سياسة

تفاصيل التزوير للحصول على الجنسية الفرنسية في آيت خليلي بتيزي وزو

“الفجر” تنشر التفاصيل الكاملة لإمبراطورية آيت أخليلي بتيزي وزو
مصالح الأمن تنسق مع الأنتربول للإطاحة ببارونات التزوير للحصول على الجنسية الفرنسية

2010.12.04

في انتظار ما سيسفر عنه جديد التحريات والتحقيقات الخاصة التي شرعت فيها مصالح الشرطة القضائية بولاية تيزي وزو، لاسيما على مستوى دائرة مقلع، ورغبة منا في تنوير الرأي العام وإحاطته بتفاصيل أدق عما يعرف محليا بإمبراطورية أصحاب الجنسية الفرنسية

توقيف 35 شخصا من بينهم موظفون ببلدية آيت أخليلي
رئيس العصابة يمنح وثائق الجنسية الفرنسية مقابل 30 مليون سنتيم
حسب ما علمته “الفجر” من مصادر محلية موثوقة، فإن مصالح الشرطة القضائية لأمن مقلع وفي إطار التحقيق المتواصل تمكنت من كشف تفاصيل وفك شفرة أخرى من لغز القضية، حيث أطاحت بـ35 شخصا في آخر حصيلة لها، بينهم موظفون ببلدية آيت أخليلي، والذين يعدون الرؤوس المدبرة في عملية التزوير في محررات رسمية ووثائق إدارية أخرى هامة، يقومون ببيعها لاسيما للشباب الراغبين في الحصول على الجنسية الفرنسية.

كما تم خلال هذه العملية النوعية حجز وثائق هامة مزورة بحوزة الموقوفين والتي كانت مهيئة لتسلم لأصحابها، وقد مثل المتهمون أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عزازڤة شرق ولاية تيزي وزو، والذي أمر بوضع 8 منهم رهن الحبس المؤقت، من بينهم موظفون ببلدية آيت أخليلي يشتغلون فيها منذ عدة سنوات، إلى جانب فتاة كان قد تم توظيفها بطريقة غير قانونية، والتي يتم استعمالها في جلب الزبائن من خلال الإطاحة، لاسيما بالشباب من الراغبين في الحصول على الجنسية الفرنسية، في الوقت الذي تم الإفراج عن المتهمين الآخرين البالغ عددهم 27 متورطا جديدا في هذه القضية إلى غاية استكمال إجراءت التحقيق والمتابعين أساسا بجناية التزوير واستعمال المزور وانتحال صفة الغير وتقليد أختام رسمية.

مواطنون يودعون شكاوى رسمية ضد مجهولين زوروا وثائقهم
تعود الوقائع الأولى لهذه القضية التي ما تزال محل تحقيق من طرف عناصر الشرطة القضائية بولاية تيزي وزو، إلى تاريخ 13 أكتوبر من عام 2001 عندما تقدم المدعو “ا. سفيان” بواسطة دفاعه أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عزازڤة لإيداع شكوى رسمية ضد مجهول، مفادها تعرضه للتزوير في وثائق الحالة المدنية الخاصة بأفراد عائلته، بعد أن تفاجأ بشطب اسم أخت جده المدعوة “س. تسعديت” من الدفتر العائلي، مع غياب تاريخ وفاتها الحقيقي.

كما حملت الشكوى في ذات السياق تصريحا خاصا مفاده أن المذكورة أعلاه كانت قد تزوجت بالمدعو “ر. رمضان” وليس “س. اعمر”، وهو ما يعتبر تزويرا، كما أن صاحب الشكوى أكد أن هؤلاء لجأوا إلى هذه الحيلة بعدما عرفوا أن جده وهو أبو المدعوة “تسعديت. س” كان يحوز على وثائق هامة للجنسية الفرنسية. ولم تتوقف الشكاوى عند هذا الحد بل زادت القضية تفاقما، ليتم بتاريخ 13 جانفي من سنة 2002 تسجيل شكوى ثانية ضد مجهول أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عزازڤة والتي تقدمت بها المدعوة “س. نسيمة”، وهي الأمينة العامة لبلدية آيت أخليلي بدائرة مقلع، وهذا بعدما فقدت الختم الإداري الخاص بها من مكتبها بتاريخ 9 جانفي 2002 الأمر الذي دفعها للشك في عدد من المسؤولين بالمجلس التنفيذي. وقد اتصلت فور اكتشافها للأمر هاتفيا برئيس البلدية السابق “س. رشيد” وأبلغته بضياع خاتمها وطلبت منه التحقق على مستوى مكتبها والذي أخبرها أنه بحث عنه ولم يعثر عليه، ما دفعها لتشك في ذات المسؤول إلى جانب المدعو “ب. ناصر” الذي يشتغل كعون إداري ببلدية آيت أخليلي بمصلحة الحالة المدنية لتقوم يايداع شكوى لدى مصالح الأمن.

كما أن المدعوة “نسيمة. س”، سبق وأن اكتشفت وجود عدة وثائق مرمية على الأرض والتي تحمل إمضاءها وختمها دون علمها، ويتعلق الأمر بعقود الزواج وشهادات الميلاد، وإضافة إلى ذلك أقدم المدعو “ر. محند” على إيداع شكوى مماثلة أمام وكيل الجمهورية ضد عائلة “س. زهرة”، بعدما اكتشف وجود تلاعبات في اسمه العائلي، حيث تم تغيير اسم جده من “ر. رابح” إلى “س. رابح” دون علم أفراد العائلة، وبعد مرور أزيد من عام وبعد تحريات معمقة، توصلت مصالح الشرطة القضائية إلى كشف الخيوط الأولى للقضية، من خلال وضع عدد من المتهمين تحت الرقابة القضائية مع توقيف آخرين، ويتعلق الأمر بكل من “ع. رشيد”، “ي. ناصر”، “ ت. احسن”، “ص. رضوان”، “س. رشيد”، “ز. أزواو”، “م، مالك”، “م. حميد”، “س. زهرة”، “س. محي الدين“ و”ب. عبد العزيز”، المتابعين بجناية التزوير في محررات عمومية وجناية استعمال محررات عمومية ورسمية مزورة وجنحة التصريح الكاذب.

وبتاريخ 27 أفريل 2003 وبموجب طلب من وكيل الجمهورية لدى محكمة عزازڤة، تم فتح تحقيق في القضية بمتابعة كل من المتهمين المذكورين أعلاه بالتزوير في محررات رسمية والرشوة والتصريح الكاذب، حيث تم حينها سماع الشاهد “س. العريبي” في القضية والذي نفى أن يكون قد حرر أي شهادة لعائلة “س”، مع سماع شاهد آخر يعمل كعون أمن ببلدية آيت خليلي.

موظف ببلدية آيت أخليلي يمنح وثائق الجنسية الفرنسية مقابل 30 مليون سنتيم
وقد كشفت التحقيقات الأمنية لمصالح الشرطة القضائية أن أغلب المتورطين في قضية التزوير في محررات رسمية ووثائق هامة ببلدية آيت أخليلي بدائرة مقلع هم موظفون يشتغلون بذات المجلس منذ عدة سنوات ولهم دراية كاملة، وهم على اطلاع بكيفية العمل داخل المجلس الشعبي البلدي لآيت أخليلي، حيث يرأس العصابة موظف كان قد تم توقيفه بعد بحث وتحر عميقين، ويقوم هذا الموظف ببيع وثائق مزورة داخل مسكنه من أجل الحصول على الجنسية الفرنسية مقابل 30 مليون سنتيم.

وقد تحركت مصالح الأمن بعد مراسلة تلقتها نيابة الجمهورية لمحكمة عزازڤة التي استلمت بدورها رسالة مجهولة من فرنسا مفادها وجود تزوير وتلاعبات في عقود الحالة المدنية مستخرجة من مصلحة الحالة المدنية ببلدية آيت أخليلي بدائرة مقلع، وذكر صاحب الرسالة أن العديد من الأشخاص بذات المنطقة قد فروا بعد حصولهم على الجنسية الفرنسية عن طريق التزوير في وثائق الحالة المدنية. وبناء على هذه المعطيات القيمة وسعت مصالح الشرطة القضائية دائرة البحث والتحقيق، وتمكنت من استرجاع أغراض خاصة داخل مسكن رئيس العصابة، على غرار جهاز إعلام آلي وسكانير، إلى جانب ما يزيد عن مئة شهادة ميلاد ووفاة وعقود زواج مزورة كانت مهيئة لتسلم إلى أصحابها، إلى جانب حجز آلة تصوير رقمية كان يستعملها في تصوير الملفات التي يقوم بتسليمها والاحتفاظ بها مع أختام البلدية وكذلك كمية معتبرة من الأموال.

وقد كشف المتهم الذي خضع لتحقيق معمق أمام مصالح الأمن أن ما يقوم به هو بدافع خيري إنساني، من خلال مساعدته للشباب على الهجرة إلى الخارج خاصة فرنسا، بحثا عن فرص العمل وهذا دون مقابل. وأضاف أنه يستقبل هؤلاء خارج أوقات عمله الرسمية، وأشار إلى أن الكثير منهم تحتم عليهم اللجوء إلى السرقة وآخرين باعوا أغراضهم الخاصة وسياراتهم للحصول على المبلغ الكافي لتقديمه إلى هذا الموظف من أجل تزويدهم بالوثائق اللازمة للملف، والتي تتراوح بين 25 و30 مليون سنتيم.
والأخطر من كل هذا، حسب تحقيقات مصالح الأمن، هو إقحام العديد من الأشخاص في القضية دون معرفتهم، وقد تم استدعاء هؤلاء كشهود لسماع أقوالهم، بعد أن وردت أسماؤهم في انتظار استكمال إجراءات التحقيق.

هذا في الوقت الذي تلقت مصالح بلدية آيت أخليلي على فترات متفاوتة العديد من المراسلات من طرف السلطات الفرنسية تنبهها فيها بوجود تزوير في الوثائق المستخرجة من الحالة المدنية للبلدية للحصول على الجنسية الفرنسية، كما أن الواقعة الأكثر غرابة هي مفاجأة مواطن بخبر زواج جده 10 مرات دون علم العائلة في الوقت الذي تزوج في الأصل مرة واحدة في حياته ليعد بذلك ضحية من بين الـ300 شخص الذين تم إيهامهم بالحصول على الجنسية الفرنسية بوثائق مزورة.

الأنتربول يطارد 6 موظفين ببلدية آيت أخليلي بينهم رئيس بلدية سابق
وفي سياق التحقيق الأمني الخاص بالقضية فإنه تم الوصول إلى كشف ما لا يقل عن 11 متورطا مباشرة في قضية تزوير الوثائق والمحررات الرسمية للحصول على الجنسية الفرنسية على مستوى بلدية آيت أخليلي، بينهم موظفون على غرار رئيس بلدية سابق، ومنتخب والمتابعين بجناية التزوير في محررات عمومية وجناية استعمال محررات عمومية ورسمية مزورة وجنحة التصريح الكاذب.
وقد توبع في هذه القضية 6 موظفين من طرف الأنتربول، ويتعلق الأمر بكل من ‘’غ . حكيم’’ و’’م. منور’’ و’’ن. م. سعيد‘’ الذين سبق وأن أدانتهم جنايات تيزي وزو بالسجن المؤبد غيابيا، مع 15 سنة سجنا غيابيا في حق الثلاثة الآخرين، ويتعلق الأمر بكل من ‘’م. قاسي’’ و’’ف. صالح’’ و’’ا. ع’’، وهم الذين تم كشف خيوطهم بعد توجيه رسالة من طرف مجهول من فرنسا إلى نيابة الجمهورية بمحكمة عزازڤة، أكد فيها وجود تلاعبات وتزوير في عقود الحالة المدنية المستخرجة من بلدية آيت أخليلي، وهو الأمر الذي استعجل مصالح الشرطة الدولية أو المنظمة الدولية للشرطة الجنائية في تبادل المراسلات مع الضبطية القضائية بولاية تيزي وزو.

وقد أشارت في تقريرها إلى أن المدعو ‘’غ. حكيم’’ الذي تحصل على الجنسية الفرنسية بناء على حكم صادر من محكمة تيزي وزو، الذي منح الجنسية الفرنسية لجده من والدته، مع حصول المدعو ‘’م. منور’’ على الجنسية الفرنسية أيضا عن طريق جده، كما تحصل عليها آخرون بنفس العملية، ويتعلق الأمر بكل من ‘’ن. قاسي’’ و’’ف. صالح’’ و’’ا. عنتر’’، ما جعل مصالح الضبطية القضائية تتنقل إلى بلدية آيت أخليلي وعدد من مناطق تيزي وزو، على غرار عزازڤة والأربعاء ناث إيراثن لتكتشف صحة التلاعب في المحررات الرسمية وتزوير شهادات الميلاد حيث تم اكتشاف أزيد من 19 شهادة ميلاد مزورة.

تحقيق: جمال عميروش

http://www.al-fadjr.com/ar/special/tahkik/167945.html

كلمات مفتاحية

3 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • القضاء يقول إن الأمر تضاعف منذ 15 سنة الماضية
    فرنسا تتهم جزائريين بتزوير أصولهم للحصول على الجنسية

    20-12-2010 الجزائر: عاطف قدادرة

    قال القضاء الفرنسي إنه يصطدم، منذ قرابة 15 عاما، بطلبات كثيرة العدد من جزائريين ”يرغبون في الاعتراف بجنسيتهم الفرنسية”، وطرح الفرنسيون الموضوع للنقاش على خلفية ”العديد من الملفات يزوّر فيها جزائريون شجرة العائلة التي ينحدرون منها لإثبات انحدارهم من عائلات فرنسية”.

    في عز الخلافات الواضحة بين الجزائر وباريس، حول اتفاقية 1968 التي تلح فرنسا على مراجعتها مقابل امتيازات، وأمام رفض الجزائر أي مساس ببنودها، أخرج القضاء الفرنسي معطيات عن ”حجم” كبير لطلبات ”الاعتراف بالجنسية الفرنسية” من قبل جزائريين يتزايد عددهم كلما مرت السنوات خلال الـ15 سنة الفارطة. ولفتت دوائر فرنسية الانتباه إلى ملف يعتقد أنه يقلق باريس ويتعلق بـ”محاولات التزوير في الوثائق القنصلية” من قبل جزائريين.
    وفي تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية، تقول جهات قضائية فرنسية إن ”ضغط الإرهاب والأزمة الاقتصادية التي ضربت الجزائر بداية من التسعينات أدت لتزايد عدد المطالبين بالاعتراف بجنسيتهم الفرنسية”، ونقلت الوكالة أن القضاء بات يصطدم بوثائق مزوّرة ”طالت الشجرة العائلية لجزائريين وبدّلوها بما يثبت أنهم من سلالة مواطنين فرنسيين”.
    وطرح التقرير من زاوية لا تشمل الجزائريين الذين يعيشون على الأراضي الفرنسية ويطلبون الجنسية وفق القوانين والشروط، ولا الجزائريين الذين ولدوا قبل استقلال الجزائر عام 1962، ومعلوم أن باريس تسعى في إطار سياستها الجديدة المتعلقة بالهجرة، إلى ضم الجزائريين إلى باقي المهاجرين، وأن تطبق عليهم نفس الإجراءات التي تطبق على كافة الأجانب الذين يعيشون بفرنسا، بمعنى إلغاء أو تعديل إتفاقية 1968 التي تمنح المهاجرين الجزائريين وحدهم من بين باقي المهاجرين حق الاستفادة من بطاقات إقامة صالحة لمدة 10 سنوات، إلى جانب أن الجزائريين بدون وثائق هم الوحيدون الذين تسوي فرنسا أوضاعهم في غضون 10 سنوات، بعد الإقامة المتتالية على الإقليم الفرنسي، زيادة على أن الجزائريين يستفيدون من بطاقة الإقامة المؤقتة، بغرض تمكنهم من تلقي العلاج أو القيام بنشاط تجاري.
    ويوضح التقرير أن قرابة 70 ألف جزائري حصلوا على الجنسية الفرنسية، بواسطة حكم قضائي أو مرسوم، وتصفهم بأنهم أقلية لكن ”جميع العائلات المنحدرة من هذه الفئة يحق لها في واقع الأمر طلب الاعتراف بالجنسية الفرنسية”، في حين أن الغالبية الكبرى من الجزائريين حصلت على الاعتراف بالجنسية وفقا للقانون المدني وقانون الأهالي خلال فترة الاحتلال الفرنسي ما بين (1830 و1962). وتطرح ملفات التزوير، حسب الفرنسيين، داخل دائرة ”فئة الأقلية”، ويقول التقرير إنه ”يكفي عرض الحكم أو المرسوم الخاص بالاعتراف بالجنسية وإثبات الصلة العائلية بصاحبها من خلال عقود الزواج ووثائق الميلاد”. وذكر التقرير أن السلطات الفرنسية أمام ملف شائك بحكم أن ”تحويل الأسماء وترجمتها من العربية أو الأمازيغية يخلف أخطاء بالإضافة إلى عقود زواج دينية لم تسجل بالحالات المدنية”، أمر ”يستغله جزائريون في تزوير وثائق وهويات وخلق أصول عائلية مزورة”، وفي ختام التقرير يطالب متابعون قانونيون للعملية بأن ”تجلس الحكومتان الجزائرية والفرنسية على طاولة واحدة وفتح الأرشيف لمنع تزوير الأصول العائلية”.
    وتريد باريس ترغيب الجزائر قبول اتفاق على أساس سياسة ”الكوطة”، مثل ما هو حال عدد من الدول الإفريقية ومن بينها تونس، وبين البلدين ورشة ثنائية لهذا الأمر لكنها متوقفة بسبب تحفظات جزائرية، وتطالب الجزائر بـ”صيانة كرامة واحترام الجزائريين” بفرنسا في أي مناقشات محتملة، دون المساس بالمزايا المضمونة في اتفاقية .1968

    http://www.elkhabar.com/ar/index.php?news=239171

  • استغلوا قانون الأهالي الذي يسمح لهم بامتلاكها إن كان أجدادهم يحوزونها
    جزائريون يتنكرون لبلدهم ويزوّرون نسبهم من أجل الجنسية الفرنسية

    2010.12.19

    قال مصدر قضائي فرنسي إن العدالة الفرنسية سجلت انفجارا في طلبات الحصول على الجنسية الفرنسية من لدن الرعايا الجزائريين، وبخاصة أولئك المولودين في الجزائر إبان الفترة الاستعمارية، واتهم بعضهم باللجوء إلى تزوير شجرة النسب العائلي من أجل الحصول على اعتراف بالجنسية من القضاء الفرنسي

    حوالي 70 ألف شخص مولودون إبان الحقبة الاستعمارية حصلوا عليها
    أفاد مصدر قضائي فرنسي لوكالة الأنباء الفرنسية، فضل عدم الكشف عن هويته، بأنه تم تسجيل تزايد ملحوظ على طلب الحصول على الجنسية الفرنسية، على وجه الخصوص منتصف التسعينات إبان الأزمة الأمنية في الجزائر التي رافقتها أزمة اقتصادية، مضيفا أن الأمر لا يتعلق بالجزائريين المقيمين بصفة عادية في فرنسا، وإنما شمل أيضا أولئك الذين ولدوا بالجزائر إبان الاحتلال الفرنسي، بهدف استعادة الجنسية الفرنسية.
    وكشف المصدر عن حصول حوالي 70 ألف شخص المولودين إبان الحقبة الاستعمارية على الجنسية الفرنسية، بواسطة حكم قضائي أو عن طريق مرسوم، مشيرا إلى أن قلة فقط من أبناء الجزائريين المولودين في تلك الحقبة، تعلم بأن لها الحق في طلب الاعتراف بالجنسية الفرنسية، وفق القانون المدني الفرنسي وقانون الأهالي إبان فترة الاحتلال.
    وأضاف المصدر، الذي يشتغل كمحام في منطقة سان دوني الفرنسية، أن أبناء وأحفاد الجزائريين الذين كانوا يتمتعون بالجنسية الفرنسية إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر، لهم الحق في طلب الاعتراف بالجنسية الفرنسية، موضحا أن الطالب يكفيه فقط تقديم إثبات امتلاك الجد للجنسية الفرنسية، ومن ثم استخراج شجرة النسب العائلي بواسطة شهادات الزواج والميلاد، وقال إن العوائق التي تحول دون الحصول على إثبات الجنسية الفرنسية للجد هو التداخل والتشابك في كتابة الأسماء بين اللغة العربية والفرنسية.
    وكانت القنصلية العامة الفرنسية بالجزائر، قد تلقت ما يناهز 100 ألف طلب للاعتراف بالجنسية الفرنسية، في حين تم قبول مئات الملفات فقط، حيث اقترح المحامي ضرورة وضع إطار عمل مشترك بين الجزائر وفرنسا وفتح الأرشيف المشترك، وبعث ميكانيزمات وأنظمة لمراقبة الأحكام القضائية الصادرة إبان فترة الاحتلال لفرنسي للجزائر.

    حسان. ح

    http://www.al-fadjr.com/ar/national/169284.html

  • تزايد عدد الجزائريين المطالبين بحقهم في الجنسية الفرنسية.. من بلادهم
    2010-12-20

    باريس ـ ا ف ب: يواجه القضاء الفرنسي منذ نحو 15 سنة طلبات متزايدة من عدة جزائريين للاعتراف بحقهم في الجنسية الفرنسية حتى ان بعضهم لا يتردد في تزوير وثائق هويته ليثبت انه يتحدر من مواطنين حصلوا على الجنسية الفرنسية.
    واوضح محام ترافع عن ملفات عدة امام المحكمة العليا في باريس لفرانس برس ان ‘عدد الطلبات ارتفع كثيرا اعتبارا من منتصف التسعينات تحت تأثير الارهاب والأزمة الاقتصادية’ في الجزائر. ولا يتعلق الامر باجراءات التجنيس التي تسمح للجزائريين المقيمين في فرنسا بالحصول وفق شروط على الجنسية ولا بتلك المتعلقة بالمولودين قبل استقلال الجزائر والذين يحق لهم الحصول عليها وفق شروط ايضا.
    كما يعتبر كافة الاطفال المولودين في فرنسا اعتبارا من الاول من كانون الثاني/يناير 1963 من والدين جزائريين، فرنسيي المولد اذا ولد احد والديهما في الجزائر قبل استقلالها.
    لكن بامكان فئة اخرى من الجزائريين المطالبة بالجنسية، ففي حين كانت الاغلبية الساحقة من الجزائريين تخضع للقانون المدني المحلي وقانون السكان الاصليين خلال عهد الاستعمار (1830-1962) حصلت اقلية صغيرة (سبعون الف شخص حسب بعض التقديرات) على الجنسية الفرنسية عبر قرار قضائي او مرسوم حكومي.
    واوضح المحامي طالبا عدم كشف هويته ان من حق المتحدرين من هذه الاقلية المطالبة بالجنسية الفرنسية بحكم النسب مؤكدا ان عشرات آلاف الجزائريين في الجزائر يجهلون انهم فرنسيون وبامكانهم المطالبة بالجنسية الفرنسية في اي وقت.
    ويكفي لذلك ابراز الحكم القضائي او المرسوم الذي منح سلفهم الجنسية الفرنسية ثم اثبات النسب عبر شهادات الزواج والميلاد.
    وقال استاذ في اللغة الانكليزية وصل الى فرنسا في العام 1998 لفرانس برس ‘في عائلتي نحن ستون شخصا حصلنا على الاقرار بحقنا في الجنسية الفرنسية’.
    وتعذر الحصول على رد من وزارة الداخلية لدى سؤالها حول حجم هذه الظاهرة. غير ان الاجراءات ليست دائما سهلة اذ قد تحصل اخطاء عند كتابة الاسماء العربية او البربرية باللغة الفرنسية او قد يكون السلف اكتفى بزواج ديني او عرفي لم يسجل في القيد المدني او لان المحاكم الجزائرية لا تعطي سوى نسخة من الحكم.
    ويدفع هذا التعقيد ببعض الجزائريين الى تزوير الوثائق لا سيما تلك التي تثبت نسبهم. وقد قررت محكمة الجنح في مو (شرق باريس) الشهر الماضي ارجاء محاكمة رجل اتهم بتزوير وثائق سجله المدني قبل تسعة اعوام الى الاول من شباط/فبراير. واتهم الجزائري مولود العاج (54 سنة) ابن عمه رمضان بتزوير وثائق و’استعمال سجل مدني مزور’ وقال ‘انه زور نسبه من اجل الحصول على الجنسية الفرنسية’.
    وفي الجزائر تناقلت الصحف خلال الفترة الاخيرة عدة قضايا مشابهة تدارستها المحاكم المحلية.
    وكشف قنصل فرنسي عام في الجزائر ان مئة شخص فقط حصلوا على الجنسية الفرنسية من اصل مئة الف طلب سنة 2005. وتفاديا للتزوير اقترح المحامي فتح ارشيف الحكومتين واقامة نظام للتحقق من الاحكام الصادرة خلال عهد الاستعمار.

    http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\20qpt76.htm&arc=data\2010\12\12-20\20qpt76.htm