.

إذ أشكرك يا بشير على ذكرك لي بخير في معرض حديثك الصحفي، فإنني بالوقت نفسه “ألومك”، لأن ذلك قد ألحق بي أذى من بعض الذين في أنفسهم مرض، وإلا فما قولك، فيمن يرد على رأيك في شخصي المتواضع في جملة واحدة، بمقال يذكر فيه إسمي أكثر من 20 مرة•• أليس هو الهوس والمرض بقطاف، النكرة، الذي لم يكن لا في أصل ولا في فصل تجربة الشروق اليومي التعيسة لكل الشركاء، عدا سمك القرش المتعود على ابتلاع كل من يبحر برفقته!

بعيدا عن التواضع الكاذب، وعن التكبر المقيت، لا أملك يا سي البشير إلا أن أسجل بأنني كنت جنديا في فريق عمل، عملت ما استطعت لقيادة السفينة والإبحار مع الركاب نحو الهدف المنشود، ولكن الله غالب “كان المحتال أكثر خبرة وكان “الطماع” أكثر حماقة ووقاحة، فكان الذي كان، من الذي عشته أنت والشركاء، ويعرف المقربون بعضه.

أما عن حكاية الشخشوخة التي أدخلتنا فيها يا سي البشير، وسامحني لكوني لا أعرف الشكشوكة، فليس أمامي إلا أن أذكر، لعل الذكرى تنفع الخونة الطماعين، بأن الجمعية العامة السيدة هي من وافقت على إعفاء عبد الله قطاف المدير العام وبشير حمادي مساعده بطلب منهما من المهام الموكولة إليهما وتكليفهما بمسؤولية النشر، ورئاسة التحرير، وقد أمضى كل الشركاء على محضر قراراتها بما فيها المحتال والطماع “انظر صورة من المحضر”، وقد كان أمر الانتقال إلى صندوق الضمان الاجتماعي للأجراء يعنيني كما يعنيك يا بشير أنت والزميل زواوي وغيرنا، ولم يتقرر العمل على التحول إليه، إلا بعد أن تحصلت دار الاستقلال الناشرة للشروق اليومي على “شهادة براءة الذمة” من الوكالة الوطنية للاستثمار التي تشترط بلوغ الاستثمار 30% من التزامات الدراسة التقنية الاقتصادية لكي تستفيد من تحمل الأخيرة لأعباء التصريحات الاجتماعية بالأجراء، وكل مسير يدرك أن الانخراط في صندوق غير الأجراء يكلف مبلغا رمزيا في السنوات الأولى لصعوبة تحقيق أرباح، فضلا عن توزيعها، وبالتالي لم تكن مؤسسة دار الاستقلال تدفع سوى الحد الأدنى من الاشتراك، وبما لا يتجاوز سنويا لكل مساهم 20 ألف دينار، بينما لو تم التصريح بالمساهمين كأجراء قبل بلوغ الاستثمار الثلث الذي قدرته الدراسة المغلوطة، فقد كان يتوجب دفع ما لا يقل عن 200 مليون سنتيم شهريا، وهو ما لا طاقة للشركة به.. والحاصول “كما يقول صديقنا عشراتي”، فإن تجربة الشروق اليومي التي كانت بالنهاية فضيحة أخلاقية كشفت للمساهمين والقراء المستوى الضحل لبعض المعربين وضعفهم الرهيب أمام المادة، فهي تقف شاهدا أيضا لتبيان الفرق بين الصحافة المعربة وغيرها التي لم يبتليها الرب بصحفيين من شاكلة “الكل في الكل” وأنا “ربكم الأعلى”، وأنا السردوك وأنتم دجاج.

ولعلك تتفق معي يا سي البشير، كما أن عوعشة الديك ليست هي التي تطرد الظلام وتعجل بطلوع الصبح، كذلك فإن عمودا أو مقالا أو افتتاحية مهما علا شأنهم، فلا يشكلون لوحدهم جرنالا، ولن يجعلوا الفجر شروقا، وتحياتي إليك وإلى كل من صدق في القول والفعل من فريق الشروق اليومي السابق.

http://www.z-dz.com/z/mouwajahat/3753.html

——————–

من “الطماع” بوعقبة إلى الملاك الملهم
سعد بوعقبة – 30/11/2010
سعد بوعقبة
أولا: تعيين عمار نعمي مسيرا لم يتم في جمعية عامة بل بالموافقة الفردية لكل واحد من الشركاء وأذكر أن محمد الصغير بن شريف تخوف من القضية وأنا الذي اقنعتهبالتوقيع على قرار التعيين.. والرجل ما يزال حيا!

ولو لم أوافق أنا على القرار ما كنت تستطيع تمرره أبدا! وحكاية التعيين في جمعية عامة ابتدعتها أنت فيما بعد لتخليص نفسك من المتابعة القضائية من طرف فضيل لأنه هددك بتقديم شكوى إلى وكيل الجمهورية عن المخالفة القانونية التي ارتكبتها لوحدك بتعيين نفسك مسؤولا للنشر! وقمت بتذييل التوقيعات الفردية التي تمت لتعيين نعمي كمسير على أنها توقعيات حاضرين في جمعية عامة وهمية وافقت على تعنييك مسؤولا للنشر! هل يمكنأن تشرح للقراء لماذا تقول في محضر الجمعية العامة المزعومة أنك تنسحب من التسيير لتتفرع لمسؤولية النشر وفي نفس الوقت لا تتخلى عن التسيير الذي مارسته بالوكالة حتى ضياع الجريدة؟! هل هذا كذب على الجمعية العامة أم على القراء أم على العدالة؟! أم على الجميع؟!

ثانيا: حتى لو كان القصد كما تقول لتتفرغ لمسؤولية النشر لماذا طلبت من نعمي أن يكتب لك التوكيل بممارسة التسيير مرة أخرى وهو ما قمت به حتى تاريخ توقيف الجريدة ألا ترى أن حكاية التوكيل هي تحايل على قرار الجميعة العامة المزعومة؟ لماذا لم تمارس مسؤولية النشر وتترك التسيير لعمار نعمي؟! إذا لم يكن ما قلته أنا هو الحقيقة؟! لماذا تفضح نفسك بهذه الطريقة المؤسفة؟! كان الصمت أفضل لك!

ثالثا: هل يعقل أن يوافق علي فضيل على تنحيته من مسؤولية النشر في جمعية عامة ثم ينتفض عندما يسمع بحذف اسمه كمسؤول للنشر من لوغو الجريدة؟! ما أعرفه أن حكاية مسؤول النشر لم تطرح أبدا.

رابعا: لو كنت أعرف أنك تتمادى في تضليل الناس ما ذكرت هذه الحقائق التي حاولت نفيها بما يضرك أكثر فالقراء ليسوا أغبياء ويمييزون الصدق من الكذب.

خامسا: الحمد لله لم تجد شيئا ملموسا من “طمعي” فيك لتذكره للناس سوى أنني كنت أحتال عليك في الغذاء! وهو على أية حال أمر يعكس مستواك الحقيقي ! رغم أن الجميع كان يعرف كيف كنت تتأزم عندما لاتراني في الجريدة! فلا تتأسف عن ذكر هذه السخافات لأنك لاتملك غيرها! أتذكر أن الطماع الذي سلمك لحوت القرش، استشرته ذات يوم في قضية إعطاء 100 مليون سنتيما لهذا القرش سلفة لأن أحوال مؤسسته متأزمة ماليا وقلت لك وقتها لا تعطيه لأنه محتال ولن يرجعها لنا.. وخالفت رأيي وأعطيته المبلغ ربما لكي يوقع لك ما تشاء! وقلت له هناك المبلغ رغم أن بوعقبة ضد هذا الأمر! وبالفعل لم يرجع المبلغ إلى يومنا هذا! بل واستعمل الصك ضدك.. وقال أنه كان تسبيقا على كراء دار الشروق لرخصة الشروق اليومي لدار الإستقلال لمدة عامين.. وهذا الصك دليل على دفع ثمن الكراء.. وقدم القرش هذا الصك في وثيقة رسمية للعدالة تحمل صورة الصك! وعوض أن تستخدم هذا الموضوع ضده وتدخله السجن لأنه قام بكراء وثيقة رسمية (رخصة) عوض هذا رحت تنفي الأمر.. وأنت الذكي الهمام! الحقيقة هي أنكما من نفس الطينة وهذه هي المصيبة. مصيبة الشركاء الذين سبعتهم كما يسبع الذئب الغنم!.

سادسا: قل للناس أنك لم تدفع سنتيما واحدا في المشروع وأنت الذي تتهم الناس بالطمع وكنت دائما تقدم نفسك على أنك شاركت بـ 100 مليون .. وأخذت المبلغ مع الذين أخذوا مشاركتهم.. وعندما فحصنا الحساب البنكي لم نجد أثرا لمساهمتك.. وعندما واجهتك بالأمر قلت أنك أعطيتها سيولة للمحاسب؟! والمحساب صهرك ومن شاهدك بالذيب؟! هل يعقل أن نجد الأثر لكل مساهمات الأخوان إلا مساهمتك أنت؟! قل للناس لماذا كان عمار نعمي أول من أخذ مساهمته بطريقة سرية وبعد أشهر فقط من انطلاق الجريدة؟

سابعا: قل للناس أيضا أنك فكرت في عدم إدخال الإخوان في الموسسة بالنسبة لشركاء الدفعة الثانية وأنني عارضت مع بشير هذا الأمر بشدة.. وقلهم أيضا أنك عملت على إهانة الزميل حمروش إلى حد أنه كتب استقالته وقدمها وطلب أخذ المبلغ الذي ساهم به وينسحب من المؤسسة.. وقمت أنا بتمزيق الإستقالة وقلت له لو تنسحب سأنسحب معك! وقل لهم أيضا أنك أتيت بفتوى قانونية للشركاء استنادا للقانون التجاري وقلت لهم سنوجه لبوعقبة تهمة المساس بسمعة المؤسسة ونستولي على إسمه! فمن هو الطماع!

هذا الطماع الذي تتحدث عنه هو الذي أرجعك إلى الساحة الإعلامية.. ولو لاه ما كنت تستطيع حتى الدخول إلى دار الصحافة.. فما بالك بأن تصبح مديرا عليه. أنت على حق كنت مخطأ في.. ولكن كنت أيضا مخطئا في نفسك! وهذا هو الأخطر!

ثامنا: أما الدرس الذي أردت تقديمه لبشير في كيفية انشاء الصحف وتقصد به غيره فالقول لك وللقراء فقط بأن الفجر التي تتهكم عليها سبق وأن وسطت أنت الرجال كي تعمل فيها ورفضتك لأن الناس أصبحوا يعرفون من أنت؟!

الفجر الآن تساهم في صناعة الرأي العام بما تكتبه أفضل من الشروق في عهدك حين أصبحت شبشاقة إعلامية لمن يدفع أكثر! والفجر الآن مرجعا حتى للصحف الكبيرة في موضوع صحافة الرأي.. ولا تحتاج إلي أن يقييمها المعقدون مثلك بخلفية شخصية منك كالعادة! هل تريد أن أذكر لك من توسط لك عند الفجر ورفضتك؟!

تاسعا وأخيرا: شيء واحد قلته صحيحا وهو تعبير “من النكرة”! وحتى هذا أنا الذي أطلقته عليك وأنت مديرا للجريدة! أتذكر أنني كتبت في الشروق العربي مقالا حول اتحاد الكتاب العرب في الجزائر وأثار المقال ضجة لدى المثقفين في الخليج.. وكتب المهندس طولبي مراسل الشروق اليومي من الإمارات ما يفيد استياء الكتاب العرب مما كتبت أنا فقمت أنت بإضافة جمل إلى مقال طولبي تفيد بأنني عندما غادرت الشروق اليومي أصبحت محبطا وبائسا ويائسا وهائما على وجهي ولذلك كتبت أهاجم الكتاب العربَ وفهمت أنا أن تلك الجمل أضفتها أنت لمقال طولبي لأنها تحمل أمنياتك وعقدك نحوي، وقد أكد لي ذلك طولبي فيما بعد وهو حي يمكن أن يسأل واستعملت حق الرد وكتبت ردا تحت عنوان إلى “خسيس لبرانيس:! ولم ينشر الرد والزميل بشير حمادي يعرف هذه القضية جيدا.. وقلت في الرد أنني أكتب في صحيفة أسبوعية ويتحدث عني الناس في الخليج وأنت تكتب في (صحيفة كبيرة) ولايعرفك أحد.. لأنك نكره معرفة بالإضافة إلى صفة مدير ولست كاتبا! فمن هو البائس اليائس؟! والخلاصة: أنك لاتختلف عن فضيل في السلوك والغدر ولا تختلف عنه أيضا في الإحتيال والتضليل وحتى في قلة المهنية.. ألست أنت من تصور في حفل الشروق الأول في المكتبة الوطنية بالقشابة ونشر لنفسه 8 صور بالألوان في صفحة واحدة بعدد واحد؟! أنت مثله في كل شيء حتى في البهلوانية الإعلامية التي أعطيتنا فيها درسا! والقراء يلاحظون أنني لست مسؤؤلا عن نشر هذا الغسيل الوسخ لك ولغيرك لأن ردودي كلها كانت رد فعل عن استفزاز ضدي ألست أنت يا ملاك الصحافة المعربة ورائدها من بدأ حكاية حوارات الصحافة المثلية هذه في أسبوعية الخبر؟! وصرح بما صرح ضدي؟! أنا لم أهاجم أحدا بل دافعت عن نفسي.. ولا ألام إذا استخدمت في هذا الدفاع عن النفس سلاح الدمار الشامل! أو استخدام بعض الأسلحة المحرمة مهنيا.. وقد فعلت ذلك مضطرا وللضرورة أحكام!

أسف لملاحظات بعض القراء الذين قالوا لي أنني أشعر بالعظمة وأنني غير متواضع.. فقد تواضعت لهؤلاء فأصبحوا يكذبون علي جهارا نهارا.. ولذلك قررت أن لا أتواضع لهم ولا أسكت عن أي إساءة لي بعد اليوم.

الكل يعرف أنني طوال حياتي المهنية كنت بين الزملاء بين الصحف التي عملت بها ليس لي مكتبا خاصا وحتى أقصى المقالات كتبتها في سيارة وعلى مقود السيارة.

http://www.z-dz.com/z/mouwajahat/3756.html

8 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • إلى سي البشير: من يكتم الشهادة فهو آثم
    عبد الله قطاف – 13/12/2010 :

    عبد الله قطاف
    ” راك اتشوف يا سي البشير وين وصلتنا مع حكاية ” أنتاعك”، ها نحن قد وصلنا إلى حد استعمال أسلحة الدمار الشامل التي ما هي بالحقيقة إلا أسلحة للكذب الشامل، شبيهة بتلك التي جنى بها البطل الشهيد صدام حسين على نفسه، وما أظن صاحبنا إلا مصاب بجنون العظمة أيضا، وأخشى ما أخشاه أن تعمد منظمة الطاقة النووية الدولية، إلى إرسال مفتشين للبحث والتقصي في الأمر، لاسيما وأن هذه الأسلحة باتت بين أيدي أفراد لا تعوزهم الصفاقة ولا تنقصهم الحماقة.

    هكذا وكما ترى، فإن “السيروكو” الذي لم يكن سوى ريحا حارة عابرة، قد استطاع وبشهادة شاهد، أن يحول مشروع جريدة للبقارين إلى جريدة الشروق اليومي ذات التوجه والمحتوى، رفقة زملاء آخرين آمنوا بالفكرة وبأنفسهم.

    “السيروكو” الذي لم يكن سوى ريحا عابرة، تحول فجأة إلى آمر ناه، يشرك من يشاء في المشروع ويعترض على من يريد، وهذا بشهادة الشاهد ذاته، وما ذلك، إلا لأن النكرة وراءه تجربة وخبرة في القطاع العام والخاص أيضا، تقلد الإدارة العامة ورئاسة التحرير في العام والخاص، في المكتوب والسمعي البصري، وشارك في إنشاء عناوين ناجحة لم تصمد في وجه العاصفة التي ضربت الصحافة باللغة الوطنية تحديدا، بينما عقر الكذاب الطماع عن خوض تجربة واحدة طوال هذه السنين.

    أما بخصوص الجمعية العامة لمساهمي شركة دار الاستقلال والتي طلبك الطماع للشهادة فيها، فإنني بدوري أطلب منك أن لا تكون كمن ينزغ الداب ويختبئ وراء البردعة، فشهادتك وغيرك مطلوبة، خاصة وأنك كنت قانونا في منصب المسير المساعد وتخليت عنه لتتفرغ لرئاسة التحرير حتى تتمكن المؤسسة من إدراجك ضمن الأجراء، هل وقع بربك أي تزوير، ومن زور، وماذا زور؟••• ثم قل لي استحلفك بالله، هل راودت فكرة عدم إدراج المساهمين غير المدرجة أسماؤهم أي واحد منا؟ ثم هل يعقل أن يتهم قطاف مرة بإشراك مساهمين، ثم يتهم مرة أخرى بالاعتراض على إنزالهم في القانون الأساسي للشركة… إنه العته بعينه… ومن يكتم الشهادة فهو آثم قلبه.

    أما حكاية المدير الذي عينته أنا وأعطاني وكالة للتصرف بدله، فإنني أود أن يفحمني الطماع بنشر نسخة منها حتى يطمئن قلبي، ويشهد الملأ على كذبي.

    ولأنني لست في حاجة إلى استعطاف قراء الموقع ودغدغة عواطفهم، لكوني لم أكن البادي لا بسحب البساط نحوي، ولا بتعرية فضائح الآخرين، فإنني لن أوسع “عرس البغل” هذا إلى غير الذين لم تذكر أسماؤهم، ولذا فإنني أطلب شهادة الشهود الأحياء المذكورين ذاتهم:

    * بشير حمادي – هل الجمعية العامة مزورة؟ وهل اقترحت عليك أنا عدم إنزال أسماء القسم الثاني من الشركاء؟ صح، أو كذب..

    * عبد الرحمان حمروش – هل لم أقل لك يوم أن أردت الإنسحاب بحجة المرض، أنني لا يمكن أن أقبل ذلك، وأننا كلنا معرضون للمرض، وإذا كان كل من يمرض فينا نتخلى عنه، فإن القافلة لن تصل أبدا.

    * بشأن مبلغ مساهمتي في حساب المساهمين فإنني أشهد على ذلك السيد السعيد بوشوارب مدير الإدارة للمؤسسة الذي سلمته المبلغ كاملا مثل بقية الزملاء، وهو حي يرزق ويرأس حاليا إدارة جريدة الحوار، وقد كان الأمر كذلك للمساهمة بلعون، وكذا السيد بشير حمادي الذي تولى مواجهة المصاريف اليومية من جيبه على أن تخصم ميما بعد من مساهماته، وأذكر أنه قد أضاع بعض الوصولات ودفع الفرق من جيبه عكس الطماع الذي بقي يتلكع في الدفع بدعوى أنه ينظر مبلغا من ابن أخيه الصيدلي.

    هذا المبلغ الذي لن يصل أبدان مما دعاني إلى إعفائه خاصة والشركة بدأت في تعويض بعض الشركاء عن مساهماتهم.

    لا يا فلان، أنا لم أدفع مساهمتي إلى نسيبي الذي كان في الإشهار، ولا لابن أخيك، الذي كان مساعدا له، ويسكن في المكتب ذاته، حيث توليت أنا توفير الغطاء والوسادة له. أما الأستاذ المهندس حسن طولبي الذي تستشهده، فلا أدري على ماذا تستشهده، كل ما في الأمر أن طولبي كتب للجريدة من دبي مقالا يعبر فيه عن امتعاض الإخوة الكتاب العرب مما كتب في الصحافة الجزائرية من شتم وسباب وقذف بحقهم في الاجتماع المنعقد بالجزائر، ولذلك، ولهذا السبب فقط ذُكرت أسبوعية الشروق العربي، ليس لأنها كتبت شيئا إيجابيا أو تحليلا متميزا، وإنما لبذاءة ما كتبت، والأمر كذلك في كل مرة عندما تذكره وصحيفته الجرائد العربية.

    ولعل بعض الناس يفضلون أن يُذكروا بالسوء خير من أن لا يُذكروا أصلا، على ما يذكر الدكتور السد، بشأن أصل ربطة العنق.

    * نقطة أخرى، هي حكاية الكذاب الذي غلب الطماع. وهذه لن أتكلم فيها لأنني لست مؤهلا للحديث فيها، بوجود الأستاذ الكبير علي فضيل، الذي يعرف أكثر من أي واحد آخر هذا الموضوع، ويعرف نقطة الضعف هذه في صاحبنا، وقد استعملها أحسن استعمال، منذ بداية التسعينات إلى يومنا هذا، ولا أستغرب شخصيا أن يلوح له في يوم من الأيام، فتجد “الدولة” نفسها تهرول مسرعة لتقديم الخدمة.

    * بقي أن أعرف من هو الرخيص الذي توسط لي لأكتب عند السيدة حدة، نفسي أعرف هذا الحاج كلوف وأعرف من كلفه!

    * وأخيرا، فإن كنت أشهد على شيء فإنني أشهد، أنه وطوال الصراع على عنوان الشروق اليومي لم أسمع ولم أقرأ، كلمة واحدة بذيئة، من المحتال، الذي عرف تماما كيف يوظف الطماع، الطماع الذي لم يكتف بممارسة شتى ألوان الكذب والتهجم علي وعلى المساهمين، وإنما تعدى ذلك إلى حد شتم المحامين الأستاذ مصطفى بوشاشي، والأستاذ محفوظ لعشب في ردهة محكمة عبان رمضان لانزعاجه من مرافعتهما، وإلى حد تهنئة الأستاذ أحمد مجحودة القائم في حق المحتال..

    فسبحان مبدل الأحوال، ولله في خلقه شؤون.

    http://www.z-dz.com/z/mouwajahat/3785.html

  • من سمير الشروقي الى الطماع الكبير سعد يوعقبة.
    تحية أخوية لادارة الشروق الأصلية وأرجو منهم أن يتحملوا قليلا ما سأكشف عنه في هذه المداخلة ايمانا مني أن الحق يعلو ولا يعلى عليه .
    لقد تطاول سعد بوعقبة كثيرا على ولي نعمته علي فضيل واستغل سكوت الرجل وظن أنه قد تفوق عليه بالضرية القاضية .وكنا عندما نسأل علي فضيل عن تصريحات سعد يقول (أنا أعرفه جيدا فهو سردوك في اليوم الواحد -بقصد يوم صدور الشروق العربي- ودجاجة في بقية أيام الأسبوع ).ويذكرنا بيوم اعتقالهما وكيف بكى سعد في السجن واقترح على فضيل اصدار بيان يطلبان فيه العفو والمغفرة وكاد المسكين أن يموت من شدة الخوف ،ولهذا كان يطلق عليه الدجاجة في الأيام الستة من الأسبوع .
    ولا بأس أن نعود الى فصول ماضيه وحاضره مما حاول سعد طمسها في علاقته بالشروق وبعلي فضيل بوجه خاص ،ونأمل من أسرة الصفحة ألا تعمل مقصها فذاك من الأمور الموثقة
    .1.أن سعد بوعقبة كان وطوال حياته أجيرا يقتات من صدقات القطاع العام في الاعلام ولم يتمعلم طوال حياته الا عندما التحق بالشروق.
    2.كان سعد لايتقاضى راتبا محددافي الشروق بل كان يغرف من الصندوق .وفي أكثر من مرة كان مجموع ما يتقاضاه دفعة واحدة يتجاوز100 مليون ولهذا تمكن سعد وفي ظرف قياسي من بناء قصر في أعالي الشراقة أو عين بنيان لايقل سعره الحالي على 10 مليارات،بالاضافة الى عقارات أخرى بالعاصمة وما جاورها.
    3.وعندما اختلف مع علي فضيل أيام الشروق العربي تدخل بعض الأصدقاء وتوسطوا له عند علي وأرجعه بعد ما كاد المسكين يموت جوعا.
    4
    سعد بوعقبة هو الشريك الوحيد في مؤسسة دار الاستقلال الذي لم يدفع سنتيما واحدا وفضل الاشتراك بمكتب نهبه من دار الصحافة بالقبة ثم استرجعه .فكيف يعيب على الآخرين عدم المشاركة بالمال ؟
    5.وسعد يعرف أنه كان يخطط لعزل علي والتأمر مع عبد الله قطاف للهروب بالعنوان وعندما تيقن المشاركون بأن التيار لايمر بين علي وسعد عزلوه وتركوه مرغما يعود الى علي ويمسح له الصباط.وعلي فضيل كان يعرف أن سعد طماع ولسانه طويل ،فأوهمه بأن يكون شريكا اذا ساعده على اعادة العنوان وظل الرجل ينام الليل والنهار مقابل مقر الشروق بالبريد المركزي ،وتحول في رأي الكثيرين الى شبه مجنون بالطاقية الحمراء.6
    مباشرة بعد عودة العنوان كان سعد الطماع ينتظر الجزاء ،فرماه علي بعد أن تأكد أن الرجل اصبح لايقدر على شيء .
    7
    الشركاء أيضا كانوا ينتظرون أن يرمي به علي الى الشارع بعد أن علموا أن سعد كان ينقل عنهم أخبارا كاذبة الى جهات رسمية معينة
    .8.من مجمل ما قاله سعد لتلك الجهات أن بقاء الشروق في يد بشير حمادي وعبد الله قطاف معناه بقاء هذا العنوان في يد بقايا الفيس المحل ،ونصحهم باعادة العنوان الى علي فضيل لأنه بدوي وسهل جلبه الى بيت الطاعة.وقدم سعد تقارير كاذبة على شركائه الاسلامويين -على حد وشاياته
    .9.علي فضيل ،بعد أن أدرك أن التيار لايمر بين بوعقبة وأنيس رحماني بعد التحاق هذا الأخير بالشروق ،قرر الايقاع بينهما وفسح المجال لبوعقبة بتشكيل لوبي ضد أنيس يتكون من حسن زهار ومحمد يعقوبي ونصر الدين قاسم ،مما سهل على فضيل التخلص أولا من بوعقبة الذي أصبح يخشى العودة ليلا الى بيته وحيدا خوفا من أنيس
    .10.بوعقبة كان يمني النفس بأن يكون شريكا في مؤسسة الشروق بعد استعادة العنوان ،وفضيل كان يسخر منه ويقول كيف أشرك مجنونا معي في مشروع هكذا ،وهو يعرف أن أوراق بوعقبة قد احترقت على كافة الأصعدة وانه يعيش بقية أيام خريفه الاعلامي .وخرج بوعقبة من الشروق بطريقة مذلة للغاية وتحصل على سيارة قديمة أبى فضيل استعادتها منه ومبلغا ماليا يقدر بحوالي 500 مليون منحها له رفيقه بعد أن أبلغه سعد بأن زوجته مريضة وسيتقلها الى فرنسا
    .11.علي فضيل كان يعلم أن سعد قد تحصل على منحة للعلاج في الخارج من أحمد أويحى بعد أن انهال عليه بمقالات كلها من الشيتة والتملق ،وزاده علي على المنحة 100 مليون سنتيم .ثم انكشفت الحيلة فالزوجة المحترمة سليمة وبوعقبة تدبر هذه الحيلة لتجهيز زفاف ابنته الديبلوماسية في باريس ،ودعم دراسة ابنه في بريطانيا
    .12.ظل بوعقبة يترصد الأمر ،الى حين ابعاد أنيس رحماني من الشروق وقبض الثمن مرتين .في الأولى عندما ارتمى في أحضان أنيس حتى يوصله الى جهات نافذة طمعا في الاستوزار.وثانيا عندما ناداه أنيس في فبركة أكذوبة بنت حجوط وقدم له شريطا مفبركا سرعان ما صدقه بوعقبة وأسرع يعرضه على حدة حزام في الفجر
    .13.جماعة الخبر وقبل ذلك تيقنوا أن بقاء سعد بينهم سوف لن يجلب لهم الا التهريج الاعلامي على قول علي جري ،فوجد نفسه في الخارج ،والتحق بالفجر بعد أن أوهم حدة حزام برفع نسبة السحب الى أرقام قياسية ولم يفعل.
    14. وعندما فهم أن حدة صارت لاتطيق وجوده ،قال لها اني ساغادر الفجر بعد تأسيس يومية (النكتة)ولا تزال نكتته نكتة
    .15.سعد بوعقبة هذا الذي ينفي عن نفسه صفة الطمع أخذ تذكرتي سفر الى الحج واحدة باسم الرئاسة كبقية الأسماء التي حجت في عهد الشابة الزهوانية ،وثانية من ادارة الشروق اليومي ولم يرجعها الى حد اليوم
    .16.سعد هذا وبقلة أدب متناهية كان يعاير أحد الشركاء الذين لم يرزقهم الله (مواليد)ب……….؟؟والشركاء يعلمون هذا
    .17.وسعد هذا الذي عاد اليه وعييه بعد 15 سنة من المشاركة الشروقية تفطن أن اخوة علي فضيل يرندفون في مكاتب الشروق .فلماذا لم تتكلم منذ البداية عندما كنت تقبض.وتأتي اليوم لتفنح فمك .فلن تجد اليوم من يصدقك أبدا
    .18.وحكاية احالة ملف الشروق امام المحكمة العليا هو وهم لم يعد الا في خاطر سعد بوعقبة بعد ما اقتنعت بقية الجماعة ان الملف طوي والى الأبد.ولم يجد سعد ما يكتب هذه الأيام الا عن طرد حارس الشروق.والله لو كان سعد شريكا في الشروق لطرد كل العمال ثم يطرد نفسه في الأخير لأنه وباختصار كان يتميز بالكرم ..وأي كرم ؟
    19.والغريب أن سعد يأتي اليوم ليحصر المسألة في علي فضيل ،ونسي ما كان يقوله عن الشريك سليمان جوادي عندما أهدى لعبد الله قطاف قشابية من الجلفة .فلم يسلم من لسانه أحد.في هذا العمر ويقول كلاما….!20
    .وأمام كل هذه الحقائق التي أتحدى سعدا أن يفندها ،فمن هو الطماع اذا هو أم عبد الله ؟أم ؟؟؟؟

    (منقول من صفحة “الشروق الأصلية” على الفايسبوك

  • من صفحة حدة حزام مديرة جريدة الفجر على موقع الفيسبوك:

    من بوعقبة إلى سمير الشروقي!
    قرأت رد الذي أطلق على نفسه اسم المسمى سمير الشروقي ووجدت ما جاء فيه من أكاذيب لا يمكن أن تصدر إلا عن المعني نفسه وليس الاسم الذي اختفى خلفه. وإليكم الحقائق التي تدمغ الأكاذيب:
    أولا: حكاية ما حدث في مطعم الشروق مع بنت حجوط لم يفبركها أنيس رحماني بل علم بها مني أنا بعدما غادر الشروق وأسّس النهار.. وأنا بدوري لا دخل لي فيما حدث مع هذه البنت المسكينة التي كانت تشتغل عاملة نظافة في مطعم الشروق مقابل 10 آلاف دينار في الشهر.. وقد جلبها إلى هذه (الوظيفة) شاب مكلف بالمطعم اسمه مصطفى.. وهو الذي صور ما حدث إما بالاتفاق مع البنت أو مع المعني لست أدري لحد الآن.وكل ما أعرفه عن الواقعة (الكارثة) أن مصطفى هذا كان شوشو الفأر المصادة في المطعم.. والبنت كانت الطُعم.. وأذكر أن مصطفى عندما صاد زعيم الأخلاق والقيم في الشروق راح يشنطجه بما صور فقام الفأر المصاد بارتكاب حماقة فطرد مصطفى والبنت الضحية من العمل! وأراد مصطفى أن ينتقم من الصائدة التي صادها بالصورة والصوت.. فلم يجد أمامه إلا شخصي المتواضع فاتصل بي هاتفيا.. وكنت وقتها أشارك في حفل الذكرى الخامسة لتأسيس قناة العربية في دبي.. فقال لي مصطفى.. يا عمي سعد أريد رؤيتك لأمر يهمك ويهمني.. وفهمت من كلامه في الهاتف أنه يريد التجسس عليّ لحساب صاحبه.. لأنني أعرف علاقته به. فقلت له في الهاتف: لا أريد أن أراك.. ولكنه عندما ألحّ عليّ قلت له: إنني في الإمارات وعندما أعود للجزائر سأنظر في الأمر.وبعد أسبوع عاود الاتصال بي فقلت له تعال إلى “الخبر” حيث كنت أشتغل.. وجاء وانتظرني ساعات لأنني نسيت موعدي معه.. وعندما جئت وجدته ينتظر فقال لي أريد أن أطلعك على أمر هام جدا.. وقصّ عليّ الحكاية.. حكاية الشريط الذي صوره وكيف صوره ولماذا صوره؟! فدفعني الفضول لمعرفة صدق ما يقول فانتقلت معه بسيارتي إلى بيته في الحمامات الرمانية..حيث دخلت معه شقة في الطابق الثالث.. وكانت أمه في المطبخ فأدخلني غرفة.. ووضع لي شريطا مصورا على الفيديو مدته حوالي 17 دقيقة.. ولهول ما رأيت جمدت في مكاني لا أستطيع الكلام.. ثم سألت مصطفى عدة أسئلة منها: كيف صورت هذا الشريط فقال لي: إن المصيدة كانت منصوبة لأحد إخوة “الطبة” الكبيرة المصادة فوقعت الطبة في المصيدة.. ثم سألته وما المطلوب مني فقال لي: اكتب عن الأمر في الخبر.. فأنت الوحيد الذي لك المصداقية والشجاعة المطلوبة لفعل هذا.. فقلت له: اعطيني نسخة من الشريط وسأكتب، فقال لي: لا أستطيع إعطاءك نسخة.. ولكن أعدك لو تلجأ الطبة المصادة إلى العدالة بسبب ما تكتبه فسأعطيك نسخة لنقدمها إلى العدالة، فقلت له: لا أستطيع أن أكتب هذا الأمر إلا إذا كانت النسخة الشريطية تحت يدي فالأمور صعبة مع العدالة في مثل هذه المواضيع الحساسية! ولا أخفيكم أنني قررت أن أحصل على الشريط بأي ثمن وبكل الطرق حتى غير الأخلاقية.. لأنني أحسست بالإهانة الكبيرة إذ كيف تتحوّل المؤسسة التي أضعت نصف عمري المهني في بنائها إلى مكان لمثل هذه الأشرطة؟! وبعد أسبوع من الركض وراء صاحب الشريط بلا نتيجة قررت اللجوء إلى حيلة وهي أن أسلّط “الطبة المصادة” على مصطفى نفسه.. فاتصلت بالطبة هاتفيا رغم أنني لا أتحدث معه أبدا.. ولم يرد على الهاتف.. فاتصلت بزلاقي وقلت له: قل لصاحبك إن بوعقبة دخل إلى مستشفى عين نعجة ووجدوه مصابا بمرض السرطان في الرئة.. وهو في مرحلة متقدمة جدا.. وهو بين الحياة والموت.. ويريد رؤيتك.. وتصنّعت الكلام بصعوبة لشدة المرض..! وبعد دقيقتين رن الهاتف.. وإذا بالطبة المصادة على الخط وتظاهرت بأنني لا أستطيع الكلام من شدة المرض.. وطلبت منه الحضور إلى إحدى المقاهي في أعالي حسين داي لأطلب منه “السماح” قبل أن أغادر الحياة! وبعد 10 دقائق وجدته أمامي في المقهى.. وهو لا يكاد يصدق أن المرض قد خلّصه مني
    !وعندما جلس أمامي قلت له: أنا لست مريضا.. بل أنت المريض! وقلت له: إن الشريط عندي.. وقصصت عليه بعض المشاهد من الشريط وبعض العبارات من الحوار الذي دار بينه وبين الحجوطية! والحقيقة أن الشريط لم يكن معي.. لأن مصطفى رفض إعطاءه لي.. وقلت للطبة: إن النسخة التي معي اعتبرها عند أخيك.. وعليك أن تسعى إلى الحصول على النسخة التي مع مصطفى بكل الوسائل.. وداعبته مداعبة خفيفة وهو أمامي منهارا كالفازا المكسرة فقلت له: صحيح أنني قلت لك عند مغادرة الشروق أنني سأنسيك اليوم الذي قررت فيه الاحتيال عليّ.. وقلت لك إنني سأنزع لك سروالك ولكن ها أنت تنزعه وحدك؟!وعندما قام لاحظت عليه بعض العياء فقلت له مهوّنا الأمر عليه: لا تخف، عاجل الموضوع مع مصطفى أما أنا فأعتبر الأمر كأنه لم يحصل! لكن على شرط أن لا تبلغ مصطفى بأنني اتصلت بك! وبعد ساعات حدث ما توقعته فاتصل بي مصطفى وقال لي: إنه ذهب إليه إلى البيت وهدده بالسلاح.. وطلب مني مساعدته فقلت له: لا أستطيع مساعدتك إلا إذا أعطيتني الشريط فقال لي تعال.. أعطيك نسخة منه.. وكان الشريط مخبأ عند أحد أقربائه في “الليدو” ببرج الكيفان.. فانتقلت مع مصطفى إلى هناك وأخذنا الشريط ونسخنا منه نسخة وأخذتها ثم قلت لمصطفى إيّاك أن تقول للطبة المصادة إنني حصلت على نسخة بل قل له فقط إنني رأيت الشريط وليس لي نسخة منه.. وهذا هو السر الذي جعل الطبة تصدّق بأنني لا أحوز على الشريط .. واجتهد في نزع الجانب الجنائي من الموضوع بأخذ الشريط من مصطفى مقابل مبلغ مالي محترم وفيزا لفرنسا.. وأسكت الحجوطية بمبلغ مالي ووقّعها على وثيقة عند المحامي بأن لا تقدم شكوى بالتحرش أو أي شيء من هذا القبيل وأغلق الملف على الطريقة المافيوزية!وأعتقد المسكين أن الملف قد طوي ولهذا تجرأ ورفع قضية ضدي عندما كتبت ما كتبت في “الفجر”.. ولكن فاجأته بتقديم نسخة من الشريط إلى العدالة والقضية ما تزال أمام المحكمة على أية حال.وفي البداية كان يقول: إن الشريط لا وجود له إلا في ذهن بوعقبة ثم تحوّل بعد ذلك إلى القول بأنه مفبرك! وقد يسألني القارئ: ماذا ستفعل بهذا الشريط؟! والجواب هو تطبيق المادة 22 الفقرة 6 من قانون الإعلام التي تنصّ على أن
    المتورط في قضايا مخلة بالشرف لا يكون مسؤولا للنشر في صحيفة
    ..أشاع أيضا أنني شنطجته بالشريط والحقيقة خلاف ذلك تماما، فقد أرسل لي ذات يوم الزميل جمال بن علي يعرض عليّ ما قال إنه صلح.. فقلت له: إذا أراد الصلح في هذا الموضوع عليه أن يفعل لي ما فعتله له الحجوطية؟!هذه قصة الشريط كما حدثت معي ولا شيء غيرها.. لعلّي كنت مضطرا إلى ذكر هذه التفاصيل لأن المعني غبي وأعطاني هذه الفرصة بمحاولته الكذب على الناس وهم أحياء يرزقون.. ففضح نفسه بهذه الطريقة!
    ثانيا: أما حكاية أنني ارتميت في أحضان أنيس رحماني طمعا في الاستوزار! فهذه نكتة فعلية.. ولعلها حالة المعني بالأمر إذ كيف يوصلني أنيس إلى جهات نافذة وأنا الذي فرضته كمدير للتحرير قبل أن أغادر الشروق؟! والشيء بالشيء يذكر، أنيس لما عرف مني سبب الخلاف مع المعني صدم في البداية.. رفض تنحية اسمي من لوغو الجريدة والإعلان عن رحيلي في العمود.. ومارست عليه الضغط كي يفعل ذلك وفعل ذلك مكرها!والزميل أنيس كان هو السبب المباشر في اكتشاف حقيقة المعني.. حيث جاءني أنيس ذات يوم ليقول لي إن أحد إخوة المعني يرندف للمصونات من العازبات في الجريدة ليرقي لهن يوم الخميس في مكاتب الشروق العربي.. ويقدم حتى هواتف الجريدة كوسيلة للاتصال والرندفة وممارسة الرقية. والذي يكذّب هذا الأمر عليه أن يرجع إلى أعداد الشروق العربي لشهري أفريل ومارس 2006 وسيجد هذا الكلام منشورا في الجريدة.. وأذكر أنني حملت الجريدة التي قدمها لي أنيس ودخلت عند المعني وقلت له إنني لا أقبل مثل هذه الممارسات في المؤسسة.. وكانت هذه هي الشعرة التي قصمت ظهر البعير.. بحيث التف حوله إخوته وقالوا له لو نسكت على بوعقبة سيصبح هو الآمر الناهي في المؤسسة وتصبح أنت مجرد طرطور.. ولعله الآن نادم على أنه ترك إخوته يفعلون ما يفعلون حتى وصل الأمر إلى
    الأشرطة! لقد كان إخوته من حوله ينطبق عليهم قول الشاعر المرحوم الشيخ محمد الدحاوي
    نفر كديدان العفونة حوله: فهم لكل حقيرة نجار.
    ثالثا: حكاية أنه وليّ نعمتي وأنه صنعني إعلاميا وماديا! هذا الكلام قاله مرة أمام الزميل بشير حمادي بدار الاستقلال فضحك عليه.. وقال له: بوعقبة باستطاعتك أن تقول فيه أي ش…يء إلا أنك صنعته إعلاميا.. وقال له: عندما كنت أنا في المتوسط في الميلية كان بوعقبة يكتب التحقيقات عن المنطقة.. وأنت دخلت سنة 1982 إلى “الشعب” وأنا الذي علّمتك الصحافة عندما كنت رئيس القسم الوطني بالشعب وبوعقبة رئيس قسم التحقيقات.. فكيف علمته الصحافة؟!فتفطّن لحجم كذبه وقال.. صنعته ماديا.. فقلت له حتى هذه أكذوبة.. أنت جئت إلى “الشعب” وأنا رئيس قسم ورئيس تحرير.. وأنت كان ظفرك الخارج من “الفرتلة” الساندال يبري به القلم.. وعندما التحقت أنا بالشروق كنت قبلها مديرا عاما لأكبر صحيفة في البلد وهي “المساء”.. في وقت كنت أنت تحتال على العوانس ببيع الطوابع لتعيش.. واحتلت على خناوي وشنشارة وقبلهما علالو الذي أسست معه المنبر الذي موّله الكويتيون! ولمن لا يعرف حتى ركن فضوليات الذي سرقه من أبي القاسم خمار الذي كان ينشره تحت عنوان مطارق في مجلة ألوان.. هذا الركن أنا الذي ساعدته في تحريره في البداية ونشرت موضوعاته الأولى في جريدة الشعب في أعداد شهر أوت وسبتمبر 1985 … وكانت الإجابات أنا الذي أعدها بعد أن يقدم لي هو الأسئلة .! والذي يريد التأكد عليه بالعودة إلى أرشيف الشعب في هذا التاريخ .. وأذكر أنه عندما التحق بالمساء رفضت أن يأخذ الركن معه لأنني أنا الذي أسسته ولكن كمال عياشي رحمه الله قال لي: إنه ركن يصلح للمساء فهي صحيفة غير جادة .. صحيفة منوعات ..!
    رابعا : أما حكاية الدار التي بنيتها من أموال المحتال على زملائه ..فأقول له : قطعة الأرض حصلت عليها سنة 1988 أي قبل ميلاد الشروق العربي بأربع سنوات (هل أنشر لك العقد؟!) وبقيت 10 سنوات وأنا أبني من عرق الجبين ..وأكملتها قبل أن ترى الشروق اليومي النور بسنة على الأقل (هل أنشر لك الوثائق؟!)لكن المضحك حقا هو القول أنه يرفض مشاركتي وأنا الطمّاع الذي التصقت به .. هل أنشر لك الوثائق التي وقّعتها عند الموثق والتي تعترف فيها بأنني شريك بـ 25٪ وأنا الذي أردت الخروج من المؤسسة بعد أخذ حقوقي لما رأيت ما رأيت من تصرفات في المؤسسة من طرف إخوتك ؟! وعلى أية حال قريبا سأرفع الدعوى أمام القضاء .. والذي أخذته بالحبة ستضعه بالعنقود ..! تماما مثلما أخذت حقي في
    موضوع الأرباح بواسطة العدالة، هل أنشر لك الوثائق
    ؟لكن المضحك حقا هو القول أنه يرفض مشاركتي وأنا الطمّاع الذي التصقت به .. هل أنشر لك الوثائق التي وقّعتها عند الموثق والتي تعترف فيها بأنني شريك بـ 25٪ وأنا الذي أردت الخروج من المؤسسة بعد أخذ حقوقي لما رأيت ما ر…أيت من تصرفات في المؤسسة من طرف إخوتك ؟! وعلى أية حال قريبا سأرفع الدعوى أمام القضاء .. والذي أخذته بالحبة ستضعه بالعنقود ..! تماما مثلما أخذت حقي في موضوع الأرباح بواسطة العدالة، هل أنشر لك الوثائق ؟!
    خامسا : أما حكاية ابنتي في الخارجية فقد تخرجت من المدرسة العليا للإدارة وعينت في الخارجية مثل بقية الخرّيجين من مدرسة الإدارة وحدث ذلك قبل 13 سنة من اليوم أي قبل أن تخلق الشروق اليومي بثلاث سنوات فأين العيب ..؟! وهي متزوجة وأم لطفلين وتعمل على شرها مثل بقية الجزائريين ؟! أما حكاية رخصة العلاج في الخارج لزوجتي .. فالحقيقة أن الزوجة دخلت إلى مستشفى مصطفى الجامعي بالعاصمة قسم الأمراض الباطنية وبقيت هناك 15 يوما دون أن يستطيع الأطباء فعل شيء لها لأن مرضها أكبر من إمكانيات المستشفى وكادت أن تضيع .. وقد قال لي البرفسور لارادا رئيس قسم الأمراض الباطنية إننا لا نستطيع فعل شيء لها هنا .. وبالفعل اتصلت برئيس الحكومة عن طريق رئيس ديوانه وكان شهما بالفعل ونسي كل الذي كتبته ضده .. وأمر بنقلها إلى فرنسا .. وعولجت في مستشفى كوشا بباريس … وأجريت لها عملية نزع من بطنها ما لا يقل عن 15 كلغ من الماء والأكياس ولولا أويحيى بعد الله ولارادا لكانت في الآخرة. فما هو العيب في هذا ..؟!أما قضية المقال الذي كتبته أنا في مدح أويحيى فحدث بالفعل ولكن قبل حكاية مرض الزوجة، هل أذكر لك التواريخ فهي موثقة .. وأذكر أن الرئيس بوتفليقة وقتها كان مريضا في فرنسا والبلاد تغلي بالإشاعات واحد يقول مات ..والآخر يقول في الكومة والثالث يقول راهم يبحثوا عن البديل وبعد ذلك يعلنون الموت. وحدث هذا البسيكوز قبل وفاة بومدين بشهر بحيث
    بقيت البلاد شهرا كاملا في ظلام
    لكن في حالة بوتفليقة خرج أويحيى كرئيس حكومة وتصرف كرجل دولة وقال : الرئيس بخير ويتماثل إلى الشفاء وطمأن الرأي العام ..فكتبت عمودا أشكره على هذا التصرف الذي يعكس فعلا أخلاق رجل الدولة … لكن الفار المصاد من طرف الحجوطية رفض نشره في البداية ربما لأنه يريد أن تبقى أنفاس الجزائريين مشدودة .. لأنه ببساطة غير مهني إعلاميا ولا يفرق بين مسؤولية الإعلامي عن الأمن المعنوي للشعب .. وبين كرهه لمسؤول بعينه ..! لأن هذا المستوى من المهنية ليس متاحا لأي كان؟!سادسا : أما حكاية أن الناس توسّطوا لي عنده فأرجعني للشروق سنة 1994 فلو كان المجال يتسع لذكرت لكم حقائق تنسيكم في مسلسل الحجوطية والشريط..!سابعا : قل لنا يا أيها المسمى سمير الشروقي أسرار حكاية عشيقة الوزراء في الأوراسي وعلاقة الأمر بما يشاع من أن صاحب الحجوطية أراد التهور مع بعض الوزراء “وجوه المحنة” كي يثبت لأصحاب الشروق الحقيقيين بأنه واصل وذراعه طويلة .. ويتصرف في الحكومة ولا مجال لمناطحته ..ونسي المسكين أن القرد كلما صعد بانت عورته ..!وقل لنا أيضا الأوجه التي صرف فيها هذا المسكين عشرات المليارات التي سحبها من حساب الشروق في وقت أعاد جدولة ديون الجريدة لدى المطابع والمقدرة بأكثر من 132 مليار؟!هل أذكر لك كيف أخذت الشروق بدون قرار من العدالة؟فأنت طلبت في القضية التي رفعتها أمام العدالة ثلاث طلبات هي :1 – الاعتراف بملكية العنوان من طرف الشروق العربي- وليس دار الاستقلال2 – استرجاع العنوان من دار الاستقلال إلى دار الشروق3 – التعويض عن استغلال العنوان من طرف دار الاستقلال لحساب دار الشروق.وكان الحكم فقط: الاعتراف بالملكية الفكرية لك وليس لدار الشروق..!ورفض بقية الطلبات لعدم التأسيس.فهل تقول للناس كيف أخذت العنوان إذن ؟! هل أذكر لك حكاية “النقال” الذي استخدمته في تنفيذ الحكم؟!مكان هذا المحتال ليس التبختر بين (علّية) القوم إن كان في القوم علّية، بل مكانه السجن لو كانت الدولة دولة والصحافة صحافة… ولكن الله يمهل ولا يهمل!ثامنا : أما حكاية الخوف في السجن وكتابة اعتذار فهي أكثر غرابة من حكاية الحجوطية .. فأنا الذي سلّمت نفسي للدرك في بئر مراد رايس عكسه هو الذي اعتقل ..! وطوال مدة الاعتقال والسجن كنت أنكّت ..وحتى المحاكمة في بئر مراد رايس ضحكت في القاعة وأذكر أن القاضي قال لي: هذا يحسب عليك ..! وبإمكان القراء الرجوع إلى تغطية الجلسة من طرف الصديق شتال في “السلام” فقد ذكر بعض هذه الوقائع.أما في السركاجي فأذكر أن اليوم التاسع من السجن تم اغتيال بوضياف وعندما حضر المحامي إلى السجن ليسأل علينا كنت أسأله عن وضع البلاد بعد حادثة الاغتيال هذه وقال لي: البلاد بخير اهتم بقضيتك..!وأعطيت المحامي ورقة وطلبت منه إيصالها إلى منزل المرحوم العقيد صوت العرب صالح بوبنيدر .. وقلت لصوت العرب في هذه الورقة .. اتصل بالرئيس كافي وقل له .. سعد يقول لك : أنت في السلطة وأنا في السجن فإنه يفهم وحده كل شيء…وحدث بالفعل ما طلبت من صوت العرب وضرب كافي رأس العدالة بمارطو..وبعد أيام جاءني النائب العام السايح إلى الزنزانة وهو يحمل “الطالكي والكي” وجيء بالكذّاب من زنزانته إلى زنزانتي ..وقال لي السائح : قريبا ستخرجون.. فقلت له لا يكفي الخروج ..بل لا بد من البراءة .. فقال لي ليس من صلاحيات النيابة إعطاء البراءة بل هذا من صلاحيات العدالة ..فقلت له وهل سجننا كان بالعدالة؟! وأحسست بالخواف الحقيقي يقرص فيّ حتى لا أتمادى في النقاش مع السايح..! والسايح حي ويمكن أن يسأل .. ! فمن هو الخوّاف؟!أما عن الدرك فقد كان الرائد شاطر يشرف على التحقيق معنا والمحقق كان برتبة مساعد واسمه إدروج. وأذكر أن الكذّاب قال للرائد شاتر : إن سعد “لعبها لي” وأنا لم أر المقال في محاولة منه للتمصل من المسؤولية كناشر! وشاتر ما يزال حيا وهو الآن برتبة عميد على ما أعتقد ويمكن أن يسأل من كان منا مرعوبا؟!وبعد خروجنا من السجن كتبت سلسلة مقالات تحت عنوان “شهر العسل في السركاجي” ونشرت في الشروق العربي في شهر أوت 1993 ويمكن الرجوع إليها للتأكد من كل ما أقول.
    . وحدث بالفعل ما طلبت من صوت العرب وضرب كافي رأس العدالة بمارطو..وبعد أيام جاءني النائب العام السايح إلى الزنزانة وهو يحمل “الطالكي والكي” وجيء بالكذّاب من زنزانته إلى زنزانتي ..وقال لي السائح : قريبا ستخرجون.. فقلت له لا يكفي الخروج ..بل لا بد من البراءة .. فقال لي ليس من صلاحيات النيابة إعطاء البراءة بل هذا من صلاحيات العدالة ..فقلت له وهل سجننا كان بالعدالة؟! وأحسست بالخواف الحقيقي يقرص فيّ حتى لا أتمادى في النقاش مع السايح..! والسايح حي ويمكن أن يسأل .. ! فمن هو الخوّاف؟!أما عن الدرك فقد كان الرائد شاطر يشرف على التحقيق معنا والمحقق كان برتبة مساعد واسمه إدروج. وأذكر أن الكذّاب قال للرائد شاتر : إن سعد “لعبها لي” وأنا لم أر المقال في محاولة منه للتمصل من المسؤولية كناشر! وشاتر ما يزال حيا وهو الآن برتبة عميد على ما أعتقد ويمكن أن يسأل من كان منا مرعوبا؟!وبعد خروجنا من السجن كتبت سلسلة مقالات تحت عنوان “شهر العسل في السركاجي” ونشرت في الشروق العربي في شهر أوت 1993 ويمكن الرجوع إليها للتأكد من كل ما أقول..وأذكر أن الفريق عباس غزيل – أطال الله عمره – كان قائدا للدرك الوطني آنذاك وقرأ ما كتبت ومن بين ما كتبت أنه قال لي ذات مرة: إذا قالوا لي “هزو” فإنني “نهزك” ولك مني فقط حق أن الذي يعتقلك يقردف لك قبل أن يلقي عليك القبض! وقلت إنني سلمت نفسي وحرمتها من تقرديفة! وقال لي غزيل: إن الجماعة سألته عمّا إذا كان فعلا قد قال لي هذا الكلام؟! وعندما سألته عن الذي سأله.. قال لي: سألني من له الحق في أن يسألني وفهمت أن الأمر قد يكون حدث من وزير الدفاع آنذاك نزار! أما الاعتقال الثاني في قضية حجار والأفلان والمؤامرة العلمية فقد نسّق الكذّاب مع حجار من أجل أن أسجن أنا ويخرج هو من الموضوع.. وهذا ما حدث بالفعل.. إذ كيف يعقل أن يسجن الكاتب ولا يسجن الناشر؟! والقانون شديد الوضوح في هذه المسألة، ولكن عندما قامت الضجة الإعلامية والسياسية حول اعتقالي: وقامت بها الوطن و (M.B.C) والعديد من الصحف وأمر الرئيس زروال وزير العدل بإطلاق سراحي بعد قضاء ليلة واحدة في سركاجي.. قام حجار بكتابة فاكس بخط يده وأرسله إلى صديقه الكذّاب في الشروق وقال له “إنني أمرت الجهات المعنية بإطلاق سراح سعد.. وقد سلمت هذا الفاكس للرئاسة.. ولكن مساعد النائب العام مراد زڤير قال لأحد الأصدقاء لو حصلت على هذا الفاكس لسجنت حجار.. ولو أنشر ملابسات هذه القضية لاتضح كم كان الكذّاب هذا دنيئا؟

  • من سمير الشروقي الى الطماع الأكبر مقصوف الرقبة سعد بوعقبة
    لم اتحمس كثيرا للتعقيب على اعترافات الطماع الأكبر مقصوف الرقبة التي تطوعت سيدته حدة الهجالة بنشرها على صفحتها الفيسبوكية التي تستعملها كالمراهقات وهي العجوز التي قد أصابها حبا انا نراها لفي ضلال مبين مادام الطماع يعترف بأنه فبرك حكاية الشريط البورنوغرافي وتفرج عليه كالصبي البالغ رفقة حدة الهجالة التي تركت الزوج يفر الى الخارج لارتكابه فضيحة كبرى .وفي الاعتراف يقر الطماع بأنه سيء الأخلاق والخلق وقبيح اللسان عندما يستعمل عبارة(وقلت لك إنني سأنزع لك سروالك ولكن ها أنت تنزعه وحدك؟).أليس هذا يكشف عن شذوذ متقدم لدى هذا الشيخ السفيه.أراد أن يكذب الحقائق فأكدها :
    1.حكاية الشريط الذي دفع فيه مالا وعدده ،ولم يظهر لهذا الشريط أي أثر ،فان كان مقصوف الرقبة يجزم انه يتوفر على نسخة فلماذا يسكت عن هذه الجريمة طوال هذه المدة ان لم يكن له نية الابتزاز.ونحن هنا وللمرة الأخيرة نتحداه بالكشف عن الشريط المفبرك الذي تم تحميضه بين الخبر والنهار بتركيب مكشوف للصور وتلك الحيلة لايقترفها الا الشاذون التافهون ،ولن يصدقها أحد .ولنا في هذا الأمر العجائب والغرائب من المونتاج والمكساج والحيل السينمائية التي لايفقه فيها مقصوف الرقبة أي شيء.
    2.حكاية التظاهر بالمرض الخبيث واستعماله لاستدراج اللقاء بالسيد علي فضيل هو اعتراف صريح بأن مقصوف الرقبة بارع في الحيل والتمثيل والكذب أيضا.قال كلاما تافها ،ولم يقل بالضبط ماذا قال له علي فضيل عندما ساومه في بيع النسخة الأصلية بمبلغ 600 مليون لتقسيمها مع أنيس رحماني ،فكان جواب علي سوف لن أدفع لك سنتيما واحدا وانشر الشريط ان كنت راجل .لماذا اخفيت هذا الجواب.
    3.حكاية مرض المدام اعترفت به ولكنك لم تذكر انك نهبت المنحة العلاجية في الخارج من الوزير الأول أحمد أويحيوبلعت مبلغ 100 مليون الذي منحها لك علي فضيل ،ثم اكتشفت كذبة المرض ..أليست هذه قمة الدناءة والطمع ؟
    4.حكاية جبنك وخوفك خلال الاعتقال مع السيد علي فضيل اعترفت بها أيضا ،ورحت تكذب وتؤلف الحكايات دون أن تقدم الدليل المقنع .ومعنى ذلك أنك تصدق ما جاء في ردنا عليك.
    5هل تنكر أنك توسلتت مرارا لعلي فضيل بالعودة اليه ومحاربة بقية الشركاء فاإلق علي في وجهك الباب ومسح رقم هاتفك من ذاكرة الهاتف .وعندما ذهبت الى عبد الله قطاف تحرضه ضد علي فضيل قال لك 1000 علي فضيل ولا نص بوعقبة وقال فيك كلاما قبيحا بمعنى انك كالعجوز الفاجرة تنتقل من شيخ الى آخر وهي دائما مع من يدفع أكثر ؟
    6.اعترفت أيضا بالشقة والعقارات ولم تقل انها من خيرات وفضائل السيد فضيل عليك أيها الطماع الذي خسر الدنيا والآخرة.
    7.نصيحة لك وانت من تمنى لنفسه مرض السرطان ان تتوب الى الله تعالى وتقطع علاقتك المشبوهة مع حدة الهجالة فقد تباغتك الموت وانت على هذه الرذيلة وعندها ستبعث يوم القيامة في صورة شيطان يسأل عن فبركة الشريط وقصف المحصنات .
    واذا عدت يا مقصوف الرقبة عبر حدة الهجالة للحديث مرة أخرى في هذا الموضوع فاننا سنضطر الى نشر بقية فصول الغسيل وساعتها سيعرف الناس كم أنت قذر ووسخ ونذل يا مقصوف الرقبة. . .!

    من صفحة “الشروق الأصلية” على الفيسبوك

  • من هاوي “الطمع” إلى محترف الكذب والاحتيال؟!
    سعد بوعقبة – 17/12/2010 حجم الخط:
    سعد بوعقبة
    أولا: قد أصابني الكذّاب هذه المرة في مقتل! فقد برهن على طمعي فيه هذه المرة بالدليل القاطع! وهو أنه حمل لابن أخي مخدة! وهذا بعد أن برهن على طمعي سابقا لأنني أكلت على حسابه وجبة في مطعم! ولو كنت من متعاطي الشمة لقال إنني طمعت فيه وقدّم لي “رفعة شمة”! من جيبه! ولعله ما يزال يفتش في دفاتر حساباته، إذ ربما يعثر على شيء يفيد بأنه قدم لي ذات مرة قهوة! ومع ذلك ما زالت أتحداه أن يذكر لي شيئا واحدا يدل على صفة الطمع التي يحاول إلصاقها بي ظلما! ولعله كان ينظر إلى المرآة ويكتب عني!

    ثانيا: هذا “الذئب” لا يحتاج إلى “ذيل” من الزملاء ليشهد له بصدق ما يقول.. لأنه كذّب نفسه بنفسه وبالوثائق! انظروا إلى الصفحة الأولى ممّا أسماه محضر الجمعية العامة وإلى الصفحة الثانية من محضر هذه الجمعية المزعومة، ففي الصفحة الأولى حيث توقيعات الشركاء صحيحة يتحدث جدول الأعمال المقترح للجمعية العامة عن خمس نقاط ليس بينها نقطة تعيين مسؤول النشر وتوجد فقط نقطة تعيين المسير.. وفي الصفحة الثانية المزوّرة للمحضر نجد الحديث عن تغيير مسؤول النشر! فهل يقول لنا الذئب الذي يبحث عن شهادة ذيله لماذا لم تذكر قضية تعيين مسؤول النشر في جدول الأعمال بالصفحة الأولى وذكرت قضية المسير فقط؟! هل تعيين المسير أهم من تعيين مسؤول النشر حتى يذكر ذاك ولا يذكر هذا في جدول الأعمال؟! ثم يذكر في المحضر المزور؟! أم أن المزور لم يحسن التزوير؟! الحقيقة واضحة ولا تحتاج إلى شهادة.. وهي أن الصفحة الثانية من المحضر مزوّرة وزوّرها صاحبنا في إطار حرب التزوير بينه وبين فضيل في قضية الصراع حول مسؤولية النشر وشرعيتها.. ولو قال صاحبنا بأنه زوّر المحضر في إطار الصراع مع المحتال المزوّر لكان هذا أشرف له من الكذب على الناس! فالأمر إذن لا يحتاج إلى شهادة! هل باستطاعة هذا الكذّاب “الصادق” أن ينكر بأن المؤسسة نتيجة هذا التزوير دفعت له راتبا كمسؤول نشر لمدة ثلاث سنوات ودفعت راتبا لفضيل كمسؤول نشر لمدة 4 سنوات؟! هل يعقل أن يكون لمؤسسة واحدة مسؤولي نشر في نفس الوقت؟! وقد حلّت هذه المسألة بهذه الطريقة المؤسفة وعلى حساب حقوق الشركاء الضحايا لمحتالين احترفا الاحتيال والنصب والطمع ثم راحا يصفان به غيرهما! ألم تقل أيها “الصادق” الذي يبحث عن شهادة ذيل في إحدى ردودك “الله غالب، المحتال كان أكثر خبرة”! ومعنى هذا الكلام أنك كنت محتالا مثله ولكنه كان يفوقك خبرة! وهذه كنت صادقا فيها! هل جانبت أنا الصواب عندما قلت لك بأنكما وجهان لعملة واحدة؟!.

    ثالثا: أما حكاية إنكارك لوجود وكالة من نعمي والتي مارست بها التسيير لمدة ثلاث سنوات كاملة وتطلب مني أن أقدم لك الوثيقة لتطمئن إلى ذلك، فهذه حكاية مضحكة فعلا! فقل للقرّاء كيف سيّرت المؤسسة ثلاث سنوات كاملة؟ توقّع الشيكات وتبرم الصفقات.. وتدفع أجور العمال.. وأنت لا تملك الوكالة؟! أم أن المسير هو أيضا لم يتم تعيينه في الجمعية العامة المزعومة؟! فَهَمْ روحك قبل أن تفضح نفسك أمام الرأي العام! أو ربما تقول: إنك كنت تسيّر المؤسسة كمدير مزوّر؟! ومع ذلك أتذكّر أنني عندما رفعت أمر الخلاف معك أمام العدالة طلبوا مني محضر عدم المصالحة من مفتشية العمل.. وأننا التقينا عند مفتشية العمل بعين نعجة.. وقلت لك أمام مفتش العمل: أنت لست المدير الشرعي.. أنت المدير المزوّر. فضربت في صدرك وقلت أنا المدير المسير ومعي التوكيل المطلوب! ووقّعت على المحضر كمدير.. هل أنشر لك المحضر.. لأبرهن لك أنك كذّاب؟! وستين كذاب؟! وأنت في هذه السن وفي أرذل العمر؟!

    بقي أن يعرف القرّاء لماذا تحاول الآن أن تنفي وجود هذا التوكيل..؟! والسبب هو أن بعض الشركاء الذين أقنعتهم أنا بضرورة التخلي عن فكرة المتابعة القضائية لك في موضوع الثغرة المالية التي أثبتها الخبير المالي عند إجراء خبرة التصفية، والمقدرة بـ 4 مليارات سنتيما.. والتي أقنعتني أنت بأنها أخطاء في التسيير وليست اختلاسات.. فبعد حكاية أكاذيبك هذه يمكن أن يعتبر الشركاء مسألة الخطأ في التسيير هي أيضا أكذوبة من أكاذيبك وقد يلجأون مجددا إلى العدالة. وتعرف أن الموكل الموكِّل له لهما نفس المسؤولية الجنائية، ولهذا تريد أن تلصق الأمر بالمسير الوهمي وتهرب أنت بجلدك! وهذه هي أخلاق الكذّابين والمحتالين؟! ألم تقل ذات يوم لأحد أصدقائك: إن بوعقبة هو أشرف شريك عندما سمعت بأنني رفضت متابعتك قضائيا؟!.

    رابعا: أما حكاية أنك لم تكن البادئ بنشر الغسيل وسحب البساط فهذه أيضا إحدى أكاذيبك.. ألم تبدأ أنت الموضوع في الخبر الأسبوعي! وبدأته بالتهجم عليّ ووصفي بالطمّاع! وعلى ذكر حكاية “الطمّاع” التي ابتدعتها ضدي ولم تذكر حادثة واحدة تدلّل بها على ما تقول.. أذكر لك أنا حادثة ليس غذاء ولا مخدة: أتذكر أنك أتيت إليّ وقدمت لي ورقة قلت إنها فاتورة شرائك سنوات من صندوق التقاعد لتتمكّن من بلوغ نصاب التقاعد.. والورقة فيها أكثر من “110” ملايين سنتيما وطلبت مني إقناع لجنة تصفية المؤسسة بأن تدفع لك هذا المبلغ! هل أنشر لك الوثيقة التي ما تزال معي.. فمن هو الطمّاع؟!

    خامسا: أما حكاية الخبرة التي نقلتها لنا في الشروق من القطاع العام والقطاع الخاص.. وكنا نحن نفتقر إليها.. فأقول لك: قل للقرّاء لماذا وقف لك عمال النصر في قسنطينة في باب المؤسسة ومنعوك من الدخول وأنت المدير الكفء وحدث هذا في مشهد مهين لم يحصل لأي مدير بصحيفة سواء في القطاع العام أو الخاص! وهذا ما جعلك تشتغل قهواجيا وخبازا في بسكرة.. فلماذا لا تتحدث عن الخبرة في مجال القهوجة والخبازة.. وحتى الفلاحة التي قدمتها لنا في الشروق اليومي وكانت سببا في نجاح المشروع؟! وقل لهم أيضا إنك عندما جئت من الصحراء وقبل أن تلتحق بنا في الشروق.. ذهبت إلى التلفزة لتعمل كصحفي بسيط ورفض استقبالك حمراوي حبيب شوقي، ثم ذهبت إلى الشعب فاستقبلك عز الدين بوكردوس استقبالا باردا! وقد قلت لي ذلك أنت بعظمة لسانك في حينه؟! وقل لهم الحقيقة في إغلاق أسبوعية بريد الشروق التي حوّلتها إلى جريدة إعلانات مبوّبة للموثقين! أنت لم تساهم في الشروق اليومي لا بالمال ولا بالخبرة والكفاءة ولا بالعلاقات! لأنك لا تملك أية واحدة من هذه الثلاث عندما أتيت من الصحراء! آه لو كان وجهي “مقصدر” مثلك وطاوعتني نفسي وذكرت لك كل المساعدات التي قدّمتها لك ولأسرتك والتي يعرف تفاصيلها الدقيقة من تطلب منهم أن يقدموا لك شهادة زور؟! فأنت لست بارعا في الكتابة.. ولكنك أصبحت بارعا في الكذب!

    هل تذكر يا واصف الناس بالطمع ظلما أننا عندما كنا نحضّر لإصدار الجريدة في القبة زارنا الأستاذ محمد بوعروج- أطال الله عمره- والذي كان مديرا عليك في جريدة الشعب في بداية الثمانينيات وسألنا عمّن سيكون مديرا للمشروع فقلت له: “اسمك” فقال لي لقد أخطأتم الاختيار.. فهذا الشخص طمّاع وسيبيعكم لمن يعطيه (4 دورو) زيادة؟! وبوعروج ما يزال حيا.. وقد قلت لك هذا الكلام في وقته، فهل تنكر هذه الشهادة؟! فمن هو الطمّاع؟! وقد أثبتت الأيام صدق ما قاله بوعروج.

    نعم أنا لم أقدّم مساهمة في المشروع ولم أدعِ ذلك وأنت أيضا لم تقدّم مليما واحدا.. والفرق بيني وبينك أنني لم آخذ مليما واحدا مع الآخذين في حين أخذت أنت 100 مليون، فمن هو المحتال الطمّاع؟!

    سادسا وأخيرا: أستسمح القرّاء على أنني لم آخذ برأي بعضهم في عدم الرد.. فلعله كان أفضل من الرد هذا. ولكن عندما يحس الإنسان بالظلم ممّن أحسن إليهم يصاب بالإحباط. فقد كذب المتنبي عندما قال: الظلم من شيم النفوس! بل الظلم من شيم النفوس اللئيمة! فالشروق بنيتها أنا على أكتافي سواء الشروق العربي أو الشروق اليومي وسكتُ حتى أصبح يتطاول عليّ الكذّابون والمحتالون بما لا يليق… وأنا إنسان رصيدي في هذه الحياة هو سمعتي ولكم عليّ واجب الحساب أمام الله لو قلت كلمة واحدة غير صحيحة؟! ولن أترك “عواڤا” واحدا يعوي عليّ بالكذب ولا ألقمه حجرة حتى ولو كان الحجر أصبح سعره مثقالا بدينار! ولا بد أن تسقط نظرية الحكم بالفساد الآمن وعندها سيأخذ كل ذي حق حقه كاملا.

    http://www.z-dz.com/z/mouwajahat/3795.html

  • أنت مدمن ولست هاو يا هذا !
    عبد الله قطاف – 19/12/2010


    الصور من زاد دي زاد عبد الله قطاف

    …لا ورب الكعبة، أنت لست “هاوي طمع” كما سميت نفسك، ولكنك محترف ومدمن على الطمع، بدليل المآل الذي صرت اليه بعد أربعين سنة من ممارسة المهنة، لم تخرج منها بغير الخيبة والحسرة، بينما أقرانك، أنشأوا الصحف والمؤسسات، وأنت ما زلت تقتات على فضلات الناشرين.

    إذا لم يكن الطمع هو الذي حركك وما يزال، فإنني أود منك أن تشرح لمتابعي الموقع، الأسباب التي حملتك على الوقوف ضد شركائك في شركة دار الاستقلال ورهن نفسك “للأستاذ” علي فضيل، الذي يعرفك ويعرف نفسيتك، فوظفك أفضل توظيف لتحطيم شركة دار الاستقلال مقابل وعد بإشراكك في الشروق، ولكنه بعد أن استرجعها خارج إطار العدالة وبتواطؤ من الطابع، رمى لك ببعض الدينارات ورماك كمنديل كلينيكس ورقي لا يستعمل إلا مرة واحدة.. قلت وكررت مرارا أنك كنت ضحية مرتين، مرة لقطاف ومرة لفضيل اللذين هما وجهان لعملة واحدة، بينما لو راجعت نفسك ومسيرتك، لتبين لك أنك لم تكن سوى ضحية لطمعك الزائد وحماقتك.

    طمعك في أن تجعل قطاف يستجيب لك في عدم تعويض الشركاء عن مبلغ مساهماتهم في الحساب الجاري للمساهمين،الذي لم تساهم فيه أنت بمليم، وطلبك الآخر بالتصريح بك كأجير عكس بقية الشركاء، وقبل أن تتحصل الشركة على شهادة رفع اليد من الوكالة الوطنية للاستثمار• وطمعك في أن يدخلك فضيل كشريك في شركته.

    وحسنا فعل، فهو يعلم أنك لا تصلح كشريك، وقد خبّرك منذ بداية التسعينات، ويعرف كيف يسيرك، ويجعلك تعمل حتى ضد مصلحتك الشخصية، من خلال “الكموسة” العاجلة، ففضيل الأستاذ في تسييرك، لا يمكنه أن يشرك من خان زملاءه، لأنه لا يضمن أن لن يخونه هو الآخر، ولعل عنوان حوار الزميل حمادي على الموقع الذي يقول فيه أنه تعرض إلى خيانة في تجربته في الشروق اليومي، كاف ليجعل قراء الموقع يضعونك في مكانك الصحيح ويصنفوك كمدمن وليس كهاوي فقط.

    وإذا كان هناك من حسنة يمكن أن تنسب إلى “الأستاذ” علي فضيل، فهي خيانته للخائن، فذلك أفضل جزاء وتلك أفضل هدية يمكن تقديمها لمدمني الطمع، ممن أعماهم فتات الدينار عن أن يرتفعوا إلى مستوى الشراكة وبناء المؤسسات، وتلك هي حالك بالأمس واليوم وغدا، إن بقي لك غد.

    يا من تعيب على غيرك الشيب والتقدم في العمر وتنسى أنك بذلك أولى. لو حصل لغيرك ما حدث لك في حكاية الشروق، التي عرتك تماما من بطولاتك الوهمية وكشفتك على حقيقتك، لكان قد انزوى على نفسه حياء وخجلا، مما فعل بنفسه وشركائه، وربما نصب لنفسه مشنقة في ساحة حرية الصحافة وارتاح، ولكنك بدون ضمير ولا وازع أخلاقي، فرحت تتحرش “بالأستاذ” فضيل في قضايا “أخلاقية” لا علاقة لها بموضوع الخلاف، ورحت “تبرح” في المقاهي والساحات بأنك وجدت سلاح الدمار الشامل لنسف الأستاذ فضيل، الذي لم يخضع لمحاولات الابتزاز المالي، وتركك “تشطح بلا محارم” كما يقولون.

    بقي شيء واحد أقرك عليه، وهو أنني عندما كنت شريكا لك كنت أتعاطى الشمة والدخان أيضا، والحمد لله أن شراكتنا انفضت وإلا لكنت تعاطيت العفيون كذلك، لأن شراكتك وتسييرك تستلزم من صاحبها الإدمان على كل المخدرات.. وكان الله في عون من يخطىء في مشاركتك ولو في نار جهنم.

    http://www.z-dz.com/z/mouwajahat/3799.html

  • تقريبا كل من ذكر اسمه في في الحوار من صحافيين و إداريين هم من جهابذة الصحافة الجزائرية و أعمدتها التي منها ننهل نحن المبتدئون و نستنير بأرائهم و توجيهاتهم التي مع الأسف غابت لأن كل واحد من هؤلاء نئى بجانبه .. أنتم مدرسة يا سادتي لماذا تحتكرون علمكم لأنفسكم ورثوه لغيركم