تاريخ

”لوموند” تحتفل بإصدار عددها الـ20000؛ كيف تمت عملية اغتيال رضا حوحو؟

lemonde20000
اِحتفلت جريدة ”لوموند” الفرنسية، بصدور عددها الـ20000، بإصدار أهم روبورتاجاتها الصحفية الصادرة منذ عام 1944، في عدد خاص حمل أهم 20 صفحة أولى في تاريخ الصحيفة. وكانت المناسبة بمثابة فرصة لإثارة الحديث عن علاقتها مع الجزائر.
خلال برنامج بثته إذاعة ”فرانس أنتر”، انتقد الصحفي المعروف ”إدوي بيلنال”، الذي تولى إدارة تحرير يومية لوموند بين 1996 و ,2004 خلو الصفحات الأولى المختارة من أي موضوع من المواضيع التي تمس العالم الثالث، أو ما جرى خارج نطاق العالم الغربي.
ولكن الجريدة التي أنشأها الجنرال ”دوغول”، عشية تحرير فرنسا من النازية، لتتوجّه إلى العالم، تفادت هذا المطب المهلك في مجموعة مكونة من أهم 100 روبورتاج نشرته الصحيفة منذ نشأتها. وحتى وإن لم يتفق القارئ مع بعض أطروحات الجريدة التي تمثل اِئتلافا من المسيحيين الاجتماعيين والإصلاحيين الاِشتراكيين، فإنه لا يسعه إلا أن يقدّر الروح العالية والكفاءة المهنية التي تستشف من هذا الكم الهائل من المائة روبورتاج التي مست العالم الثالث هذه المرة.
وكان حظ الجزائر منها 5 روبورتاجات؛ الأول كتبه ”جورج بونشونيي”، عن عملية مداهمة الحي العربي في مدينة قسنطينة جرت في أفريل .1956 الثاني للصحفي ”أوجين مانوني” يصف فيه حالة الطوارئ في الشرق الجزائري أثناء رحلة على الطريق الوطني رقم 5، في ديسمبر .1956 ويروي الروبورتاج الثالث، وهو لنفس الصحفي ”أوجين مانوني” تفاصيل يوم 13 ماي 1958 الشهير، الذي سعى فيه جنرالات من غلاة الاستعمار إلى الانقلاب على السلطة المركزية في باريس وإنشاء نظام شبيه بذلك الذي كان في إفريقيا الجنوبية. في حين، يتحدث الروبورتاج الرابع، وهو للصحفية ”فلورانس بوجيه” عن رحلة المجاهدة الجزائرية ”لويزات إيغيل أحريز” بحثا عن ذلك العسكري (الرائد ”ريشو”) الذي عاملها بإنسانية ورفق أثناء توقيفها من طرف قوات الاحتلال خلافا لآخرين عذبوها (ولا حاجة لإضافة كلمة ”بوحشية” لأن التعذيب وحشي أصلا مهما كانت درجاته). والروبورتاج الخامس، هو، أيضا، لـ ”فلورانس بوجيه”، وهو وصف دقيق لرحلة قامت بها مجموعة من الأقدام السوداء إلى الجزائر في .2006
وفي الروبورتاج الخاص بعملية مداهمة الحي العربي بقسنطينة والذي يحمل عنوان ”المداهمة الكبرى في قسنطينة”، يصف الصحفي ”بونشونيي” وصفا دقيقا لرد فعل المدعو ”س” الشخصية المعروفة في قسنطينة، على اغتيال محافظ الشرطة المدعو ”سمرسيلي”؛ وقد جرى هذا الانتقام بمقهى محاذٍ لمبنى الاستعلامات العامة التابعة للشرطة بالمدينة. وقد حمل ”س” مسدسه وشرع في قتل من وجده أمامه من العرب. وعندما جاءت الشرطة بدا الأمر كما لو أن شيئا لم يحدث. فالقضية التي تهم الشرطة ليست هذه المذبحة ضد العرب الذين كانوا يسكنون أسفل المدينة، بل تكمن في معرفة من قتل محافظ الشرطة. و”في العملية الأولى من نوعها في شمال إفريقيا” على حد تعبير الصحفي، أقدمت الشرطة على محاصرة حي العرب واعتقلت كل الذكور الذين تفوق أعمارهم الخمس عشرة سنة. ثم قامت الشرطة بمداهمة المساكن والمحلات وأرعبت ونهبت. وفي يوم الغد، وجد العديد من العرب قتلى ملقاة جثثهم في الشوارع، من هؤلاء الكاتب الجزائري المعروف ”أحمد رضا حوحو” والتاجر ”رابح قشيد” والمناضل الشيوعي ”علي بودور” وغيرهم…

المصدر :باريس: مراسل ”الخبر” سالم ميها
2009-05-19

http://www.elkhabar.com/quotidien/?ida=157405&idc=32

رابط تنزيل العدد 20000 من جريدة لوموند بجميع ملحقاته:

http://rapidshare.com/files/234710839/20090515.zip