سياسة

سيد احمد غزالي: أطراف في السلطة لم تكن مقتنعة ببوضياف وراء مقتله

سيد احمد غزالي في مقابلة مع وقت الجزائر
لو علمت أننا سنصل إلى ما نحن عليه لما أوقفت المسار الانتخابي

سعيدة بعيط
قال سيد إحمد غزالي لم أكن انتظر شيئا جديدا من خطاب رئيس الجمهورية، فالتغيير لا يأتي من رئيس الجمهورية وإنما من النظام .
وتساءل في سياق حديثه معنا بإقامته ما الذي دفع الرئيس الى الكلام، إن الرئيس لم يتكلم الى الشعب بناء على تحليل أو تشخيص موضوعي للوضعية الحالية، انما انطلاقا من تشخيص به خلل، إذا كان كل شيء على ما يرام كما عبر عنه الرئيس، فما الذي يدفعه الى الإعلان عن ما أسماه إصلاحات؟ .

بوتفليقة قدم خطابا خاطئا بناء على تشريح خاطئ
وأضاف لقد كان خطاب الرئيس متناقضا، فمن جهة يتكلم على مشاكل في البلد، ومن جهة أخرى يقول انه حقق انجازات عظيمة ، مرجعا سبب مخاطبته الشعب إلى تخوفه من تكرار ما حدث في بعض البلدان العربية، على غرار تونس ومصر وليبيا في الجزائر. هذا فيما يخص الشق الأول من الخطاب.
أما عن الخطاب في شقه الثاني، فقال غزالي إن الرئيس تكلم فيه عن تعديل الدستور، وأردف نحن لسنا بحاجة إلى تعديل الدستور، بل الى تطبيق ما جاء في الدستور الذي تم اختراقه ، فكل القوانين في الجزائر خرقت، والحلول التي تقدم بها بوتفليقة في خطابه خاطئة بناء على تشريح خاطئ .
وعن اعتماد الأحزاب، حلل غزالي خطاب الرئيس بقوله قال الرئيس إنه سيتخذ إجراءات ستسمح بنوع من الانفتاح السياسي، ففي هذا الحالة أراد أن يقول شيئين، إما أنه اخترق القانون وانحرف عن مبادىء الدستور، التي تكرس إنشاء الأحزاب والجمعيات السياسية وسيتراجع عن هذا الخرق، ليسمح بتطبيق مبادئ الدستور، أو أنه يفكر في قانون آخر يكون أكثر انغلاقا.
ويرى رئيس الحكومة الأسبق، أن الرئيس ليس السلطة المطلقة، التي تتخذ القرارات، وإنما هناك نظاما هو المسؤول عن القرارات وعن الوضعية، التي آلت إليها البلاد، وستؤدى في الأخير إلى صدام بين السلطة والشعب، فالنظام عمد الى كبت الوسيط بين السلطة والمجتمع المدني، وذلك من خلال عدم اعتماده الأحزاب والجمعيات السياسية، والتضييق على وسائل الإعلام، وخاصة الثقيلة منها، فالإصلاح هو احترام القوانين والدستور، وما يجري في الوقت الراهن هو التناقض بين مضمون الخطاب السياسي، وما يجرى في الميدان، فالخطاب مبنى على اللامسؤولية، لان صاحبه يعرف انه لن يخضع للمساءلة، فالنظام حسب غزالي يتميز بخاصيتين، هي عدم احترام القوانين واللامسؤولية. فالمسؤول يعلم جيدا انه لن تكون هناك آليات لمحاسبته، وبهذه القناعة يتخذ القرارات، لان الذي ينطلق من فكرة أن كل كلمة ينطق بها سيحاسب عليها سيتحلى بالمسؤولية، ويحسب لكل قرار يتخذه.
سألت وقت الجزائر غزالي، الذي كان من بين الذين شاركوا في قرار وقف المسار الانتخابي سنوات التسعينات، غداة فوز جبهة الإنقاذ، عن رأيه في القرار بعد مرور 20 سنة، فأجاب بدون تفكير: لو علمت أن الجزائر ستصل الى ما وصلت إليه في الوقت الراهن، لما أوقفت المسار الانتخابي في التسعينات لما فازت الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالأغلبية . وأضاف أنا كنت أظن أن توقيف المسار الانتخابي سيجنب الجزائر الوقوع تحت وطأة نظام جائر، وان نتائجه ستنعكس بالسلب على مصالح الجزائر، ففي تلك الفترة كان همي مصلحة الجزائر، إلا انه بعد قرابة عشرين سنة، اكتشفت أن النظام الراهن أسوأ بكثير من الإسلاميين، فأنا لست نادما لأنني كنت أظن أن النظام سيأخذ العبرة، ومنه الصيرورة بالجزائر نحو الأحسن، لكن تفاجأت بمرور السنوات أن الجزائر سائرة نحو الأسوإ .

أطراف لم تكن مقتنعة ببوضياف وراء مقتله
اعتبر سيد أحمد غزالي أن النظام، الذي كرسه بومدين، هو الذي أوصل الجزائر إلى العشرية السوداء، وليس توقيف المسار الانتخابي، متهما ما اسماه النظام بزرع فكرة في ذهن المواطن مفادها أن توقيف المسار الانتخابي ومنع الإسلاميين من اعتلاء السلطة، كان وراء دخول الجزائر في دوامة الدم .
ويري محدثنا أن النظام فعل ذلك لتبرئة نفسه، لأنه يتحمل جزءا من المسؤولية، فالفيس، كما أضاف، غزالي لم يكن المسؤول الوحيد عن العنف .
وتكلم غزالي عن أحداث أكتوبر، وقال إن النظام خلقها لغاية في نفسه، ليتفاجأ بظهور قوى أخرى اغتنمت فرصة أحداث أكتوبر واستثمرتها لصالحها، فأحداث أكتوبر في الحقيقة هي امتداد للنظام تحت غطاء الانفتاح، وهذا ما سيحدث مستقبلا أيضا .
قال غزالي إنه ترأس الحكومة في فترة كانت الأكثر دموية وصعوبة، وإنه تحلى، خلالها، بروح المسؤولية، وكان يعمل لصالح البلد والشعب، ولكن مقتل الرئيس بوضياف دفع به إلى الاستقالة، حيث كشف لـ وقت الجزائر انه كتب رسالة من أربع صفحات آنذاك شرح فيها الكثير من الأمور والمعطيات وظروف الاستقالة ومقتل الرئيس، إلا انها لم تر يوما النور في وسائل الإعلام، وعبر بقوله المعروف أنني استقلت بسبب مقتل بوضياف ومقتل هذا الأخير تقف وراءه أطراف لم تكن مقتنعة بمجيئه على هرم السلطة .

ثورات العالم العربي تحركها أياد خفية والتحالف الغربي وراء المعارضة الليبية
اعتبر سيد احمد غزالي أن الثورات، التي حدثت في العالم العربي، على غرار مصر وتونس، ليست ثورات شعبية محضة، وقال ربما كانت انطلاقتها شعبية، ولكن أكيد أن هناك أياد خفية تحركها، فلحد الساعة ليست لنا معطيات تسمح لنا بالحكم عليها بأنها ثورات شعبية، فهي تحركها أطراف من داخل المجتمع أو من دول أجنبية.
مضيفا أن المعارضة الليبية، التي تتهم الجزائر بدعم القذافي بالسلاح والمرتزقة، تحركها أياد أجنبية، خاصة أمريكا لتحقيق بعض المطامع.

 

http://www.wakteldjazair.com/index.php?id_rubrique=287&id_article=18659

كلمات مفتاحية

2 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • توقيف المسار الانتخابي، مقتل بوضياف، أحداث أكتوبر….
    الجزائر: سيد احمد غزالي يفجر قنابل جديدة بتصريحات جريئة

    محمد بن عمار

    أطلق سيد احمد غزالي رئيس الحكومة الأسبق، عبر جريدة “وقت الجزائر” في عددها الصادر اليوم الخميس 21 أفريل، تصريحات جريئة جدا، تتعلق بالنظام الجزائري، وبتوقيف المسار الانتخابي بداية التسعينات، وحول ظروف اغتيال الرئيس الأسبق محمد بوضياف، ويرى أن الرئيس بوتفليقة قدم خطابا خاطئا ومتناقضا للأمة.

    ويظهر من خلال تصريحات سيد احمد غزالي، انه يحس بالندم لتوقيف المسار الانتخابي غداة التسعينات، حيث يقول “لو علمت أن الجزائر ستصل إلى ما وصلت إليه في الوقت الراهن، لما أوقفت المسار الانتخابي في التسعينات لما فازت الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالأغلبية”، وبحسب غزالي، فإن مساهمته في توقيف المسار الانتخابي كان لتجنيب الجزائر الوقوع في مخالب نظام جائر في إشارة منه إلى الإسلاميين، غير انه يرى أن النظام الحالي “أسوأ بكثير من الإسلاميين”.

    ويدين غزالي النظام الحالي، حيث يقول انه “زرع فكرة في ذهن المواطن مفادها أن توقيف المسار الانتخابي ومنع الإسلاميين من اعتلاء السلطة، كان وراء دخول الجزائر في دوامة الدم”، والهدف حسبه هو ” لتبرئة نفسه، لأنه يتحمل جزءا من المسؤولية، فالفيس، لم يكن المسؤول الوحيد عن العنف”.

    وعن مقتل الرئيس الأسبق، محمد بوضياف، فيكشف غزالي ولأول مرة أن مقتل بوضياف “تقف وراءه أطراف لم تكن مقتنعة بمجيئه على هرم السلطة”، وان استقالته كانت بسبب هذا.

    ويعرج غزالي على الأحداث التي تعيشها الجزائر حاليا، حيث يعطي دلالات على أن النظام سيقوم بخطوة شبيهة لتلك التي حصلت في أكتوبر 88، وحسب غزالي فان أحداث أكتوبر خلقها النظام “لغاية في نفسه”.

    وبخصوص خطاب الرئيس بوتفليقة، فيرى غزالي انه “خاطئ ومتناقض، فمن جهة يتكلم على مشاكل في البلد، ومن جهة أخرى يقول انه حقق انجازات عظيمة”، “كل القوانين في الجزائر خرقت، والحلول التي تقدم بها بوتفليقة في خطابه خاطئة بناء على تشريح خاطئ”، وبخصوص نية بوتفليقة في إصلاحات سياسية، فيرى غزالي “ففي هذا الحالة أراد أن يقول شيئين، إما أنه اخترق القانون وانحرف عن مبادئ الدستور، التي تكرس إنشاء الأحزاب والجمعيات السياسية وسيتراجع عن هذا الخرق، ليسمح بتطبيق مبادئ الدستور، أو أنه يفكر في قانون آخر يكون أكثر انغلاقا”.

    ويصفه أيضا بأنه “مبنى على اللامسؤولية، لأن صاحبه يعرف انه لن يخضع للمساءلة”، ويقول إن بوتفليقة خاطب الشعب لـ “تخوفه من تكرار ما حدث في بعض البلدان العربية، على غرار تونس ومصر وليبيا”.

    وبخصوص الثورات التي حدثت في العالم العربي، فيرى غزالي إنها “ليست ثورات شعبية محضة، ربما كانت انطلاقتها شعبية، ولكن أكيد أن هناك أياد خفية تحركها”، “المعارضة الليبية، التي تتهم الجزائر بدعم القذافي بالسلاح والمرتزقة، تحركها أياد أجنبية، خاصة أمريكا لتحقيق بعض المطامع”.

    http://www.tsa-algerie.com/ar/politics/article_3981.html

  • آه.. لو كنت نائبا عاما؟!

    2011.04.22
    قال رئيس الحكومة الأسبق سيد أحمد غزالي: إن النظام الجزائري فيه خاصية خالدة وهي أن المسؤول الجزائري لا يحاسب على ما يفعل ويقول.. وإن هذه الخلاصة السياسية التي وصل إليها غزالي هي نتيجة تجربة وممارسة!
    ومن هذا المنطلق قال بلا مسؤولية عما يقول: إن هناك بعض الأطراف التي كانت غير مقتنعة بمجيء بوضياف إلى الحكم هي التي كانت وراء قتله!؟ ولم يقل لنا غزالي من هي هذه الأطراف المجرمة التي ارتكبت الجرم الشنيع هذا.. خاصة وأن الرجل كان رئيس حكومة عندما نفذت هذه الأطراف جرمها هذا! ألا يعتبر هذا تسترا على القتلة من طرف رئيس الحكومة؟! أم أن الرجل يقول كلاما غير مسؤول عنه تماما مثلما قال: إن المسؤول الجزائري لا يحاسب على ما يفعل ويقول؟!
    الإصلاحات التي يريدها الشعب هي الإصلاحات التي تجعل النائب العام يتحرك تلقائيا عندما يسمع رئيس حكومة سابق يقول إنه يعرف جهات محدودة مسؤولة عن قتل رئيس دولة ولا يبلغ عنها! أو يسمعه يقول: إنه نادم على تعطيل العمل بالدستور وإيقاف المسار الانتخابي وإدخال البلاد في دوامة العنف.. وأنه ارتكب ذلك من قبيل الخطإ وليس الفعل المرتكب مع سبق الإصرار والترصد! ولا يسأل غزالي عن تسميم الحياة السياسية كما سئل في مصر وفي تونس رؤساء الحكومات والرؤساء؟!
    الطريف في الموضوع أن غزالي ناضل في صفوف الحزب الحاكم حاليا باسم التحالف ووصل به إلى أن صار رئيس حكومة يوقف الانتخابات ويعطل إرادة الشعب باسم هذا الحزب أو باسم أنه الحزب الذي انحرف ويستحق الإبعاد من السلطة.. ولكنه الآن يريد تشكيل حزب جديد للنضال به والوصول إلى السلطة؟! ولا يسأل غزالي: لقد وصلت إلى السلطة ولم تفعل بها شيئا بل أدخلت بها البلاد في عشرية الدم.. فلماذا تطلب السلطة من جديد؟!
    أهم إصلاح يمكن أن يقتنع به الشعب هو ذلك الذي يصنع آليات جدية تسأل المسؤول عما فعل وعما قال خلال حكمه، وبدون ذلك لا معنى لأي إصلاحات! هل سمعتم بوزير واحد في الجزائر أو رئيس حكومة سئل عما فعل أو قال خلال ممارسته الحكم؟! فالوزراء ورؤساء الحكومات.. وكل الزعامات يتمتعون بحصانة عدم المساءلة.. وهذا هو السبب الرئيسي في تعاظم الفساد في البلاد وتحوله إلى سياسة قائمة بذاتها!
    فهل بعد هذا يأمل المصلحون أن يأتي الإصلاح من رموز الفساد؟!

    بقلم: سعد بوعقبة

    http://www.al-fadjr.com/ar/point_organisation/180798.html